وقت مستقطع

علي ميرزا
قيمة أي لعبة
هل تقاس قيمة أي لعبة رياضية بما تحققه من إنجازات وبطولات، أم بما تحظى به من متابعة وجماهيرية؟
هذا السؤال ليس من طينة الأسئلة الفلسفية، غير أنه يظل حاضرا في الأوساط الرياضية والإعلامية، والإجابة حوله غير متفق عليها.
ومن هذا المنطلق الإجابة ليست بسيطة، لأن كل معيار يعكس زاوية مختلفة من القوة والتأثير.
هناك من يقيم اللعبة وينظر إليها بعين الإنجازات، وبحسب ما تحققه من ألقاب، لأن الإنجازات تعد مقياس النجاح الملموس، وهي اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة، فهي تدون في سجلات التاريخ، وتظل حاضرة مهما تغيرت أذواق الجمهور والمتابعين، والبطولات العالمية، الأرقام القياسية، والميداليات الأولمبية تمنح اللعبة قيمة موضوعية يمكن قياسها بالأرقام.
هناك بعض الألعاب ربما لا تملك شعبية جارفة، لكنها تحمل سجلا مذهلا من الإنجازات التي تجعلها مصدر فخر وطني.
على الضفة الأخرى هناك من يميل إلى شعبية اللعبة ويرى في ذلك من وجهة نظره معيارا يرجح قيمتها، الشعبية تمنح اللعبة حياة متجددة في الوعي العام، وتحولها إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية.
فلنأخذ كرة القدم مثالا بارزا، إذ من شأن شعبيتها أن تستقبل الرعاة، الإعلام، وبنية تحتية متطورة، بل أن الشعبية تخلق قاعدة جماهيرية تدافع عن اللعبة، وتطالب بتطويرها حتى وإن غابت البطولات أحيانا.
وبناء على ذلك، فهناك تداخل بين المعيارين «الإنجاز والشعبية»، ففي كثير من الحالات، الشعبية والإنجازات يتبادلان الأدوار في دفع عجلة اللعبة للأمام، فإنجاز استثنائي قد يرفع شعبية لعبة كانت في الظل، في المقابل، شعبية هائلة قد تجذب المواهب والاستثمار الذي يؤدي إلى الإنجازات.
ونخلص من ذلك إلى أن القيمة الحقيقية لأي لعبة رياضية لا يمكن حصرها في أحد المعيارين فقط، فالإنجازات تمنح الألعاب المجد التاريخي، والشعبية تمنحها الحياة المستمرة، قد نختصر المعادلة ونقول: إن الإنجازات تبني المجد، والشعبية تحافظ عليه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك