العدد : ١٧٤٣٠ - الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٣٠ - الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

من الحضور إلى التأثير.. الجامعات الخليجية في خـريـطة التصنيفات العالمية

بقلم: فاطمة الحجري

الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

كشفت‭ ‬تصنيفات‭ ‬الجامعات‭ ‬العالمية‭ ‬الصادرة‭ ‬حديثًا‭ ‬عن‭ ‬تحول‭ ‬نوعي‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬جامعات‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬ككل‭. ‬وإن‭ ‬دلّ‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬شيء،‭ ‬فإنما‭ ‬يدلّ‭ ‬على‭ ‬تنامي‭ ‬جودة‭ ‬التعليم،‭ ‬وتطور‭ ‬المناهج،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالأداء‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والبحثي‭.‬

لقد‭ ‬برزت‭ ‬نماذج‭ ‬ريادية‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬تصنيف‭ ‬التايمز‭ ‬العالمي‭ ‬للجامعات‭ ‬لعام‭ ‬2026،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬الجامعات‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬حاضرة‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬أفضل‭ ‬500‭ ‬جامعة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُعد‭ ‬مؤشرًا‭ ‬واضحًا‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬خطوات‭ ‬تسير‭ ‬بثقة‭ ‬نحو‭ ‬التأثير‭ ‬العالمي؛‭ ‬فالبِيئات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬المحفِّزة،‭ ‬والتخصصات‭ ‬النادرة‭ ‬التي‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬والمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحوكمة‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وجود‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬التطبيقي‭ ‬والابتكار،‭ ‬والتكامل‭ ‬مع‭ ‬أولويات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية،‭ ‬وتنوع‭ ‬نماذج‭ ‬التعليم؛‭ ‬كلها‭ ‬تُعد‭ ‬مرتكزات‭ ‬للبناء‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة،‭ ‬ودفع‭ ‬مسيرة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬نحو‭ ‬الصدارة،‭ ‬ومزيد‭ ‬من‭ ‬التنافسية‭ ‬العالمية‭.‬

وقد‭ ‬أظهر‭ ‬التصنيف‭ ‬الأحدث‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬العربية‭ ‬الداخلة‭ ‬في‭ ‬التصنيف‭ ‬هي‭ ‬جامعات‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الحضور‭ ‬الخليجي‭ ‬لم‭ ‬يعُد‭ ‬مجرد‭ ‬مشاركة‭ ‬رمزية‭ ‬أو‭ ‬دخول‭ ‬عابر‭ ‬جاء‭ ‬نتيجة‭ ‬أجندات‭ ‬واعتبارات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬العدالة‭ ‬والأمانة‭ ‬والموضوعية؛‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬شواهد‭ ‬تعكس‭ ‬تحولًا‭ ‬ثقافيًا‭ ‬عميقًا‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬والجودة‭ ‬المؤسسية،‭ ‬ونجاعة‭ ‬الحوكمة،‭ ‬وجودة‭ ‬المخرجات‭.‬

وهذا‭ ‬الحراك‭ ‬النوعي‭ ‬يدفع‭ ‬الجامعات‭ ‬إلى‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬لتبني‭ ‬استراتيجيات‭ ‬تدعم‭ ‬تمويل‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وتطوير‭ ‬الكفاءات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬انتقالًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجرد‭ ‬الوجود‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التأثير‭ ‬المستدام‮»‬‭.‬

ورغم‭ ‬هذا‭ ‬التقدّم‭ ‬اللافت‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬الجامعات‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬التصنيفات‭ ‬العالمية،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬غياب‭ ‬العقبات‭ ‬أو‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تعترض‭ ‬مسيرتها‭ ‬نحو‭ ‬العالمية؛‭ ‬فالمشهد‭ ‬العام‭ ‬يُظهر‭ ‬جملةً‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬سياسات‭ ‬أكثر‭ ‬جرأة‭ ‬تدعم‭ ‬الاستقلال‭ ‬المؤسسي،‭ ‬وتعزز‭ ‬الشراكات‭ ‬الحقيقية‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وتُحفّز‭ ‬التنافسية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التميّز‭ ‬النوعي‭ ‬والتجديد‭ ‬المستدام‭. ‬ولضمان‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬وعدم‭ ‬تحوّله‭ ‬إلى‭ ‬محطةٍ‭ ‬عابرة،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تُبنى‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬تُكرّس‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وتشجّع‭ ‬الابتكار‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬بين‭ ‬الطلبة‭ ‬والباحثين،‭ ‬لتظل‭ ‬الجامعات‭ ‬الخليجية‭ ‬مؤسساتٍ‭ ‬تعليميةً‭ ‬منافسةً‭ ‬عالميًا‭ ‬لا‭ ‬محليًا‭ ‬فحسب‭.‬

والقفزة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬التي‭ ‬جعلتها‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬المتصدرة‭ ‬في‭ ‬تصنيف‭ ‬التايمز‭ ‬العالمي‭ ‬لعام‭ ‬2026‭ ‬للعام‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬لا‭ ‬تُمثّل‭ ‬فقط‭ ‬قفزة‭ ‬في‭ ‬الأرقام‭ ‬والترتيب،‭ ‬بل‭ ‬تعكس‭ ‬واقعًا‭ ‬يتطور‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬مدروس،‭ ‬حيث‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬على‭ ‬التميز‭ ‬المؤسسي،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وضمان‭ ‬الجودة‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬والمساهمة‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬مستقبل‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬خليجيًا‭ ‬وعربيًا‭ ‬وإقليميًا،‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬الابتكار‭ ‬والاستدامة‭ ‬والتنافسية‭ ‬والتأثير‭.‬

{‭ ‬صحفية‭ ‬بحرينية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا