الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
عن.. «هجوم يوم الصفر»
مؤخرا كثر الحديث عن «هجوم يوم الصفر».. وكثر التحذير من الرد على المكالمات المجهولة عن طريق برنامج «الواتس آب».. فعن طريق مكالمة واحدة فقط، يمكن أن يتم اختراق هاتفك وبياناتك وصورك ومعلوماتك.
العديد من الصحف والوسائل الإعلامية والمختصين بالأمن السيبراني حذروا من هجوم يوم الصفر «.. ربما لم نسمع عنه هنا.. ولا أدري..؟؟ هل بسبب عدم مصداقية «هجوم يوم الصفر»..؟ أم أن المعنيين غير مهتمين بتوعية المستخدمين..؟ أم بسبب انشغالات أخرى..؟
وتوعية للناس والمستخدمين، ووفقا لما هو منشور في الوسائل الإعلامية، فإن هجوم يوم الصفر هو ثغرة غير معروفة يستغلها المخترق قبل أن تُكتشف.. وأن في تطبيق واتس آب على سبيل المثال يكفي مكالمة واحدة فقط من رقم مجهول لاختراق الهاتف، والوصول إلى الصور الشخصية والمحادثات ومراقبة بصمة صاحب حساب الواتس آب.
ومن أهم النصائح التي يتم الحث على اتباعها في هذا الخصوص، هي ستة إجراءات وقائية وهي: منع الأرقام المجهولة من الاتصال بهم، وعدم الضغط على الروابط المشبوهة واستخدام تطبيق حماية موثوق، وأخذ المعلومات فقط من المصادر الرسمية، وتحديث برنامج واتس آب دائما، وتفعيل التحقق بخطوتين.
مجلس الأمن السيبراني الإماراتي، حذر المستخدمين من «هجمة يوم الصفر» التي تستهدف تطبيق «واتساب» عبر اتصال قصير، من دون الحاجة إلى الرد أو فتح أي رابط أو ملف، والتي تمثل تهديداً خطيراً للغاية، كونها من نوع الهجمات الصفرية، التي تفعل الثغرة بمجرد حدوث الاتصال، وأن بعض الحالات لا يتم اكتشافها فوراً، داعيا إلى تفعيل التحديثات الأمنية بشكل مستمر، والاعتماد على المصادقة المتعددة العوامل في الحسابات الحساسة، مع تجنب استخدام الأجهزة الشخصية في المراسلات فائقة الحساسية، خصوصاً لموظفي الجهات الحكومية والقطاعات الحيوية.
وفي تقرير لقناة العربية، أكد أحد الخبراء، أن خطورة هجمات يوم الصفر تكمن في أنها تصيب الأنظمة قبل اكتشاف الثغرة أصلاً، وتسجل عادة ضمن الجرائم السيبرانية شديدة الاحترافية وغالباً ما تقف خلفها جهات منظمة أو استخباراتية، وقد تستمر فترات طويلة من دون اكتشاف، مما يسمح للمهاجمين جمع بيانات حساسة، التجسس، أو زرع برمجيات خبيثة، من خلال استغلال ثغرات في الأجهزة الذكية وإنترنت الأشياء (IoT) مثل الكاميرات، أجهزة الروتر، والساعات الذكية التي يستخدمها الناس والمنتشرة بين الشباب والأطفال.
كيف نحمي أنفسنا من هجمات يوم الصفر؟ سؤال بالغ الأهمية أجاب عنه أحد المختصين: أنه رغم صعوبة التصدي لها بالكامل، فإن اتباع مجموعة من الإجراءات يقلل بشكل كبير من المخاطر، منها تحديث الأنظمة والتطبيقات باستمرار، واستخدام حلول كشف السلوك غير الطبيعي (Behavioral Security) مثل أنظمة الـ EDR – XDR التي تراقب سلوك النظام وتكشف الاختراق حتى لو لم يكن معروفاً، وتنفيذ اختبارات اختراق دورية (Penetration Testing) لاكتشاف الثغرات قبل أن يستغلها المهاجمون، واعتماد سياسة أمن سيبراني داخل المؤسسات، وتدريب الموظفين على الوعي الأمني والوقاية من الهندسة الاجتماعية، بالإضافة إلى استخدام نظم النسخ الاحتياطي المشفر لاستعادة البيانات في حالة الاختراق.
هجوم يوم الصفر.. شكل من أشكال آفة التكنولوجيا الحديثة.. ورحم الله أيام «تليفون بو ليت»..!

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك