العدد : ١٧٣١١ - الجمعة ١٥ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١١ - الجمعة ١٥ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

أمريكا ويوم التحرير من الإمبريالية المناخية!

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ١٥ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

من‭ ‬الواضح‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬جهد‭ ‬دولي‭ ‬مشترك‭ ‬لعلاج‭ ‬أي‭ ‬قضية‭ ‬عالمية‭ ‬تخص‭ ‬كوكبنا‭ ‬برمته‭ ‬لن‭ ‬يكتب‭ ‬له‭ ‬النجاح‭ ‬والتقدم‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الموافقة‭ ‬الكلية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬مباركتها‭ ‬ورغبتها‭ ‬الجادة‭ ‬واستعدادها‭ ‬التام‭ ‬لركوب‭ ‬القطار‭ ‬الدولي‭ ‬الجماعي‭ ‬المشترك،‭ ‬وقيامها‭ ‬بقيادة‭ ‬وإدارة‭ ‬هذا‭ ‬القطار‭ ‬نحو‭ ‬وجهتها‭ ‬الحزبية‭ ‬ومواقفها‭ ‬السياسية‭.‬

ولذلك‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وسخونة‭ ‬الأرض‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬33‭ ‬عاماً،‭ ‬وخطوات‭ ‬الحل‭ ‬والعلاج‭ ‬تتقدم‭ ‬خطوة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬ثم‭ ‬ترجع‭ ‬خطوات‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬الخلف،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬لتذبذب‭ ‬سياسات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬بين‭ ‬مدٍ‭ ‬وجزر،‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‭ ‬مواقفها‭ ‬وممارساتها‭ ‬نحو‭ ‬علاج‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لخفض‭ ‬انبعاثات‭ ‬الغازات‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬للكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬وتحديد‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬خفض‭ ‬مصادر‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬بغاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬لرفع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭ ‬التدريجي‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬المسبب‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬والمتجددة،‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬والطاقة‭ ‬النووية‭.‬

فاليوم،‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬المُعادي‭ ‬لسياسات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬بل‭ ‬والمُنْكر‭ ‬لدور‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الدولية‭ ‬المشتركة،‭ ‬فإن‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لعلاج‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬تعيش‭ ‬عصرها‭ ‬المظلم‭ ‬والأسود،‭ ‬فقد‭ ‬انسحب‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬تفاهمات‭ ‬باريس‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬لعام‭ ‬2015‭ ‬مرتين،‭ ‬ولذلك‭ ‬أية‭ ‬محاولات‭ ‬دولية‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬سيكتب‭ ‬لها‭ ‬الفشل،‭ ‬وبخاصة‭ ‬إذا‭ ‬علمنا‭ ‬بأن‭ ‬النسبة‭ ‬الأعلى‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬غازات‭ ‬الدفيئة‭ ‬والاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬المسببة‭ ‬لسخونة‭ ‬الأرض‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬أمريكا،‭ ‬فهي‭ ‬المسؤولة‭ ‬تاريخياً‭ ‬عن‭ ‬نزول‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬الأرض‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬انسحاب‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬فإنه‭ ‬يعمل‭ ‬جاهداً‭ ‬وبكل‭ ‬قوة‭ ‬وبسرعة‭ ‬شديدة‭ ‬على‭ ‬استئصال‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‭ ‬من‭ ‬جذوره‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬والسياسة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهدم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بناه‭ ‬الرؤساء‭ ‬الآخرون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إلغاء‭ ‬كل‭ ‬الأنظمة‭ ‬والخطوات‭ ‬التي‭ ‬اتُخذتْ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لخفض‭ ‬حجم‭ ‬انبعاثات‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭.‬

فقد‭ ‬أعلنتْ‭ ‬وكالة‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬يوليو‭ ‬2025‭ ‬وبكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬إعلاناً‭ ‬تاريخياً‭ ‬يعد‭ ‬وصمة‭ ‬عار‭ ‬في‭ ‬جبين‭ ‬أمريكا،‭ ‬وأَطلقتْ‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬يوم‭ ‬التحرير‮»‬‭ (‬Liberation‭ ‬Day‭)‬،‭ ‬أي‭ ‬يوم‭ ‬فك‭ ‬القيود‭ ‬عن‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬المناخية‭ ‬والتحرر‭ ‬كلياً‭ ‬من‭ ‬الإمبريالية‭ ‬المناخية‭ ‬الدولية‭ ‬والاتحادية،‭ ‬ويوم‭ ‬‮«‬شيطنة‮»‬‭ ‬الأنظمة‭ ‬المناخية‭ ‬بأنها‭ ‬تدمر‭ ‬وتؤخر‭ ‬التنمية‭. ‬فترامب‭ ‬يؤمن‭ ‬بالنظرية‭ ‬التي‭ ‬أكل‭ ‬عليها‭ ‬الدهر‭ ‬وشرب،‭ ‬ويعتقد‭ ‬بالفكر‭ ‬البالي‭ ‬الذي‭ ‬تخطاه‭ ‬وعفا‭ ‬عليه‭ ‬الزمن‭ ‬وكان‭ ‬سائداً‭ ‬أيام‭ ‬جهل‭ ‬الإنسان‭ ‬بدور‭ ‬الملوثات‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬صحة‭ ‬البيئة‭ ‬والإنسان‭ ‬معاً‭ ‬ووقوع‭ ‬المظاهر‭ ‬والكوارث‭ ‬البيئية‭ ‬الصحية‭. ‬فترامب‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬الأنظمة‭ ‬وتحديد‭ ‬المواصفات‭ ‬البيئية‭ ‬على‭ ‬انبعاثات‭ ‬السيارات،‭ ‬ومحطات‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة،‭ ‬والمصانع‭ ‬عملية‭ ‬مكلفة‭ ‬وتعيق‭ ‬عملية‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتعد‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬استمرار‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬فهو‭ ‬بهذه‭ ‬الثقافة‭ ‬القديمة‭ ‬ينسف‭ ‬سياسة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬أجمعت‭ ‬عليها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬ريو‭ ‬دي‭ ‬جانيرو‭ ‬عام‭ ‬1992،‭ ‬والتي‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬أي‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬البيئية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬معاً،‭ ‬ولا‭ ‬تعارض‭ ‬ولا‭ ‬خلاف‭ ‬بينهما‭. ‬

وبإعلان‭ ‬التحرير‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬البيئية‭ ‬المناخية‭ ‬يكسر‭ ‬ترامب‭ ‬ولا‭ ‬يعترف‭ ‬بالإجماع‭ ‬العلمي‭ ‬المناخي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬حدٍ‭ ‬سواء،‭ ‬ويناقض‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬التي‭ ‬توصلت‭ ‬إليها‭ ‬وكالة‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬الأمريكية‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬أوباما‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬وأُطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬نتائج‭ ‬الخطورة‮»‬‭ (‬endangerment‭ ‬finding‭)‬،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬التقرير‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التقييم‭ ‬المناخي‭ ‬القومي‮»‬‭ (‬National‭ ‬Climate‭ ‬Assessment‭). ‬والاستنتاج‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬المسببة‭ ‬لسخونة‭ ‬الأرض،‭ ‬خاصة‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬والميثان‭ ‬تشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬للصحة‭ ‬العامة‭ ‬ورفاهية‭ ‬الشعب‭ ‬لهذا‭ ‬الجيل‭ ‬والأجيال‭ ‬اللاحقة،‭ ‬حيث‭ ‬اعتُبر‭ ‬هذا‭ ‬الاستنتاج‭ ‬العلمي‭ ‬الأساس‭ ‬القانوني‭ ‬لوضع‭ ‬هذه‭ ‬الغازات‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬مواصفات‭ ‬جودة‭ ‬الهواء،‭ ‬وبالتالي‭ ‬وضع‭ ‬الحدود‭ ‬المسموح‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬انبعاثات‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬ومحطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬وغيرهما‭.  ‬

فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬نشهدها‭ ‬أمامنا‭ ‬تؤكد‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬دولة‭ ‬مؤسسات‭ ‬وثوابت‭ ‬وحقائق‭ ‬علمية،‭ ‬وإنما‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬مضطربة‭ ‬وغير‭ ‬مستقرة‭ ‬علمياً،‭ ‬فقراراتها‭ ‬تتغير‭ ‬بحسب‭ ‬قناعات‭ ‬وأهواء‭ ‬ومزاج‭ ‬الرئيس‭ ‬نفسه‭. ‬فالجميع‭ ‬يتذكر‭ ‬أن‭ ‬أوباما‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬تفاهمات‭ ‬باريس‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬لعام‭ ‬2015،‭ ‬فجاء‭ ‬ترامب‭ ‬وانسحب‭ ‬منها،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬بايدن‭ ‬انضمت‭ ‬أمريكا‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬إليها،‭ ‬فجاء‭ ‬ترامب‭ ‬وانسحب‭ ‬منها‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭. ‬كذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأنظمة‭ ‬البيئية‭ ‬المناخية،‭ ‬حيث‭ ‬وضعها‭ ‬أوباما‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬فجاء‭ ‬ترامب‭ ‬وألغاها‭ ‬كلياً‭ ‬وكأنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬أصلاً،‭ ‬وعندما‭ ‬جاء‭ ‬بايدن‭ ‬أعادها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬أوباما،‭ ‬والآن‭ ‬ترامب‭ ‬ينسفها‭ ‬من‭ ‬جذورها،‭ ‬ويتخلص‭ ‬منها‭. ‬فلا‭ ‬أنظمة‭ ‬ولا‭ ‬معايير‭ ‬لانبعاث‭ ‬الغازات‭ ‬المناخية‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعها‭ ‬وأحجامها،‭ ‬ولا‭ ‬قيود‭ ‬ولا‭ ‬ضوابط‭ ‬لانطلاق‭ ‬هذه‭ ‬الغازات‭ ‬من‭ ‬المصانع‭ ‬ومحطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬ومن‭ ‬علميات‭ ‬الاستكشاف‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬رجعت‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لالتزاماتها‭ ‬القومية‭ ‬والدولية‭ ‬وتعهداتها‭ ‬بخفض‭ ‬الانبعاث‭ ‬للغازات‭ ‬المتهمة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ومثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬العقلانية‭ ‬وغير‭ ‬المستندة‭ ‬على‭ ‬الأدلة‭ ‬العلمية‭ ‬تنعكس‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬فترتفع‭ ‬حرارتها‭ ‬وستصاب‭ ‬بالحمى‭ ‬المزمنة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬علاجها‭.‬

ولم‭ ‬يكتف‭ ‬ترامب‭ ‬بهذه‭ ‬الإجراءات،‭ ‬ولم‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬وإنما‭ ‬اتخذ‭ ‬عدة‭ ‬قرارات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬ضرب‭ ‬جميع‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬والقومية‭ ‬لمكافحة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬ومنع‭ ‬تفاقم‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭. ‬فقد‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬أمام‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحميات‭ ‬الطبيعية‭ ‬مثل‭ ‬محمية‭ ‬ألاسكا‭ ‬الشهيرة،‭ ‬كما‭ ‬ألغى‭ ‬كافة‭ ‬البرامج‭ ‬ومراكز‭ ‬البحوث‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وأوقف‭ ‬عنها‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭. ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغيير‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬حول‭ ‬واقعية‭ ‬وتأثير‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬على‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬والإنسان،‭ ‬فقد‭ ‬عيَّن‭ ‬عدة‭ ‬علماء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الوزارات،‭ ‬مثل‭ ‬وزارة‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬يوليو‭ ‬2025،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلقٍ‭ ‬مناخ‭ ‬علمي‭ ‬جديد‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الاجماع‭ ‬العلمي‭ ‬السائد‭ ‬الآن،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التشكيك‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬نزول‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬الناجمة‭ ‬عنها‭.‬

فهذه‭ ‬المعطيات‭ ‬والمؤشرات‭ ‬المناخية‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬تجعلني‭ ‬أتشاءم‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬اجتماع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬رقم‭ (‬30‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬سيعقد‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬البرازيل،‭ ‬وبخاصة‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬بقوتها‭ ‬ونفوذها‭ ‬الكبيرين‭ ‬وتأثيرها‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬المناخ‭ ‬الدولي‭ ‬لن‭ ‬تشارك‭ ‬بوفد‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬الاجتماع،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬المحطة‭ ‬الإخبارية‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬يوليو‭ ‬2025‭.‬

 

‭ ‬ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا