العدد : ١٧٣٠٣ - الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٠٣ - الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

تعديل قانون المرور ضرورة ملحة

بقلم: د. نبيل العسومي

الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

تنفيذا‭ ‬لتوجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بتشديد‭ ‬العقوبة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمخالفات‭ ‬والحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬عنها‭ ‬إصابات‭ ‬بليغة‭ ‬أو‭ ‬وفيات‭ ‬أصدر‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬المرور‭ ‬تعليماته‭ ‬بتشكيل‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬بالوزارة‭ ‬لدراسة‭ ‬قانون‭ ‬المرور‭ ‬ووضع‭ ‬مشروع‭ ‬التعديلات‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬واللجان‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحديث‭ ‬الأنظمة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمرور‭ ‬وتشديدها‭ ‬لضبط‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬والالتزام‭ ‬بالقانون‭ ‬أثناء‭ ‬استخدام‭ ‬الطريق‭ ‬العام‭ ‬حماية‭ ‬للأرواح‭ ‬والممتلكات‭.‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬عابري‭ ‬الطريق‭ ‬أو‭ ‬مستخدمي‭ ‬وسائل‭ ‬المواصلات‭ ‬المختلفة‭ ‬أو‭ ‬سائقي‭ ‬المركبات‭ ‬والشاحنات‭ ‬حيث‭ ‬تتسبب‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬في‭ ‬مآسي‭ ‬وكوارث‭ ‬وخسائر‭ ‬مادية‭ ‬وبشرية‭ ‬ووفيات‭ ‬وأضرار‭ ‬في‭ ‬المركبات‭ ‬يمكن‭ ‬تفاديها‭ ‬لو‭ ‬التزم‭ ‬الجميع‭ ‬بالقواعد‭ ‬المرورية‭ ‬والتعليمات‭ ‬وعدم‭ ‬تجاوز‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬المنظمة‭ ‬للحركة‭ ‬المرورية‭ ‬على‭ ‬الطريق‭.‬

وللحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬أسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬وعديدة‭ ‬منها‭ ‬تجاوز‭ ‬السرعة‭ ‬المقررة‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬وعدم‭ ‬التزام‭ ‬بعض‭ ‬سائقي‭ ‬المركبات‭ ‬وخصوصا‭ ‬الشباب‭ ‬بالقواعد‭ ‬المرورية‭ ‬وتجاوز‭ ‬الإشارات‭ ‬الحمراء‭ ‬والسياقة‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬المؤثرات‭ ‬العقلية‭ ‬أو‭ ‬استخدام‭ ‬الهاتف‭ ‬اثناء‭ ‬السياقة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الجوانب‭ ‬المناخية‭ ‬مثل‭ ‬الأحوال‭ ‬الجوية‭ ‬السيئة‭ ‬خصوصا‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬الأحوال‭ ‬الجوية‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمشكورة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خطة‭ ‬مرورية‭ ‬متكاملة‭ ‬تضمن‭ ‬انسيابية‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬طرقات‭ ‬وشوارع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬وفي‭ ‬المناطق‭ ‬والمجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬والأسواق‭  ‬وأمام‭ ‬المدارس‭ ‬وخصوصا‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الذروة‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬مستخدمي‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬وسائقين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬فإننا‭ ‬نشهد‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وآخر‭ ‬حوادث‭ ‬مرورية‭ ‬خطيرة‭ ‬يتسبب‭ ‬فيها‭ ‬السواق‭ ‬المستهترون‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يلتزمون‭ ‬بالقواعد‭ ‬والأنظمة‭ ‬المروية‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬إلى‭ ‬الوفاة‭ ‬أو‭ ‬إصابات‭ ‬جسدية‭ ‬بليغة‭ ‬تؤدي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬الإعاقة‭ ‬أو‭ ‬الشلل‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬مما‭ ‬يترك‭ ‬آثارا‭ ‬نفسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬والعوائل،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬نفهم‭ ‬توجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بتشديد‭ ‬العقوبة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمخالفات‭ ‬والحوادث‭ ‬المرورية‭  ‬التي‭ ‬ينتج‭ ‬عنها‭ ‬إصابات‭ ‬بليغة‭ ‬ووفيات‭ ‬لتكون‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭  ‬واضحة‭ ‬للتعامل‭ ‬بكل‭ ‬حزم‭ ‬وبأقصى‭ ‬درجات‭ ‬الجاهزية‭ ‬وسرعة‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬مراجعة‭ ‬التشريعات‭ ‬وتعديلها‭ ‬وتشديدها‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬راشد‭ ‬محمد‭ ‬بونجمة‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لشؤون‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬أدخلت‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬رادعة‭ ‬للمخالفين‭ ‬والمستهترين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يلتزمون‭ ‬بالتعليمات‭ ‬والأنظمة‭ ‬والقوانين‭ ‬المرورية‭ ‬مثل‭ ‬تجاوز‭ ‬الإشارة‭ ‬الحمراء‭ ‬أو‭ ‬تجاوز‭ ‬السرعة‭ ‬المسموح‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬القيادة‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬السكر‭ ‬وغيرها‭.‬

إن‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬تشكل‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬للجميع‭ ‬سواء‭ ‬رجال‭ ‬المرور‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬لنشر‭ ‬الوعي‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬السلامة‭ ‬المرورية‭ ‬وتوعية‭ ‬الناس‭ ‬بأهمية‭ ‬احترام‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬المرورية‭ ‬واتخاذ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬أثناء‭ ‬السياقة‭ ‬أو‭ ‬استخدام‭ ‬الطريق‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬التي‭ ‬تحصد‭ ‬أرواحا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمال‭ ‬حيث‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الوفاة‭ ‬أو‭ ‬الإعاقة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العاهات‭ ‬بإمكان‭ ‬تجنبها‭ ‬لو‭ ‬التزم‭ ‬الجميع‭ ‬بالقواعد‭ ‬المرورية‭ ‬فسلامة‭ ‬مستخدمي‭ ‬الطريق‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬تشاركية‭ ‬يتحملها‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬ومكوناته،‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إشراك‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الأرواح‭ ‬كالجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬والأفراد‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬وتفعيل‭ ‬اللجان‭ ‬المرورية‭ ‬المشتركة‭ ‬والدور‭ ‬هنا‭ ‬يقع‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البرامج‭ ‬التوعية‭ ‬حول‭ ‬الوسائل‭ ‬الصحيحة‭ ‬لاستخدام‭ ‬الطريق‭ ‬وأيضا‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬وجمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬لزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬احترام‭ ‬القواعد‭ ‬المرورية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬الوفاة‭ ‬وأغلبهم‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الزهور‭ ‬وما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خسارة‭ ‬للأسرة‭ ‬وللوطن‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا