الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
نادي الخريجين.. بلا خريجين..!!
في العام المقبل 2026 سيحتفل نادي الخريجين بذكرى تأسيسه الـ60، حيث تأسس النادي عام 1966، وشهد محطات عديدة، ومر عليه مجالس إدارات كثيرة، بدءا من رئاسة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة، رحمه الله، وصولا إلى السيد عبداللطيف أحمد الزياني.. وحافظ النادي على بقائه، وتأكيد دوره الوطني.. مع استمرار بعض نشاطه وبريقه.
أسماء وطنية وشخصيات رفيعة، أسهمت وشاركت في النادي، وظلت بصماتها محفورة في وجدان تاريخ النادي ولجانه.. ولكن مع تعاقب الأجيال و«الخريجين»، ثمة مسألة غاية في الأهمية، على مجلس الإدارة «الحالي» أن يلتفت اليها، ويسعى لمعالجتها، من أجل ضمان ديمومة واستمرار عمل النادي، وتفعيل حضوره المجتمعي، وتحقيق أهدافه وغاياته، ليكون اسما على مسمى.
نادي الخريجين.. هو مؤسسة وطنية للخريجين.. هكذا جاء في تعريفه الرسمي.. ولكن هل شمل «كافة» الخريجين منذ حقبة الستينيات إلى 2025..؟؟ هل انضم اليه أو اهتم به أو شارك فيه «معظم» الخريجين في البلاد؟ وهل يرى «الخريجون» من الشباب الحالي أن النادي يمثلهم، ويعبر عن مطالبهم واحتياجاتهم؟ ثم أين دور النادي وإسهاماته في دعم «توظيف» الخريجين..؟؟
لا أحد يتمنى أن يبقى النادي العريق، مجرد مؤسسة ضمن قائمة مؤسسات المجتمع المدني، لمجموعة من «الخريجين» القدامى الكرام الأفاضل.. أو تنحصر أنشطته وفعالياته بمحاضرات وندوات نخبوية، لا يتجاوز الحضور فيها عدد أصابع اليد.. أو يتم تركيز عمل النادي في ملتقى للخريجين، وقاعة، ومكتبة، ومطعم ومسبح..!!
لا بد من ضخ دماء جديدة وشابة، تستفيد من «خبرة» القدامى.. وتنطلق بمسيرة النادي إلى آفاق رحبة.. لا بد من رؤية جديدة ومعاصرة تضمن استدامة عمل النادي، وتحقيق رؤيته ورسالته، وقيمه وأهدافه.. وبالمناسبة هي الأخرى بحاجة إلى تعديل وتطوير كذلك.
ربما من إرهاصات «بعض» الأمل بضخ دماء شابة جديدة في النادي، هو حفل التكريم الذي أقيم للطلبة المتدربين الذين أنهوا فترة تدريبهم في النادي، ولكن ليس هذا كل المأمول.. كما أن هناك العضوية العائلة، والعضوية المنتسبة، والعضوية العاملة.. فهل شجعت تلك الدرجات والتصنيفات من العضوية لانضمام ومشاركة «الخريجين» للنادي.؟؟ لا أتصور ذلك طالما ظل نشاط التسويق عن عضوية ضعيفا، وطالما كانت رسوم العضوية تتراوح بين 150 – 100 دينار..!!
لدينا قائمة طويلة من الخريجين داخل وخارج البلاد.. ولدينا قائمة أطول منها من الخريجين الباحثين عن العمل، وقائمة من الباحثين عن المساعدة للتعليم الجامعي من خلال البعثات والمنح.. فهل إدارة النادي على إحاطة بهذه الأمور الحيوية..؟
الواقع اليوم يؤكد أن الخريجين الشباب لا يعرفون عن النادي شيئا.. وربما هذه المسألة تشكو منها العديد من الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في بلادنا، مع استثناء بعض الجمعيات الإسلامية و«السياسية»، والأندية الرياضية، التي نرى المشاركة الشبابية فيها واضحة وكبيرة ومستدامة.
كل ما أتمناه وأرجوه أن يتفهم الإخوة الكرام في مجلس إدارة نادي الخريجين حاليا، ما تم ذكره والإشارة إليه، وإعادة القراءة بتفكر وصدر رحب.. لأنني بكل أمانة ومحبة أخشى أن نصل ذات يوم، ومع تحولات الزمن وحتميات الطبيعة البشرية، إلى أن يصبح «نادي الخريجين» بلا خريجين.. لا قدامى ولا حاليين..!!
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك