العدد : ١٧٣١٨ - الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٨ - الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

سوريا بين متطلبات الداخل وأدوار الخارج

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

كثيرةٌ‭ ‬هي‭ ‬المؤتمرات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬عقدها‭ ‬سواءً‭ ‬داخل‭ ‬سوريا‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭ ‬لبحث‭ ‬مستقبل‭ ‬التحول‭ ‬السياسي‭ ‬فيها،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬مستغربا،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية‭ ‬تستقطب‭ ‬الاهتمام‭ ‬العالمي‭ ‬والإقليمي،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬الدراسات،‭ ‬لثلاثة‭ ‬أسباب؛‭ ‬أولها‭: ‬التساؤلات‭ ‬التي‭ ‬تثار‭ ‬بشأن‭ ‬رؤية‭ ‬النخبة‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬لإدارة‭ ‬التنوع‭ ‬القومي‭ ‬والثقافي‭ ‬والديني،‭ ‬وخاصةً‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬التجارب‭ ‬ذاتها‭ ‬بعضها‭ ‬حالفه‭ ‬النجاح‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬التعثر‭ ‬سمةً‭ ‬له‭. ‬وثانيها‭: ‬الأبعاد‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬

فموقع‭ ‬سوريا‭ ‬الجغرافي‭ ‬عند‭ ‬نقاط‭ ‬تماس‭ ‬استراتيجي‭ ‬لمشروعات‭ ‬إقليمية‭ ‬‭ ‬بالطبع‭ ‬لا‭ ‬تلتقي‭ ‬أهدافها‭ ‬‭ ‬يفرض‭ ‬تحديات‭ ‬هائلة‭ ‬أمام‭ ‬النخبة‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭. ‬وثالثها‭: ‬تأثير‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬برمّتها،‭ ‬فحال‭ ‬تعثر‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬سيكون‭ ‬لذلك‭ ‬تداعيات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭.‬

ومن‭ ‬دون‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬التطورات‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬سوريا‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024م؛‭ ‬ومجملها‭ ‬بعض‭ ‬الصدامات‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬السوري،‭ ‬وظهور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المطالب‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬لا‭ ‬مركزيّاً‭ ‬يضمن‭ ‬حقوق‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬أو‭ ‬إقصاء؛‭ ‬فإن‭ ‬المعضلة‭ ‬في‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬سوريا‭ ‬هي‭ ‬أنها‭ ‬تواجه‭ ‬كافة‭ ‬الأزمات‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬واحد،‭ ‬على‭ ‬الصُّعُد‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والأمنية‭ ‬والمجتمعية،‭ ‬بما‭ ‬يثير‭ ‬عدة‭ ‬تساؤلات؛‭ ‬منها‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الأولويات؟‭ ‬‭ ‬بل‭ ‬والتساؤلات‭ ‬الأكثر‭ ‬تعقيداً‭ ‬‭ ‬الأولويات‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬من؟‭ ‬‭ ‬والأهم‭ ‬‭ ‬هل‭ ‬تلتقي‭ ‬تلك‭ ‬الأولويات‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬أم‭ ‬لا؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الأدوار‭ ‬الخارجية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لدعم‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬سوريا؟‭ ‬

وفي‭ ‬تقديري،‭ ‬ان‭ ‬كافة‭ ‬خبرات‭ ‬التحولات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬تتطلب‭ ‬بدايةً‭ ‬تأكيد‭ ‬حق‭ ‬احتكار‭ ‬القوة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدولة؛‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر،‭ ‬إن‭ ‬الأمن‭ ‬هو‭ ‬مسؤولية‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬الرسمية‭ ‬الموحدة،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬سلاحٍ‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬جماعاتٍ‭ ‬ذات‭ ‬ولاءاتٍ‭ ‬وهُوِيّاتٍ‭ ‬ضيقة‭. ‬ويُعد‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬المدخل‭ ‬الصحيح‭ ‬لإدارة‭ ‬عملية‭ ‬التحول‭ ‬السياسي،‭ ‬لأنه‭ ‬حال‭ ‬حدوث‭ ‬تباينات‭ ‬في‭ ‬توجهات‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬السوري‭ ‬فإن‭ ‬الاحتكام‭ ‬سيكون‭ ‬للحوار‭ ‬وليس‭ ‬للسلاح،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الآن،‭ ‬وهو‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لتعثر‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭. ‬صحيحٌ‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬التشكيلات‭ ‬العسكرية‭ ‬السورية‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬إعلاء‭ ‬هُوِيّتِها‭ ‬دون‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬القومية‭ ‬لسوريا‭. ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي،‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬كتابة‭ ‬الدساتير‭ ‬خلال‭ ‬المراحل‭ ‬الانتقالية‭ ‬تعد‭ ‬تحدياً‭ ‬كبيراً،‭ ‬خاصةً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مجتمع‭ ‬فيه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المكونات،‭ ‬وتتقاطع‭ ‬فيه‭ ‬العوامل‭ ‬الآيديولوجية‭ ‬مع‭ ‬نظيراتها‭ ‬الواقعية،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬سبل‭ ‬عديدة‭ ‬ونماذج‭ ‬لدول‭ ‬استطاعت‭ ‬صياغة‭ ‬دساتير‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬وهويات‭ ‬الجميع‭ ‬وفي‭ ‬مدى‭ ‬زمني‭ ‬وجيز‭. ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬طال‭ ‬أمد‭ ‬المراحل‭ ‬الانتقالية‭ ‬تعاظمت‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬النخب‭ ‬الحاكمة،‭ ‬لأن‭ ‬المسألة‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬برؤى‭ ‬النخب،‭ ‬بل‭ ‬بتطلعات‭ ‬المجتمع‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬حقبة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬جديدة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬تلبية‭ ‬المتطلبات‭ ‬الأساسية‭ ‬لذلك‭ ‬المجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬عادل‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬تخوض‭ ‬سوريا‭ ‬معركة‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭ ‬كلفتها‭ ‬بـ‭ ‬800‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬برفع‭ ‬العقوبات‭ ‬عن‭ ‬سوريا،‭ ‬وكذا‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬الخليجي‭ ‬لسوريا،‭ ‬وتعدد‭ ‬زيارات‭ ‬المسؤولين‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬إليها،‭ ‬وما‭ ‬أسفرت‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬التزامات‭ ‬بضخ‭ ‬استثمارات‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬السورية؛‭ ‬كلها‭ ‬تمثل‭ ‬مؤشرات‭ ‬مهمة‭ ‬لدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السوري،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬توافق‭ ‬سياسي،‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬أمني،‭ ‬كمتطلب‭ ‬أساسي‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬إلى‭ ‬القطاعات‭ ‬السورية‭ ‬المختلفة‭.‬

ولا‭ ‬يعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬وجود‭ ‬نموذج‭ ‬مثالي‭ ‬للتحولات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬لكن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يلبي‭ ‬مصالح‭ ‬كافة‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬السوري‭ ‬وفقاً‭ ‬للدستور‭ ‬والقانون‭.‬

ومع‭ ‬التسليم‭ ‬بأن‭ ‬استقرار‭ ‬سوريا‭ ‬يعني‭ ‬استقرار‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فإن‭ ‬أجندات‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ (‬تركيا،‭ ‬إسرائيل،‭ ‬إيران‭) ‬تتقاطع‭ ‬داخلها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬سواءً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬محاولات‭ ‬فرض‭ ‬نموذج‭ ‬محدد‭ ‬للحكم،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬تراه‭ ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬الأطراف‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬لأمنها‭ ‬القومي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬سوريا‭ ‬ضمن‭ ‬النفوذ‭ ‬الإقليمي‭ ‬لبعض‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭.‬

وللأدوار‭ ‬الدولية‭ ‬تأثير‭ ‬مهم‭ ‬ضمن‭ ‬عملية‭ ‬التحول‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬خاصةً‭ ‬لدى‭ ‬كلٍّ‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تنافسها،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتصادم‭ ‬تلك‭ ‬الأدوار‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب،‭ ‬منها‭: ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سوريا‭ ‬مصدراً‭ ‬لتهديد‭ ‬مصالحها‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تغير‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬وقدرة‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬التوظيف‭ ‬السيء‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬لتهديد‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬للدول‭ ‬‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬يعني‭ ‬تهديد‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بأسرها‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬ارتباط‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬بثلاث‭ ‬دوائر‭ ‬متداخلة‭ ‬ومتشابكة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وهي‭: ‬الدائرة‭ ‬الداخلية‭ ‬بتعقيداتها،‭ ‬والإقليمية‭ ‬بأجنداتها،‭ ‬والدولية‭ ‬بمصالحها،‭ ‬فثمّة‭ ‬مسؤولية‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬منظمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬خاصةً‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬تسوية‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬بتوازنات‭ ‬القوى‭ ‬وتضارب‭ ‬المصالح‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬لأن‭ ‬بناء‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬يرتبط‭ ‬بتعزيز‭ ‬الوحدات‭ ‬المكونة‭ ‬لهذا‭ ‬الأمن‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تلتقي‭ ‬فيها‭ ‬الجهود‭ ‬الإقليمية‭ ‬مع‭ ‬نظيراتها‭ ‬الدولية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬يأتي‭ ‬تشكيل‭ ‬المجموعة‭ ‬السورية‭ ‬‭ ‬الأردنية‭ ‬‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لدعم‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬السويداء،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬اجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأردنية‭ ‬عمّان‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬أغسطس‭ ‬2025م؛‭ ‬وهو‭ ‬الاجتماع‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬يستضيفه‭ ‬الأردن،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬يوليو‭ ‬2025م‭ ‬للغرض‭ ‬ذاته‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬رؤية‭ ‬الأردن‭ ‬كدولة‭ ‬جوار‭ ‬مباشر‭ ‬لسوريا،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كدولة‭ ‬لها‭ ‬مصالح‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والمنطقة‭ ‬‭ ‬تعد‭ ‬مهمة‭ ‬لدعم‭ ‬جهود‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬خاصةً‭ ‬بشأن‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬السوري‭ ‬كافة‭.‬

خلاصة‭ ‬القول،‭ ‬أنه‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬الأدوار‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬لدعم‭ ‬سوريا‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬الانتقال‭ ‬السياسي‭ ‬يظل‭ ‬نجاح‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬مرتهناً‭ ‬برؤية‭ ‬النخبة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭: ‬فإما‭ ‬بناء‭ ‬مؤسسات‭ ‬تعمل‭ ‬لكافة‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬السوري‭ ‬‭ ‬مع‭ ‬احترام‭ ‬خصوصية‭ ‬كلٍّ‭ ‬منها‭ ‬وفقاً‭ ‬للدستور‭ ‬والقانون؛‭ ‬وإما‭ ‬استمرار‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬عرقية‭ ‬ودينية‭ ‬‭ ‬وما‭ ‬يؤول‭ ‬إليه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬أمنية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬بالغة‭ ‬الخطورة،‭ ‬لن‭ ‬يقتصر‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬الداخل‭ ‬السوري؛‭ ‬فأي‭ ‬المسارين‭ ‬سوف‭ ‬تسلكه‭ ‬الدولة‭ ‬السورية؟‭ ‬سؤالٌ‭ ‬يجيب‭ ‬عنه‭ ‬السوريون‭ ‬أنفسهم‭.‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا