زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
نحن شيء.. وأنتن شيء آخر
قدمت في مقالي يوم أمس دليلا دامغا على استبهال النساء، مستشهدا بنتائج مباريات في كرة القدم النسائية، وأستدرك وأقول إن التجربة علمتنني أن عواقب شتم أمريكا أو إسرائيل أهون من عواقب استفزاز النساء، فكلما كتبت مقالا أناكف فيه النساء على خفيف في شأن شطحاتهن ومساعيهن الإجرامية للتساوي مع الرجال انهالت علي النعال واللعنات عبر البريد الالكتروني: اكسر قلمك يا متخلف. لِم لسانك يا بائس. ثم جاء في الأنباء ما فعلته طبيبة لبنانية برجل أزعر ذي شوارب يرك فيها الصقر، فبعد ان تعالج من علة بسيطة تسلم تقريرا يفيد بأنه خضع لعملية إجهاض!! التقرير كتبته «طبيبة» ما يرجح تعمدها الإساءة إلينا نحن معشر الرجال والرياييل والزلمات والازلام والازوال والرجالة!! واستعيد مرة أخرى واقعة كتبت عنها من قبل، ففي ذات مرة كنت أعاني من خراج (دُمَّل) في بطني ولما اشتد علي الألم ذهبت الى قسم الطوارئ في المستشفى وكتبت الممرضة تقريرا عن حالتي وحولتني الى الطبيب الذي قرأ التقرير وانفجر ضاحكا.. كدت أفتك به ولكنه شرح لي ان الممرضة كتبت بالإنجليزية أنني أعاني من حالة حمل خارج الرحم.. أنا جعفر سليل عنتر وابن عم باراك أوباما، عندي رحم وكمان حامل؟ اللهم لا اعتراض (نتج الخطأ عن خلط في الملفات الطبية)! ما علينا. صحيح ان الأحداث المتكررة في منطقتنا أثبتت أننا شوارب على الفاضي، وقد ظلت الشعوب العربية موعودة بتحرير فلسطين وها هي اليوم تستغيث بعمرو الأمريكي. و«المستجير بعمرو عند كربته/ كالمستجير من الرمضاء بالنار».
على كل حال، إنني أدعو النساء الى نقاش هادئ، لكي يعرفن حدودهن: هل تستطيع النساء ان يأتين بامرأة من فصيلة نتنياهو؟ الرجاء عدم إطلاق صيحات الاستنكار والاستهجان، فنتنياهو رضينا ام أبينا شخص يملأ «هدومه» ولا يتزحزح عن مبادئه، بل يفعل كل ما يعينه على تحقيق مبادئه القذرة!! بلاش نتنياهو، هل من الوارد ان تظهر امرأة تنافس معمر القذافي في الأناقة والوسامة؟ هل هناك أم هول تضاهي أبو الهول؟ هل حاول الرجال مجاراة النساء، وفبركوا نوعا من الحلوى اسمه «أبو علي»، تضاهي أم علي، ولعلم النساء فهذا اسم غير موفق ولا يدعو إلى التباهي أن من يتحدث عن أكل أم علي يجلب على نفسه شبهة أنه من آكلي لحوم البشر؟ وهل على وجه الأرض امرأة تضاهي شعبولا رقة ودلالا؟ هل سمعتم بامرأة نالت بطولة الكنكان او البلوت؟ هل تستطيع امرأة حتى لو نالت عشر رخص لقيادة السيارات ان تجاري صبيا حدثا في التفحيط والتفحيص وجعل السيارة تدور حول نفسها سبع مرات خلال ثلاث ثوان؟ كفاية تبجح، وهب اننا منحنا النساء حق الترشيح والانتخاب وفازت إحداهن بمنصب رفيع يتطلب اجراء مفاوضات في الخارج: هل تقبل امرأة من عندنا ان تجلس على انفراد مع رجل من شاكلة الرئيس الامريكي الاسبق كلينتون البلبل الذي ناء على مونيكا بكلكل؟ إذا كانت الإجابة عن هذا السؤال بنعم فهذه المرأة ليست منا، وإذا كانت بلا، فبلاش حكاية المساواة في المناصب.
كنت في احدى الدول أغطي وزميلة امريكية متزوجة من عربي حفل تخريج أول دفعة من رجال الإطفاء بالهليكوبترات، وخلال استعراض الرجال مهارات الهبوط بالحبال من الهليكوبتر انقطع الحبل وسقط اثنان من ارتفاع شاهق، وكانت الكاميرا مع الامريكانية، وبداهة فقد كنا الجريدة الوحيدة التي لم تنشر صور الحادث لأن زميلتي ولأنها «امرأة» أغمى عليها وسقطت أرضا!! أما أبو الجعافر فلأنه رجل من ظهر رجل فقد هرب من موقع الحفل كي لا يرى مشهد سقوط الرجلين، وقد كانت إدارة الصحيفة رحيمة بنا، فقد اكتفت بأن خصمت من كل منا راتب يومين فقط!
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك