زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
اغسلها في أكتوبر وغيره (1)
سيكون اليوم الخامس عشر من شهر أكتوبر المقبل هو اليوم العالمي لغسل الأيدي، ذلك أنه وفي ام 2008، اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة ذلك اليوم ليكون اليوم العالمي لغسل الأيدي، ليتم فيه تنظيم حملات لتنبيه المواطنين عموما، وتلاميذ المدارس على وجه خاص، بضرورة غسل الأيدي عدة مرات في اليوم، (من دون ان يصل الأمر الى درجة الهوس المرضي، فهناك أشخاص «موسوسون» يتوهمون ان الجراثيم تطاردهم على مدار الساعة فيغسلون أيديهم نحو عشرين مرة في اليوم، بينما الشطط في كل شيء غير محمود، فالسواك عشر مرات في اليوم – مثلا– بانتظام بفرشاة الأسنان يؤدي الى نخر الأسنان، وشرب عشرة ليترات من الماء، على أهمية شرب الماء، يؤدي الى تجريف وتصريف مواد حيوية من الجسم ويعرض الصحة الى خطر ساحق وماحق) وأعتقد ان تلك حملة غسل الأيدي ينبغي ان تتحول الى حملات وطنية مستمرة، بأن تتولى السلطات الصحية في كل دولة مهمة التوعية بضرورة غسل الأيدي بالماء والصابون على نحو منتظم، أخذا في الاعتبار اننا شعوب تستخدم الأيدي للأكل من نفس الصحن / الطبق، ونعاني من جهل مطبق بأبسط مقتضيات الصحة العامة ابتداء برمي النفايات عشوائيا وليس انتهاء بحشر أصابعنا في فتحات انوفنا لـ«تسليكها»، ومنا من يتناول طعاما ثم يكتفي بمسح يده اليمنى باليسرى وهناك من يعقب ذلك بتمرير اليدين على الوجه، وبعدها مباشرة قد يقرر تبادل التحية معك ويطخك كذا بوسة فتحسب انك تبوس رأس خروف متبل ومُبهَّر. وقد شهدنا قبل ثلاثة أعوام كيف ان غسل الأيدي هو السلاح الناجع لردع فيروس كوفيد 19 ومنعه من التسلل الى الجسم.
كل الأشياء حولنا تحمل عشرات ومئات الآلاف من المايكروبات (هكذا ينبغي ان تكتب). مثلا لوحة مفاتيح الكمبيوتر (الكيبورد) بها من المايكروبات ما يفوق ما تجده على مقعد مرحاض، لسبب بديهي وهو ان مقعد المرحاض يخضع للتنظيف ولو مرة واحدة في اليوم، بينما لا نفكر قط في تنظيف الكيبورد، رغم ان تمرير قطعة قماش أو منديل ورقي رطب يقلل من عدد المايكروبات فيه. أزرار التلفون الثابت سيم سيم، أي أنها مستودع ضخم للمايكروبات.. أما أقذر الأشياء في المحال العامة فهو السلم الكهربائي المتحرك (اسكاليتر) فلو وضعت يدك على حافته فلا تضع يدك في فمك او عينك إلا بعد غسلها جيدا بالصابون، بعد أن ثبت بفحص مئات السلالم الكهربائية أنه لا يوجد ولا واحد منها يخلو من آثار فضلات بشرية. والسر في ذلك ان نحو 40% من مستخدمي المراحيض في بلد مثل بريطانيا لا يغسلون أيديهم وهم خارجون منها. ولو كان هذا هو الحال في بريطانيا فقس على ذلك و«كلك نظر». ودعوني أقرف عيشتكم أكثر. في أماكن العمل والفنادق وغيرها توجد عدة دورات مياه، يتم الوصول اليها من خلال باب مشترك، وقد يحرص كثيرون على غسل أيديهم فور الخروج من المراحيض، ولكنهم لا يدركون ان الباب المشترك الذي يوصل دورات المياه بالممرات لا يقل تلوثا عن باب المرحاض نفسه. شخصيا لا أمسك شيئا يتعلق بدورات المياه إلا بمنديل ورقي أو استخدم كوعي لفتح وإغلاق الأبواب في حال عدم توافر مثل ذلك المنديل.
في كل المستشفيات المحترمة تجد سوائل تعقيم على الجدران، ورغم ان المستشفيات أنظف من معظم البيوت إلا أنها مرتع لأنواع خطرة من الجراثيم تسمى مرسا MRSA تتمتع بالمناعة ضد معظم المضادات الحيوية المعروفة ولهذا فمن الخير لك ان تضع يديك في جيبك وأنت تغادر أي مستشفى لتفادي ملامسة فمك او انفك او عينيك إلى أن يتسنى لك غسلهما.
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك