العدد : ١٧٣٣٦ - الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٦ - الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

الحرب في غزة تعمق الاستقطاب السياسي في أمريكا

بقلم: د. جيمس زغبي {

الاثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

يعتقد‭ ‬بعض‭ ‬أنصار‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أن‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬اجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬هزيمة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬انتصارا‭. ‬لقد‭ ‬حدث‭ ‬كثير‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع،‭ ‬والذي‭ ‬شمل‭ ‬مجلس‭ ‬القيادة‭ ‬التنفيذية‭ ‬الرئيسي‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬مما‭ ‬يجعلني‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تحقيق‭ ‬تقدم‭.‬

في‭ ‬لجنة‭ ‬القرارات‭ ‬بالحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬نوقش‭ ‬قراران‭ ‬منفصلان‭. ‬وبينما‭ ‬دعا‭ ‬القراران‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬وتقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬إنسانية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عوائق‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬فقد‭ ‬ذهب‭ ‬أحد‭ ‬القرارين‭ - ‬الذي‭ ‬قدمه‭ ‬شباب‭ ‬ديمقراطيون‭ - ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬إذ‭ ‬أدان‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬تعليق‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬والاعتراف‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وردًا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬الثاني،‭ ‬قدمت‭ ‬مؤسسة‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬تبعا‭ ‬لذلك‭ ‬بديلاً‭ ‬لم‭ ‬يتضمن‭ ‬أي‭ ‬انتقاد‭ ‬للسياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬ذكر‭ ‬لوقف‭ ‬شحنات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭.‬

وكان‭ ‬هناك‭ ‬ضغط‭ ‬مكثف‭ ‬يدعم‭ ‬أو‭ ‬يعارض‭ ‬كلتا‭ ‬المحاولتين،‭ ‬حيث‭ ‬حذرت‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وبعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬المنتخبين‭ ‬والمانحين‭ ‬للحزب‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تمرير‭ ‬القرار‭ ‬الناقد‭ ‬لإسرائيل‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يقسم‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬مما‭ ‬يكلفه‭ ‬المساهمات‭ ‬والانتصارات‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬التجديد‭ ‬النصفي‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬للحزب‭ ‬فعله‭ ‬هو‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المحورية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬البلاد،‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬نقاش‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭. ‬ذلك‭ ‬تحديدًا‭ ‬ما‭ ‬فرضه‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬أليسون‭ ‬مينرلي‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭. ‬

وما‭ ‬يجب‭ ‬أخذه‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أيضًا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المناقشة‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬كانت‭ ‬المرة‭ ‬الرابعة‭ ‬فقط‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬فيها‭ ‬مناقشة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬حزبي‭ ‬رسمي‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الأربعة‭ ‬الماضية‭.‬

وفي‭ ‬عامي‭ ‬1984‭ ‬و1988،‭ ‬أمكن‭ ‬لي‭ ‬تمثيل‭ ‬حملة‭ ‬الناشط‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والمرشح‭ ‬الرئاسي‭ ‬جيسي‭ ‬جاكسون‭ ‬وتقديم‭ ‬برامج‭ ‬أساسية‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬تكريس‭ ‬الاعتراف‭ ‬بحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

ولم‭ ‬يتم‭ ‬طرح‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬تجمع‭ ‬حزبي‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬عندما‭ ‬كنا‭ ‬نمثل‭ ‬حملة‭ ‬السيناتور‭ ‬بيرني‭ ‬ساندرز،‭ ‬حيث‭ ‬قدمنا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬قرارًا‭ ‬بشأن‭ ‬فلسطين‭ ‬ضمن‭ ‬برنامجه‭ ‬الانتخابي‭.‬

وفي‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬الحالات‭ ‬السابقة،‭ ‬خسرنا‭ ‬ولم‭ ‬يُعر‭ ‬أحدٌ‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬الحزب‭ ‬اهتمامًا‭ ‬لإيجاد‭ ‬طريقةٍ‭ ‬تُراعي‭ ‬مخاوفنا‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬فشلنا‭ ‬في‭ ‬قرارنا‭ ‬لعام‭ ‬1988‭ ‬الداعي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الاعتراف‭ ‬المتبادل،‭ ‬والتسوية‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وتقرير‭ ‬المصير‭ ‬لكلٍّ‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‮»‬،‭ ‬طُلب‭ ‬مني‭ ‬إخلاء‭ ‬منصبي‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬إذ‭ ‬قيل‭ ‬لي‭ ‬إن‭ ‬وجود‭ ‬مُدافعٍ‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬سيُشكّل‭ ‬عبئًا‭ ‬على‭ ‬الحزب‭.‬

كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مختلفةً‭ ‬تمامًا،‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تغيّر‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتمتع‭ ‬ببعض‭ ‬النفوذ،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تأثيرها‭ ‬قد‭ ‬تضاءل‭.‬

تُظهر‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬يشعرون‭ ‬بغضب‭ ‬شديد‭ ‬من‭ ‬تصرفات‭ ‬إسرائيل‭. ‬فهم‭ ‬أكثر‭ ‬تعاطفًا‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ويطالبون‭ ‬بإنهاء‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬غالبًا‭ ‬بفارق‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬سبعة‭ ‬وعشرة‭ ‬أضعاف‭.‬

ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬انتخابات‭ ‬التجديد‭ ‬النصفي‭ ‬لعام‭ ‬2026،‭ ‬أصبحت‭ ‬قضايا‭ ‬دعم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وإنهاء‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بمثابة‭ ‬اختبارات‭ ‬حاسمة‭ ‬لأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬والنواب‭ ‬الديمقراطيين‭.‬

ونظراً‭ ‬لكل‭ ‬هذا،‭ ‬فإن‭ ‬قرار‭ ‬السيد‭ ‬مارتن‭ ‬بسحب‭ ‬قراره‭ ‬وتشكيل‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬لمواصلة‭ ‬الحوار‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬اعتراف‭ ‬بالتحولات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الساحة‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬وحقيقة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬أصبح‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬وغير‭ ‬قابل‭ ‬للاستمرار‭.‬

ويجب‭ ‬على‭ ‬أنصار‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أن‭ ‬يفهموا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬انتصارًا‭ ‬وخطوة‭ ‬مهمة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬في‭ ‬النضال‭ ‬الطويل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العدالة‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا