العدد : ١٧٣٩٥ - الجمعة ٠٧ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٩٥ - الجمعة ٠٧ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

نحو صياغة نموذج تنموي متقدم للدول العربية

بقلم: د. محمد عيسى الكويتي

الخميس ٢١ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

ما‭ ‬هي‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬هل‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬نظريات‭ ‬مجربة‭ ‬ام‭ ‬انها‭ ‬تجارب‭ ‬جديدة‭ ‬تحمل‭ ‬مخاطرها،‭ ‬وهل‭ ‬تسمح‭ ‬الفروقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بتطبيق‭ ‬نظرية‭ ‬واحدة‭ ‬شاملة‭ ‬ام‭ ‬اننا‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬وضع‭ ‬ما‭ ‬يناسب‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬اهمية‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬التصنيع‭ ‬كأولوية‭ ‬وضرورة‭ ‬وضع‭ ‬سياسة‭ ‬لتوزيع‭ ‬المكاسب‭ ‬ليستفيد‭ ‬المواطن‭ ‬والمجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭. ‬فما‭ ‬رأي‭ ‬المجالس‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬المسار‭ ‬الانسب؟

مساهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النقاش‭ ‬نواصل‭ ‬ما‭ ‬خلصنا‭ ‬اليه‭ ‬في‭ ‬مقالنا‭ ‬السابق‭ (‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬6‭ ‬أغسطس‭) ‬من‭ ‬اننا‭ ‬كدول‭ ‬عربية‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬خيار‭ ‬سوى‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والمعرفي‭ ‬والعلمي‭ ‬كي‭ ‬نستطيع‭ ‬ان‭ ‬نبني‭ ‬مواطنينا‭ ‬ومجتمعاتنا‭ ‬وقدراتنا‭ ‬ليمكننا‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬اوطاننا‭ ‬وحقوق‭ ‬امتنا‭. ‬فامتلاك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬هو‭ ‬المحدد‭ ‬والفاصل‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭ ‬والدول‭ ‬الفقيرة‭. ‬وأكدنا‭ ‬أهمية‭ ‬التعليم‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬مجتمعات‭ ‬ممكنة‭ ‬ناقدة‭ ‬مدافعة‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬أمتها‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المقالة‭ ‬سوف‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬نماذج‭ ‬سلكتها‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬واسيوية‭ ‬ونرى‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭. ‬

في‭ ‬ورقة‭ ‬بحثية‭ ‬لـ‭ ‬Erik‭ ‬S‭. ‬Reinert‭ (‬1996‭) ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬دول‭ ‬غنية‭ ‬متقدمة،‭ ‬وان‭ ‬عدم‭ ‬تبني‭ ‬نموذج‭ ‬تنموي‭ ‬وتنفيذه‭ ‬يقود‭ ‬الى‭ ‬استمرار‭ ‬الفقر‭ ‬والتعرض‭ ‬للاستغلال‭ ‬الرأسمالي‭ ‬العالمي‭. ‬تطرح‭ ‬الورقة‭ ‬النموذج‭ ‬الألماني‭ ‬والأنجلو‭-‬ساكسوني‭ (‬الإنجليزية‭) ‬كنموذجين‭ ‬للتنمية،‭ ‬ونضيف‭ ‬النموذج‭ ‬الاسيوي‭ ‬والصيني‭ ‬كخيارات‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬ان‭ ‬تبني‭ ‬عليها‭ ‬وتختط‭ ‬طريقا‭ ‬تنمويا‭ ‬يناسب‭ ‬قدراتها‭ ‬وظروفها‭. ‬في‭ ‬مقالنا‭ ‬هذا‭ ‬سوف‭ ‬نلخص‭ ‬اهم‭ ‬خصائص‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬ومساهمتها‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الاقتصاد‭. ‬مؤكدين‭ ‬أهمية‭ ‬تنبي‭ ‬نموذج‭ ‬تنموي‭ ‬يناقش‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬مختلفة‭ ‬وتراقب‭ ‬نتائجه‭ ‬مع‭ ‬الاستعداد‭ ‬للتعديل‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تمليه‭ ‬النتائج‭. ‬

يعتمد‭ ‬النموذج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الألماني‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭ ‬والتغيير‭ ‬التقني‭ ‬الديناميكي‭ (‬أي‭ ‬إحداث‭ ‬تقدم‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬ارتفاق‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والكفاءة‭)‬،‭ ‬يعتبر‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬ان‭ ‬بعض‭ ‬الانشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬‮«‬أفضل‮»‬‭ ‬بسبب‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬التغيير‭ ‬التقني‭ ‬المستمر‭ ‬وخلق‭ ‬العوائد‭ ‬المتزايدة‭. ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحسينات‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والكفاءة‭ ‬تعزز‭ ‬تنافسيتها‭. ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬احدثت‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الالماني‭ ‬قطاع‭ ‬السيارات،‭ ‬الهندسة،‭ ‬الادوية‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الحيوية،‭ ‬وقطاع‭ ‬التكنولوجيا‭. ‬استفادت‭ ‬هذه‭ ‬القطاعات‭ ‬من‭ ‬الابتكار‭ ‬التقني‭ ‬وجعلت‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الألماني‭ ‬من‭ ‬اقوى‭ ‬الاقتصادات‭. ‬يعتمد‭ ‬النموذج‭ ‬سياسات‭ ‬حمائية‭ ‬تقوم‭ ‬بحماية‭ ‬القطاعات‭ ‬الواعدة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬المنافسة‭ ‬مباشرة‭ ‬حتى‭ ‬تنضج‭ ‬وتكتمل‭ ‬دورتها‭ ‬التقنية‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬الانفتاح‭ ‬التدريجي‭. ‬يُبرز‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬أهمية‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬كما‭ ‬يبرز‭ ‬اهمية‭ ‬معالجة‭ ‬التوزيع‭ ‬غير‭ ‬المتكافئ‭ ‬للمكاسب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬ضريبية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬توزيع‭ ‬المكاسب‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

اما‭ ‬النموذج‭ ‬الأنجلو‭-‬ساكسوني‭ ‬فيفترض‭ ‬تشابها‭ ‬بين‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ويناقش‭ ‬السوق‭ ‬والتجارة‭ ‬الحرة‭ ‬كخيار‭ ‬مثالي‭ ‬مع‭ ‬اهتمام‭ ‬اقل‭ ‬بتأثير‭ ‬التغير‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والتنظيمي‭. ‬يركز‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬على‭ ‬التوزيع‭ ‬الكلاسيكي‭ ‬للمكاسب‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬ففي‭ ‬الانشطة‭ ‬التقليدية‭ (‬الزراعة‭ ‬والخدمات‭ ‬منخفضة‭ ‬التقنية‭) ‬ينتقل‭ ‬أثر‭ ‬التطور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انخفاض‭ ‬الأسعار‭ ‬وليس‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأجور‭ ‬والارباح‭. ‬بينما‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الصناعية‭ ‬والتقنية‭ ‬الحديثة‭ ‬ينتقل‭ ‬الاثر‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأجور‭ ‬والارباح،‭ ‬بينما‭ ‬تبقى‭ ‬الأسعار‭ ‬مستقرة‭. ‬أي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬فإن‭ ‬المكاسب‭ ‬من‭ ‬التغيير‭ ‬التقني‭ ‬تنتشر‭ ‬جراء‭ ‬خفض‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المنافسة‭ ‬الكاملة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬الاجور‭ ‬او‭ ‬الارباح‭. ‬وبذلك‭ ‬يستفيد‭ ‬معظم‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬فرق‭ ‬الأسعار‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الضرائب‭ ‬اقل‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬توزيع‭ ‬الثروة‭.‬

نلاحظ‭ ‬في‭ ‬النموذجين‭ ‬اهتماما‭ ‬بآلية‭ ‬توزيع‭ ‬المكاسب‭ ‬على‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬لتقليل‭ ‬الفوارق‭ ‬الطبقية‭ ‬في‭ ‬الدخل‭ ‬مما‭ ‬يحمي‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬اضرار‭ ‬الفقر‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة‭. ‬وان‭ ‬لا‭ ‬يغيب‭ ‬عنا‭ ‬ان‭ ‬تطوير‭ ‬آلية‭ ‬توزيع‭ ‬المكاسب‭ ‬تقتضي‭ ‬وجود‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬ديمقراطي‭ ‬يحمي‭ ‬هذه‭ ‬المكاسب‭ ‬ويضمن‭ ‬سماع‭ ‬صوت‭ ‬كل‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬تمثيل‭ ‬مصالحها‭ ‬وحقها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المكاسب‭. ‬وأفضل‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الاسكندنافية‭.‬

في‭ ‬مقابل‭ ‬هذين‭ ‬النموذجين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬ظهر‭ ‬نموذج‭ ‬آسيوي‭ ‬وآخر‭ ‬صيني‭ ‬قادا‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬وجعلاها‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬المتقدمة‭. ‬أولها‭ ‬النموذج‭ ‬الآسيوي‭ (‬الياباني‭ ‬الكوري‭ ‬التايواني‭) ‬الذي‭ ‬يختلف‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬جوانب‭. ‬يركز‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬على‭ ‬التصنيع‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬للتصدير،‭ ‬ويعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬المهني،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭. ‬فقد‭ ‬طور‭ ‬صناعات‭ ‬تكنولوجية‭ ‬متقدمة‭ ‬شملت‭ ‬السياسات‭ ‬والروبوتات‭ ‬والإلكترونيات‭. ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬تطلب‭ ‬استثمارات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬والتدريب‭ ‬المهني،‭ ‬وكان‭ ‬التعليم‭ ‬عنصرا‭ ‬أساسيا‭ ‬فيه‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬المهارات‭ ‬التقنية‭ ‬والابتكارية‭ ‬لدى‭ ‬الطلاب‭. ‬

اما‭ ‬النموذج‭ ‬الصيني‭ ‬فيختلف‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬اعتماده‭ ‬على‭ ‬مزج‭ ‬التخطيط‭ ‬المركزي‭ ‬والاقتصاد‭ ‬السوقي،‭ ‬مع‭ ‬تركيز‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬التصنيع‭ ‬والتكنولوجيا‭. ‬كما‭ ‬يتميز‭ ‬بالتحكم‭ ‬الحكومي‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬كبير‭ ‬للشركات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬لتحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬السريع‭.‬

بالعودة‭ ‬الى‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬النموذج‭ ‬الخليجي‭ ‬اساسه‭ ‬اقتصاد‭ ‬ريعي‭ ‬مع‭ ‬تحولات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عدة،‭ ‬تتقدمها‭ ‬صناعات‭ ‬تحويلية‭ ‬تتبناها‭ ‬شركات‭ ‬مملوكة‭ ‬للدولة،‭ ‬وقطاع‭ ‬خاص‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬النشاط‭ ‬الخدمي‭ ‬والاستهلاكي،‭ ‬مع‭ ‬توزيع‭ ‬المكاسب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خدمات‭ ‬حكومية‭ ‬ومساهمة‭ ‬محدودة‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬

يظهر‭ ‬مما‭ ‬تقدم‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬منهجية‭ ‬مناسبة‭ ‬لاختيار‭ ‬نموذج‭ ‬تنموي‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬قدرات‭ ‬وموارد‭ ‬الدول‭. ‬الان‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬دراسة‭ ‬النماذج‭ ‬والتجارب‭ ‬الكثيرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬والتوافق‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬يحقق‭ ‬لها‭ ‬تقدما‭ ‬علميا‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬متوازن‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الابتكار‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والنمو‭ ‬المتكافئ،‭ ‬وتبني‭ ‬سياسات‭ ‬تشجع‭ ‬هذه‭ ‬التوجهات‭ ‬تشمل‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬واعتماد‭ ‬سياسات‭ ‬مالية‭ ‬تضمن‭ ‬توزيع‭ ‬المكاسب‭ ‬بشكل‭ ‬عادل،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وتقليل‭ ‬الفجوات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتقليل‭ ‬مستويات‭ ‬الفقر‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة‭. ‬سوف‭ ‬يحتاج‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬بحثناه‭ ‬في‭ ‬مقالنا‭ ‬السابق‭ ‬حول‭ ‬التعليم‭ ‬والتنوير‭ ‬الفكري‭ ‬الفلسفي‭ ‬المتقبل‭ ‬للتعددية‭ ‬والتنوع‭ ‬وطرح‭ ‬الاسئلة‭.‬

نخلص‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬عناصر‭ ‬هذه‭ ‬التوجهات‭ ‬هو‭ ‬اعطاء‭ ‬التصنيع‭ ‬اولوية‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬لرفع‭ ‬الانتاجية‭ ‬الكلية،‭ ‬مقتبسين‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬ضرورة‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬الصناعية‭ ‬والبحثية،‭ ‬ودعم‭ ‬الشركات‭ ‬الناشئة‭ ‬والمشاريع‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬واعتماد‭ ‬سياسات‭ ‬تضمن‭ ‬توزيع‭ ‬المكاسب‭ ‬بشكل‭ ‬عادل،‭ ‬والتأكيد،‭ ‬مرة‭ ‬اخرى،‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬والتنوير‭ ‬والتعددية‭ ‬والتنويع‭. ‬وإذا‭ ‬جاز‭ ‬لنا‭ ‬ان‭ ‬نقترح‭ ‬أحد‭ ‬التوجهات‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬فان‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭ ‬والأمن‭ ‬المستقبلي‭ ‬يقتضي‭ ‬اعطاء‭ ‬أولوية‭ ‬لتكنولوجيا‭ ‬التصنيع‭ ‬وخصوصا‭ ‬الروبوتات‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬كتوجه‭ ‬عام،‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬والطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬والزراعة‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬الجافة‭ ‬كتوجه‭ ‬خاص‭. ‬تتطلب‭ ‬القضية‭ ‬مزيجا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬ونظرة‭ ‬آنية‭ ‬لمعالجة‭ ‬القضايا‭ ‬الملحة‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الكفاءة‭ ‬الانتاجية‭ ‬وتحسين‭ ‬مستويات‭ ‬المعيشة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعليم‭ ‬والتنوير‭ ‬الفكري‭ ‬وقبول‭ ‬الاختلاف‭ ‬لمعالجة‭ ‬النزاعات‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬منها‭ ‬دولنا‭ ‬العربية‭ ‬وما‭ ‬زالت‭.‬

 

drmekuwaiti@gmail‭.‬com‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا