أستراليا.. والسوشيال ميديا

اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل‭ ‬تدخل‭ ‬أستراليا‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬الرقمية‭ ‬الصارمة،‭ ‬حيث‭ ‬سيُحظر‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬16‭ ‬عامًا‭ ‬استخدام‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مثل‭ ‬فيسبوك‭ ‬وإنستغرام‭ ‬وتيك‭ ‬توك،‭ ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الخطوات‭ ‬تشددًا‭ ‬داخل‭ ‬العالم‭ ‬الديمقراطي‭.. ‬هكذا‭ ‬نشرت‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬الغد‮»‬‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬المهم‭.‬

القانون،‭ ‬الذي‭ ‬أقره‭ ‬البرلمان‭ ‬الأسترالي‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬جاء‭ ‬بهدف‭ ‬حماية‭ ‬القاصرين‭ ‬من‭ ‬أخطار‭ ‬الإنترنت‭ ‬كالتنمر‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬والابتزاز،‭ ‬والاستدراج‭ ‬الجنسي،‭ ‬وموجات‭ ‬الانتحار‭ ‬التي‭ ‬تصاعدت‭ ‬بسبب‭ ‬إساءة‭ ‬الاستخدام‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬حظي‭ ‬بتأييد‭ ‬شعبي‭ ‬واسع،‭ ‬فإنه‭ ‬أثار‭ ‬جدلاً‭ ‬حادًا‭ ‬حول‭ ‬الخصوصية‭ ‬وصعوبة‭ ‬التنفيذ‭.‬

في‭ ‬استراليا‭ ‬حالياً،‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬لسن‭ ‬المستخدمين‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬هو‭ ‬13‭ ‬عاماً‭. ‬أما‭ ‬بموجب‭ ‬التشريع‭ ‬الجديد،‭ ‬فلن‭ ‬يسمح‭ ‬للأطفال‭ ‬الذين‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬16‭ ‬عاماً‭ ‬بحيازة‭ ‬حسابات‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وسيظل‭ ‬بإمكان‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأعمار‭ ‬تصفح‭ ‬المحتوى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تسجيل‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬حساب،‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المنصة‭ ‬توفر‭ ‬هذه‭ ‬الإمكانية،‭ ‬لكنهم‭ ‬لن‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬النشر‭ ‬أو‭ ‬التعليق‭ ‬أو‭ ‬مراسلة‭ ‬مستخدمين‭ ‬آخرين‭.‬

هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الحضاري‭ ‬الدولي‭ ‬الحاصل‭ ‬اليوم،‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬الصحافة‭ ‬الذي‭ ‬أصدرته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والذي‭ ‬ينظم‭ ‬عمل‭ ‬الصحافة‭ ‬والوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬والمنصات‭ ‬الالكترونية،‭ ‬هو‭ ‬قرار‭ ‬حكيم‭ ‬وصائب‭.. ‬ولربما‭ ‬كانت‭ ‬الحاجة‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬مقبلة،‭ ‬ومع‭ ‬تزايد‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬تفرض‭ ‬أهمية‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التنظيم،‭ ‬وتعزيز‭ ‬البعد‭ ‬الأخلاقي‭ ‬فيها‭.‬

تقول‭ ‬الأستاذة‭ ‬إقبال‭ ‬الأحمد‭: ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬قرأت‭ ‬وتلقيت‭ ‬من‭ ‬معلومة‭ ‬قبل‭ ‬يومين،‭ ‬أن‭ ‬أستراليا‭ ‬ستصدر‭ ‬قانوناً‭ ‬يحدد‭ ‬سن‭ ‬16‭ ‬عاماً‭.. ‬كحدٍّ‭ ‬أدنى‭ ‬لإنشاء‭ ‬حساب‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬سعياً‭ ‬وتعزيزاً‭ ‬لقيم‭ ‬الأسرة‭.‬

وأجمل‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذا‭ ‬القانون،‭ ‬أنه‭ ‬سيمنح‭ ‬الأسر‭ ‬مساحةً‭ ‬من‭ ‬الراحة،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬بعده‭ ‬الأب‭ ‬أو‭ ‬الأم‭ ‬مضطرين‭ ‬الى‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬تساؤلات‭ ‬أطفالهما‭ ‬ومقارناتهم،‭ ‬لماذا‭ ‬أنا‭ ‬وليس‭ ‬غيري؟‭! ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬برزت‭ ‬هذه‭ ‬التساؤلات‭ ‬عند‭ ‬الأطفال،‭ ‬فسيكون‭ ‬الجواب‭ ‬القاطع‭ ‬حينها‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يمنع‭ ‬ذلك،‭ ‬نقطة‭ ‬على‭ ‬السطر‭.‬

إن‭ ‬المحتوى‭ ‬المتاح‭ ‬في‭ ‬قنوات‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بأنواعها،‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬متاح‭ ‬للجميع،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬محاذير‭ ‬وحسابات‭ ‬خاصة‭ ‬للفئةً‭ ‬العمرية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬13‭ ‬و16‭ ‬عاماً،‭ ‬مراعاة‭ ‬للأسس‭ ‬التربوية‭ ‬العميقة‭.. ‬وأصبح‭ ‬تشكيل‭ ‬الهوية‭ ‬لأي‭ ‬متابع‭ ‬هو‭ ‬‮«‬اللايك‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬التجارب‭ ‬الواقعية،‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬إصابة‭ ‬أطفالنا‭ ‬ومراهقينا‭ ‬بأمراض‭ ‬نفسية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬وهذا‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ازدياد‭ ‬انتشار‭ ‬القلق‭ ‬والاكتئاب‭ ‬لدى‭ ‬المراهقين‭ ‬عالمياً‭ ‬بنسب‭ ‬كبيرة‭.‬

وتضيف‭: ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬وحده‭ ‬لا‭ ‬يكفي،‭ ‬لأن‭ ‬إدمان‭ ‬الأهالي‭ ‬أنفسهم‭ ‬والمحتويات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يراها‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬أجهزتهم،‭ ‬يمثلان‭ ‬ضغطاً‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يجدون‭ ‬فيه‭ ‬منطلقاً‭ ‬لمحاولات‭ ‬سرقة‭ ‬مشاهد‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭. ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬أكثر‭ ‬الى‭ ‬ثقافة‭ ‬أسرية‭ ‬واعية،‭ ‬تتفهم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬وتعرف‭ ‬كيف‭ ‬تتعامل‭ ‬معها،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬إيجاد‭ ‬بدائل‭ ‬حقيقية‭ ‬قابلة‭ ‬للتطبيق،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬مجتمعية‭ ‬وترفيهية‭ ‬وبدائل‭ ‬حقيقية‭.‬

فإلى‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬الكرام‭.. ‬وإلى‭ ‬كل‭ ‬أب‭ ‬وأم‭.. ‬كلكم‭ ‬راع‭ ‬وكلكم‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬رعيته‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

• البحث عن «الشهرة».. القانون لا يكفي
• «هيئة الاتصالات».. وخدمة إظهار اسم المتصل
• صفحة.. من تاريخ البحرين
• البحرين وقطر.. مسارات حيوية جديدة
• معهد التنمية.. «السلطة السادسة»
• بوابة الاستثمار.. ومنتدى الفرص