العدد : ١٧٣٠٣ - الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٠٣ - الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

مأزق الأمة وحرب الإبادة على غزة

بقلم: د. محمد عيسى الكويتي

الأربعاء ٠٦ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

أبرزت‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬التفوق‭ ‬الغربي‭ ‬العلمي‭ ‬التكنولوجي‭ ‬بوضوح‭ ‬تجلى‭ ‬في‭ ‬القدرات‭ ‬الصهيونية‭ ‬المدعومة‭ ‬بالغرب‭ ‬في‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬جبهات‭ ‬عدة‭ ‬واستباحة‭ ‬الأراضي‭ ‬اللبنانية‭ ‬والسورية‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الفضاء‭ ‬الإيراني،‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬تكبدها‭ ‬خسائر‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬جراء‭ ‬الردود‭ ‬الإيرانية‭ ‬المؤثرة‭. ‬كيف‭ ‬تنظر‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الحرب؟‭ ‬هل‭ ‬ستجعلها‭ ‬تعيد‭ ‬طرح‭ ‬السؤال‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬التخلف‭ ‬العلمي‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬اختلال‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الأعداء؟‭ ‬وهل‭ ‬بدأ‭ ‬التخلف‭ ‬نتيجة‭ ‬العمل‭ ‬الإجرامي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬التخطيط‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬للتخلف‭. ‬في‭ ‬الحالتين،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تبديد‭ ‬موارد‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬نتائج‭ ‬الدمار‭ ‬الناتج‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬متتالية‭ ‬تفتعلها‭ ‬القوى‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭. ‬كما‭ ‬أدى‭ ‬التخلف‭ ‬العلمي‭ ‬إلى‭ ‬تبديد‭ ‬الطاقة‭ ‬الفكرية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭.‬

دعنا‭ ‬نكون‭ ‬منصفين‭ ‬ونضع‭ ‬بعض‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭. ‬كانت‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الشعوب‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬الالفية‭ ‬الاولى‭. ‬تدريجيا‭ ‬بدأ‭ ‬الغرب‭ ‬يتقدم‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وتجاريا‭ ‬وماليا‭ ‬بفعل‭ ‬ابتكار‭ ‬مؤسسات‭ ‬وتنظيمات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتجارية‭ ‬ومالية،‭ ‬وتحولات‭ ‬فكرية‭ ‬وعلمية‭. ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬مباشرة‭ ‬لعصر‭ ‬النهضة‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬والثورة‭ ‬الدينية‭ ‬اللوثرية‭ ‬الإصلاحية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬ومرحلة‭ ‬التنوير‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر،‭ ‬تلتها‭ ‬الثورة‭ ‬العلمية‭. ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬مجاراة‭ ‬هذه‭ ‬التحولات،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬الاقتباس‭ ‬منها‭ ‬بسبب‭ ‬جمود‭ ‬فكري‭ ‬وعوامل‭ ‬ثقافية‭ ‬ومفاهيم‭ ‬فقهية‭ ‬تناولها‭ ‬كُتاب‭ ‬ومفكرون‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭.‬

لذلك،‭ ‬ومنذ‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬أخذ‭ ‬الغرب‭ ‬يبتعد‭ ‬ويتقدم‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الانتاجية‭ ‬والمالية‭ ‬والتنظيمية‭ ‬مدعوما‭ ‬بتقدم‭ ‬علمي‭ ‬وتكنولوجي‭ ‬مكنها‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية،‭ ‬فزرع‭ ‬فيها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الاستيطاني‭ ‬لحماية‭ ‬هذه‭ ‬المصالح‭.‬

تم‭ ‬طرح‭ ‬سؤال‭ ‬التخلف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والمفكرين‭ ‬أمثال‭ ‬شكيب‭ ‬أرسلان‭ ‬ومالك‭ ‬بن‭ ‬نبي‭ ‬ومحمد‭ ‬عابد‭ ‬الجابري‭ ‬ورجال‭ ‬دين‭ ‬أمثال‭ ‬محمد‭ ‬عبده‭ ‬ورفاعة‭ ‬الطهطاوي‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬مفكري‭ ‬النهضة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬وبداية‭ ‬القرن‭ ‬العشرين؛‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬السؤال‭ ‬نفسه‭ ‬يُطرح‭ ‬في‭ ‬الحوارات‭ ‬المسجلة،‭ ‬وتُقدَّم‭ ‬مقترحات‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬التخلف‭. ‬فمثلا،‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬وزيرة‭ ‬التعليم‭ ‬المغربية‭ (‬الدكتورة‭ ‬أمينة‭ ‬ماء‭ ‬العينين‭) ‬أكدت‭ ‬فيها‭ ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬المناهج‭ ‬وإدخال‭ ‬مادة‭ ‬الفلسفة‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬لبناء‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬الواعي‭ ‬الناقد‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬المهمة‭ ‬والتحليل‭ ‬العقلاني‭ ‬المنطقي‭. ‬كذلك‭ ‬حذرت‭ ‬وزيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬المغربية‭ ‬السابقة‭ (‬الدكتورة‭ ‬مليكة‭ ‬بن‭ ‬دودة‭) ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬فقط‭ ‬بالعلوم‭ ‬التطبيقية،‭ ‬وأكدت‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬أهمية‭ ‬تدريس‭ ‬مادة‭ ‬الفلسفة‭ ‬لبناء‭ ‬العقلية‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬والعلاقة‭ ‬بين‭ ‬السياسة‭ ‬والحرية‭ ‬في‭ ‬مفهومها‭ ‬الأوسع‭ ‬وهي‭ ‬توفر‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬كحق‭ ‬دستوري‭ ‬للتحرر‭ ‬من‭ ‬عبودية‭ ‬الحاجة‭. ‬والدكتور‭ ‬جمال‭ ‬الشايع‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬الذي‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬بناء‭ ‬العقلية‭ ‬الناقدة‭ ‬المطالِبة‭ ‬بالأدلة‭ ‬والبراهين،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية،‭ ‬ولكن‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬ورَبط‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الحرية‭ ‬والعدالة‭ ‬واعتبرهما‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬المواطنة‭ ‬والمشاركة‭.‬

يتضح‭ ‬من‭ ‬الكتابات‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬والمثقفين‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬الأمة‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬وأد‭ ‬قدرتها‭ ‬النقدية‭ ‬والإبداعية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العملي‭ ‬والفكري‭ ‬منذ‭ ‬قرون؛‭ ‬والآن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رأت‭ ‬الجماهير‭ ‬والمثقفون‭ ‬والسياسيون‭ ‬وأعلام‭ ‬الأمة‭ ‬وجماهيرها‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خذلان‭ ‬واستهانة‭ ‬واستباحة‭ ‬لجميع‭ ‬قيمها‭ ‬وقيمتها،‭ ‬أصبح‭ ‬التشخيص‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أمر‭ ‬واحد،‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬وهو‭ ‬إطفاء‭ ‬قدرات‭ ‬العقل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمة،‭ ‬وجعل‭ ‬العقل‭ ‬والتفكير‭ ‬رديفين‭ ‬للعصيان‭ ‬المدني،‭ ‬وانقلابا‭ ‬على‭ ‬الشريعة‭ ‬والشرعية؛‭ ‬والنقد‭ ‬ذنب‭ ‬يستحق‭ ‬العقاب‭ ‬المادي‭ ‬والمعنوي‭ ‬في‭ ‬أضعف‭ ‬الحالات‭.‬

يطرح‭ ‬المجتمع‭ ‬ومثقفوه‭ ‬وكتابه‭ ‬وقياداته‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتخلص‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬كبوتها‭ ‬وتستعيد‭ ‬مهابتها‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬الفعل‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬حرمتها‭ ‬وحقها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬كباقي‭ ‬الأمم؟‭ ‬السؤال‭ ‬ليس‭ ‬جديدا‭ ‬فقد‭ ‬طُرح‭ ‬بكثرة‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬وطُرحت‭ ‬افكار‭ ‬عدة‭ ‬كتشخيص‭ ‬للمرض‭ ‬المزمن‭. ‬ازدادت‭ ‬الكتابات‭ ‬والندوات‭ ‬وطرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬منذ‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وشن‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬على‭ ‬اطفالها‭ ‬ونسائها‭ ‬وشيوخها‭. ‬تنوعت‭ ‬المقاربات‭ ‬بين‭ ‬ثقافية‭ ‬وفكرية‭ ‬ودينية‭ ‬وسياسية،‭ ‬وجميعها‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬التغيير‭ ‬وإلى‭ ‬تحرير‭ ‬العقل‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬القيود‭ ‬المفروضة‭ ‬عليه‭ ‬إما‭ ‬بفعل‭ ‬التقاليد‭ ‬والعادات‭ ‬وإما‭ ‬بحجة‭ ‬مخالفة‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬بقرارات‭ ‬سياسية‭ ‬متوشحة‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭. ‬والسؤال‭ ‬مازال‭ ‬يُطرح،‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬التخلف‭ ‬والعجز‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬يقرره‭ ‬الغير‭ ‬ويرسمه‭ ‬العدو‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬في‭ ‬التحييد‭ ‬والتقسيم‭ ‬والتفتيت‭.‬

سؤال‭ ‬آخر‭ ‬بدأ‭ ‬يُطرح‭: ‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الأمة‭ ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬نتكلم‭ ‬عن‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬أم‭ ‬العربية،‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬فصل‭ ‬إحداهما‭ ‬عن‭ ‬الأخرى؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬التسمية‭ ‬عمليا‭ ‬غير‭ ‬موجودة،‭ ‬وإنما‭ ‬هناك‭ ‬دول‭ ‬غير‭ ‬متجانسة‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬اللقمة‭ ‬السائغة‭ ‬المقبلة‭ ‬للصهيونية‭ ‬العالمية،‭ ‬مصداقا‭ ‬للمقولة‭ ‬المنسوبة‭ ‬إلى‭ ‬الإمام‭ ‬علي‭ ‬ابن‭ ‬أبي‭ ‬طالب‭ -‬كرم‭ ‬الله‭ ‬وجهه‭- ‬‮«‬أكلت‭ ‬يوم‭ ‬أُكل‭ ‬الثور‭ ‬الأبيض‮»‬‭. ‬

الخروج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المأزق‭ ‬الحضاري‭ ‬مسؤولية‭ ‬الأنظمة‭ ‬والمجتمعات‭ ‬بمنظماتها‭ ‬وأحزابها‭. ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يتسع‭ ‬لزيادة‭ ‬التنظير‭ ‬والتحليل،‭ ‬فما‭ ‬كتب‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬تشخيص‭ ‬كاف‭ ‬لكي‭ ‬تبدأ‭ ‬الأمة‭ ‬بوضع‭ ‬المعالجات‭ ‬التي‭ ‬نوهت‭ ‬الكتابات‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬كثيرة‭ ‬حولها،‭ ‬وقد‭ ‬يتفق‭ ‬الكثيرون‭ ‬بأن‭ ‬نقطة‭ ‬البداية‭ ‬هي‭ ‬إصلاح‭ ‬التعليم‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمعات‭ ‬حيوية‭ ‬فاعلة،‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬الايجابي‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬ديمقراطي‭. ‬إصلاح‭ ‬التعليم‭ ‬يبدأ‭ ‬بتحديد‭ ‬الصفات‭ ‬والقدرات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬المرحلة‭ ‬في‭ ‬الخريجين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المراحل‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يجيب‭ ‬الإصلاح‭ ‬على‭ ‬سؤالين‭: ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬نريد؟‭ ‬وأي‭ ‬إنسان‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬اجتياز‭ ‬المرحلة‭ ‬هذه؟‭ ‬وأن‭ ‬توضع‭ ‬المواصفات‭ ‬للإجابة‭ ‬عن‭ ‬السؤالين‭. ‬

نستخلص‭ ‬مما‭ ‬تقدم‭ ‬ان‭ ‬النهوض‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬معرفي‭ ‬علمي،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬الا‭ ‬بقيادة‭ ‬معرفية‭ ‬علمية‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الفلسفة‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الحرية‭ ‬والتسامح‭ ‬والعدالة‭ ‬والتضامن‭ ‬الإنساني‭.‬‮ ‬وبها‭ ‬يمكن‭ ‬صقل‭ ‬العقلية‭ ‬العربية‭ ‬وجعلها‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬حيوي‭ ‬ناقد‭ ‬ومتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭. ‬وبها‭ ‬يتم‭ ‬إعداد‭ ‬مجتمع‭ ‬معرفي‭ ‬مبتكر‭ ‬وقيادات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تقبل‭ ‬النقد‭ ‬وتفهم‭ ‬دوافعه‭ ‬والاستفادة‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬تصويب‭ ‬السياسات‭ ‬والبرامج‭ ‬والمشاريع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭. ‬

 

drmekuwaiti@gmail‭.‬com‭.‬bh‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا