في غارة لطائرات الجو الإسرائيلية وبتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بناء على معلومات استخباراتية عسكرية بوجود العديد من القيادات السياسية من وزراء وكبار المسئولين من حركة انصار الله الحوثي للمشاركة في ورشة عمل دورية عقدتها الحكومة التي تشرف عليها حركة انصار الله الحوثية بالعاصمة اليمنية لمناقشة وتقييم أداء ونشاط الحكومة لعام 2024 أدت إلى اغتيال رئيس وزراء الحوثي أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء والمسؤولين تقدرها بعض المصادر بـ22 شخصية سياسية حوثية هذه الضربة التي اعتبرتها بعض المصادر أنها ضربة موجعة وغير مسبوقة منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحركة الحوثي على شاكلة الضربة التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله في لبنان وأدت إلى اغتيال زعيم الحزب حسن نصر الله وذلك للقضاء على هذه الحركة التي تشكل تهديدا للأمن الاسرائيلي.
إن هذه العملية الإسرائيلية الجديدة التي استهدفت القيادات السياسية لحركة الحوثي تأتي في إطار سياسة الاغتيالات التي تنفذها القيادة الإسرائيلية بقيادة الإرهابي بنيامين نتنياهو المجرم ضد القيادات العسكرية والسياسية في المنطقة العربية الموالية لإيران للقضاء على محور المقاومة، وهي استكمال لمسلسل الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران وزعيم حزب الله في لبنان حسن نصر الله الذي استهدفته في غارة جوية على العاصمة اللبنانية بيروت خلال اجتماع عقده حزب الله واغتيال زعيم حركة حماس يحيى السنوار في غزة وبعد تهديد وزير الدفاع الإٍسرائيلي بملاحقة كبار قادة الحوثي في اليمن وبعد استهداف القوات الإسرائيلية محطات توليد الطاقة في اليمن ومخزن الوقود ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في عدد من المناطق التي تسيطر عليها حركة انصار الله الحوثية منذ اقتحام العاصمة صنعاء في عام 2014 في ظل حكومة غير معترف بها دوليا وفاقدة للشرعية التي كانت أصلا تعاني من انقطاع الكهرباء.
إننا نعتقد أن هذه الضربة الإسرائيلية التي اكدت الاختراق الأمني الإسرائيلي ورغم إعلان إسرائيل نجاحها حيث شكلت خسارة لإيران وأذرعها في المنطقة العربية لن تؤثر على الحركة ولن يكون لها تأثير كبير على العمليات العسكرية ولا على المواجهات بين الحوثي وإسرائيل المستمرة منذ عملية "طوفان الأقصى" لمساندة غزة ورفع الحصار عن أهلها مهما كانت التحديات، وإن حركة الحوثي سوف تواصل القتال ضد إسرائيل من خلال إطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل لاستهداف مطار بن جوريون وإجبار الشركات والمؤسسات العاملة في إسرائيل على مغادرتها بعد تهديدها ولضرب البنية التحتية ولبث الرعب والخوف بين الإسرائيليين، وسوف تواصل منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر لأن الحوثي عندما قرر الدخول في معركة مساندة غزة بعد تعرضها لحرب الإبادة التي أعقبت "طوفان الأقصى" كان مدركا أن هذه المساعدة لها ثمنها لأن الضربة استهدفت شخصيات سياسية وليست قيادات عسكرية. فالذي يقود ويوجه حركة الحوثي هم القادة العسكريون ومن أماكن لا أحد يعلم عنها شيء ولا يحملون معهم أجهزة قد تؤدي إلى معرفة أماكن وجودهم، أما القادة السياسيون المدنيون فهم يعملون لتقديم الخدمات وللتواصل مع المواطنين.
وبناء عليه فإن مثل هذه العمليات لن تؤدي إلا إلى مزيد من المواجهات والصدامات والصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة التي تنشد السلام منذ أكثر من ثمانية عقود من الزمن رغم كل الجهود التي بذلت وتبذل لإقرار السلام وحل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية على أساس إقامة دولتين واحدة إسرائيلية وأخرى فلسطينية على أراضي ما قبل الخامس من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبعد تعاطف وتضامن أغلب دول العالم مع القضية الفلسطينية بعد العمليات العسكرية والأعمال الإرهابية والهمجية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني ضد السكان المدنيين المسالمين في غزة والمحرومين من أبسط مقومات الحياة ويشاهدها العالم من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك