يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
الأزهر الشريف ودوره العالمي
في الفترة القليلة الماضية شنت أجهزة الاعلام الاسرائيلية هجوما عنيفا على الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. ووصلت بهم الصفاقة الى حد وصف الأزهر بـ«رأس الأفعى» والدعوة إلى قتل شيخ الأزهر.
سبب هذه الحملة على الأزهر هو بالطبع الموقف المشهود الذي يتخذه من جرائم إبادة غزة منذ البداية، والبيانات التي يصدرها بانتظام تنديدا بإسرائيل وأيضا بالدول الغربية التي تدعمها وتؤيدها.
الاعلام الإسرائيلي يتهم الأزهر وامامه بأنه يقود حملة العداء لإسرائيل واثارة الرأي العام ضدها.
يقولون هذا على الرغم من ان العالم كله تقريبا يدين إسرائيل وجرائم الإبادة التي ترتكبها، سواء على مستوى الدول او الاعلام العالمي او المنظمات الدولية.
فلماذا اذن يشنون هذه الحملة على الأزهر بالذات؟.
هم يفعلون ذلك لأنهم يدركون تماما قوة الأزهر الشريف والتأثير والنفوذ الواسع له في العالم الاسلامي كله. وهم يتصورون انه بهجومهم هذا يمارسون إرهابا يمكن ان يردع الأزهر ويجعله يتوقف عن ادانته الجرائم الإسرائيلية. وهذا هو اسلوبهم على أي حال مع كل المؤسسات والمنظمات والافراد الذين يفضحون الجرائم الإسرائيلية ويطالبون بمحاسبة مجرمي الحرب الاسرائيليين.
الحقيقة ان موقف الأزهر المشهود من الجرائم الإسرائيلية هو في صلب مهمته ورسالته التي يؤديها في العالم الاسلامي.
قبل أيام استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفدًا من السفراء المصريين الجدد المعينين في 27 دولة حول العالم؛ بمناسبة بدء مهامهم الدبلوماسيَّة في عواصم هذه الدول.
في اللقاء تحدث تفصيلا عن رسالة الأزهر في العالم وموقع نصرة غزة من هذه الرسالة من منطلق ان «الأزهر الشريف منذ تأسيسه، لم ينفصل يومًا عن واقع الأمة، وظل طوال تاريخه الطويل، رغم كل ما واجهه من تحديات، يؤدي رسالته».
توقف الإمام الأكبر في حديثه خصوصا عند جانبين أساسيين فيما يتعلق برسالة الأزهر ودوره:
الأول: ان رسالة الأزهر الأساسية الكبرى تتمثل في «نشر الوسطية والاعتدال في مصر والعالم، ومجابهة الفكر المتطرف». وهو ينشر هذه الرسالة بمواقفه وعبر عشرات الآلاف من الذين تعلموا في الأزهر من كل انحاء العالم.
والثاني: قال الإمام الأكبر انه بجانب هذه الرسالة، فإن الأزهر مسؤول أيضًا عن «مواجهة الحملات الغربيَّة التي تهب علينا ما بين الفينة والأخرى، لفرض سلوكيَّات مرفوضة كالشذوذ وغيره، وهي الحملات التي تخصص لها التمويلات الضخمة، وتتعدد لها الأدوات والوسائل لفرضها عنوة على الدول الإسلامية، انطلاقًا من اعتقاد خاطئ وإيمان بنظريات مختلفة تروِّج لفكر الهيمنة؛ مثل نظرية: «صراع الحضارات»، ونظرية «نهاية التاريخ»، وغيرها من النظريات التي تكرِّس لهيمنة العرق الأبيض».
هذا الجانب والدور الذي يقوم به الأزهر في مواجهة الحملات والمخططات الغربية ضد الدول الإسلامية تعزز بقوة مع الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب. الدكتور الطيب ليس مجرد رجل دين بالمعنى التقليدي. هو على المام واسع بعلوم السياسة ودارس للفكر الغربي، ومن ثم يعرف تمام المعرفة ابعاد ما يتعرض له العالم الإسلامي من مخططات استعمارية، ويتحدث على هذا الأساس.
عموما الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في مواجهة إسرائيل والجرائم التي ترتكبها، وفي دفاعه عن الأمة الاسلامية في مواجهة المخططات الغربية هو دور يستحق كل التقدير.
دور الأزهر يستحق التقدير ليس فقط لأنه موقف مشرف من منظور الدين والانسانية، ولكن أيضا لأنه حين يعبر عن هذه المواقف فهو يتحدث باسم كل العالم الاسلامي، بل وباسم كل الشرفاء في العالم كله أيا كانت دياناتهم، وعن الضمير الإنساني الذي يفزعه اليوم هذه الوحشية الاسرائيلية.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك