العدد : ١٧٤٣٦ - الخميس ١٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٣٦ - الخميس ١٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

علماء الغرب.. بين يدي القرآن

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ١٠ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

يقف‭ ‬علماء‭ ‬الغرب‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬إجلال‭ ‬وتعظيم‭ ‬لا‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬كتاب‭ ‬سبق‭ ‬القرآن‭ ‬ولا‭ ‬كتاب‭ ‬يلحق‭ ‬به،‭ ‬فهو‭ ‬الوحي‭ ‬الموحى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬يقول‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬الر‭ ‬كتاب‭ ‬أحكمت‭ ‬آياته‭ ‬وفصلت‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬حكيم‭ ‬خبير‮»‬‭ ‬هود‭/‬1‭.‬

وسيظل‭ ‬القرآن‭ ‬مهما‭ ‬تعاقبت‭ ‬عليه‭ ‬الدهور‭ ‬كتابًا‭ ‬معصومًا‭ ‬عزيزًا‭ ‬على‭ ‬التقليد،‭ ‬ومحاولة‭ ‬المشابهة‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬نص‭ ‬ديني،‭ ‬كما‭ ‬عجز‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬عاصروا‭ ‬القرآن‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬يأتوا‭ ‬بمثله‭ ‬رغم‭ ‬شهرتهم،‭ ‬بل‭ ‬نبوغهم‭ ‬في‭ ‬البلاغة‭ ‬والفصاحة‭ ‬والبيان،‭ ‬وسيظلون‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يرث‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬عليها،‭ ‬يقول‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬قل‭ ‬لئن‭ ‬اجتمعت‭ ‬الإنس‭ ‬والجن‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يأتوا‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬القرآن‭ ‬لا‭ ‬يأتون‭ ‬بمثله‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬بعضهم‭ ‬لبعض‭ ‬ظهيرا‮»‬‭. ‬الإسراء‭ /‬88‭.‬

وأكد‭ ‬القرآن‭ ‬ذلك‭ ‬جازمًا‭ ‬بظهور‭ ‬الإسلام‭ ‬على‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الديانات،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أرسل‭ ‬رسوله‭ ‬بالهدى‭ ‬ودين‭ ‬الحق‭ ‬ليظهره‭ ‬على‭ ‬الدين‭ ‬كله‭ ‬ولو‭ ‬كره‭ ‬المشركون‮»‬‭ ‬التوبة‭ /‬33‭.‬

يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬رشدي‭ ‬فكار،‭ ‬وهو‭ ‬مفكر‭ ‬وعالم‭ ‬مصري‭: ‬إن‭ ‬صالة‭ ‬الدخول‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭ ‬مزدحمة‭ ‬بالعلماء‭ ‬كل‭ ‬يريد‭ ‬الإذن‭ ‬بالدخول‭ ‬عليه‭ ‬ليقدموا‭ ‬أوراق‭ ‬اعتمادهم‭ ‬كسفراء‭ ‬لبلادهم‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإسلام،‭ ‬يقول‭ ‬مارسيل‭ ‬بوازار،‭ ‬وهو‭ ‬مفكر‭ ‬وقانوني‭ ‬فرنسي‭ ‬معاصر‭: ‬لا‭ ‬بد‭ ‬عند‭ ‬تعريف‭ ‬النص‭ ‬القدسي‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬عنصرين،‭ ‬الأول‭: ‬أنه‭ ‬كتاب‭ ‬منزل‭ ‬أزلي‭ ‬غير‭ ‬مخلوق،‭ ‬والثاني‭: ‬أنه‭ (‬قرآن‭) ‬أي‭ ‬كلام‭ ‬حي‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الجماعة‭.. ‬وهو‭ ‬بين‭ ‬الله‭ ‬والإنسان‭ (‬الوسيط‭) ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬أي‭ ‬تنظيم‭ ‬كهنوتي‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬جدوى‭ ‬لأنه‭ ‬مرضي‭ ‬به‭ ‬مرجعًا‭ ‬أصليًا،‭ ‬وينبوع‭ ‬إلهام‭ ‬أساسي،‭ ‬قالوا‭ ‬عن‭ ‬الإسلام،‭ ‬د‭. ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬خليل،‭ ‬ص53‭.‬

أما‭ ‬الطبيب‭ ‬والعالم‭ ‬الفرنسي‭ ‬موريس‭ ‬بوكاي‭ ‬فيقول‭: ‬لقد‭ ‬أثارت‭ ‬الجوانب‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬يختص‭ ‬بها‭ ‬القرآن‭ ‬دهشتي‭ ‬العميقة‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬فلم‭ ‬أعتقد‭ ‬قط‭ ‬بإمكان‭ ‬اكتشاف‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الدعاوى‭ ‬الخاصة‭ ‬بموضوعات‭ ‬شديدة‭ ‬التنوع‭ ‬ومطابقته‭ ‬تمامًا‭ ‬للمعارف‭ ‬العلمية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬كتب‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عشر‭ ‬قرنًا‭. ‬في‭ ‬البداية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لي‭ ‬أي‭ ‬إيمان‭ ‬بالإسلام‭ ‬قد‭ ‬طرقت‭ ‬دراسة‭ ‬هذه‭ ‬النصوص‭ ‬بروح‭ ‬متحررة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حكم‭ ‬مسبق‭ ‬وبموضوعية‭. ‬قالوا‭ ‬عن‭ ‬الإسلام،‭ ‬د‭. ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬خليل،‭ ‬ص56‭.‬

والقرآن‭ ‬العظيم‭ ‬يمتاز‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬المنزلة‭ ‬أنه‭ ‬له‭ ‬قوة‭ ‬ذاتية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يطلع‭ ‬عليه،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬وليم‭ ‬بيرشل‭ ‬بيكارد،‭ ‬وهو‭ ‬عالم‭ ‬إنجليزي‭ ‬تخرج‭ ‬في‭ ‬كانتربور،‭ ‬يقول‭ ‬عن‭ ‬أثر‭ ‬القرآن‭ ‬في‭ ‬نفسه،‭ ‬وملازمته‭ ‬له‭: ‬ابتعت‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬ترجمة‭ ‬سا‭ ‬فاري‭ (‬savary‭) ‬الفرنسية‭ ‬لمعاني‭ ‬القرآن،‭ ‬وهي‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬أملك‭ ‬فلقيت‭ ‬من‭ ‬مطالعتها‭ ‬أعظم‭ ‬متعة‭ ‬وابتهجت‭ ‬بها‭ ‬كثيرًا‭ ‬حتى‭ ‬غدوت‭ ‬وكأن‭ ‬شعاع‭ ‬الحقيقة‭ ‬الخالد‭ ‬قد‭ ‬أشرق‭ ‬علي‭ ‬بنوره‭ ‬المبارك،‭ ‬المرجع‭ ‬السابق،‭ ‬ص56‭.‬

ويقول‭. ‬ول‭ ‬ديورانت،‭ ‬العالم‭ ‬الأمريكي‭ ‬صاحب‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬قصة‭ ‬الحضارة‮»‬‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬هذا‭: ‬‮«‬ظل‭ ‬القرآن‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬قرنًا‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬محفوظًا‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬المسلمين‭ ‬يستثير‭ ‬خيالهم‭ ‬ويشكل‭ ‬أخلاقهم،‭ ‬ويشحذ‭ ‬قرائح‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الرجال،‭ ‬والقرآن‭ ‬يبعث‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬أسهل‭ ‬العقائد،‭ ‬وأقلها‭ ‬غموضًا‭ ‬وأبعدها‭ ‬عن‭ ‬التعقيد‭ ‬بالمراسم‭ ‬والطقوس‭ ‬وأكثرها‭ ‬تحررًا‭ ‬من‭ ‬الوثنية‭ ‬الكهنوتية‮»‬‭ ‬قالوا‭ ‬عن‭ ‬الإسلام،‭ ‬د‭. ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬خليل،‭ ‬ص64‭.‬

ويحدثنا‭ ‬جورج‭ ‬سارتون‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬عن‭: ‬الثقافة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬باعتبارها‭ ‬لغة‭ ‬القرآن‭ ‬المختارة،‭ ‬فيقول‭: ‬إن‭ ‬لغة‭ ‬القرآن‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬اختارها‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬جلاله‭ ‬للوحي‭ ‬كانت‭ ‬بهذا‭ ‬التحديد‭ ‬كاملة‭.. ‬وهكذا‭ ‬يساعد‭ ‬القرآن‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬مقام‭ ‬المثل‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬المقاصد‭.. ‬وجعل‭ ‬منها‭ ‬وسيلة‭ ‬دولية‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أسمى‭ ‬مقتضيات‭ ‬الحياة‭ ‬المرجع‭ ‬السابق‭ / ‬ص67‭. ‬أما‭ ‬نصري‭ ‬سلهب‭ ‬فيقول‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬القرآن‭ ‬كمعجزة‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬نبي‭ ‬أمي‭: ‬‮«‬إن‭ ‬محمدًا‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬كان‭ ‬أميًا‭ ‬لا‭ ‬يقرأ‭ ‬ولا‭ ‬يكتب،‭ ‬فإذا‭ ‬بهذا‭ ‬الأميّ‭ ‬يهدي‭ ‬الإنسانية‭ ‬أبلغ‭ ‬أثر‭ ‬مكتوب‭ ‬حلمت‭ ‬به‭ ‬الإنسانية‭ ‬ذاك‭ ‬كان‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬الذي‭ ‬أنزله‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬رسوله‭ ‬هدى‭ ‬للمتقين‮»‬‭ ‬لقاء‭ ‬المسيحية‭. ‬والإسلام‭/ ‬ص22‭ / ‬عن‭ ‬كتاب‭: ‬قالوا‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ / ‬د‭. ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬خليل‭/ ‬ص69‭.‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬الأقوال‭ ‬التي‭ ‬قيلت‭ ‬عن‭ ‬القرآن‭ ‬وصلته‭ ‬بالسماء،‭ ‬وسلامته‭ ‬من‭ ‬التغيير‭ ‬والتحريف،‭ ‬وهذه‭ ‬شهادات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الطعن‭ ‬فيها،‭ ‬واتهام‭ ‬أصحابها‭ ‬بالانحياز‭ ‬لأنها‭ ‬شهادات‭ ‬لأناس‭ ‬غير‭ ‬مسلمين‭ ‬يسعون‭ ‬وراء‭ ‬الحقيقة‭ ‬المجردة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا