زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
الأمريكان دمروا صحتي
صارت الولايات المتحدة وإسرائيل نوعا من المخدرات التي توزعها الحكومات على الشعوب، أي أنها ترمي داءها على الدولتين وتَنْسَل، فكل البلايا والرزايا التي نعاني منها من تحت رأس الأمريكان والصهاينة الملاعين. ومصداقا لما أقوله أستشهد بمعاناة أهلي في أنحاء معينة في السودان الشمالي، الذين شكوا قبل سنوات من تفشي أمراض الدم والسرطان في مناطقهم، وكانوا ومازالوا لا يفهمون سببا لذلك، وطبعا لم يكن من طائل للاستنجاد بالحكومة، لأنها بحكم جيناتها العربية الإفريقية تعطي الأولوية لـ«الأمن». وفي العالم العربي نوعان من الحكومات أحدهما يقول ألا صوت يعلو فوق صوت المعركة (مع العدو الصهيوني)، وبالتالي تبتلع المؤسسات العسكرية فيها كل ناتج الموارد الشحيحة، ويتدهور حال المواطن من سيئ إلى «أزفت»، وتقول الحكومات لا بأس لأن الزفت (القار) تعبير عن حالة الحداد على ضياع الأرض، والنوع الثاني من الحكومات يعطي الأولوية لوحدة تراب الوطن وأمنه، فينعم التراب بالأمن بينما المواطن يعيش في رعب من «الأمن»!
ما علينا، فموضوعي اليوم عما رددته وسائل الإعلام من أن الولايات المتحدة أجرت تجارب نووية في الأراضي السودانية في عامي 1962 و1970، وباستثناء رقعة ضيقة على امتداد نهر النيل فإن شمال السودان امتداد للصحراء الكبرى، وهي أفضل مكان لإجراء تجارب نووية بعلم أو بدون علم الحكومة السودانية! أعني أنه لو قامت دولة ما بإقامة قاعدة عسكرية «سرية» في شمال غرب السودان لما علم بأمرها أحد لأنها مناطق غير مأهولة، ولا يفكر حتى الحمقى في اجتيازها. المهم أن حكومتنا أخذت ما تردد عن تلك التجارب النووية بجدية وشرعت في تقصي الحقائق المتعلقة بها، رغم أن المصدر الذي سرّب الخبر، وهو موقع الكتروني سوداني يدار من الولايات المتحدة، اعتذر قائلا إنه أخطأ، وقال إن موقع التجارب هو «سودان» في حين أنه منطقة تدعى سيدان في صحراء نيفادا الأمريكية! ولكن «على مين؟»، بداهة فإن موقعا على الإنترنت يدار من أمريكا لا بد أن يمتثل للتوجيهات الأمريكية بنفي صحة ما نشره.
شخصيا أميل إلى تصديق أن الامريكان أجروا تجارب نووية في بلادنا، لعدة أسباب من بينها أنني سيئ الظن بحكوماتنا السابقة واللاحقة، وأن الأمريكان أرباب سوابق في تجريب السلاح النووي على البشر، فما الذي يمنعهم من تجريبه في منطقة صحراوية!! ثم إنني لا أجد تفسيرا لتفشي السرطان في شمال السودان الذي أنتمي اليه سوى وجود مواد مشعة، ربما تكون نفايات نووية دفنتها شركة شرقية أو غربية بعلم إحدى حكوماتنا التي كانت مزنوقة في قرشين، أي في ضائقة مالية، ثم ما هو التفسير لهيجان قولوني الذي كان يوما ما يهضم الزلط؟ لماذا أعاني من نوبات الإسهال، حتى صرت مثالا للرشاقة؟ الجميع يحسدونني: ما هو الرجيم الذي تتبعه كي تحافظ على وزنك على مدى سنوات متصلة؟ أنا لا أتبع رجيما، شيطانا كان أم طعاما، وكل ما هناك هو أن قولوني يتولى تصريف كل يدخل بطني أولا بأول، فيشفط الطعام من الأمعاء الدقيقة، فلا يتم الهضم ولا تتحول الكربوهيدرات الى سكر، ولا تجد الدهون وسيلة لتتراكم في جسمي! لا تفسير لكل ذلك سوى القنبلة النووية الأمريكية. يعني من حقي مطالبة الأمريكان بقيمة فاتورة الطعام الذي ظللت أشتريه طوال نحو 30 سنة، من دون أن يستفيد جسمي منه. يعني ملايين الدولارات، إذا حسبنا أيضا الفاقد من السعرات الحرارية (وسعرها مرتفع كما يوحي اسمها)، وأنا بحاجة إلى مثل ذلك التعويض، ومن ثم أناشدكم ان تدلوني على بعض النفايات النووية لأنثرها في منطقتنا كي «تلبس» التهمة أمريكا، وأحصل على ثروة تعينني على الهجرة إلى أمريكا كي أرحم أُذني من الوعود السخيفة بالرخاء والتحرير والتعمير.
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك