زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
عندي الدليل على الاستهبال
الاستهبال هو أن ترى الهبل في الآخرين، والهبل هو البله، وتم قلب حروف الكلمة في اللغة العامية (وكثيرون يقولون «تصنُّت» وهم يقصدون «تنصُّت»)، وكان لابد أن أقوم بتعريف معنى كلمة استهبال لأنني أود أن أثبت ان بعض النساء «مستهبلات»
دار سجال على الأسافير مؤخرا في بلد عربي حول ضرورة اهتمام النساء بالتربية البدنية، واللياقة البدنية، مع ما يستوجبه ذلك من حث الطالبات على اخذ الرياضة المدرسية بصورة جدية، وقال البعض ان الشوارع بدأت تشهد اختناقات في حركة المرور بسبب ضخامة بعض السيدات اللواتي يتناولن الوجبات وهن مستلقيات على الأسِرّة، ثم يتدحرجن للجلوس قبالة التلفزيون والتلفون على آذانهن يمسكن به باليد اليسرى لمتابعة اخبار المجتمع من زواج وطلاق وهجر، بينما اليد اليمنى تعلو وتهبط بين طبق المكسرات والفشار، وبالمقابل هناك النساء اللواتي شاهدناهن في الدورات الاولمبية المتعاقبة، وهن خير دليل على ان الرياضة ضارة بالهرمونات. ووالله أن أرى امرأة في حجم دبابة من فرط الأكل والكسل خير من أن أرى امرأة أولمبية بشوارب ترمي القرص او الجلة بنفس البساطة التي نرمي بها مناديل الورق.
في بلدة ريفية في بريطانيا التقى فريقان نسائيان في مباراة لكرة القدم ودخل الفريقان التاريخ!! لماذا؟ لان الفريق الفائز سجل 57 هدفا في حين ان الفريق الخاسر سجل 37 هدفا!! أليس هذا هو الاستهبال بعينه وأُذنه؟ ولأثبت ذلك دعونا نجري عملية حسابية: قبل الجمع والطرح والقسمة لابد ان أؤكد ان خبر المباراة صحيح ومصدره صفحة «ستوب ذا ويك» في ملحق جريدة صنداي تايمز اللندنية للأسبوع الأول من الشهر الماضي، (هل فهمت كيف يتسنى لكاتب المقال اليومي ان «يمشي حاله»؟). والآن الى لغة الأرقام، ولأن صلتي بعلم الحساب مثل صلة العرب بالقرن الحادي والعشرين، فقد استعنت بمحاسب الشركة التي اعمل بها، وقدمت له شايا بالبسكويت مقابل العملية الحسابية التي أجراها نيابة عني: حسنا فنحن نعرف ان مدة اللعب في مباراة كرة القدم 90 دقيقة وقام الفريقان النسائيان بتسجيل 94 هدفا خلال المباراة. يعني تم تسجيل هدف وواحد فاصل 44 من الألف هدف في الدقيقة. دعني أقول انه تم تسجيل هدف في كل دقيقة. ولكن هذا لا يمكن ان يحدث حتى لو تم تخصيص نصف الملعب لكل فريق ليقوم بتسديد الكرات الى المرمى بطريقة ضربة الجزاء، بينما يحرس مرمى الفريقين ابو العلاء المعري وبشار بن برد بعد استنساخهما. فحتى أمهر اللاعبين المحترفين لابد ان يضيع ضربتي جزاء من كل عشر ضربات. وهناك الوقت الضائع بين جلب الكرة بعد ولوجها الشباك ووضعها على بعد مسافة معينة من المعري (حارس المرمى)، ثم العودة الى الوراء لركل الكرة، وهناك المدة التي تستغرقها الكرة لتصل الى يد الحارس او تدخل الشبكة!! وهب ان كل لاعبة دخلت الملعب لتؤدي ضربات الجزاء مزودة بعشر كرات حتى لا يتم إهدار أي وقت، فهل من الممكن ان لا تطيش ركلة واحدة او تقع مصادفة في يد ابو العلاء المعري؟
نخلص من كل هذا الى أمرين: أولهما ان النساء غشاشات، فإما ان المرأة التي حكمت تلك المباراة جعلت مدة كل شوط 137 دقيقة، وإما أنها حسبت الأهداف بطريقة كرة السلة حيث الرمية بنقطتين، وحتى في هذه الحالة، فان ذلك يعني ان الفريق الفائز سجل 28 هدفا ونصف الهدف. ونخلص من هذا الى ان النساء لا يتمتعن بأخلاق رياضية (وهذه محمدة وليست مذمة فالأخلاق الرياضية التي نراها في ملاعب كرة القدم بالذات لا تمت الى الأخلاق كما تعلمناها كابرا عن كابر!!) والأمر الثاني وهو الأهم عندي: ان بعض أنواع الرياضة لا تناسب النساء (وتلك أيضا ليست نقيصة فأنا شخصيا اعتقد ان الرياضة «على بعضها» لا تناسبني).
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك