زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
فنشوهم لمصلحة العمل
يتسم بعض من يحملون مسمى «مدير» الوظيفي، بالاستعلاء والغطرسة في تعاملاتهم مع من هم دونهم درجة وظيفية، ولكن هناك مديرون كثير مثال للانضباط وحسن الإدارة بينما الموظفون وبصفة عامة قد يكونون مثالا للاستهتار بواجبات الوظيفة.
وتقول دراسة أعدها بيت خبرة عربي إن الوقت الذي يكرسه الموظف العربي للعمل الفعلي لا يزيد على 45 دقيقة يوميا!! وهناك دول لا يعمل الموظفون فيها لأكثر من 45 دقيقة في الشهر. كنت في زمن ما اعمل مخرجا في التلفزيون السوداني، وعندما قررت الزواج، قررت ايضا عدم استهلاك رصيدي من الاجازات، وكنت اعد برنامجا اسبوعيا لتعليم الانجليزية بالتلفزيون، فسجلت منه ست حلقات تغطي ستة اسابيع، وتفرغت 42 يوما للسعادة الزوجية، وما حز في نفسي هو أنه ما من مسؤول في التلفزيون أحس بغيابي وافتقدني حتى على المستوى الشخصي، وقد سبق لي ايضا ان اقترحت توسيع نطاق الخصخصة والعولمة، حتى تشمل كافة وزارات الدولة، وتخيل ان شركة ايطالية اشترت المستشفيات في بلدك وتولت إدارتها بالكامل، سيصبح المستشفى مشروعا ناجحا ماليا وستكون اسهمه «في السماء» في سوق الاوراق المالية! لأن الكثير من الرجال سيتسابقون لدخول المستشفى كمرضى كي ينعموا بالعناية من ممرضات ايطاليات، وما أدراك ما الممرضات الايطاليات. تعاني من الروماتيزم الذي نسميه الرطوبة فتضع الممرضة الايطالية يدها على المفصل المصاب، فترتفع درجة حرارة المريض وتتبخر الرطوبة. وسيؤدي ذلك الى إنعاش سوق التعليم الخاص، لأن الكثيرين سيبادرون الى تعلم اللغة الإيطالية «لزوم المرض»، وقد يقول قائل ان وجود تلك النوعية من الممرضات سيزيد من نسبة التمارض وان معظم الموظفين سيتوجهون الى المستشفيات ليشكوا من علل وهمية! ما تفرِق! فالتسيب حاصل حتى بدون تلك النوعية من الممرضات، والأمور «ماشية». وسيكون المتضرر الوحيد من خصخصة المستشفيات، الأندية الكروية، لأن معظم افرد الجمهور سيتحولون الى تشجيع انتر ميلان وسامبدوريا ويوفنتوس!
وعلى كل حال فأنا متأكد ان دولاب العمل لن يتوقف في اي بلد عربي لو تم طرد نصف العاملين في جهاز الدولة، بالعكس قد يتحسن الاداء بعد ان يتم التخلص من العمالة الفائضة، وطالما ان حكوماتنا تدار على اساس خيري بدليل انها تعطي الرواتب للملايين نظير لا شيء تقريبا، فلماذا لا تجرب حكوماتنا تسريح اي تفنيش نصف الموظفين بكامل رواتبهم ومخصصاتهم لخمس سنوات، ثم تعيدهم الى الخدمة وتفنش الخمسين في المائة التي كانت تمارس العمل خلال تلك السنوات الخمس، وهكذا بنظام الورديات طويلة الأمد، وبهذا توفر حكوماتنا الكثير من الكراسي والمكاتب والدباسات وفواتير الكهرباء والتلفون.
وأستعيد هنا ما حدث للشاب العراقي أوراس جبار الذي كان «مزوغا» من عمله، وصدم بسيارته سيارة اخرى كانت تقودها فتاة في بغداد، وبكل شهامة قدم اوراس اعتذاره للفتاة وسحب سيارتها الى أقرب ورشة لإصلاحها تاركا سيارته حيث هي، وسمع اهل الفتاة بالحادث وأتوا لاصطحاب بنتهم، وتوقع اوراس ان يشتموه بل ويضربوه في مدينة اصبح فيها الضرب ببلاش، ولكنهم شكروه لأنه كان شهما وساعدها على إصلاح سيارتها ووقف الى جانبها حتى أتى أهلها لاصطحابها. المهم ان الشاب اعجب بخلق اهل الفتاة وتقدم طالبا الزواج بها فوافقوا بشرط أن يقدم لها مهرا «رمزيا». ولهذا الحادث اهمية شخصية بالنسبة لي، فقد حكيت من قبل كيف انني تعرضت لثلاثة حوادث مرورية وكان «المجرم» في الحوادث الثلاثة نساء آسيويات!! الآن فهمت ان تلك الحوادث كانت مدبرة وان اللواتي اعتدين على سيارتي كي تصبح الحكاية «حادثٌ، فشرطةٌ، فشركة تأمين فكراج فزواج»، ولكن كيف أبلغ الآسيويات بأنني غير راغب في الزواج، وهن لا يقرأن زاويتي هذه؟ جاتني فكرة: اترجمها وانشرها بالإنجليزي: كلش نفرتات (مؤنث نفرات) لازم في مالوم أنا ما في وايف جديد، منشان وايف قديم سوي واجد جنجال حق وايف جديد.. انت سوي دعم مال سيارتي ما في فايدة.. بس واجد تكليف...
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك