العدد : ١٧٢٩٨ - السبت ٠٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٨ - السبت ٠٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ صفر ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

لا دائما ولا أبدا

في‭ ‬عالم‭ ‬التنافس‭ ‬الرياضي،‭ ‬لا‭ ‬فريق‭ ‬يولد‭ ‬منتصرا‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬ولا‭ ‬منتخب‭ ‬كتبت‭ ‬عليه‭ ‬الخسارة‭ ‬دوما،‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬جوهر‭ ‬التنافس،‭ ‬وسر‭ ‬جاذبية‭ ‬الألعاب‭ ‬الجماعية‭ ‬والفردية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬فلو‭ ‬كانت‭ ‬النتائج‭ ‬محسومة‭ ‬سلفا،‭ ‬لانتفى‭ ‬الحماس،‭ ‬وذبلت‭ ‬روح‭ ‬التحدي،‭ ‬وتحول‭ ‬الجمهور‭ ‬إلى‭ ‬متفرج‭ ‬بارد،‭ ‬وشاهد‭ ‬ما‭ ‬‮«‬شفش‮»‬‭ ‬حاجة‭ ‬لا‭ ‬يعنيه‭ ‬من‭ ‬ينتصر‭ ‬أو‭ ‬يخسر‭.‬

الفرق‭ ‬والمنتخبات‭ ‬تمر‭ ‬بدورات‭ ‬أداء‭ ‬طبيعية،‭ ‬تتأثر‭ ‬بعوامل‭ ‬متعددة‭ ‬منها‭: ‬الجاهزية‭ ‬البدنية،‭ ‬والاستقرار‭ ‬الفني،‭ ‬والخطط‭ ‬التكتيكية،‭ ‬وظروف‭ ‬المباراة،‭ ‬وحتى‭ ‬التوفيق،‭ ‬قد‭ ‬يفوز‭ ‬فريق‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المباريات،‭ ‬فيصعد‭ ‬نجمه،‭ ‬وتسلط‭ ‬عليه‭ ‬الأضواء،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬عاجلا‭ ‬أم‭ ‬آجلا،‭ ‬سيأتي‭ ‬يوم‭ ‬يتعثر‭ ‬فيه،‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح،‭ ‬فقد‭ ‬يمر‭ ‬فريق‭ ‬بفترة‭ ‬هبوط‭ ‬أو‭ ‬نتائج‭ ‬سلبية،‭ ‬لكنه‭ ‬يملك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬النهوض،‭ ‬والتعلم،‭ ‬والعودة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬سكة‭ ‬الانتصارات‭.‬

النجاح‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬لا‭ ‬يقاس‭ ‬فقط‭ ‬بعدد‭ ‬البطولات،‭ ‬بل‭ ‬بالثبات‭ ‬في‭ ‬الأداء،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التطور،‭ ‬وبناء‭ ‬الشخصية‭ ‬الجماعية،‭ ‬والخسارة‭ ‬ليست‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬بل‭ ‬فرصة‭ ‬للتقييم،‭ ‬وإعادة‭ ‬البناء،‭ ‬وتصحيح‭ ‬المسار‭.‬

المنتخبات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬عرفناها،‭ ‬والأمثلة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تذكر،‭ ‬كلها‭ ‬مرت‭ ‬بلحظات‭ ‬مجد،‭ ‬كما‭ ‬ذاقت‭ ‬مرارة‭ ‬الخروج‭ ‬المبكر‭ ‬أو‭ ‬توديع‭ ‬المنافسات‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬المتوقع،‭ ‬الفارق‭ ‬أن‭ ‬الكبار‭ ‬يعرفون‭ ‬كيف‭ ‬يعودون،‭ ‬وكيف‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬كبواتهم‭.‬

في‭ ‬النهاية،‭ ‬الرياضة‭ ‬انعكاس‭ ‬للحياة،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أحد‭ ‬يربح‭ ‬دائما،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يخسر‭ ‬دائما،‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬ويتعلم،‭ ‬ويثابر،‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬نصيب‭ ‬من‭ ‬المجد،‭ ‬ومن‭ ‬يركن‭ ‬إلى‭ ‬أمجاد‭ ‬الماضي،‭ ‬أو‭ ‬يستهين‭ ‬بخصومه،‭ ‬سيفاجأ‭ ‬بأن‭ ‬قانون‭ ‬المنافسة‭ ‬لا‭ ‬يرحم‭ ‬أحدا‭.‬

ولعل‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الرياضة،‭ ‬أن‭ ‬الفوز‭ ‬والخسارة‭ ‬لا‭ ‬يحددان‭ ‬قيمة‭ ‬الفريق‭ ‬أو‭ ‬المنتخب،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الروح،‭ ‬والالتزام،‭ ‬واللعب‭ ‬النظيف،‭ ‬والصمود‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬العثرات،‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬تصنع‭ ‬الفرق‭ ‬الحقيقية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا