العدد : ١٧٣١٩ - السبت ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٩ - السبت ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

بعد مرور شهر على زيارة سمو ولي العهد رئيس الوزراء لواشنطن... بدأت النتائج تتجلى اقتصاديا

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

تتجه‭ ‬أنظار‭ ‬المراقبين‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تصاعد‭ ‬التوترات‭ ‬التجارية‭ ‬العالمية‭ ‬وعودة‭ ‬السياسات‭ ‬الحمائية‭ ‬إلى‭ ‬واجهة‭ ‬المشهد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬حيث‭ ‬تتبنى‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬البحرين،‭ ‬نهجًا‭ ‬استباقيًا‭ ‬لتعزيز‭ ‬شراكاتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬شهر‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬بدأت‭ ‬ملامح‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬تتجلى‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬اتفاقيات‭ ‬استثمارية‭ ‬ضخمة،‭ ‬ومشاريع‭ ‬تعاون‭ ‬نوعية،‭ ‬تؤكد‭ ‬تحول‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الأمريكية‭ ‬نحو‭ ‬أفق‭ ‬اقتصادي‭ ‬أكثر‭ ‬عمقًا‭ ‬وشمولًا‭. ‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬انخرطت‭ ‬فيه‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬اقتصادية‭ ‬شرسة‭ ‬ومتزايدة،‭ ‬واتخذت‭ ‬إجراءات‭ ‬عقابية‭ ‬ضد‭ ‬اقتصادات‭ ‬عالمية‭ ‬كبرى‭ ‬ونامية‭ ‬‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬فرض‭ ‬رسوم‭ ‬جمركية‭ ‬بنسبة‭ ‬50%‭ ‬على‭ ‬الصادرات‭ ‬الهندية‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬نيودلهي‭ ‬لتقليص‭ ‬وارداتها‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬والغاز‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬‭ ‬تبرز‭ ‬ملاحظة‭ ‬لافتة‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬سعي‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقاتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬واشنطن،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المتبادلة،‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والطيران،‭ ‬والدفاع‭.‬

وتجلّت‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية‭ ‬بوضوح‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬جولة‭ ‬خارجية‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬ولايته‭ ‬الثانية،‭ ‬حين‭ ‬زار‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وقطر‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2025‭. ‬وكما‭ ‬أوضحت‭ ‬مايا‭ ‬سنوسي،‭ ‬كبيرة‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬أوكسفورد‭ ‬إيكونوميكس‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬احتلت‭ ‬‮«‬صفقات‭ ‬التجارة‭ ‬والاستثمار‭ ‬مركز‭ ‬الصدارة‮»‬‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تصاعد‭ ‬التوترات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬والتجارية‭. ‬وبعد‭ ‬شهرين،‭ ‬جاءت‭ ‬زيارة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬توقيع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتعاون‭ ‬والشراكات‭ ‬المستقبلية،‭ ‬لتضع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الصفقات‭.‬

وبحسب‭ ‬وكالة‭ ‬رويترز،‭ ‬فإن‭ ‬سلسلة‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الموقعة‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬الأمريكية‭ ‬تُقدر‭ ‬قيمتها‭ ‬بحوالي‭ ‬17‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وتغطي‭ ‬قطاعات‭ ‬متعددة‭. ‬ووفقًا‭ ‬لتحليل‭ ‬إليزابيث‭ ‬دنت،‭ ‬الزميلة‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬واشنطن‭ ‬لسياسة‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‭ ‬والمديرة‭ ‬السابقة‭ ‬لسياسات‭ ‬الخليج‭ ‬والجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬تعكس‭ ‬‮«‬الالتزام‭ ‬القوي‮»‬‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والبحرين‭ ‬باتفاقية‭ ‬التكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والازدهار‭ ‬الشامل،‭ ‬والتي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬وقعتها‭ ‬حكومتا‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تؤكد‭ ‬رغبة‭ ‬المملكة‭ ‬المتزايدة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬كلاعب‭ ‬اقتصادي‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد‭ ‬التزامها‭ ‬بالتنوع‭ ‬الصناعي‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬ومع‭ ‬سياسات‭ ‬ترامب‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬المعلقون‭ ‬الغربيون‭ ‬سياسات‭ ‬حمائية‭ ‬بطبيعتها‭ ‬ومعادية‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬توقعت‭ ‬دنت‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬زيارة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬خلال‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬مع‭ ‬احتمالية‭ ‬تخفيف‭ ‬بعض‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحالية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬الألمنيوم‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والتي‭ ‬رفعها‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬25%‭ ‬إلى‭ ‬50%‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬يونيو‭ ‬2025‭.‬

وقد‭ ‬استندت‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الموقعة‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬يوليو‭ ‬2025‭ ‬إلى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭. ‬فبعد‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬والمنامة،‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2006،‭ ‬التزمت‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬بإنشاء‭ ‬منطقة‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬داخل‭ ‬المملكة،‭ ‬دعمًا‭ ‬للعلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الثنائية‭. ‬وفي‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023،‭ ‬وقّعت‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬اتفاقية‭ ‬التكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والازدهار‭ ‬الشامل،‭ ‬والتي‭ ‬وصفها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جورجيو‭ ‬كافييرو‭ ‬والدكتور‭ ‬كريستيان‭ ‬ألكسندر‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬جلف‭ ‬ستيت‭ ‬أناليتكس‮»‬‭ ‬الاستشارية‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬لحظة‭ ‬محورية‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬واشنطن‭ ‬بالمنامة‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬ترقية‭ ‬كبيرة‭ ‬لالتزام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمني‭ ‬تجاه‭ ‬شركائها‭ ‬في‭ ‬الخليج‮»‬‭.‬

وبانضمام‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬التكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والازدهار‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024،‭ ‬أوضحت‭ ‬دنت‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬النهائي‭ ‬من‭ ‬الاتفاقية‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬‮«‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬أمنية‭ ‬متماسكة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬تعاون‭ ‬اقتصادي‭ ‬وتكنولوجي‭ ‬أعمق‭ ‬بين‭ ‬الشركاء‭ ‬الموثوق‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وخارجه‮»‬‭.‬

وأشارت‭ ‬دنت‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬اجتماعه‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬البيضاوي،‭ ‬وكذلك‭ ‬حضوره‭ ‬حفل‭ ‬الاستقبال‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬الأمريكية‭. ‬وأكدت‭ ‬دنت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العلاقة‭ ‬الاستراتيجية‮»‬‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬الثانية‭ ‬تتجه‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬دمج‭ ‬الأبعاد‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬شدد‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بدوره،‭ ‬خلال‭ ‬حديثه‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي،‭ ‬واصفًا‭ ‬إياه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أمر‭ ‬حاسم‭ ‬لخلق‭ ‬فرص‭ ‬التنمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات،‭ ‬والشراكات‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬المصالح‭ ‬المتبادلة‮»‬‭.‬

في‭ ‬إطار‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمتها‭ ‬نحو‭ ‬17‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬أشارت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬استعداد‭ ‬الشركات‭ ‬الخاصة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لاستثمار‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬10‭.‬7‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبحرين،‭ ‬تستعد‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬سيسكو‭ ‬سيستمز‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سان‭ ‬خوسيه‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬مقرًا‭ ‬لها،‭ ‬لتوفير‭ ‬حلول‭ ‬رقمية‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬للاتصالات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬كما‭ ‬سيتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطط‭ ‬لتوسعة‭ ‬كابل‭ ‬بحري‭ ‬متعدد‭ ‬الألياف‭ ‬بطول‭ ‬800‭ ‬كيلومتر،‭ ‬لربط‭ ‬البحرين‭ -‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت‭ ‬والعراق‭- ‬بشبكات‭ ‬الاتصالات‭ ‬العالمية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كابل‭ ‬الخليج‭ ‬البحري‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مزود‭ ‬أنظمة‭ ‬الكابلات‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬ساب‭ ‬كوم‮»‬‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وبعد‭ ‬منح‭ ‬وزارة‭ ‬النقل‭ ‬الأمريكية‭ ‬ترخيص‭ ‬التشغيل‭ ‬لشركة‭ ‬طيران‭ ‬الخليج،‭ ‬بدأت‭ ‬بتسيير‭ ‬رحلاتها‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬بين‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬ومطار‭ ‬جون‭ ‬إف‭. ‬كينيدي‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬وستسير‭ ‬الشركة‭ ‬ثلاث‭ ‬رحلات‭ ‬أسبوعيًا‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬موازٍ،‭ ‬قام‭ ‬قسم‭ ‬الشؤون‭ ‬العامة‭ ‬بالسفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المنامة،‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬أغسطس،‭ ‬بدعوة‭ ‬الجامعات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬طلبات‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬تمويل‭ ‬لمشاريع‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬البحث‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬أشارت‭ ‬دنت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المشمولة‭ ‬بهذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬تُعد‭ ‬‮«‬عناصر‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬التكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والازدهار‭ ‬الشامل‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يشمل‭ ‬أيضًا‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بصناعة‭ ‬الألمنيوم‭ ‬البحريني‭.‬

وفي‭ ‬تقييمه‭ ‬لدور‭ ‬صندوق‭ ‬الثروة‭ ‬السيادي‭ ‬البحريني‭ ‬‮«‬ممتلكات‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬أبرم‭ ‬اتفاقيات‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الأمريكية‭ ‬لاستثمار‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬متعددة،‭ ‬أشارت‭ ‬دنت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التوسع‭ ‬النشط‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬النهائية‭ ‬قد‭ ‬يمنح‭ ‬المنامة‭ ‬نفوذًا‭ ‬إضافيًا‭ ‬في‭ ‬مساعيها‭ ‬لخفض‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‮»‬‭. ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬وخلال‭ ‬ولايته‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأولى،‭ ‬فرض‭ ‬ترامب‭ ‬رسومًا‭ ‬جمركية‭ ‬بنسبة‭ ‬10%‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬واردات‭ ‬الألمنيوم‭ ‬الأجنبية‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬سياساته‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬أعاد‭ ‬تسميتها‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2025‭ ‬بـ‮«‬يوم‭ ‬التحرير‮»‬‭. ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬شدد‭ ‬الجمهوريون‭ ‬هذه‭ ‬الرسوم‭ ‬لتبلغ‭ ‬25%‭ ‬على‭ ‬واردات‭ ‬الألمنيوم‭ ‬والصلب،‭ ‬ثم‭ ‬ارتفعت‭ ‬مجددًا‭ ‬إلى‭ ‬50%‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬العام‭.‬

وبحسب‭ ‬دنت،‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬قد‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬‮«‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تنازلات‮»‬‭ ‬من‭ ‬واشنطن‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬صادراتها‭ ‬من‭ ‬الألمنيوم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬إظهار‭ ‬التزامها‭ ‬بمصالح‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬استثماراتها‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬ترامب‭ ‬نفسه‭ ‬تباهى‭ ‬خلال‭ ‬تجمعات‭ ‬سياسية‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬لا‭ ‬أحد‭ ‬سيتمكن‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬هذه‭ ‬العقبات‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬الحلفاء‭ ‬المقربون‭ ‬والشركاء‭ ‬الاقتصاديون‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

ويُظهر‭ ‬الضغط‭ ‬المتزايد‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لتشجيع‭ ‬المستهلكين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬المعادن‭ ‬المصنوعة‭ ‬محليًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬رصدته‭ ‬إدارة‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬حيث‭ ‬سجلت‭ ‬انخفاضًا‭ ‬بنسبة‭ ‬40%‭ ‬في‭ ‬واردات‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬الألمنيوم‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬2025‭. ‬ووفقًا‭ ‬لما‭ ‬كتبه‭ ‬كلٌ‭ ‬من‭ ‬كولين‭ ‬فيرغسون‭ ‬وجابرييل‭ ‬هوليداي‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬إس‭ ‬آند‭ ‬بي‭ ‬جلوبال‭ ‬كوموديتي‭ ‬إنسايتس‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الرسوم‭ ‬البالغة‭ ‬50%‭ ‬‮«‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬سمة‭ ‬دائمة‭ ‬في‭ ‬السوق‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬‮«‬تراجع‭ ‬المخزونات‭ ‬المحلية‮»‬‭. ‬وبذلك،‭ ‬يبقى‭ ‬مستقبل‭ ‬صادرات‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الألمنيوم‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ -‬والتي‭ ‬تجاوزت‭ ‬قيمتها‭ ‬726‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭- ‬غير‭ ‬مؤكد،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬المتأثرة‭ ‬بالسياسات‭ ‬التجارية‭ ‬الأخيرة‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬كتبت‭ ‬دنت‭ ‬أن‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والبحرين،‭ ‬والموقعة‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2025،‭ ‬تُظهر‭ ‬‮«‬ثقة‭ ‬المملكة‭ ‬فيما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحققه‭ ‬من‭ ‬استثمارات‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭. ‬ويُبرز‭ ‬ذلك‭ ‬التوقعات‭ ‬الإيجابية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬بشأن‭ ‬استمرار‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬بوتيرة‭ ‬قوية‭.‬

ففي‭ ‬تقييمه‭ ‬الأحدث‭ ‬لعام‭ ‬2025،‭ ‬يتوقع‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬نموًا‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭.‬5%،‭ ‬مقارنة‭ ‬بنسبة‭ ‬3%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتجاوز‭ ‬متوسط‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬البالغ‭ ‬3.2%‭. ‬ويعزو‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬النمو‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭ ‬الخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬والسياحة،‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬‭ ‬وهي‭ ‬جميعها‭ ‬مكونات‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬التكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والازدهار‭ ‬الشامل‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬علّقت‭ ‬صفاء‭ ‬الطيب‭ ‬الكوقلي،‭ ‬مديرة‭ ‬إدارة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬قائلةً‭ ‬إن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬‮«‬أظهرت‭ ‬مرونة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬العالمية،‭ ‬مع‭ ‬استمرارها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التنوع‭ ‬الاقتصادي‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬التزامها‭ ‬الواضح‭ ‬بتحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭.‬

واختتمت‭ ‬دنت‭ ‬تحليلها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الإعلانات‭ ‬والاجتماع‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬يعكسان‭ ‬النية‭ ‬الراسخة‭ ‬لكلٍ‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لتعميق‭ ‬علاقاتهما‭ ‬التجارية‭ ‬عبر‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‮»‬،‭ ‬مشيرًة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توسيع‭ ‬شراكتهما‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يتجاوز‭ ‬الجوانب‭ ‬الدفاعية‭ ‬والأمنية‭ ‬‮«‬يعزز‭ ‬الحاجة‭ ‬المتبادلة‭ ‬لعلاقة‭ ‬أكثر‭ ‬تنوعًا‮»‬،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬‮«‬ضمان‭ ‬أمن‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬الحيوية‭ ‬ووضع‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الريادة‭ ‬ضمن‭ ‬المشهد‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬المتغير‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬التجارة‭ ‬والتكنولوجيا‮»‬‭.‬

وهكذا،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬بدأ‭ ‬بزيارة‭ ‬رسمية‭ ‬قبل‭ ‬شهر‭ ‬فقط،‭ ‬بدأ‭ ‬اليوم‭ ‬يُترجم‭ ‬إلى‭ ‬خطوات‭ ‬عملية‭ ‬تُعزز‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬كشريك‭ ‬اقتصادي‭ ‬موثوق‭ ‬لواشنطن،‭ ‬وتمنحها‭ ‬أدوات‭ ‬إضافية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬السياسات‭ ‬التجارية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الصارمة‭. ‬وبينما‭ ‬تسعى‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬اقتصادها‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬2030،‭ ‬فإن‭ ‬الشراكات‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬العالمية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والطاقة‭ ‬والصناعة،‭ ‬باتت‭ ‬تمثل‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬للنمو‭ ‬المستدام‭. ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الشراكة‭ ‬البحرينية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تدخل‭ ‬اليوم‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة،‭ ‬عنوانها‭ ‬التوسع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتكامل‭ ‬طويل‭ ‬الأمد،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬باتت‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬ملامح‭ ‬التوازنات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الدولية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا