العدد : ١٧٣٨٨ - الجمعة ٣١ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٨٨ - الجمعة ٣١ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

هل يتجه العالم إلى تصفية قضية التغير المناخي؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الأحد ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

تاريخ‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وسخونة‭ ‬الأرض‭ ‬مظلم‭ ‬وأسود‭ ‬منذ‭ ‬الفترة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬رئاسته‭. ‬فهو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حرب‭ ‬وعداء‭ ‬مزمن‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الدولية‭ ‬العامة‭ ‬والمشتركة‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬الغنية‭ ‬منها‭ ‬والفقيرة،‭ ‬المتقدمة‭ ‬منها‭ ‬والمتأخرة،‭ ‬فالجميع‭ ‬يقف‭ ‬سواسية‭ ‬كأسنان‭ ‬المشط‭ ‬أمام‭ ‬تداعياتها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُبقي‭ ‬ولا‭ ‬تذر‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬ترامب‭ ‬يقف‭ ‬ضدها‭ ‬كليًّا،‭ ‬بل‭ ‬ويعرقل‭ ‬ويبعثر‭ ‬جهود‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الساعية‭ ‬نحو‭ ‬مواجهتها،‭ ‬ومكافحتها‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬تشريعي‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬المعاهدات‭ ‬والتفاهمات‭ ‬الدولية‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬أولاً‭ ‬بـ«الاتفاقية‭ ‬الإطارية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‮»‬‭. ‬وهذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الإطارية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬قاعدة‭ ‬التفاوض‭ ‬الدولية‭ ‬حول‭ ‬بنود‭ ‬معاهدة‭ ‬دولية‭ ‬مشتركة‭ ‬يلتزم‭ ‬بها‭ ‬الجميع‭.‬

فترامب‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬جبهات‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬السلطة‭ ‬ودخوله‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬حكمه،‭ ‬واليوم‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الثانية‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬إضعاف‭ ‬وإفشال‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية،‭ ‬وتصفية‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬برمتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توجيه‭ ‬ضربات‭ ‬قاضية‭ ‬تُسقط‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬كليا‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬واجتماعات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المناخية‭. ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬يعمل‭ ‬ترامب‭ ‬جاهداً‭ ‬على‭ ‬تهميش‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأمريكي‭ ‬القومي،‭ ‬ويحاول‭ ‬اجتثاثها‭ ‬من‭ ‬هموم‭ ‬وشؤون‭ ‬المواطن‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وإحداث‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬بشكلٍ‭ ‬منهجي‭ ‬مدروس‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي‭ ‬حول‭ ‬واقعية‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬كوكبنا‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شبرٍ‭ ‬منه،‭ ‬وإقناع‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬بأن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬ظاهرة‭ ‬طبيعية‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ولا‭ ‬دور‭ ‬لبرامج‭ ‬الإنسان‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬وقوعها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬المفهوم‭ ‬الخاطئ‭ ‬والمضلل‭ ‬بأن‭ ‬تداعيات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬لا‭ ‬تضر‭ ‬بصحة‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولا‭ ‬تمس‭ ‬حياته‭ ‬العامة‭ ‬بسوء‭.‬

فالجبهة‭ ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬ثقافية‭ ‬وتوعوية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬عدم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بنزول‭ ‬واقعة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والتشكيك‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬للإنسان‭ ‬وأنشطته‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬نزول‭ ‬تداعيات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وبخاصة‭ ‬ارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ ‬وزيادة‭ ‬سخونتها‭ ‬والكوارث‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬عنها‭. ‬فبدأ‭ ‬أولاً‭ ‬بإدخال‭ ‬البعد‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬فقال‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬واصفاً‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬بأنها‭ ‬حيلة‭ ‬وخدعة‭ ‬صينية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وعرقلة‭ ‬العملية‭ ‬الإنتاجية‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭. ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬أخرى‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬أسطورية‮»‬،‭ ‬و‮«‬غير‭ ‬موجودة‮»‬‭ ‬و«خدعة‭ ‬غالية‮»‬‭. ‬وأخيراً‭ ‬قال‭ ‬وبكل‭ ‬وضوح‭ ‬مخالفاً‭ ‬الإجماع‭ ‬الدولي‭ ‬وأمام‭ ‬الملأ‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025‭ ‬إن‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬هو‭ ‬أعظم‭ ‬عملية‭ ‬احتيال‭ ‬تم‭ ‬ارتكابها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وفي‭ ‬رأيي‭ ‬كل‭ ‬التنبؤات‭ ‬التي‭ ‬قدَّمَتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كانت‭ ‬خاطئة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أضاف‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تَتَخَلصْ‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخدعة،‭ ‬فإن‭ ‬بلدك‭ ‬سوف‭ ‬يفشل‮»‬‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تحويل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي‭ ‬وتصفية‭ ‬واستئصال‭ ‬القضية‭ ‬برمتها‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي،‭ ‬كلَّف‭ ‬وزير‭ ‬الطاقة‭ ‬‮«‬كريس‭ ‬رايت‮»‬‭ (‬Chris‭ ‬Wright‭) ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النفط‭ ‬ويعادي‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬بتعيين‭ ‬خبراء‭ ‬مرتزقة‭ ‬ينشرون‭ ‬تقريراً‭ ‬جديداً‭ ‬يقدم‭ ‬رؤيته‭ ‬وسياسته‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬مخالفاً‭ ‬بذلك‭ ‬سياسة‭ ‬الحكومات‭ ‬الأمريكية‭ ‬السابقة،‭ ‬وأُطلق‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬المناخية‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬تقرير‭ ‬وزارة‭ ‬الطاقة‭ ‬المناخي‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬يوليو‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬140‭ ‬صفحة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬مراجعة‭ ‬نقدية‭ ‬لتأثيرات‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬على‭ ‬مناخ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬التقرير‭ ‬احتوى‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬بيان‭ ‬خاطئ‭ ‬ومضلل‭ ‬للرأي‭ ‬العام،‭ ‬وأحدث‭ ‬زلزالاً‭ ‬علمياً‭ ‬لدى‭ ‬علماء‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬خاصة،‭ ‬ونشروا‭ ‬تقارير‭ ‬كثيرة‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬غير‭ ‬الدقيق‭ ‬والانتقائي‭ ‬وغير‭ ‬المستقل‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يعمل‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬تغييب‭ ‬وإلغاء‭ ‬المصطلحات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬الرسمية‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬والوكالات‭ ‬الحكومية‭ ‬حتى‭ ‬ينساها‭ ‬الناس‭ ‬وتنتهي‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭. ‬فقد‭ ‬نشرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬بوليتيكو‮»‬‭ ‬مقالاً‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬وزارة‭ ‬الطاقة‭ ‬تضيف‭ ‬‮«‬التغير‭ ‬المناخي‮»‬،‭ ‬وكلمة‭ ‬‮«‬الانبعاثات‮»‬،‭ ‬و«الأخضر‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬الكلمات‭ ‬الممنوع‭ ‬تداولها،‭ ‬وعلى‭ ‬المعنيين‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬تجنب‭ ‬استخدامها‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬تعمد‭ ‬ترامب‭ ‬تهميش‭ ‬علماء‭ ‬المناخ‭ ‬محلياً‭ ‬ودولياً،‭ ‬وتشويه‭ ‬سمعتهم،‭ ‬وخبرتهم،‭ ‬وعلمهم‭ ‬حتى‭ ‬يشكك‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬مصداقيتهم‭ ‬ومصداقية‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬التي‭ ‬توصلوا‭ ‬إليها‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭. ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬التصريحات‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تليق‭ ‬برئيس‭ ‬دولة‭ ‬عظمى،‭ ‬سخر‭ ‬واستهزأ‭ ‬ترامب‭ ‬وأمام‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025‭ ‬بعلماء‭ ‬المناخ‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وقال‭ ‬إنهم‭ ‬‮«‬ناس‭ ‬أغبياء‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬تمخضت‭ ‬عن‭ ‬أبحاثهم‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬ليست‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالواقع،‭ ‬وأنها‭ ‬غير‭ ‬صحيحة،‭ ‬ولا‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬الأدلة‭ ‬العلمية‭ ‬الدامغة‭.‬

والجبهة‭ ‬الثانية‭ ‬لاجتثاث‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬قومياً‭ ‬ودوليا‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬المواجهة‭ ‬الدولية‭ ‬المشتركة‭ ‬لخفض‭ ‬انبعاث‭ ‬الملوثات‭ ‬المتهمة‭ ‬بوقوع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬وغاز‭ ‬الميثان‭. ‬أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬فقد‭ ‬انسحب‭ ‬ترامب‭ ‬مرتين‭ ‬من‭ ‬تفاهمات‭ ‬باريس‭ ‬لعام‭ ‬2015،‭ ‬فالمرة‭ ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬حكمه،‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬عند‭ ‬توليه‭ ‬السلطة‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تأخر‭ ‬وبطء‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لخفض‭ ‬الانبعاث‭ ‬وإيقاف‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض‭. ‬فوجود‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬لنجاح‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬دولي‭ ‬مشترك‭ ‬لحماية‭ ‬ارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬كوكبنا،‭ ‬فأمريكا‭ ‬تُعد‭ ‬تاريخياً‭ ‬الدولة‭ ‬الأولى‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ولذلك‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الأخلاقية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬انطلاق‭ ‬الملوثات‭ ‬المتهمة‭ ‬بسخونة‭ ‬الأرض‭.‬

وأما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬القومي‭ ‬فقد‭ ‬ألغى‭ ‬ترامب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬قانون‭ ‬قومي‭ ‬أمريكي‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بإلزام‭ ‬المصانع‭ ‬ومحطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬وعمليات‭ ‬استخراج‭ ‬النفط‭ ‬والفحم‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬من‭ ‬غازات‭ ‬الدفيئة‭ ‬والاحتباس‭ ‬الحراري‭. ‬فهذه‭ ‬الشركات‭ ‬غير‭ ‬ملزمة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬ترامب‭ ‬باتخاذ‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬لخفض‭ ‬انبعاثاتها‭. ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬فإن‭ ‬ترامب‭ ‬يحارب‭ ‬استخدام‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬البديلة‭ ‬والنظيفة‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬وغيرهما،‭ ‬ويشجع‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬استخراج‭ ‬وحرق‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الفحم‭ ‬في‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬لأمريكا‭. ‬بل‭ ‬وإن‭ ‬ترامب‭ ‬أرسل‭ ‬مبعوثيه‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬ودول‭ ‬كثيرة‭ ‬أخرى‭ ‬ليحثهم‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الفحم‭ ‬والنفط،‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬غير‭ ‬الملوثة‭ ‬للهواء‭ ‬وغير‭ ‬المؤدية‭ ‬لوقوع‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭.‬

لذلك‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الممارسات‭ ‬والقوانين‭ ‬والأوامر‭ ‬التنفيذية‭ ‬التي‭ ‬أقرها‭ ‬ترامب‭ ‬منذ‭ ‬دخوله‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬أنها‭ ‬جميعها‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬هدفٍ‭ ‬واحدٍ‭ ‬كبير،‭ ‬وهو‭ ‬تصفية‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬والدولي‭.‬

فهل‭ ‬ستنجح‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بزعامة‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬دفة‭ ‬سفينة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬دون‭ ‬ركوب‭ ‬أمريكا‭ ‬على‭ ‬متنها،‭ ‬ومنع‭ ‬تصفية‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الوجودية‭ ‬لنا‭ ‬ولكوكبنا؟

 

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا