العدد : ١٧٣٠٩ - الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٠٩ - الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

ذكرى الغزو العراقي لدولة الكويت سنة 1990م

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬2025م،‭ ‬حلّت‭ ‬الذكرى‭ ‬الخامسة‭ ‬والثلاثون‭ ‬للغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬سنة‭ ‬1990م‭. ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬تفاصيل‭ ‬ذلك‭ ‬الغزو‭ ‬معروفة‭ ‬للكثيرين،‭ ‬كما‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬والمؤلفات‭ ‬العلمية‭ ‬العربية‭ ‬والغربية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الجوانب‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لتلك‭ ‬الحرب‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭. ‬فبعيداً‭ ‬عن‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك‭ ‬الغزو،‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تتابع‭ ‬أزمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬فقبيل‭ ‬الغزو،‭ ‬خرج‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭-‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬زهاء‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات،‭ ‬وانتهت‭ ‬‮«‬بلا‭ ‬منتصر‭ ‬ولا‭ ‬مهزوم‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬قوة‭ ‬قدّرتها‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬بما‭ ‬بين‭ ‬57‭-‬60‭ ‬فرقة‭ ‬عسكرية،‭ ‬كما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الجنود‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬جندي،‭ ‬و6200‭ ‬دبابة،‭ ‬و550‭ ‬طائرة‭ ‬مقاتلة،‭ ‬و60‭ ‬قطعة‭ ‬بحرية‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬انفجار‭ ‬القوة‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬سبيلها‭ ‬للتمدد‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬الغزو،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عنصر‭ ‬المفاجأة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الأجواء‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬قبيل‭ ‬الغزو‭ ‬تؤكد،‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬لأدنى‭ ‬شك،‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬سبيلها‭ ‬نحو‭ ‬الحل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الغزو‭ ‬مثل‭ ‬مفاجأة‭ ‬للكثيرين،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬توقعات‭ ‬بوقوعه،‭ ‬وكانت‭ ‬له‭ ‬دلالتان؛‭ ‬الأولى‭: ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬قناعة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بأن‭ ‬تهديدات‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة‭ ‬وليس‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي؛‭ ‬والثانية‭: ‬حاجة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬بديل‭ ‬أمني‭ ‬ذاتي‭. ‬صحيحٌ‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة،‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1982م،‭ ‬تمثل‭ ‬ذلك‭ ‬البديل،‭ ‬لكن‭ ‬الغزو‭ ‬أوضح‭ ‬ضرورة‭ ‬تطوير‭ ‬تلك‭ ‬القوات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭.‬

في‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة،‭ ‬التي‭ ‬انعقد‭ ‬فيها‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬أصدر‭ ‬خلالها‭ ‬إثني‭ ‬عشر‭ ‬قراراً،‭ ‬جميعها‭ ‬بموجب‭ ‬الفصل‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬الذي‭ ‬يجيز‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭ ‬لوضع‭ ‬القرارات‭ ‬الأممية‭ ‬موضع‭ ‬التطبيق‭. ‬ولعلّ‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ - ‬والتي‭ ‬عاصرها‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬وهو‭ ‬طالبٌ‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭ - ‬هو‭ ‬حرص‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬بكل‭ ‬السبل‭ ‬على‭ ‬تسوية‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإطار‭ ‬العربي،‭ ‬ضمن‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭. ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬اجتماعات‭ ‬ومبادرات‭ ‬استهدفت‭ ‬جميعها‭ ‬إنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬وانسحاب‭ ‬القوات‭ ‬العراقية،‭ ‬لكن‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬قوبلت‭ ‬برفضٍ‭ ‬عراقي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬صدر‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬660‭ ‬الذي‭ ‬طالب‭ ‬العراق‭ ‬بالانسحاب‭ ‬من‭ ‬الكويت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط‭. ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬المهلة‭ ‬الممنوحة‭ ‬للعراق،‭ ‬أعلنت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قيادة‭ ‬تحالفٍ‭ ‬دولي‭ ‬مكوّن‭ ‬من‭ ‬34‭ ‬دولة،‭ ‬عرف‭ ‬بـ«قوات‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لتحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬استمرت‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬43‭ ‬يوماً،‭ ‬وتعد‭ ‬المواجهة‭ ‬الأكبر‭ ‬آنذاك‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭. ‬وفي‭ ‬27‭ ‬فبراير‭ ‬1991م،‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬آنذاك‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الأب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬بعد‭ ‬100‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬البرية‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬للأزمة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬الموحد‭ ‬على‭ ‬الصُّعُد‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬إبّان‭ ‬الأزمات‭ ‬عموماً؛‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للأزمات‭  ‬الأمنية،‭ ‬وهو‭ ‬موضوع‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تناوله‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤلفات،‭ ‬فقد‭ ‬لعبت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الخليجية‭ ‬الجماعية‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬حشد‭ ‬المواقف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬لإدانة‭ ‬الغزو‭ ‬ومطالبة‭ ‬العراق‭ ‬بالانسحاب‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬وإعادة‭ ‬كافة‭ ‬الأوضاع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬1990م،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬استصدار‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬المشار‭ ‬إليها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بالأمر‭ ‬اليسير‭ ‬بالنسبة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تباين‭ ‬المواقف‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬فقد‭ ‬انقسمت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬تيارين؛‭ ‬الأول‭: ‬يدين‭ ‬الغزو‭ ‬بشكلٍ‭ ‬صريح،‭ ‬والثاني‭: ‬ضم‭ ‬مواقف‭ ‬ضبابية‭ ‬تأرجحت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬الطرف‭ ‬وذاك،‭ ‬وهي‭ ‬أزمة‭ ‬تجلّت‭ ‬فيها‭ ‬سمات‭ ‬الأزمات‭ ‬الثلاثة‭ ‬المعروفة؛‭ ‬وهي‭: ‬موقف‭ ‬مفاجئ‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬محدود‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نقص‭ ‬المعلومات‭ ‬أو‭ ‬تضاربها‭. ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تكليف‭ ‬لجنة‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬للقيام‭ ‬بجولات‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬دائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والدول‭ ‬الأخرى‭ ‬ذات‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الموقف‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭.‬

على‭ ‬المستوى‭ ‬العسكري،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬محدودية‭ ‬أعداد‭ ‬قوات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة،‭ ‬فقد‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استراتيجية‭ ‬تضمنت‭ ‬ثلاثة‭  ‬أهداف؛‭ ‬أولها‭: ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬أقصى‭ ‬تأخير‭ ‬وتعطيل‭ ‬وإرباك‭ ‬لتقدم‭ ‬القوات‭ ‬العراقية‭ ‬تجاه‭ ‬أراضي‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية؛‭ ‬وثانيها‭: ‬إلحاق‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬العراقية‭ ‬المهاجمة؛‭ ‬وثالثها‭: ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التحسين‭ ‬المستمر‭ ‬للقدرات‭ ‬الدفاعية‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬العربية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬عرقلة‭ ‬العمليات‭ ‬الهجومية‭ ‬للقوات‭ ‬العراقية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬لقوات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬التحالف‭ ‬ضد‭ ‬قوات‭ ‬العراق‭ ‬العسكرية‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬فيها‭ ‬دروس‭ ‬استراتيجية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي؛‭ ‬أولها‭: ‬إمكانية‭ ‬تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬دفاعٍ‭ ‬خليجيٍّ‭ ‬مشترك،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الخليجية‭ ‬مؤشراً‭ ‬مهماً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬الخليجي؛‭ ‬وثانيها‭: ‬مفهوم‭ ‬التماسك‭ ‬الأمني‭ ‬الخليجي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬ضد‭ ‬الهجمات‭ ‬الصاروخية‭ ‬العراقية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬سنتي‭ ‬1990‭ ‬و1991م،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬تطبيقاً‭ ‬عملياً‭ ‬لما‭ ‬تضمنه‭ ‬ميثاق‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬وكذلك‭ ‬اتفاقية‭ ‬الدفاع‭ ‬المشترك‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الموقعة‭ ‬لاحقاً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000م،‭ ‬وخاصةً‭ ‬في‭ ‬المادتين‭ ‬الثانية‭ ‬والثالثة‭ ‬اللتين‭ ‬تضمنتا‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬يعد‭ ‬اعتداءً‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬ككل،‭ ‬بما‭ ‬يتطلبه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬لرد‭ ‬ذلك‭ ‬الاعتداء؛‭ ‬وثالثها‭: ‬تضمنت‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬كيفية‭ ‬انتهاج‭ ‬الدول‭ ‬لخياراتٍ‭ ‬أمنية‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬واحد،‭ ‬وهي‭ ‬تفعيل‭ ‬الأمن‭ ‬الذاتي‭ ‬والشراكات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وكان‭ ‬لكل‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬الخيارات‭ ‬الثلاثة‭ ‬أهميته‭ ‬ولو‭ ‬بنسبٍ‭ ‬متفاوتة‭.‬

منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬دولاً‭ ‬تجمعها‭ ‬سماتٌ‭ ‬مشتركة‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والثقافية،‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬محيطٍ‭ ‬إقليمي‭ ‬مضطرب،‭ ‬سعت‭ ‬بعض‭ ‬أطرافه‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حدا‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬المخاطر‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظومة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬أزمة‭ ‬غزو‭ ‬وتحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬انعكاساتٌ‭ ‬مهمة،‭ ‬سواءً‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الأوسع،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬ذكراها‭ ‬مناسبةً‭ ‬مهمة‭ ‬لاستخلاص‭ ‬الدروس‭ ‬والخبرات‭ ‬التاريخية‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬نجاح‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬الأمنية،‭ ‬وهو‭ ‬موضوعٌ‭ ‬يتعيّن‭ ‬أن‭ ‬يشغل‭ ‬دائرة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بشكلٍ‭ ‬دائم‭. ‬

 

‭ ‬{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا