العدد : ١٧٣٣٠ - الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٠ - الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

اجتماع ترامب بتوني بلير وكوشنر في البيت الأبيض.. الدلالات والتوقعات

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

عقب‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬على‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2025،‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬عزم‭ ‬بلاده‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬ثم‭ ‬إعادة‭ ‬بنائها‭ ‬لتصبح‭ ‬‮«‬ريفييرا‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬المخطط‭ ‬الذي‭ ‬قوبل‭ ‬بالسخرية،‭ ‬ليس‭ ‬لكونه‭ ‬انتهاكًا‭ ‬واضحًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬لسخافته‭. ‬وزاد‭ ‬من‭ ‬السخرية‭ ‬فيديو‭ ‬غريب‭ ‬بتقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬شاركه‭ ‬ترامب‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬مارس،‭ ‬الذي‭ ‬أظهر‭ ‬المنطقة‭ ‬تسودها‭ ‬الفنادق‭ ‬والمنتجعات،‭ ‬وهو‭ ‬فيديو‭ ‬ادعى‭ ‬مصممه‭ ‬أن‭ ‬هدفه‭ ‬السخرية‭ ‬من‭ ‬‮«‬فكرة‭ ‬ترامب‭ ‬الجامحة‮»‬‭.‬

وبعد‭ ‬عدة‭ ‬أشهر،‭ ‬ومع‭ ‬فرض‭ ‬المجاعة‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وبدء‭ ‬تحالف‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬غزو‭ ‬أخرى‭ ‬بهدف‭ ‬مصادرة‭ ‬كامل‭ ‬أراضي‭ ‬المنطقة،‭ ‬سجل‭ ‬بول‭ ‬نوكي‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬التليغراف‮»‬‭: ‬كيف‭ ‬بات‭ ‬جليًا،‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬ليست‭ ‬‮«‬مجرد‭ ‬حلم‭ ‬ترامبي‮»‬‭.‬

ويجري‭ ‬الترويج‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬لإضفاء‭ ‬الطابع‭ ‬الرسمي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬للسيطرة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬كما‭ ‬يتضح‭ ‬مما‭ ‬وصفه‭ ‬ستيف‭ ‬ويتكوف،‭ ‬مبعوث‭ ‬ترامب‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬اجتماع‭ ‬كبير‮»‬‭ ‬سيعقد‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬أغسطس‭ ‬2025‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الحضور‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬شركاء‭ ‬ترامب‭ ‬المعتادين‭ ‬في‭ ‬التجاهل‭ ‬المتعمد‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬أثار‭ ‬حضور‭ ‬توني‭ ‬بلير،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬الأسبق،‭ ‬الذي‭ ‬رأت‭ ‬إيفانا‭ ‬كوتاسوفا،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬‭ ‬كيف‭ ‬أثار‭ ‬وجوده‭ ‬بالاجتماع‭ ‬‮«‬الدهشة‮»‬‭.‬

‮ ‬ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬قيادة‭ ‬بلير‭ ‬بلاده‭ ‬إلى‭ ‬غزو‭ ‬العراق‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬ولايته‭ ‬اللاحقة‭ ‬غير‭ ‬الناجحة‭ ‬كمبعوث‭ ‬بريطاني‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فقد‭ ‬أثار‭ ‬أكاديميون‭ ‬مثل‭ ‬شبلي‭ ‬تلحمي‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ماريلاند‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬المناقشات‭ ‬بالبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬تقلل‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬مصداقيتهم،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬تورط‭ ‬بلير‭ (‬72‭ ‬عامًا‭) ‬في‭ ‬مخطط‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يزيل‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬قسراً‭ ‬من‭ ‬أراضيهم،‭ ‬ويدمر‭ ‬إمكانية‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬في‭ ‬المستقبل؛‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مفاجئاً‭ ‬للغاية‭ ‬نظراً‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬علاقاته‭ ‬الوثيقة‭ ‬بالحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الحالية،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬توني‭ ‬بلير‭ ‬للتغيير‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬قد‭ ‬كشفته‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬رجال‭ ‬أعمال‭ ‬إسرائيليين‭ ‬للاستيلاء‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وإعادة‭ ‬تطويرها‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬نموذج‭ ‬مماثل‭ ‬للنموذج‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬واقترحه‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭.‬

‮ ‬بدأ‭ ‬بلير‭ ‬بتقييم‭ ‬تعليقاته‭ ‬الخاصة‭ ‬تجاه‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬الذي‭ ‬سببته‭ ‬إسرائيل‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وبعد‭ ‬إبداء‭ ‬أسفه‭ ‬لاستحالة‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أقر‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬ينهي‭ ‬الصراع‭ ‬نهائياً‭ ‬هو‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‮»‬؛‭ ‬تحدث‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬حكم‭ ‬غزة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬طرف‭ ‬ثالث‭ ‬لم‭ ‬يسمه،‭ ‬ويمكنه‭ ‬‮«‬بدء‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‮»‬‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬كوتاسوفا،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأنشطة‭ ‬الرسمية‮»‬‭ ‬لبلير‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬محصورة‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬بالمشاريع‭ ‬التجارية‭ ‬الخاصة‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬إعلامي‭ ‬متقطع‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬تنحيه‭ ‬عن‭ ‬منصبه‭ ‬كمبعوث‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬فإن‭ ‬التخطيط‭ ‬لمخطط‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬ريفييرا‮»‬‭ ‬لغزة،‭ ‬قد‭ ‬صيغ‭ ‬بمساعدة‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬توني‭ ‬بلير‭ ‬للتغيير‭ ‬العالمي‮»‬‭. ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2025‭ ‬أفاد‭ ‬ستيفن‭ ‬فولي‭ ‬وجيم‭ ‬بيكارد‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬بكيف‭ ‬تعاون‭ ‬هذا‭ ‬المعهد،‭ ‬ومقره‭ ‬لندن،‭ ‬مع‭ ‬رجال‭ ‬أعمال‭ ‬إسرائيليين‭ ‬ومجموعة‭ ‬بوسطن‭ ‬الاستشارية،‭ ‬لإعادة‭ ‬‮«‬تصور‭ ‬غزة‭ ‬كمركز‭ ‬تجاري‭ ‬مزدهر»؛‭ ‬حيث‭ ‬سيتم‭ ‬إجبار‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬فلسطيني‭ ‬على‭ ‬‮«‬مغادرة‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬واستبدالهم‭ ‬بجذب‭ ‬‮«‬مستثمرين‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‮»‬‭. ‬وأضافا‭ ‬بخروج‭ ‬وثيقة‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬توني‭ ‬بلير‭ ‬تزعم‭ ‬أن‭ ‬الدمار‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬قنابل‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قد‭ ‬‮«‬خلق‭ ‬فرصة‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭ ‬إلا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

‮ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بظهور‭ ‬بلير‭ ‬بالبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬أغسطس،‭ ‬وفقًا‭ ‬لباراك‭ ‬رافيد‭ ‬ومارك‭ ‬كابوتو،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬أكسيوس‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬‮«‬كيفية‭ ‬زيادة‭ ‬تدفقات‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬غزة‮»‬‭ -‬وفقًا‭ ‬لتصنيف‭ ‬المرحلي‭ ‬المتكامل‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬مجاعة‭ ‬‮«‬من‭ ‬صنع‭ ‬الإنسان‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يواجه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬640‭.‬000‭ ‬شخص‭ ‬مستويات‭ ‬‮«‬كارثية‮»‬‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬ويعاني‭ ‬1‭.‬14‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬إضافي‭ ‬‮«‬حالة‭ ‬طوارئ‮»‬‭ ‬غذائية‭- ‬ناقش‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬الأسبق‭ ‬وأقرب‭ ‬مستشاري‭ ‬ترامب‭ ‬أيضًا‭ ‬بشكل‭ ‬متوقع‭ ‬‮«‬أفكارًا‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬حكم‭ ‬غزة‭ ‬مع‭ ‬استبعاد‭ ‬حماس‭ ‬من‭ ‬السلطة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬تقييمه‭ ‬لدواعي‭ ‬وجود‭ ‬بلير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع،‭ ‬اقترح‭ ‬تلحمي‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬محاولة‭ ‬‮«‬لإعطاء‭ ‬انطباع‭ ‬بتوسيع‭ ‬مجموعة‭ ‬مستشاري‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬لجذب‭ ‬المانحين‭ ‬الأثرياء‭ ‬لدعم‭ ‬مخططهم‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬غزة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إشارته‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إرث‭ ‬بلير‭ ‬وخاصة‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬غزو‭ ‬العراق‭ ‬الذي‭ ‬‮«‬قوض‭ ‬سمعته‮»‬‭ ‬سيقلل‭ ‬من‭ ‬مصداقية‭ ‬أي‭ ‬خطة‭ ‬دوليًا‭.‬

ويتزامن‭ ‬حضور‭ ‬بلير‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬وسمعته‭ ‬الملوثة‭ ‬مع‭ ‬حضور‭ ‬جاريد‭ ‬كوشنر‭ ‬صهر‭ ‬ترامب‭ ‬ومستشاره‭ ‬السابق‭ ‬لشؤون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬الذي‭ ‬سلطت‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬ان‭ ‬ان‮»‬‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كونه‭ ‬‮«‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬مؤيدي‮»‬‭ ‬خطة‭ ‬تحويل‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬نموذج‭ ‬مشروع‭ ‬عقاري‭ ‬أمريكي‭. ‬وزعم‭ ‬كوشنر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬إمكانية‭ ‬بناء‭ ‬عقارات‭ ‬‮«‬قيّمة‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬تنظيفها‮»‬‭ ‬أولاً،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يُشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيتضمن‭ ‬الترحيل‭ ‬القسري‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬صحراء‭ ‬النقب،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تأييدًا‭ ‬متحمسًا‭ ‬للتطهير‭ ‬العرقي‭.‬

‮ ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬هاتين‭ ‬الشخصيتين‭ ‬سيئتي‭ ‬الذكر،‭ ‬أثار‭ ‬تلحمي‭ ‬كيفية‭ ‬‮«‬غياب‭ ‬تمثيل‭ ‬عربي‭ ‬ذي‭ ‬وزن‭ ‬ثقيل‭ ‬باللقاء‮»‬‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كونهم‭ ‬‮«‬الأشد‭ ‬تأثرًا‭ ‬بأي‭ ‬نتيجة‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬توقع‭ ‬تحمل‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬الغنية‭ ‬‮«‬القدر‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬فاتورة‮»‬‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬التي‭ ‬ستستغرق‭ ‬سنوات‭.‬

‮ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه،‭ ‬كما‭ ‬أبرزت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الغارديان‮»‬،‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تفاصيل‭ ‬حول‭ ‬المقترحات‭ ‬قيد‭ ‬المناقشة‮»‬‭ ‬بين‭ ‬ترامب‭ ‬وكوشنر‭ ‬وبلير؛‭ ‬فإن‭ ‬ويتكوف‭ ‬ادعى‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬فوكس‭ ‬نيوز‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬الأشهر‭ ‬الأربعة‭ ‬المقبلة،‭ ‬وأن‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‮»‬،‭ ‬‮«‬ستقوم‭ ‬بتسوية‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭... ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬العام‮»‬‭. ‬ومضى‭ ‬يردد،‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مقنع،‭ ‬أن‭ ‬خطة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬ليست‭ ‬‮«‬قوية‮»‬‭ ‬و«حسنة‭ ‬النية‮»‬‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬‮«‬تعكس‭ ‬الدوافع‭ ‬الإنسانية‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب‮»‬‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تحفظ‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬معلومات‭ ‬ملموسة،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الأوضح‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬جدعون‭ ‬ساعر،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإسرائيلي‭ -‬الذي‭ ‬التقى‭ ‬نظيره‭ ‬الأمريكي‭ ‬ماركو‭ ‬روبيو‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬يوم‭ ‬مداولات‭ ‬بلير‭ ‬وكوشنر‭ ‬مع‭ ‬ترامب‭- ‬اصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬وإسرائيل‭ ‬متفقتان‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقبلية‭.‬

وبصفته‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬بريطاني‭ ‬أسبق‭ ‬يقدم‭ ‬المشورة‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فإن‭ ‬تورط‭ ‬بلير‭ ‬لا‭ ‬يقوض‭ ‬قضية‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يعرقل‭ ‬أيضًا‭ ‬الجهود‭ ‬المتأخرة‭ ‬للحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬لإقناع‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬دعمها‭ ‬الكامل‭ ‬لحملة‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭. ‬ومع‭ ‬تسجيل‭ ‬كوتاسوفا‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬بلير،‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عمله‭ ‬كمبعوث‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬الرباعية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬‮«‬على‭ ‬وشك‭ ‬إعلانه‭ ‬شخصًا‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬تحيزه‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أورده‭ ‬‮«‬أكسيوس‮»‬‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ويتكوف‭ ‬‮«‬كان‭ ‬يناقش‭ ‬خطة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬لغزة‭ ‬مع‭ ‬كوشنر‭ ‬وبلير‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬‮«‬عدة‭ ‬أشهر‮»‬،‭ ‬وحقيقة‭ ‬‮«‬قُربه‭ ‬من‭ ‬نتنياهو‭ ‬ومستشاره‭ ‬الأقرب‭ ‬رون‭ ‬ديرمر‮»‬،‭ ‬والمدى‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اجتماعات‭ ‬بلير‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ -‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬استقبال‭ ‬ترامب‭ ‬نتنياهو‭- ‬باتت‭ ‬تشكل‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬خطير‭ ‬للبرلمانيين‭ ‬البريطانيين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬بالسير‭ ‬إد‭ ‬ديفي،‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الليبراليين‭ ‬المعارض،‭ ‬إلى‭ ‬مطالبة‭ ‬بلير‭ ‬بإطلاع‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬فحوى‭ ‬اجتماعاته‭ ‬بالمسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والإسرائيليين،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المعلومات‭ ‬المتاحة‭ ‬لنا‮»‬‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬ترامب‭ ‬وحكومته‭ ‬‮«‬لفعل‭ ‬الشيء‭ ‬الصحيح‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

‮ ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬ويتكوف،‭ ‬بصفته‭ ‬المفاوض‭ ‬الأكثر‭ ‬ثقة‭ ‬لدى‭ ‬ترامب،‭ ‬فإن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬يضع‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬خطة‭ ‬‮«‬شاملة‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬لـ«اليوم‭ ‬التالي‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬منع‭ ‬بها‭ ‬ائتلاف‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتطرف‭ ‬تحقيق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬فرصة‭ ‬مُمكنة؛‭ ‬تنحصر‭ ‬التوقعات‭ ‬في‭ ‬قصور‭ ‬المقترح‭ ‬الأمريكي‭ ‬كمجرد‭ ‬عريضة‭ ‬بكل‭ ‬مطالب‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬فإن‭ ‬احتمال‭ ‬رفع‭ ‬إسرائيل‭ ‬سقف‭ ‬مطالبها‭ ‬حال‭ ‬وافقت‭ ‬حماس‭ ‬يبقى‭ ‬مرتفعا‭ ‬للغاية‭ ‬أيضًا‭. ‬

ومع‭ ‬تقديم‭ ‬بلير‭ ‬وكوشنر‭ ‬المشورة‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬سجلاتهما‭ ‬المذكورة‭ ‬أعلاه،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬مُضي‭ ‬حكومة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬تهوي‭ ‬إلى‭ ‬انتهاكات‭ ‬جسيمة‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي،‭ ‬وتمكينها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬المستمرة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إسرائيل‭. ‬ويتجلى‭ ‬تعنت‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬دوروثي‭ ‬شيا،‭ ‬المندوب‭ ‬الدائم‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بمهاجمة‭ ‬نزاهة‭ ‬ومصداقية‭ ‬‮«‬التصنيف‭ ‬المرحلي‭ ‬المتكامل‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‮»‬،‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬إعلانها‭ ‬مجاعة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬جراء‭ ‬قيام‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بعرقلة‭ ‬تدفق‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الضرورية‭ ‬عمدًا،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬استخدامها‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ ‬ضد‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬يدين‭ ‬هذا‭.‬

وهكذا،‭ ‬مع‭ ‬ادعاء‭ ‬متحدث‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬بلير‭ ‬للتغيير‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬لشبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬ان‭ ‬ان‮»‬‭: ‬التزام‭ ‬بلير‭ ‬‮«‬الدائم‭ ‬ببناء‭ ‬غزة‭ ‬أفضل‭ ‬لسكانها‮»‬،‭ ‬خلصت‭ ‬كوتاسوفا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬وبينما‭ ‬ينتظرون‭ ‬معرفة‭ ‬المزيد‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لشعب‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬المنطقة‭ ‬المدمرة‮»‬‭ ‬‮«‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يأملوا‮»‬،‭ ‬تحلي‭ ‬بلير‭ ‬بالنزاهة‭ ‬‮«‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬بالبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬وإبلاغه‭ ‬المجتمعين‭ ‬بعدم‭ ‬معاونة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬إخلاء‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬سكانها‭ ‬قسرًا‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا