اختتمت القمة التي عقدت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة بانكوريج بولاية الاسكا الأمريكية بحضور كبار المسؤولين في البلدين والتي استمرت ثلاث ساعات من دون الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار للحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ ثلاث سنوات رغم ا لجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها الرئيس الأمريكي ترامب منذ اللحظات الأولى لدخول البيت الأبيض للوصول الى ذلك الهدف.
ورغم التصريحات المتفائلة والبيانات الإيجابية التي سبقت انعقاد هذه القمة حيث أكد الرئيس الأمريكي بأن نسبة نجاح القمة 75% وأن الأمور ستسير على ما يرام في ألاسكا وسيعود بسرعة إلى واشنطن إذا لم يتحقق ذلك وانه لن يكون سعيدا إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار.
أما الرئيس الروسي فقد رحب بالجهود الأمريكية الرامية إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وأن الإدارة الأمريكية تبذل جهودا صادقة لإنهاء القتال حتى اعتقد الجميع من مهتمين ومتابعين ومراقبين لهذه الحرب بأن القمة ستضع حدا لهذه الأزمة المشتعلة في قلب أوروبا وهي الأسوأ التي تواجهها القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية.
بعد انتهاء القمة جاءت التصريحات التي أدلى بها الرئيسان الأمريكي والروسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك المقتضب الذي عقداه بعد انتهاء اللقاء على نحو إيجابي، حيث أكد الرئيس ترامب بأنه تم التوصل إلى تفاهم وانه سوف يتصل بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وقادة دول حلف الناتو لإبلاغهم بما تم التوصل إليه خلال القمة، أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد قال إن المحادثات كانت مفيدة ومفصلة وجرت في أجواء بناءة وان الحل في أوكرانيا يجب أن يكون مستداما ويأخذ في الاعتبار مخاوف روسيا الأمنية.
من التصريحات التي أدلى بها كل من الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي يمكن الاستنتاج بأنه تم التوصل إلى اتفاق ولكن الرئيسين فضلا الانتظار لإعلانه إلى حين التواصل مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وقادة دول حلف الناتو للتشاور معهم بشأنه تمهيدا لإعلانه في صيغته النهائية، ومن هنا نفهم تصريح الرئيس الأمريكي بأنه سيتم قريبا عقد قمة ثانية من دون تحديد مكانها بحضور الرئيس الأوكراني.
وما يؤكد وجهة النظر هذه أن الرئيس الأمريكي لم يتحدث عن فرض رسوم جمركية التي هدد بفرضها على الصين بسبب شرائها النفط الروسي، ولم يتحدث عن العقوبات الجديدة التي سوف يفرضها على روسيا في حالة رفضها وقف إطلاق النار.
وفي ضوء ذلك فإن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية يتوقف على ما يبدو على ما سوف تسفر عنه محادثات الرئيس الأمريكي مع الرئيس الأوكراني والقادة الغربيين بشأن التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال قمة ألاسكا.
إن عدم الاتفاق على ما تم التوصل إليه خلال قمة الاسكا يعني استمرار الحرب ومواصلة روسيا تقدمها حتى تحقق الأهداف التي أعلنتها في بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات والنتيجة ستكون المزيد من الخسائر والمزيد من الضحايا، والمزيد من الدمار، لأن روسيا مصرة على تحقيق السلام وفق شروطها، خصوصا في ظل الخلافات بين دول حلف الناتو التي لا تستطيع تحمل المزيد من نفقات الحرب الباهظة التي يتحملها دافعو الضرائب وباتت ترهق موازنات الدول الأوروبية وسط ضغوط ودعوات شعبية لوقف هذه الحرب التي أدت إلى زيادة نسبة التضخم وارتفاع الأسعار.
وختاما، فإنه بغض النظر عن ان قمة ألاسكا لم تتوصل إلى اتفاق فوري بوقف إطلاق النار فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان هو المستفيد من نتائج القمة في ضوء حفاوة الاستقبال التي استقبل بها الرئيس الأمريكي الرئيس الروسي أمام سلم الطائرة، والتي أكدت أن الرئيس الروسي لم يعد معزولا كما يعتقد القادة الأوروبيون الذين لم يلتقوا الرئيس الروسي منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك