العدد : ١٧٣٢٨ - الاثنين ٠١ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٢٨ - الاثنين ٠١ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

عندي الدليل على الاستهبال

الاستهبال‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬الهبل‭ ‬في‭ ‬الآخرين،‭ ‬والهبل‭ ‬هو‭ ‬البله،‭ ‬وتم‭ ‬قلب‭ ‬حروف‭ ‬الكلمة‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العامية‭ (‬وكثيرون‭ ‬يقولون‭ ‬‮«‬تصنُّت‮»‬‭ ‬وهم‭ ‬يقصدون‭ ‬‮«‬تنصُّت‮»‬‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬أقوم‭ ‬بتعريف‭ ‬معنى‭ ‬كلمة‭ ‬استهبال‭ ‬لأنني‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أثبت‭ ‬ان‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬‮«‬مستهبلات‮»‬

دار‭ ‬سجال‭ ‬على‭ ‬الأسافير‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬عربي‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬اهتمام‭ ‬النساء‭ ‬بالتربية‭ ‬البدنية،‭ ‬واللياقة‭ ‬البدنية،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يستوجبه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬حث‭ ‬الطالبات‭ ‬على‭ ‬اخذ‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬بصورة‭ ‬جدية،‭ ‬وقال‭ ‬البعض‭ ‬ان‭ ‬الشوارع‭ ‬بدأت‭ ‬تشهد‭ ‬اختناقات‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬بسبب‭ ‬ضخامة‭ ‬بعض‭ ‬السيدات‭ ‬اللواتي‭ ‬يتناولن‭ ‬الوجبات‭ ‬وهن‭ ‬مستلقيات‭ ‬على‭ ‬الأسِرّة،‭ ‬ثم‭ ‬يتدحرجن‭ ‬للجلوس‭ ‬قبالة‭ ‬التلفزيون‭ ‬والتلفون‭ ‬على‭ ‬آذانهن‭ ‬يمسكن‭ ‬به‭ ‬باليد‭ ‬اليسرى‭ ‬لمتابعة‭ ‬اخبار‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬زواج‭ ‬وطلاق‭ ‬وهجر،‭ ‬بينما‭ ‬اليد‭ ‬اليمنى‭ ‬تعلو‭ ‬وتهبط‭ ‬بين‭ ‬طبق‭ ‬المكسرات‭ ‬والفشار،‭ ‬وبالمقابل‭ ‬هناك‭ ‬النساء‭ ‬اللواتي‭ ‬شاهدناهن‭ ‬في‭ ‬الدورات‭ ‬الاولمبية‭ ‬المتعاقبة،‭ ‬وهن‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬الرياضة‭ ‬ضارة‭ ‬بالهرمونات‭. ‬ووالله‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬دبابة‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬الأكل‭ ‬والكسل‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬امرأة‭ ‬أولمبية‭ ‬بشوارب‭ ‬ترمي‭ ‬القرص‭ ‬او‭ ‬الجلة‭ ‬بنفس‭ ‬البساطة‭ ‬التي‭ ‬نرمي‭ ‬بها‭ ‬مناديل‭ ‬الورق‭. ‬

في‭ ‬بلدة‭ ‬ريفية‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬التقى‭ ‬فريقان‭ ‬نسائيان‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬ودخل‭ ‬الفريقان‭ ‬التاريخ‭!! ‬لماذا؟‭ ‬لان‭ ‬الفريق‭ ‬الفائز‭ ‬سجل‭ ‬57‭ ‬هدفا‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬الفريق‭ ‬الخاسر‭ ‬سجل‭ ‬37‭ ‬هدفا‭!! ‬أليس‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الاستهبال‭ ‬بعينه‭ ‬وأُذنه؟‭ ‬ولأثبت‭ ‬ذلك‭ ‬دعونا‭ ‬نجري‭ ‬عملية‭ ‬حسابية‭: ‬قبل‭ ‬الجمع‭ ‬والطرح‭ ‬والقسمة‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬أؤكد‭ ‬ان‭ ‬خبر‭ ‬المباراة‭ ‬صحيح‭ ‬ومصدره‭ ‬صفحة‭ ‬‮«‬ستوب‭ ‬ذا‭ ‬ويك‮»‬‭ ‬في‭ ‬ملحق‭ ‬جريدة‭ ‬صنداي‭ ‬تايمز‭ ‬اللندنية‭ ‬للأسبوع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي،‭ (‬هل‭ ‬فهمت‭ ‬كيف‭ ‬يتسنى‭ ‬لكاتب‭ ‬المقال‭ ‬اليومي‭ ‬ان‭ ‬‮«‬يمشي‭ ‬حاله»؟‭). ‬والآن‭ ‬الى‭ ‬لغة‭ ‬الأرقام،‭ ‬ولأن‭ ‬صلتي‭ ‬بعلم‭ ‬الحساب‭ ‬مثل‭ ‬صلة‭ ‬العرب‭ ‬بالقرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬فقد‭ ‬استعنت‭ ‬بمحاسب‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬اعمل‭ ‬بها،‭ ‬وقدمت‭ ‬له‭ ‬شايا‭ ‬بالبسكويت‭ ‬مقابل‭ ‬العملية‭ ‬الحسابية‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬نيابة‭ ‬عني‭: ‬حسنا‭ ‬فنحن‭ ‬نعرف‭ ‬ان‭ ‬مدة‭ ‬اللعب‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬90‭ ‬دقيقة‭ ‬وقام‭ ‬الفريقان‭ ‬النسائيان‭ ‬بتسجيل‭ ‬94‭ ‬هدفا‭ ‬خلال‭ ‬المباراة‭. ‬يعني‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬هدف‭ ‬وواحد‭ ‬فاصل‭ ‬44‭ ‬من‭ ‬الألف‭ ‬هدف‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭. ‬دعني‭ ‬أقول‭ ‬انه‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬هدف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يحدث‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬نصف‭ ‬الملعب‭ ‬لكل‭ ‬فريق‭ ‬ليقوم‭ ‬بتسديد‭ ‬الكرات‭ ‬الى‭ ‬المرمى‭ ‬بطريقة‭ ‬ضربة‭ ‬الجزاء،‭ ‬بينما‭ ‬يحرس‭ ‬مرمى‭ ‬الفريقين‭ ‬ابو‭ ‬العلاء‭ ‬المعري‭ ‬وبشار‭ ‬بن‭ ‬برد‭ ‬بعد‭ ‬استنساخهما‭. ‬فحتى‭ ‬أمهر‭ ‬اللاعبين‭ ‬المحترفين‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬يضيع‭ ‬ضربتي‭ ‬جزاء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عشر‭ ‬ضربات‭. ‬وهناك‭ ‬الوقت‭ ‬الضائع‭ ‬بين‭ ‬جلب‭ ‬الكرة‭ ‬بعد‭ ‬ولوجها‭ ‬الشباك‭ ‬ووضعها‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬مسافة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬المعري‭ (‬حارس‭ ‬المرمى‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬الوراء‭ ‬لركل‭ ‬الكرة،‭ ‬وهناك‭ ‬المدة‭ ‬التي‭ ‬تستغرقها‭ ‬الكرة‭ ‬لتصل‭ ‬الى‭ ‬يد‭ ‬الحارس‭ ‬او‭ ‬تدخل‭ ‬الشبكة‭!! ‬وهب‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬لاعبة‭ ‬دخلت‭ ‬الملعب‭ ‬لتؤدي‭ ‬ضربات‭ ‬الجزاء‭ ‬مزودة‭ ‬بعشر‭ ‬كرات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إهدار‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬فهل‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬تطيش‭ ‬ركلة‭ ‬واحدة‭ ‬او‭ ‬تقع‭ ‬مصادفة‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬ابو‭ ‬العلاء‭ ‬المعري؟

نخلص‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الى‭ ‬أمرين‭: ‬أولهما‭ ‬ان‭ ‬النساء‭ ‬غشاشات،‭ ‬فإما‭ ‬ان‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬حكمت‭ ‬تلك‭ ‬المباراة‭ ‬جعلت‭ ‬مدة‭ ‬كل‭ ‬شوط‭ ‬137‭ ‬دقيقة،‭ ‬وإما‭ ‬أنها‭ ‬حسبت‭ ‬الأهداف‭ ‬بطريقة‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬حيث‭ ‬الرمية‭ ‬بنقطتين،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬فان‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬الفريق‭ ‬الفائز‭ ‬سجل‭ ‬28‭ ‬هدفا‭ ‬ونصف‭ ‬الهدف‭. ‬ونخلص‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬النساء‭ ‬لا‭ ‬يتمتعن‭ ‬بأخلاق‭ ‬رياضية‭ (‬وهذه‭ ‬محمدة‭ ‬وليست‭ ‬مذمة‭ ‬فالأخلاق‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬بالذات‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬الى‭ ‬الأخلاق‭ ‬كما‭ ‬تعلمناها‭ ‬كابرا‭ ‬عن‭ ‬كابر‭!!) ‬والأمر‭ ‬الثاني‭ ‬وهو‭ ‬الأهم‭ ‬عندي‭: ‬ان‭ ‬بعض‭ ‬أنواع‭ ‬الرياضة‭ ‬لا‭ ‬تناسب‭ ‬النساء‭ (‬وتلك‭ ‬أيضا‭ ‬ليست‭ ‬نقيصة‭ ‬فأنا‭ ‬شخصيا‭ ‬اعتقد‭ ‬ان‭ ‬الرياضة‭ ‬‮«‬على‭ ‬بعضها‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تناسبني‭).‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا