يقف علماء الغرب بين يدي القرآن الكريم في إجلال وتعظيم لا يحظى به كتاب سبق القرآن ولا كتاب يلحق به، فهو الوحي الموحى به من الله تعالى، يقول سبحانه: «الر كتاب أحكمت آياته وفصلت من لدن حكيم خبير» هود/1.
وسيظل القرآن مهما تعاقبت عليه الدهور كتابًا معصومًا عزيزًا على التقليد، ومحاولة المشابهة مع أي نص ديني، كما عجز العرب الذين عاصروا القرآن عن أن يأتوا بمثله رغم شهرتهم، بل نبوغهم في البلاغة والفصاحة والبيان، وسيظلون كذلك إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، يقول تعالى: «قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا». الإسراء /88.
وأكد القرآن ذلك جازمًا بظهور الإسلام على غيره من الديانات، قال تعالى: «هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» التوبة /33.
يقول الدكتور رشدي فكار، وهو مفكر وعالم مصري: إن صالة الدخول على الإسلام مزدحمة بالعلماء كل يريد الإذن بالدخول عليه ليقدموا أوراق اعتمادهم كسفراء لبلادهم في دولة الإسلام، يقول مارسيل بوازار، وهو مفكر وقانوني فرنسي معاصر: لا بد عند تعريف النص القدسي في الإسلام من ذكر عنصرين، الأول: أنه كتاب منزل أزلي غير مخلوق، والثاني: أنه (قرآن) أي كلام حي في قلب الجماعة.. وهو بين الله والإنسان (الوسيط) الذي جعل أي تنظيم كهنوتي غير ذي جدوى لأنه مرضي به مرجعًا أصليًا، وينبوع إلهام أساسي، قالوا عن الإسلام، د. عماد الدين خليل، ص53.
أما الطبيب والعالم الفرنسي موريس بوكاي فيقول: لقد أثارت الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية، فلم أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع ومطابقته تمامًا للمعارف العلمية الحديثة، وذلك في نص كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنًا. في البداية لم يكن لي أي إيمان بالإسلام قد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق وبموضوعية. قالوا عن الإسلام، د. عماد الدين خليل، ص56.
والقرآن العظيم يمتاز عن غيره من الكتب المنزلة أنه له قوة ذاتية لكل من يطلع عليه، وها هو وليم بيرشل بيكارد، وهو عالم إنجليزي تخرج في كانتربور، يقول عن أثر القرآن في نفسه، وملازمته له: ابتعت نسخة من ترجمة سا فاري (savary) الفرنسية لمعاني القرآن، وهي أغلى ما أملك فلقيت من مطالعتها أعظم متعة وابتهجت بها كثيرًا حتى غدوت وكأن شعاع الحقيقة الخالد قد أشرق علي بنوره المبارك، المرجع السابق، ص56.
ويقول. ول ديورانت، العالم الأمريكي صاحب كتاب «قصة الحضارة» يقول في كتابه هذا: «ظل القرآن أربعة عشر قرنًا من الزمان محفوظًا في ذاكرة المسلمين يستثير خيالهم ويشكل أخلاقهم، ويشحذ قرائح مئات الملايين من الرجال، والقرآن يبعث في النفوس أسهل العقائد، وأقلها غموضًا وأبعدها عن التعقيد بالمراسم والطقوس وأكثرها تحررًا من الوثنية الكهنوتية» قالوا عن الإسلام، د. عماد الدين خليل، ص64.
ويحدثنا جورج سارتون في كتابه عن: الثقافة الغربية في رعاية الشرق الأوسط عن اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن المختارة، فيقول: إن لغة القرآن على اعتبار أنها اللغة التي اختارها الله جل جلاله للوحي كانت بهذا التحديد كاملة.. وهكذا يساعد القرآن على رفع اللغة العربية إلى مقام المثل الأعلى في التعبير عن المقاصد.. وجعل منها وسيلة دولية للتعبير عن أسمى مقتضيات الحياة المرجع السابق / ص67. أما نصري سلهب فيقول في حديثه عن القرآن كمعجزة جاء بها نبي أمي: «إن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، فإذا بهذا الأميّ يهدي الإنسانية أبلغ أثر مكتوب حلمت به الإنسانية ذاك كان القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله هدى للمتقين» لقاء المسيحية. والإسلام/ ص22 / عن كتاب: قالوا عن الإسلام / د. عماد الدين خليل/ ص69.
هذه بعض الأقوال التي قيلت عن القرآن وصلته بالسماء، وسلامته من التغيير والتحريف، وهذه شهادات لا يمكن الطعن فيها، واتهام أصحابها بالانحياز لأنها شهادات لأناس غير مسلمين يسعون وراء الحقيقة المجردة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك