العدد : ١٧٣١٨ - الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٨ - الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

«الاقتصاد الأصفر» في البحرين.. خيار بيئي واقتصادي

بقلم: د. فاطمة ناصر العالي

الخميس ٢١ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬بيئية‭ ‬واقتصادية‭ ‬راهنة،‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬إعادة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬أسس‭ ‬النمو‭ ‬وتمويل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وتأمين‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭. ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬التقنيات‭ ‬التقليدية‭ ‬كافية،‭ ‬بل‭ ‬باتت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬عبئًا‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬ومساهمًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬ظواهر‭ ‬كالاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ‭. ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬أغلبية‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬مسارات‭ ‬بديلة،‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الابتكار‭ ‬البيئي‭ ‬والاستدامة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الملونة،‭ ‬التي‭ ‬يمثل‭ ‬كل‭ ‬لون‭ ‬منها‭ ‬قطاعًا‭ ‬محددا‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬الجديدة‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الأنماط‭ ‬يبرز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأصفر‭ ‬كأحد‭ ‬النماذج‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الواعدة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬لقدرته‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬البيئات‭ ‬ذات‭ ‬الطبيعة‭ ‬الجافة،‭ ‬واعتماده‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬كمصدر‭ ‬نظيف‭ ‬ومتجدد‭. ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬يشكل‭ ‬ركيزة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬لما‭ ‬يقدمه‭ ‬من‭ ‬حلول‭ ‬لمشكلات‭ ‬الطاقة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دمج‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬كفاءة‭ ‬الإنتاج‭ ‬وتخفيض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية‭.‬

ويُعرَّف‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأصفر‭ ‬بأنه‭ ‬التوجه‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬يركّز‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬بوصفها‭ ‬أداة‭ ‬رئيسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬التركيز‭ ‬لما‭ ‬تمثله‭ ‬الشمس‭ ‬كونها‭ ‬المصدر‭ ‬الأساسي‭ ‬لمعظم‭ ‬أنواع‭ ‬الطاقة‭ ‬الأخرى،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أنها‭ ‬طاقة‭ ‬متجددة،‭ ‬مجانية،‭ ‬وآمنة،‭ ‬يمكن‭ ‬إيصالها‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬المناطق‭ ‬النائية‭ ‬التي‭ ‬تعجز‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬التقليدية‭ ‬عن‭ ‬بلوغها‭. ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬أنها‭ ‬طاقة‭ ‬نظيفة،‭ ‬لا‭ ‬تنتج‭ ‬عنها‭ ‬ملوثات‭ ‬أو‭ ‬انبعاثات‭ ‬ضارة،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬خيارًا‭ ‬مثاليًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬المتصاعدة‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تنضب،‭ ‬وتشكل‭ ‬كنزًا‭ ‬حراريًا‭ ‬طبيعيًا‭ ‬يمكن‭ ‬تحويله‭ ‬إلى‭ ‬طاقة‭ ‬كهربائية‭ ‬تُستخدم‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬المصانع،‭ ‬وإنارة‭ ‬المنازل،‭ ‬وتحلية‭ ‬المياه،‭ ‬وتسخينها،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬والصناعة‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تقنيات‭ ‬مثل‭ ‬السخانات‭ ‬الشمسية‭ ‬ومحطات‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬الحرارية،‭ ‬يمكن‭ ‬توليد‭ ‬البخار‭ ‬اللازم‭ ‬لتدوير‭ ‬التوربينات‭ ‬الكهربائية،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الشمس‭ ‬مصدرًا‭ ‬للطاقة،‭ ‬وركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬يمكن‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬التوزيع‭ ‬الطاقة‭. ‬ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬دور‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأصفر‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬حلول‭ ‬بيئية،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬أحد‭ ‬أسرع‭ ‬القطاعات‭ ‬نموًا‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭. ‬

ووفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة‭ (‬2023‭)‬،‭ ‬فقد‭ ‬تجاوز‭ ‬عدد‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬4‭.‬9‭ ‬ملايين‭ ‬شخص،‭ ‬مع‭ ‬توقعات‭ ‬بأن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬14‭ ‬مليون‭ ‬وظيفة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬بنود‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬التحديات‭ ‬الكبرى‭ ‬للطاقة‭ ‬الشمسية‮»‬‭  (‬SolarX‭ ‬Grand‭ ‬Challenge‭))‬،‭ ‬التي‭ ‬أُطلقت‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعني‭ ‬بتغير‭ ‬المناخ‭ (‬COP27‭)‬،‭ ‬حيثُ‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الابتكار‭ ‬واكتشاف‭ ‬الحلول‭ ‬المحلية‭ ‬للشركات‭ ‬الناشئة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬التعاون‭ ‬وتوسيع‭ ‬الفرص‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭. ‬وفي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ومنها‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬يزداد‭ ‬استهلاك‭ ‬الطاقة‭ ‬صيفًا‭ ‬بسبب‭ ‬التبريد،‭ ‬يشكّل‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬خيارًا‭ ‬ذكيًا‭ ‬لتخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الكهربائية،‭ ‬وخفض‭ ‬التكاليف،‭ ‬وتقليل‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬وتعكس‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬تقنيات‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬واستخدامها‭ ‬كأداة‭ ‬فعالة‭ ‬لمواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الشركات‭ ‬الناشئة‭ ‬التي‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭.‬

وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬القراءات‭ ‬المتأنية‭ ‬لجهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التزامًا‭ ‬قويًا‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬صدور‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬رقم‭ ‬87‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019،‭ ‬الذي‭ ‬أنشأ‭ ‬هيئة‭ ‬متخصصة‭ ‬تهتم‭ ‬بمصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬الطبيعية‭ ‬الدائمة‭ ‬والمستدامة‭. ‬بدأ‭ ‬اهتمام‭ ‬البحرين‭ ‬بمشروعات‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬يتعزز‭ ‬منذ‭ ‬انضمامها‭ ‬كعضو‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة‭ (‬IRENA‭) ‬،‭ ‬وتجسد‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إطلاق‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬للطاقات‭ ‬المتجددة،‭ ‬رؤية‭ ‬وطنية‭ ‬واضحة‭ ‬لدعم‭ ‬مصادر‭ ‬طاقة‭ ‬نظيفة‭ ‬وفعالة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التكلفة،‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي‭ ‬لتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬المستدامة،‭ ‬مواكبةً‭ ‬للتحولات‭ ‬العالمية‭ ‬نحو‭ ‬اقتصاد‭ ‬أخضر‭ ‬ومستدام‭.‬

وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬التي‭ ‬تنعم‭ ‬بوفرة‭ ‬في‭ ‬الإشعاع‭ ‬الشمسي‭ ‬ودعم‭ ‬حكومي‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة‭ ‬لمشاريع‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة،‭ ‬تبدو‭ ‬ملامح‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأصفر‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭. ‬فالمبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬الطموحة‭ ‬والاستثمارات‭ ‬المتزايدة‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تخطو‭ ‬بثقة‭ ‬نحو‭ ‬نموذج‭ ‬اقتصادي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬المناخي‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬معًا،‭ ‬لتصبح‭ ‬جزءًا‭ ‬فاعلًا‭ ‬في‭ ‬مستقبلٍ‭ ‬عالمي‭ ‬أكثر‭ ‬توازنًا‭ ‬واستدامة‭. ‬ويُنظر‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الذهبي‭ ‬أو‭ ‬الأصفر‭ ‬باعتباره‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬توجه‭ ‬اقتصادي‭ ‬جديد؛‭ ‬فهو‭ ‬يضع‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬معادلة‭ ‬النمو‭ ‬والتنمية،‭ ‬كونها‭ ‬المحرك‭ ‬الحيوي‭ ‬الذي‭ ‬يغذي‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والخدمية‭. ‬يسعى‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬إلى‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬للاعتماد‭ ‬على‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البني‭ ‬‭ ‬عبر‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬مثل‭: ‬الشمس،‭ ‬والرياح،‭ ‬والمياه،‭ ‬والطاقة‭ ‬الحرارية‭ ‬الأرضية،‭ ‬وطاقة‭ ‬المد‭ ‬والجزر،‭ ‬وغيرها‭. ‬ولا‭ ‬يقف‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأصفر‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬الطاقة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يتقاطع‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬الاقتصادين‭ ‬الأخضر‭ ‬والأزرق‭ ‬لمعالجة‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العالم‭ ‬اليوم،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬أداة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭.‬

‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬استخداماته‭ ‬الرمزية،‭ ‬ما‭ ‬أُطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬اقتصاد‭ ‬الشمس‭ ‬المشرقة‮»‬‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬فلوريدا‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وأيضًا‭ ‬توصيفه‭ ‬كنموذج‭ ‬لتطوير‭ ‬الصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬مرونة‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬وقابليته‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬السياقات‭ ‬الجغرافية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬كذلك‭ ‬الأمر‭ ‬فإن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأصفر‭ ‬يشكّل‭ ‬فرصة‭ ‬واعدة‭ ‬واستثمارا‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬ويحقق‭ ‬أهدافًا‭ ‬أساسية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬فهو‭ ‬يوفر‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭ ‬نتيجة‭ ‬لزيادة‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬الكهرباء‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬تدريب‭ ‬وبحوث‭ ‬متخصصة‭. ‬كما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقليل‭ ‬انبعاثات‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬ومكافحة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬التلوث‭ ‬وتدهور‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬يضمن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأصفر‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬أجيال‭ ‬اليوم‭ ‬والغد،‭ ‬حيث‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬طاقة‭ ‬نظيفة‭ ‬تضمن‭ ‬مستقبلًا‭ ‬أكثر‭ ‬أمانًا‭ ‬واستدامة‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

ونختم‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأصفر‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مجرد‭ ‬توجه‭ ‬بيئي،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬ركيزة‭ ‬لاستقرار‭ ‬اقتصادي‭ ‬ومناخي‭. ‬ومع‭ ‬توافّر‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬والدعم‭ ‬الرسمي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬يبرز‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬كخيار‭ ‬واقعي‭ ‬وملح‭. ‬وتقدّم‭ ‬البحرين‭ ‬مثالًا‭ ‬ملهمًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رؤاها‭ ‬التنموية‭ ‬ومشاريعها‭ ‬الطموحة،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬مشروعًا‭ ‬قابلًا‭ ‬للتنفيذ‭ ‬والتوسع‭ ‬خليجيًا‭. ‬وفرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬لتحويل‭ ‬ضوء‭ ‬الشمس‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬للنمو‭ ‬والازدهار،‭ ‬وما‭ ‬نؤكد‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تسير‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬لتصبح‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬دمج‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأصفر‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الأصفر‭ ‬الفاقع‭ (‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭). ‬هذا‭ ‬التكامل‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬واعدة‭ ‬أمام‭ ‬البحرين‭ ‬لتطوير‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬الكهروضوئية،‭ ‬ويعزز‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬الابتكار‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭. ‬وسنتناول‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬الواعد‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬قادمة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا