العدد : ١٧٣٠٤ - الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٠٤ - الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

قطاع غزة من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة

بقلم: د. رمزي بارود {

الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

تمثل‭ ‬فرانشيسكا‭ ‬ألبانيزي،‭ ‬المقررة‭ ‬الخاصة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعنية‭ ‬بحالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬شهادة‭ ‬حية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬الإصداع‭ ‬بالحقيقة‭ ‬للقوة‭ ‬الماسكة‭ ‬بدفة‭ ‬الأمور‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬القوة‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تتجسد‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬فشلت‭ ‬قوته‭ ‬الجماعية‭ ‬بشكل‭ ‬مأساوي‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

يُمثل‭ ‬التقرير‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬أعدته‭ ‬فرانشيسكا‭ ‬ألبانيزي‭ ‬بعنوان،‭ ‬‮«‬من‭ ‬اقتصاد‭ ‬الاحتلال‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬قُدِّم‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬يوليو‭ ‬2025م،‭ ‬حدثا‭ ‬مزلزلاً‭ ‬يعري‭ ‬الحقائق‭. ‬فهو‭ ‬يُسمّي‭ ‬ويُورّط‭ ‬بلا‭ ‬تردد‭ ‬شركاتٍ‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بمواصلة‭ ‬حربها‭ ‬وإبادة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يواجه‭ ‬أيضاً‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬التزموا‭ ‬الصمت‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬هذا‭ ‬الرعب‭ ‬المتواصل‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬غزة‭.‬

إن‭ ‬تقرير‭ ‬فرانشيسكا‭ ‬ألبانيزي‭ ‬‮«‬اقتصاد‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬‭ ‬يتجاوز‭ ‬بكثير‭ ‬مجرد‭ ‬تمرين‭ ‬أكاديمي‭ ‬أو‭ ‬بيان‭ ‬أخلاقي‭ ‬في‭ ‬عالمٍ‭ ‬يخضع‭ ‬ضميره‭ ‬الجماعي‭ ‬إلى‭ ‬اختبار‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬يكتسب‭ ‬التقرير‭ ‬أهميته‭ ‬لأسباب‭ ‬متعددة‭ ‬ومتشابكة‭.‬

والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬يوفر‭ ‬مسارات‭ ‬عملية‭ ‬للمساءلة‭ ‬تتجاوز‭ ‬مجرد‭ ‬الخطاب‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والقانوني،‭ ‬كما‭ ‬يقدم‭ ‬نهجًا‭ ‬جديدًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬لا‭ ‬بوصفه‭ ‬عملية‭ ‬موازنة‭ ‬سياسية‭ ‬دقيقة،‭ ‬بل‭ ‬أداة‭ ‬فعّالة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التواطؤ‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬وكشف‭ ‬الإخفاقات‭ ‬الفادحة‭ ‬للآليات‭ ‬الدولية‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

هناك‭ ‬سياقان‭ ‬حيويان‭ ‬مهمان‭ ‬لفهم‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬التقرير،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬إدانة‭ ‬لاذعة‭ ‬للتورط‭ ‬المباشر‭ ‬للشركات،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬الاستعماري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

أولا،‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬2020،‭ ‬وبعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التأخير،‭ ‬أصدر‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬تضم‭ ‬112‭ ‬شركة‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬تجارية‭ ‬داخل‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭.‬

وتكشف‭ ‬قاعدة‭ ‬البيانات‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬العملاقة‭ - ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬Airbnb،‭ ‬وBooking‭.‬com،‭ ‬وMotorola‭ ‬Solutions،‭ ‬وJCB،‭ ‬وExpedia‭ - ‬لمساعدتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬احتلالها‭ ‬العسكري‭ ‬ونظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭.‬

وكان‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬مزلزلاً‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬نظراً‭ ‬الى‭ ‬فشل‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬إسرائيل،‭ ‬أو‭ ‬محاسبة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يدعمون‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬من‭ ‬الجميع‭.‬

وكانت‭ ‬قاعدة‭ ‬البيانات‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬سمحت‭ ‬للمجتمعات‭ ‬المدنية‭ ‬بالتعبئة‭ ‬حول‭ ‬مجموعة‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬الأولويات‭ ‬الأساسية‭ ‬والجوهرية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬والحكومات‭ ‬الفردية‭ ‬لاتخاذ‭ ‬مواقف‭ ‬موجّهة‭ ‬أخلاقيا‭.‬

تجلّت‭ ‬فعالية‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بوضوح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها‭ ‬والغاضبة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإسرائيل‭. ‬فقد‭ ‬وصفت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ذلك‭ ‬بأنه‭ ‬يمثل‭ ‬محاولة‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬‮«‬المُشوّه‮»‬‭ ‬بهدف‭ ‬‮«‬تأجيج‭ ‬الانتقام‭ ‬الاقتصادي‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬وصفته‭ ‬إسرائيل‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬استسلام‭ ‬مُخزٍ‮»‬‭ ‬للضغوط‭.‬

ولكن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023م،‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬تذكير‭ ‬صارخ‭ ‬بالفشل‭ ‬الذريع‭ ‬لجميع‭ ‬آليات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬حتى‭ ‬أكثر‭ ‬التوقعات‭ ‬تواضعا‭ ‬لإطعام‭ ‬السكان‭ ‬الجائعين‭ ‬خلال‭ ‬زمن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

ومن‭ ‬المثير‭ ‬للدهشة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬نفس‭ ‬الاستنتاج‭ ‬الذي‭ ‬توصل‭ ‬إليه‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش،‭ ‬الذي‭ ‬صرح‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024م‭ ‬بأن‭ ‬العالم‭ ‬‮«‬فشل‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬سكان‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

واستمر‭ ‬هذا‭ ‬الفشل‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬أخرى،‭ ‬وتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عجز‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬توزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬وإسناد‭ ‬المهمة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬غزة‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬جهاز‭ ‬عنيف‭ ‬يديره‭ ‬مرتزقة،‭ ‬حيث‭ ‬قتل‭ ‬وجرح‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬كانت‭ ‬فرانشيسكا‭ ‬ألبانيزي‭ ‬نفسها‭ ‬قد‭ ‬توصلت‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬مماثل‭ ‬عندما‭ ‬واجهت‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023م‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬فشله‭ ‬الذريع‮»‬‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬وإنهاء‭ ‬‮«‬القتل‭ ‬العشوائي‭ ‬للمدنيين‭ ‬الأبرياء‮»‬‭.‬

ويذهب‭ ‬تقرير‭ ‬فرانشيسكا‭ ‬ألبانيزي‭ ‬الجديد‭ ‬إلى‭ ‬خطوة‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬إذ‭ ‬يناشد‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬أخلاقي‭ ‬ومواجهة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬جعلوا‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬ممكنة‭ ‬وغضوا‭ ‬الطرف‭ ‬عنها‭.‬

ويؤكد‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المساعي‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬محو‭ ‬حياة‭ ‬الأبرياء‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‮»‬،‭ ‬ويطالب‭ ‬التقرير‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬ترفض‭ ‬الشركات‭ ‬التواطؤ‭ ‬في‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والجرائم‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تُحاسب‮»‬‭.‬

وبحسب‭ ‬التقرير،‭ ‬تنقسم‭ ‬فئات‭ ‬التواطؤ‭ ‬في‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬تصنيع‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وشركات‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬وشركات‭ ‬البناء‭ ‬والتشييد،‭ ‬والصناعات‭ ‬الاستخراجية‭ ‬والخدمية،‭ ‬والبنوك،‭ ‬وصناديق‭ ‬التقاعد،‭ ‬وشركات‭ ‬التأمين،‭ ‬والجامعات،‭ ‬والجمعيات‭ ‬الخيرية‭.‬

تشمل‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬لوكهيد‭ ‬مارتن،‭ ‬ومايكروسوفت،‭ ‬وأمازون،‭ ‬وبالانتير،‭ ‬وآي‭ ‬بي‭ ‬إم،‭ ‬وحتى‭ ‬عملاق‭ ‬الشحن‭ ‬الدنماركي‭ ‬ميرسك،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬شركة‭ ‬أخرى‭. ‬لقد‭ ‬مكّنت‭ ‬معرفتهم‭ ‬التكنولوجية‭ ‬وآلاتهم‭ ‬وتقنياتهم‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬البيانات‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬57‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬وإصابة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬134‭ ‬ألفًا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يحاول‭ ‬تقرير‭ ‬فرانشيسكا‭ ‬ألبانيزي‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬تسمية‭ ‬شركاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬وفضحهم،‭ ‬بل‭ ‬إخبارنا،‭ ‬كمجتمع‭ ‬مدني،‭ ‬بأننا‭ ‬أصبح‭ ‬لدينا‭ ‬الآن‭ ‬إطار‭ ‬مرجعي‭ ‬شامل‭ ‬يسمح‭ ‬لنا‭ ‬باتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬مسؤولة،‭ ‬والضغط‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬العملاقة‭ ‬ومحاسبتها‭.‬

كتبت‭ ‬فرانشيسكا‭ ‬ألبانيزي‭ ‬تقول‭ ‬مستدلة‭ ‬بالزيادة‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬والتي‭ ‬تقدر‭ ‬بنحو‭ ‬65%‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬46.5‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬المستمرة‭ ‬كانت‭ ‬مشروعاً‭ ‬مربحاً‮»‬‭.‬

إن‭ ‬الميزانية‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حلقة‭ ‬غريبة‭ ‬من‭ ‬المال،‭ ‬قدمتها‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬حكومة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ثم‭ ‬أعيد‭ ‬تدويرها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشركات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬توزيع‭ ‬الثروة‭ ‬بين‭ ‬الحكومات‭ ‬والسياسيين‭ ‬والشركات‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬المقاولين‭.‬

ومع‭ ‬ازدياد‭ ‬تضخم‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬المصرفية،‭ ‬تتراكم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجثث‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬ثلاجات‭ ‬الموتى،‭ ‬والمقابر‭ ‬الجماعية،‭ ‬أو‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬جباليا‭ ‬وخان‭ ‬يونس‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬هذا‭ ‬الجنون‭ ‬ويوضع‭ ‬حد‭ ‬لجرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬وقفه،‭ ‬فإن‭ ‬الحكومات‭ ‬الفردية‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والناس‭ ‬العاديين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقوموا‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة،‭ ‬لأن‭ ‬حياة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أرباح‭ ‬الشركات‭ ‬وجشعها‭.‬

 

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا