العدد : ١٧٣٣١ - الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣١ - الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

نحن شيء.. وأنتن شيء آخر

قدمت‭ ‬في‭ ‬مقالي‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬دليلا‭ ‬دامغا‭ ‬على‭ ‬استبهال‭ ‬النساء،‭ ‬مستشهدا‭ ‬بنتائج‭ ‬مباريات‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬النسائية،‭ ‬وأستدرك‭ ‬وأقول‭ ‬إن‭ ‬التجربة‭ ‬علمتنني‭ ‬أن‭ ‬عواقب‭ ‬شتم‭ ‬أمريكا‭ ‬أو‭ ‬إسرائيل‭ ‬أهون‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬استفزاز‭ ‬النساء،‭ ‬فكلما‭ ‬كتبت‭ ‬مقالا‭ ‬أناكف‭ ‬فيه‭ ‬النساء‭ ‬على‭ ‬خفيف‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬شطحاتهن‭ ‬ومساعيهن‭ ‬الإجرامية‭ ‬للتساوي‭ ‬مع‭ ‬الرجال‭ ‬انهالت‭ ‬علي‭ ‬النعال‭ ‬واللعنات‭ ‬عبر‭ ‬البريد‭ ‬الالكتروني‭: ‬اكسر‭ ‬قلمك‭ ‬يا‭ ‬متخلف‭. ‬لِم‭ ‬لسانك‭ ‬يا‭ ‬بائس‭. ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الأنباء‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬طبيبة‭ ‬لبنانية‭ ‬برجل‭ ‬أزعر‭ ‬ذي‭ ‬شوارب‭ ‬يرك‭ ‬فيها‭ ‬الصقر،‭ ‬فبعد‭ ‬ان‭ ‬تعالج‭ ‬من‭ ‬علة‭ ‬بسيطة‭ ‬تسلم‭ ‬تقريرا‭ ‬يفيد‭ ‬بأنه‭ ‬خضع‭ ‬لعملية‭ ‬إجهاض‭!! ‬التقرير‭ ‬كتبته‭ ‬‮«‬طبيبة‮»‬‭ ‬ما‭ ‬يرجح‭ ‬تعمدها‭ ‬الإساءة‭ ‬إلينا‭ ‬نحن‭ ‬معشر‭ ‬الرجال‭ ‬والرياييل‭ ‬والزلمات‭ ‬والازلام‭ ‬والازوال‭ ‬والرجالة‭!! ‬واستعيد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬واقعة‭ ‬كتبت‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬ففي‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬كنت‭ ‬أعاني‭ ‬من‭ ‬خراج‭ (‬دُمَّل‭) ‬في‭ ‬بطني‭ ‬ولما‭ ‬اشتد‭ ‬علي‭ ‬الألم‭ ‬ذهبت‭ ‬الى‭ ‬قسم‭ ‬الطوارئ‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬وكتبت‭ ‬الممرضة‭ ‬تقريرا‭ ‬عن‭ ‬حالتي‭ ‬وحولتني‭ ‬الى‭ ‬الطبيب‭ ‬الذي‭ ‬قرأ‭ ‬التقرير‭ ‬وانفجر‭ ‬ضاحكا‭.. ‬كدت‭ ‬أفتك‭ ‬به‭ ‬ولكنه‭ ‬شرح‭ ‬لي‭ ‬ان‭ ‬الممرضة‭ ‬كتبت‭ ‬بالإنجليزية‭ ‬أنني‭ ‬أعاني‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬حمل‭ ‬خارج‭ ‬الرحم‭.. ‬أنا‭ ‬جعفر‭ ‬سليل‭ ‬عنتر‭ ‬وابن‭ ‬عم‭ ‬باراك‭ ‬أوباما،‭ ‬عندي‭ ‬رحم‭ ‬وكمان‭ ‬حامل؟‭ ‬اللهم‭ ‬لا‭ ‬اعتراض‭ (‬نتج‭ ‬الخطأ‭ ‬عن‭ ‬خلط‭ ‬في‭ ‬الملفات‭ ‬الطبية‭)! ‬ما‭ ‬علينا‭. ‬صحيح‭ ‬ان‭ ‬الأحداث‭ ‬المتكررة‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬أثبتت‭ ‬أننا‭ ‬شوارب‭ ‬على‭ ‬الفاضي،‭ ‬وقد‭ ‬ظلت‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬موعودة‭ ‬بتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬تستغيث‭ ‬بعمرو‭ ‬الأمريكي‭. ‬و«المستجير‭ ‬بعمرو‭ ‬عند‭ ‬كربته‭/ ‬كالمستجير‭ ‬من‭ ‬الرمضاء‭ ‬بالنار‮»‬‭.‬

على‭ ‬كل‭ ‬حال،‭ ‬إنني‭ ‬أدعو‭ ‬النساء‭ ‬الى‭ ‬نقاش‭ ‬هادئ،‭ ‬لكي‭ ‬يعرفن‭ ‬حدودهن‭: ‬هل‭ ‬تستطيع‭ ‬النساء‭ ‬ان‭ ‬يأتين‭ ‬بامرأة‭ ‬من‭ ‬فصيلة‭ ‬نتنياهو؟‭ ‬الرجاء‭ ‬عدم‭ ‬إطلاق‭ ‬صيحات‭ ‬الاستنكار‭ ‬والاستهجان،‭ ‬فنتنياهو‭ ‬رضينا‭ ‬ام‭ ‬أبينا‭ ‬شخص‭ ‬يملأ‭ ‬‮«‬هدومه‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬يتزحزح‭ ‬عن‭ ‬مبادئه،‭ ‬بل‭ ‬يفعل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعينه‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مبادئه‭ ‬القذرة‭!! ‬بلاش‭ ‬نتنياهو،‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬الوارد‭ ‬ان‭ ‬تظهر‭ ‬امرأة‭ ‬تنافس‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬في‭ ‬الأناقة‭ ‬والوسامة؟‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬أم‭ ‬هول‭ ‬تضاهي‭ ‬أبو‭ ‬الهول؟‭ ‬هل‭ ‬حاول‭ ‬الرجال‭ ‬مجاراة‭ ‬النساء،‭ ‬وفبركوا‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الحلوى‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬علي‮»‬،‭ ‬تضاهي‭ ‬أم‭ ‬علي،‭ ‬ولعلم‭ ‬النساء‭ ‬فهذا‭ ‬اسم‭ ‬غير‭ ‬موفق‭ ‬ولا‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬التباهي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬أكل‭ ‬أم‭ ‬علي‭ ‬يجلب‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬شبهة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬آكلي‭ ‬لحوم‭ ‬البشر؟‭ ‬وهل‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭ ‬امرأة‭ ‬تضاهي‭ ‬شعبولا‭ ‬رقة‭ ‬ودلالا؟‭ ‬هل‭ ‬سمعتم‭ ‬بامرأة‭ ‬نالت‭ ‬بطولة‭ ‬الكنكان‭ ‬او‭ ‬البلوت؟‭ ‬هل‭ ‬تستطيع‭ ‬امرأة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬نالت‭ ‬عشر‭ ‬رخص‭ ‬لقيادة‭ ‬السيارات‭ ‬ان‭ ‬تجاري‭ ‬صبيا‭ ‬حدثا‭ ‬في‭ ‬التفحيط‭ ‬والتفحيص‭ ‬وجعل‭ ‬السيارة‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬نفسها‭ ‬سبع‭ ‬مرات‭ ‬خلال‭ ‬ثلاث‭ ‬ثوان؟‭ ‬كفاية‭ ‬تبجح،‭ ‬وهب‭ ‬اننا‭ ‬منحنا‭ ‬النساء‭ ‬حق‭ ‬الترشيح‭ ‬والانتخاب‭ ‬وفازت‭ ‬إحداهن‭ ‬بمنصب‭ ‬رفيع‭ ‬يتطلب‭ ‬اجراء‭ ‬مفاوضات‭ ‬في‭ ‬الخارج‭: ‬هل‭ ‬تقبل‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬عندنا‭ ‬ان‭ ‬تجلس‭ ‬على‭ ‬انفراد‭ ‬مع‭ ‬رجل‭ ‬من‭ ‬شاكلة‭ ‬الرئيس‭ ‬الامريكي‭ ‬الاسبق‭ ‬كلينتون‭ ‬البلبل‭ ‬الذي‭ ‬ناء‭ ‬على‭  ‬مونيكا‭ ‬بكلكل؟‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬بنعم‭ ‬فهذه‭ ‬المرأة‭ ‬ليست‭ ‬منا،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬بلا،‭ ‬فبلاش‭ ‬حكاية‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬المناصب‭.‬

كنت‭ ‬في‭ ‬احدى‭ ‬الدول‭ ‬أغطي‭ ‬وزميلة‭ ‬امريكية‭ ‬متزوجة‭ ‬من‭ ‬عربي‭ ‬حفل‭ ‬تخريج‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الإطفاء‭ ‬بالهليكوبترات،‭ ‬وخلال‭ ‬استعراض‭ ‬الرجال‭ ‬مهارات‭ ‬الهبوط‭ ‬بالحبال‭ ‬من‭ ‬الهليكوبتر‭ ‬انقطع‭ ‬الحبل‭ ‬وسقط‭ ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬شاهق،‭ ‬وكانت‭ ‬الكاميرا‭ ‬مع‭ ‬الامريكانية،‭ ‬وبداهة‭ ‬فقد‭ ‬كنا‭ ‬الجريدة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تنشر‭ ‬صور‭ ‬الحادث‭ ‬لأن‭ ‬زميلتي‭ ‬ولأنها‭ ‬‮«‬امرأة‮»‬‭ ‬أغمى‭ ‬عليها‭ ‬وسقطت‭ ‬أرضا‭!! ‬أما‭ ‬أبو‭ ‬الجعافر‭ ‬فلأنه‭ ‬رجل‭ ‬من‭ ‬ظهر‭ ‬رجل‭ ‬فقد‭ ‬هرب‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬الحفل‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬مشهد‭ ‬سقوط‭ ‬الرجلين،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬إدارة‭ ‬الصحيفة‭ ‬رحيمة‭ ‬بنا،‭ ‬فقد‭ ‬اكتفت‭ ‬بأن‭ ‬خصمت‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬راتب‭ ‬يومين‭ ‬فقط‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا