يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
لكن صوت الحق لا يموت
هذه المرة لم يكلف مجرمو الحرب الإسرائيليون أنفسهم عناء نفي استهداف الصحفيين واغتيالهم في غزة، ولم يرددوا ادعاءاتهم الكاذبة السابقة في كل مرة يقتلون فيها صحفيا بأن الأمر حدث عن طريق الخطأ او سوء التقدير.
هذه المرة اعترفوا هم بكل اجرام ووحشية بأنهم تعمدوا شن العدوان على خيمة الصحفيين التي استشهد فيها مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، و4 آخرين من طاقم القناة. والتبرير الذي قدموه هو ان انس الشريف إرهابي وأحد قادة حماس.
ليس هذا التبرير غريبا على المجرمين الإسرائيليين. بالنسبة لهم كل من على ارض غزة إرهابي يستحق القتل وهم يقولون هذا صراحة. حتى الأطفال بالنسبة لهم ارهابيون لأنهم يمكن ان يكبروا وينضموا الى صفوف المقاومة ولهذا يجب ان يقتلوا. أحد المسؤولين الإسرائيليين قال مرة ان غزة ليس فيها مدنيون وكلهم ارهابيون لأن حماس منهم ولأنهم لم يمنعوا حماس من شن هجوم على اسرائيل.
بهذا المنطق الوحشي ترتكب إسرائيل كل جرائم الحرب والابادة في غزة ومن بينها جرائم قتل الصحفيين.
بالطبع ما كان للمجرمين الإسرائيليين ان تواتيهم كل هذه الجرأة الاجرامية ويعترفوا بتعمد اغتيال صحفيي قناة الجزيرة لولا ان الكل في العالم يقف عاجزا عن ردعهم وعن اجبارهم على وقف جرائم الإبادة وعلى محاسبتهم.
لسنا بحاجة الى توضيح لماذا يرتكبون هذه الجرائم باغتيال الصحفيين.
صحيح ان الصحفيين مثلهم مثل كل اهل غزة يتعرضون لجرائم الإبادة الإسرائيلية، ولكنهم بالنسبة لمجرمي الحرب الإسرائيليين مصدر خطورة خاص.
منذ بدأت حرب ابادة غزة يقود الصحفيون معركة نبيلة كبرى سلاحها الكلمة والصوت والصورة.. معركة نقل الحقيقة الى العالم.. معركة تقديم الصورة الحقيقية لجرائم الحرب والابادة البشعة التي ترتكبها إسرائيل.. معركة فضح كذب وزيف الرواية الإسرائيلية المضللة.
في سبيل هذه المهمة التاريخية قدم الصحفيون تضحيات جسيمة. وأي ي تضحيات اكبر من الروح؟.. أكثر من 240 صحفيا قتلهم الاحتلال في غزة وهو أكبر عدد من الصحفيين يتم قتله في أي حرب في العالم.
هذه التضحيات لم تذهب سدى.
بفضل الصحفيين وعملهم البطولي يقف الرأي العام العالمي كله اليوم في مواجهة إسرائيل وجرائمها ويطالب بعزلها ومحاكمة قادتها.
بفضل الصحفيين لم يعد هناك من يصدق الرواية الإسرائيلية او يتقبل أي تبرير لجرائمها.
بفضل الصحفيين أصبح العالم كله اليوم يدرك حقيقة الكيان الإسرائيلي ككيان وحشي مجرم لا علاقة له بأي قانون او قيم إنسانية.
كل المنظمات الدولية التي أصدرت عشرات التقارير التي تفضح جرائم إسرائيل وتطالب بمحاسبة المجرمين الإسرائيليين تستند في جانب أساسي منها الى عمل الصحفيين في غزة وما تكشفه تقاريرهم من حقائق دامغة.
اليوم وبعد جريمة اغتيال صحفيي الجزيرة خرجت البيانات من نقابات واتحادات الصحافة ومن منظمات دولية ومن دول تتحدث عن خرق إسرائيل للقانون الدولي، وتندد بالجريمة، وتطالب بحماية الصحفيين. وهذا ما يحدث بشكل أصبح روتينيا مع كل الجرائم الإسرائيلية في غزة.
لكن تبقى الحقيقة الفاضحة ان العالم عاجز عن وقف هذه الجرائم وعن إيقاف هؤلاء المجرمين عند حدهم.
ومع هذا لم تذهب التضحيات عبثا، وسيأتي يوم الحساب حتما.. اليوم الذي يدفع فيه هؤلاء القتلة ثمن جرائمهم الوحشية. هذا هو حكم التاريخ الذي نعرفه. حكم التاريخ ان المجرمين يستطيعون القتل والاغتيال والتدمير، لكن في النهاية صوت الحق لا يموت.. وصوت الحق الذي اعلاه الصحفيون بأرواحهم في غزة لا يمكن ان يموت.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك