العدد : ١٧٣١٠ - الخميس ١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٠ - الخميس ١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

قراءة في سياسات الرئيس السوري الشرع لمواجهة التحديات

بقلم: د. جاسم بونوفل

الخميس ١٤ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

تواجه‭ ‬سوريا‭ ‬منذ‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد،‭ ‬وتسلم‭ ‬الرئيس‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع‭ ‬قيادة‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬تحديات‭ ‬جمة‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتكرر‭ ‬على‭ ‬أراضيها،‭ ‬ثم‭ ‬إشكالية‭ ‬الأقليات‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬وحدة‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها‭. ‬ومع‭ ‬أني‭ ‬لا‭ ‬أحبذ‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬لأنه‭ ‬صناعة‭ ‬غربية،‭ ‬وقد‭ ‬تبنته‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬لحاجات‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬يعقوب؛‭ ‬فإسرائيل‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تتدخل‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬السوري‭ ‬بحجة‭ ‬حماية‭ ‬الدروز‭ ‬مع‭ ‬أنهم‭ ‬أحد‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬السوري،‭ ‬وأن‭ ‬الدولة‭ ‬السورية‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬حمايتهم‭. ‬

ومع‭ ‬جسامة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬المحللين‭ ‬والمراقبين‭ ‬للمشهد‭ ‬السوري‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬مواجهتها؛‭ ‬فقد‭ ‬أثبت‭ ‬الرئيس‭ ‬الشرع‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الحرجة‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬سوريا‭ ‬بكفاءة‭ ‬عالية‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬يستند‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬شعبية‭ ‬ترى‭ ‬أنه‭ ‬رجل‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬وأنه‭ ‬ربان‭ ‬السفينة‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬شاطئ‭ ‬الأمان،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬العواصف‭ ‬الشديدة‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬طريقها‭. ‬وقد‭ ‬أثبت‭ ‬للشعب‭ ‬السوري‭ ‬خلال‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية‭ ‬أنه‭ ‬رجل‭ ‬دولة‭ ‬خلع‭ ‬ثوب‭ ‬الثورية‭ ‬بمجرد‭ ‬تسلمه‭ ‬زمام‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الانتقالية،‭ ‬وجاءت‭ ‬أفعاله‭ ‬لتتماهى‭ ‬مع‭ ‬خطاباته‭ ‬التي‭ ‬حددت‭ ‬هوية‭ ‬الدولة‭ ‬السورية‭ ‬الجديدة،‭ ‬وتوجهاتها،‭ ‬وتأكيداته‭ ‬المستمرة‭ ‬على‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬عقلية‭ ‬الثورة‭ ‬إلى‭ ‬عقلية‭ ‬الدولة‭ ‬وبنائها‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬جديدة‭ ‬تختلف‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬الأسدية‭ ‬البائدة‭ ‬التي‭ ‬جثمت‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬السوريين‭ ‬ردحا‭ ‬طويلا‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تعقيدات‭ ‬المشهد‭ ‬السوري،‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الهين‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭ ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬أن‭ ‬الشرع‭ ‬ورث‭ ‬أطلال‭ ‬دولة،‭ ‬هالكة‭ ‬اقتصادياً‭ ‬وسياسياً‭ ‬واجتماعياً‭.. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬محلية،‭ ‬وأخرى‭ ‬خارجية‭ ‬تحاول‭ ‬العبث‭ ‬بأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬سوريا،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الاستقرار‭ ‬يصطدم‭ ‬مع‭ ‬مصالحها،‭ ‬ولذلك‭ ‬فهي‭ ‬دائماً‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬البؤر‭ ‬والمشكلات‭ ‬التي‭ ‬تعكر‭ ‬صفو‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فتثير‭ ‬النعرات‭ ‬العرقية‭ ‬والدينية‭ ‬والطائفية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬السوري‭ ‬بقصد‭ ‬إثارة‭ ‬الفوضى،‭ ‬وإرباك‭ ‬القيادة‭ ‬السورية‭ ‬الجديدة‭. ‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬المسائل‭ ‬لم‭ ‬تغب‭ ‬عن‭ ‬ذهن‭ ‬القيادة‭ ‬السورية،‭ ‬وهي‭ ‬واعية‭ ‬تماماً‭ ‬بالأصابع‭ ‬التي‭ ‬تحرك‭ ‬خيوط‭ ‬اللعبة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السوري؛‭ ‬فالكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬غير‭ ‬مسرور‭ ‬بالتغيير‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وهو‭ ‬قلق‭ ‬جداً‭ ‬لما‭ ‬حدث،‭ ‬ولذلك‭ ‬رأيناه‭ ‬يسارع‭ ‬بتحريك‭ ‬جيشه‭ ‬نحو‭ ‬التوغل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التدخل‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬أحداث‭ ‬محافظة‭ ‬السويداء‭ ‬بحجة‭ ‬حماية‭ ‬الدروز‭ ‬ظاهرياً‭ ‬ولكن‭ ‬الدافع‭ ‬الحقيقي‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬إرباك‭ ‬هذا‭ ‬المشهد،‭ ‬والضغط‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬نحو‭ ‬الاشتباك‭ ‬معه،‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬القدرات‭ ‬والإمكانيات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬تؤهلها‭ ‬لمقارعته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭. ‬

لهذا‭ ‬خاب‭ ‬ظنه‭ ‬لأن‭ ‬القيادة‭ ‬السورية‭ ‬كانت‭ ‬واعية‭ ‬لما‭ ‬يخطط‭ ‬له‭ ‬الكيان،‭ ‬وأنها‭ ‬لن‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬الفخ‭ ‬الذي‭ ‬نصبه‭ ‬نتنياهو‭ ‬لها،‭ ‬وراحت‭ ‬تفكر‭ ‬بعقلانية‭ ‬واضعة‭ ‬أمامها‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬ينعم‭ ‬بالأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬ويتفرغ‭ ‬لبناء‭ ‬سوريا‭ ‬الجديدة‭. ‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬مقاربة‭ ‬الرئيس‭ ‬الشرع‭ ‬لملف‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتكررة‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية‭ ‬،‭ ‬وتدخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬أحداث‭ ‬محافظة‭ ‬السويداء‭ ‬ليست‭ ‬المواجهة‭ ‬العسكرية؛‭ ‬لأن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬مغامرة‭ ‬يعرف‭ ‬مسبقا‭ ‬بأن‭ ‬نتائجها‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬صالحه،‭ ‬ولذلك‭ ‬فهو‭ ‬آثر‭ ‬أن‭ ‬يسلك‭ ‬طريق‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المباشرة؛‭ ‬فأرسل‭ ‬وزير‭ ‬خارجيته‭ ‬أسعد‭ ‬الشيباني‭ ‬إلى‭ ‬باريس‭ ‬ليلتقي‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬رون‭ ‬ديرمر‭ ‬وبحضور‭ ‬المبعوث‭ ‬الأمريكي‭ ‬توم‭ ‬براك‭ ‬الذي‭ ‬رتب‭ ‬لهذا‭ ‬اللقاء‭ ‬بمشاركة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي‭ ‬نويل‭ ‬بارو‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬بحث‭ ‬الترتيبات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬سوريا‭ ‬وأحداث‭ ‬السويداء‭. ‬

ولاستكمال‭ ‬هذا‭ ‬الطريق،‭ ‬فقد‭ ‬توجه‭ ‬الشيباني‭ ‬إلى‭ ‬موسكو‭ ‬ليحل‭ ‬ضيفاً‭ ‬على‭ ‬نظيره‭ ‬الروسي‭ ‬سيرجي‭ ‬لافروف‭ ‬في‭ ‬موسكو‭ ‬ليناقش‭ ‬معه‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬بلديهما‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الأسد،‭ ‬وليطلعه‭ ‬على‭ ‬تطورات‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬الحدود‭ ‬الجنوبية‭ ‬لبلاده،‭ ‬والتباحث‭ ‬حول‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلعبه‭ ‬الروس‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬البيت‭ ‬السوري‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬السورية‭ ‬الروسية‭ ‬المشتركة‭. ‬

أما‭ ‬مقاربة‭ ‬الشرع‭ ‬لمسألة‭ ‬‮«‬الأقليات‮»‬‭ ‬وبالأخص‭ ‬مسألة‭ ‬الدروز‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬حاضرة‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السوري‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية،‭ ‬فتنطلق‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬مراراً‭ ‬وهي‭ ‬ترتكز‭ ‬أساساً‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬سوريا‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬يرفض‭ ‬التمترس‭ ‬خلف‭ ‬جدار‭ ‬الطائفية‭ ‬والدينية‭ ‬والعرقية‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وهو‭ ‬يقدم‭ ‬نفسه‭ ‬كرئيس‭ ‬لكل‭ ‬السوريين‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬انتماءاتهم‭ ‬العرقية‭ ‬والدينية‭ ‬والمذهبية‭ ‬والطائفية،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬سلوكياته‭ ‬وأفعاله‭ ‬تعكس‭ ‬ما‭ ‬يملأ‭ ‬قلبه‭ ‬وعقله‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬للإنسان‭ ‬السوري؛‭ ‬فهو‭ ‬يؤكد‭ ‬باستمرار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لقاءاته‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬وأن‭ ‬الهوية‭ ‬التي‭ ‬ينادي‭ ‬بها،‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيقها‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬سوريا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬التجزئة‭ ‬ولا‭ ‬التقسيم‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬شمالها‭ ‬لجنوبها‭ ‬ومن‭ ‬شرقها‭ ‬لغربها،‭ ‬وأنه‭ ‬دائماً‭ ‬يؤكد‭ ‬وحدة‭ ‬تراب‭ ‬سوريا،‭ ‬وأنه‭ ‬سيقف‭ ‬بصلابة‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬الدعوات‭ ‬التي‭ ‬تروم‭ ‬إلى‭ ‬تقسيمها‭ ‬إلى‭ ‬كانتونات‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬طائفية‭ ‬أو‭ ‬عرقية‭.‬

إن‭ ‬نجاح‭ ‬الشرع‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬يتطلب‭ ‬منه‭ ‬استثمار‭ ‬الأجواء‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬المؤيدة‭ ‬لوحدة‭ ‬أراضي‭ ‬سوريا‭ ‬واستقرارها‭ ‬ورفع‭ ‬العقوبات‭ ‬عنها،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأوراق‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها‭ ‬بلاده‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار؛‭ ‬فمعظم‭ ‬الدول‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬نصيبا‭ ‬من‭ ‬كعكة‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬ويمكنه‭ ‬توظيف‭ ‬هذه‭ ‬الورقة‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬وأوروبا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعوتهما‭ ‬إلى‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬اعتداءاتها‭ ‬المتكررة‭ ‬على‭ ‬سوريا،‭ ‬واحترام‭ ‬اتفاق‭ ‬1974م‭ ‬مقابل‭ ‬فتح‭ ‬الطريق‭ ‬أمامهما‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬سوريا‭. ‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬نذكر‭ ‬‮«‬فإن‭ ‬الذكرى‭ ‬تنفع‭ ‬المؤمنين‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬المشي‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الحرجة‭ ‬محفوف‭ ‬بالمخاطر؛‭ ‬لأن‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ (‬إسرائيل‭) ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬الخير‭ ‬لبلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬إضعافها‭ ‬ليسهل‭ ‬لها‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬قراراتها،‭ ‬وما‭ ‬اعتداءاتها‭ ‬المتكررة‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬قاطع‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تريد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضوع‭ ‬لها‭ ‬وهنا‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬السورية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حذرة،‭ ‬وتنتبه‭ ‬إلى‭ ‬الأفخاخ‭ ‬التي‭ ‬ينصبها‭ ‬العدو‭ ‬لها،‭ ‬وعليها‭ ‬أن‭ ‬تعي‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬جيداً‭ ‬بحيث‭ ‬تتجنب‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬المصيدة‭. ‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬نلوم‭ ‬الشرع‭ ‬إذا‭ ‬اتخذ‭ ‬قرارات‭ ‬غير‭ ‬شعبوية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الملفات،‭ ‬لكنه‭ ‬يقوم‭ ‬بهذا‭ ‬التصرف‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬ليجنب‭ ‬بلاده‭ ‬ويلات‭ ‬كبيرة،‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬سوريا‭ ‬موحدة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا