العدد : ١٧٤٠٦ - الثلاثاء ١٨ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٠٦ - الثلاثاء ١٨ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

جولة في جناح.. القمة الخليجية 46

في‭ ‬متحف‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬يوجد‭ ‬حاليا‭ ‬جناح‭ ‬خاص‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬المصاحب‭ ‬لقمة‭ ‬أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬السادسة‭ ‬والأربعين،‭ ‬التي‭ ‬ستعقد‭ ‬برئاسة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل‭.‬

وقد‭ ‬وجهت‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬دعوة‭ ‬مفتوحة‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لزيارة‭ ‬الجناح‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬والذي‭ ‬يستعرض‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬التأسيس‭ ‬للمجلس،‭ ‬ثم‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1981،‭ ‬مروراً‭ ‬بالمشاريع‭ ‬المشتركة‭ ‬والعمل‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬المشاريع‭ ‬المستقبلية‭. ‬ويقدم‭ ‬الجناح‭ ‬الخليجي‭ ‬عبر‭ ‬تسع‭ ‬مناطق،‭ ‬عرض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬عنواناً‭ ‬رئيسياً،‭ ‬و120‭ ‬عنواناً‭ ‬فرعياً‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭.‬

بالأمس‭ ‬زرت‭ ‬مع‭ ‬الزميلة‭ ‬الإعلامية‭ ‬‮«‬د‭. ‬لولوة‭ ‬بودلامة‮»‬‭ ‬الجناح‭ ‬الخليجي،‭ ‬الذي‭ ‬يستحق‭ ‬القائمون‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬منتسبي‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬وإدارة‭ ‬متحف‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬والأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬الشكر‭ ‬والثناء‭ ‬على‭ ‬جهودهم‭ ‬المتميزة،‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬تاريخ‭ ‬وانجازات‭ ‬مسيرة‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الجناح‭ ‬الخليجي‭.. ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬معرض‭ ‬تاريخي‭ ‬وصور‭ ‬تذكارية،‭ ‬ووثائق‭ ‬وأرشيف‭.. ‬فهو‭ ‬محطة‭ ‬إعلامية‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬لمسيرة‭ ‬عمل‭ ‬خليجي،‭ ‬كان‭ ‬حلما‭ ‬وتحقق‭.. ‬وأنجز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭.. ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬الطموحات‭ ‬أكبر‭ ‬وأكثر‭.. ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬الجناح‭ ‬الخليجي‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬إعلامية‭ ‬إجابة‭ ‬لسؤال‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬خليجي‭: ‬وماذا‭ ‬حقق‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬طوال‭ ‬مسيرته‭..‬؟

في‭ ‬الجناح‭ ‬توجد‭ ‬صور‭ ‬القادة‭ ‬المؤسسين،‭ ‬وصورة‭ ‬لسمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬وكتب‭ ‬تحتها‭ ‬مقولة‭ ‬لسموه‭ -‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬يذكر‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬نرجو‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬كل‭ ‬أحلامنا‭ ‬بمقاربة‭ ‬مشتركة‭ ‬لما‭ ‬يواجهنا‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‮»‬‭.. ‬كما‭ ‬توجد‭ ‬صورة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬وعبارة‭ ‬من‭ ‬أقواله‭ ‬الخالدة‭: ‬‮«‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬تكامل‭ ‬مشهود،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أداة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكتسبات‭ ‬شعوبنا‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أضحى‭ ‬صرحا‭ ‬إقليميا،‭ ‬يبادر‭ ‬إلى‭ ‬تثبيت‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم،‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬عبر‭ ‬دوره‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الحلول‭ ‬والمبادرات‭ ‬السياسية‭ ‬لأزمات‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‮»‬‭.‬

لذلك‭ ‬فالحديث‭ ‬عن‭ ‬الجناح‭ ‬الخليجي‭ ‬يدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أهم‭ ‬الملفات‭ ‬والقضايا‭ ‬والمواضيع‭ ‬التي‭ ‬ستتناولها‭ ‬وتناقشها‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬46‭.. ‬وعن‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعوب‭ ‬الخليجية‭ ‬لمستقبل‭ ‬منظومة‭ ‬التعاون‭ ‬والآمال‭ ‬المعقودة‭ ‬عليها‭.‬

وفقا‭ ‬للتقارير‭ ‬الإعلامية‭ ‬‮«‬المنشورة‮»‬،‭ ‬والتحليلات‭ ‬السياسية‭ ‬والاستراتيجية،‭ ‬فإن‭ ‬انعقاد‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬46‭ ‬يأتي‭ ‬وسط‭ ‬أزمات‭ ‬إقليمية‭ ‬متشابكة‭.. ‬مما‭ ‬يضع‭ ‬القمة‭ ‬أمام‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬مزدحم‭ ‬بالملفات‭ ‬الثقيلة‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬جوهر‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجي‭ ‬ومصالحه‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬بجانب‭ ‬توحيد‭ ‬المواقف‭ ‬إزاء‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬ومواصلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬القمم‭ ‬السابقة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسوق‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة،‭ ‬واتحاد‭ ‬الجمارك،‭ ‬والمشاريع‭ ‬الصناعية،‭ ‬والربط‭ ‬الكهربائي،‭ ‬والسكك‭ ‬الحديدية،‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والمائي،‭ ‬وغيرها‭.‬

ويرى‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬السياسي‭ ‬‮«‬علاء‭ ‬عبداللطيف‮»‬‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬الـ46‭ ‬قد‭ ‬تشكل‭ ‬نقطة‭ ‬إعادة‭ ‬تموضع‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬التحولات‭ ‬الإقليمية‭ ‬العميقة،‭ ‬وأن‭ ‬التوقع‭ ‬العام‭ ‬صدور‭ ‬بيان‭ ‬سياسي‭ ‬موحد،‭ ‬يؤكد‭ ‬وحدة‭ ‬الموقف‭ ‬وضرورة‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬سياسات‭ ‬استباقية،‭ ‬وأن‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬تريدها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الآن‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬مستعدة‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬مرحلة‭ ‬الصراع،‭ ‬لا‭ ‬لإدارتها‭ ‬فقط‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا