العدد : ١٧٣٣٠ - الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٠ - الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

الضربة الإسرائيلية هل تضعف الحوثي؟!

بقلم: د. نبيل العسومي

الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬غارة‭ ‬لطائرات‭ ‬الجو‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وبتوجيه‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬استخباراتية‭ ‬عسكرية‭ ‬بوجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬وكبار‭ ‬المسئولين‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬انصار‭ ‬الله‭ ‬الحوثي‭  ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬دورية‭ ‬عقدتها‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬حركة‭ ‬انصار‭ ‬الله‭ ‬الحوثية‭ ‬بالعاصمة‭ ‬اليمنية‭ ‬لمناقشة‭ ‬وتقييم‭ ‬أداء‭ ‬ونشاط‭ ‬الحكومة‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬اغتيال‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الحوثي‭ ‬أحمد‭ ‬غالب‭ ‬الرهوي‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬تقدرها‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬بـ22‭ ‬شخصية‭ ‬سياسية‭ ‬حوثية‭ ‬هذه‭ ‬الضربة‭ ‬التي‭ ‬اعتبرتها‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬أنها‭ ‬ضربة‭ ‬موجعة‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحركة‭ ‬الحوثي‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬الضربة‭ ‬التي‭ ‬نفذتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬اغتيال‭ ‬زعيم‭ ‬الحزب‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬وذلك‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬للأمن‭ ‬الاسرائيلي‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬القيادات‭ ‬السياسية‭ ‬لحركة‭ ‬الحوثي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سياسة‭ ‬الاغتيالات‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬القيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بقيادة‭ ‬الإرهابي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬المجرم‭ ‬ضد‭ ‬القيادات‭ ‬العسكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬الموالية‭ ‬لإيران‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬محور‭ ‬المقاومة،‭ ‬وهي‭ ‬استكمال‭ ‬لمسلسل‭ ‬الاغتيالات‭ ‬التي‭ ‬نفذتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬بعد‭ ‬اغتيال‭ ‬الزعيم‭ ‬السياسي‭ ‬لحركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حماس‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيرانية‭ ‬طهران‭ ‬وزعيم‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬استهدفته‭ ‬في‭ ‬غارة‭ ‬جوية‭ ‬على‭ ‬العاصمة‭ ‬اللبنانية‭ ‬بيروت‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬عقده‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬واغتيال‭ ‬زعيم‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬يحيى‭ ‬السنوار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وبعد‭ ‬تهديد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الإٍسرائيلي‭ ‬بملاحقة‭ ‬كبار‭ ‬قادة‭ ‬الحوثي‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وبعد‭ ‬استهداف‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬محطات‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬ومخزن‭ ‬الوقود‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬حركة‭ ‬انصار‭ ‬الله‭ ‬الحوثية‭ ‬منذ‭ ‬اقتحام‭ ‬العاصمة‭ ‬صنعاء‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكومة‭ ‬غير‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬دوليا‭ ‬وفاقدة‭ ‬للشرعية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬أصلا‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء‭.‬

إننا‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الضربة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬اكدت‭ ‬الاختراق‭ ‬الأمني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ورغم‭ ‬إعلان‭ ‬إسرائيل‭ ‬نجاحها‭ ‬حيث‭  ‬شكلت‭ ‬خسارة‭ ‬لإيران‭ ‬وأذرعها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬لن‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬المواجهات‭ ‬بين‭ ‬الحوثي‭ ‬وإسرائيل‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬عملية‭ "‬طوفان‭ ‬الأقصى‭" ‬لمساندة‭ ‬غزة‭ ‬ورفع‭ ‬الحصار‭ ‬عن‭ ‬أهلها‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التحديات،‭ ‬وإن‭ ‬حركة‭ ‬الحوثي‭ ‬سوف‭ ‬تواصل‭ ‬القتال‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إطلاق‭ ‬مئات‭ ‬الصواريخ‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لاستهداف‭ ‬مطار‭ ‬بن‭ ‬جوريون‭ ‬وإجبار‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬مغادرتها‭ ‬بعد‭ ‬تهديدها‭ ‬ولضرب‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬ولبث‭ ‬الرعب‭ ‬والخوف‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬وسوف‭ ‬تواصل‭ ‬منع‭ ‬الملاحة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬لأن‭ ‬الحوثي‭ ‬عندما‭ ‬قرر‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬مساندة‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬تعرضها‭ ‬لحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ "‬طوفان‭ ‬الأقصى‭" ‬كان‭ ‬مدركا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المساعدة‭ ‬لها‭ ‬ثمنها‭ ‬لأن‭ ‬الضربة‭ ‬استهدفت‭ ‬شخصيات‭ ‬سياسية‭ ‬وليست‭ ‬قيادات‭ ‬عسكرية‭. ‬فالذي‭ ‬يقود‭ ‬ويوجه‭ ‬حركة‭ ‬الحوثي‭ ‬هم‭ ‬القادة‭ ‬العسكريون‭ ‬ومن‭ ‬أماكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬عنها‭ ‬شيء‭ ‬ولا‭ ‬يحملون‭ ‬معهم‭ ‬أجهزة‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬أماكن‭ ‬وجودهم،‭ ‬أما‭ ‬القادة‭ ‬السياسيون‭ ‬المدنيون‭ ‬فهم‭ ‬يعملون‭ ‬لتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬وللتواصل‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭.‬

وبناء‭ ‬عليه‭ ‬فإن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬لن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المواجهات‭ ‬والصدامات‭ ‬والصراعات‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تنشد‭ ‬السلام‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثمانية‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلت‭ ‬وتبذل‭ ‬لإقرار‭ ‬السلام‭ ‬وحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وفق‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬إقامة‭ ‬دولتين‭ ‬واحدة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬وأخرى‭ ‬فلسطينية‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وبعد‭ ‬تعاطف‭ ‬وتضامن‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بعد‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬والأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬والهمجية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬ضد‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬المسالمين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والمحرومين‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬ويشاهدها‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا