العدد : ١٧٣٠٠ - الاثنين ٠٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٠٠ - الاثنين ٠٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ صفر ١٤٤٧هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

الأزهر الشريف ودوره العالمي

في‭ ‬الفترة‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬شنت‭ ‬أجهزة‭ ‬الاعلام‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬هجوما‭ ‬عنيفا‭ ‬على‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬وشيخه‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭. ‬ووصلت‭ ‬بهم‭ ‬الصفاقة‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬وصف‭ ‬الأزهر‭ ‬بـ«رأس‭ ‬الأفعى‮»‬‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬قتل‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭.‬

سبب‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬على‭ ‬الأزهر‭ ‬هو‭ ‬بالطبع‭ ‬الموقف‭ ‬المشهود‭ ‬الذي‭ ‬يتخذه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬إبادة‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬والبيانات‭ ‬التي‭ ‬يصدرها‭ ‬بانتظام‭ ‬تنديدا‭ ‬بإسرائيل‭ ‬وأيضا‭ ‬بالدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تدعمها‭ ‬وتؤيدها‭.‬

الاعلام‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يتهم‭ ‬الأزهر‭ ‬وامامه‭ ‬بأنه‭ ‬يقود‭ ‬حملة‭ ‬العداء‭ ‬لإسرائيل‭ ‬واثارة‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬ضدها‭.‬

يقولون‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬تقريبا‭ ‬يدين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وجرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدول‭ ‬او‭ ‬الاعلام‭ ‬العالمي‭ ‬او‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭.‬

فلماذا‭ ‬اذن‭ ‬يشنون‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬على‭ ‬الأزهر‭ ‬بالذات؟‭. ‬

هم‭ ‬يفعلون‭ ‬ذلك‭ ‬لأنهم‭ ‬يدركون‭ ‬تماما‭ ‬قوة‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬والتأثير‭ ‬والنفوذ‭ ‬الواسع‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الاسلامي‭ ‬كله‭. ‬وهم‭ ‬يتصورون‭ ‬انه‭ ‬بهجومهم‭ ‬هذا‭ ‬يمارسون‭ ‬إرهابا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يردع‭ ‬الأزهر‭ ‬ويجعله‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬ادانته‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬اسلوبهم‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمنظمات‭ ‬والافراد‭ ‬الذين‭ ‬يفضحون‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ويطالبون‭ ‬بمحاسبة‭ ‬مجرمي‭ ‬الحرب‭ ‬الاسرائيليين‭.‬

الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬موقف‭ ‬الأزهر‭ ‬المشهود‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬مهمته‭ ‬ورسالته‭ ‬التي‭ ‬يؤديها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الاسلامي‭.‬

قبل‭ ‬أيام‭ ‬استقبل‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب،‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬وفدًا‭ ‬من‭ ‬السفراء‭ ‬المصريين‭ ‬الجدد‭ ‬المعينين‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم؛‭ ‬بمناسبة‭ ‬بدء‭ ‬مهامهم‭ ‬الدبلوماسيَّة‭ ‬في‭ ‬عواصم‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭.‬

في‭ ‬اللقاء‭ ‬تحدث‭ ‬تفصيلا‭ ‬عن‭ ‬رسالة‭ ‬الأزهر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وموقع‭ ‬نصرة‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬ان‭ ‬‮«‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه،‭ ‬لم‭ ‬ينفصل‭ ‬يومًا‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬الأمة،‭ ‬وظل‭ ‬طوال‭ ‬تاريخه‭ ‬الطويل،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬واجهه‭ ‬من‭ ‬تحديات،‭ ‬يؤدي‭ ‬رسالته‮»‬‭.‬

توقف‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬خصوصا‭ ‬عند‭ ‬جانبين‭ ‬أساسيين‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬برسالة‭ ‬الأزهر‭ ‬ودوره‭:‬

الأول‭: ‬ان‭ ‬رسالة‭ ‬الأزهر‭ ‬الأساسية‭ ‬الكبرى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬نشر‭ ‬الوسطية‭ ‬والاعتدال‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والعالم،‭ ‬ومجابهة‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‮»‬‭. ‬وهو‭ ‬ينشر‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬بمواقفه‭ ‬وعبر‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬تعلموا‭ ‬في‭ ‬الأزهر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬انحاء‭ ‬العالم‭.‬

والثاني‭: ‬قال‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬انه‭ ‬بجانب‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة،‭ ‬فإن‭ ‬الأزهر‭ ‬مسؤول‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مواجهة‭ ‬الحملات‭ ‬الغربيَّة‭ ‬التي‭ ‬تهب‭ ‬علينا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى،‭ ‬لفرض‭ ‬سلوكيَّات‭ ‬مرفوضة‭ ‬كالشذوذ‭ ‬وغيره،‭ ‬وهي‭ ‬الحملات‭ ‬التي‭ ‬تخصص‭ ‬لها‭ ‬التمويلات‭ ‬الضخمة،‭ ‬وتتعدد‭ ‬لها‭ ‬الأدوات‭ ‬والوسائل‭ ‬لفرضها‭ ‬عنوة‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية،‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬اعتقاد‭ ‬خاطئ‭ ‬وإيمان‭ ‬بنظريات‭ ‬مختلفة‭ ‬تروِّج‭ ‬لفكر‭ ‬الهيمنة؛‭ ‬مثل‭ ‬نظرية‭: ‬‮«‬صراع‭ ‬الحضارات‮»‬،‭ ‬ونظرية‭ ‬‮«‬نهاية‭ ‬التاريخ‮»‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬النظريات‭ ‬التي‭ ‬تكرِّس‭ ‬لهيمنة‭ ‬العرق‭ ‬الأبيض‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬الجانب‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الأزهر‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الحملات‭ ‬والمخططات‭ ‬الغربية‭ ‬ضد‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬تعزز‭ ‬بقوة‭ ‬مع‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬احمد‭ ‬الطيب‭. ‬الدكتور‭ ‬الطيب‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬رجل‭ ‬دين‭ ‬بالمعنى‭ ‬التقليدي‭. ‬هو‭ ‬على‭ ‬المام‭ ‬واسع‭ ‬بعلوم‭ ‬السياسة‭ ‬ودارس‭ ‬للفكر‭ ‬الغربي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يعرف‭ ‬تمام‭ ‬المعرفة‭ ‬ابعاد‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬من‭ ‬مخططات‭ ‬استعمارية،‭ ‬ويتحدث‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭.‬

عموما‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬إسرائيل‭ ‬والجرائم‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها،‭ ‬وفي‭ ‬دفاعه‭ ‬عن‭ ‬الأمة‭ ‬الاسلامية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المخططات‭ ‬الغربية‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬يستحق‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭.‬

دور‭ ‬الأزهر‭ ‬يستحق‭ ‬التقدير‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لأنه‭ ‬موقف‭ ‬مشرف‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الدين‭ ‬والانسانية،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬لأنه‭ ‬حين‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬فهو‭ ‬يتحدث‭ ‬باسم‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬الاسلامي،‭ ‬بل‭ ‬وباسم‭ ‬كل‭ ‬الشرفاء‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬دياناتهم،‭ ‬وعن‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬يفزعه‭ ‬اليوم‭ ‬هذه‭ ‬الوحشية‭ ‬الاسرائيلية‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا