العدد : ١٧٢٩٣ - الاثنين ٢٨ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٣ - الاثنين ٢٨ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

منطقة الشرق الأوسط في حاجة إلى رؤية مستقبلية

بقلم: د. جيمس زغبي

الاثنين ٢٨ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

يتخبط‭ ‬الطرف‭ ‬الشمالي‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬العارمة‭ ‬أنى‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الجزء‭ ‬المضطرب‭. ‬في‭ ‬الأثناء‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬السياسيين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬الذين‭ ‬يحاكون‭ ‬الموقف‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬يتحدثون‭ ‬بعفوية‭ (‬وبشكلٍ‭ ‬غير‭ ‬صادق‭) ‬عن‭ ‬مخاض‭ ‬نظام‭ ‬إقليمي‭ ‬متحول‭ ‬أو‭ ‬جديد‭.‬

وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬فقد‭ ‬ازداد‭ ‬الوضع‭ ‬سوءًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬العالم‭. ‬فقد‭ ‬صعّدت‭ ‬إسرائيل‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬واستولت‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬تحتلها‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بمنتهى‭ ‬العنف‭ ‬والعدوانية،‭ ‬كما‭ ‬ظلت‭ ‬تقصف‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬قصفا‭ ‬مدمرا‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء،‭ ‬يفتقر‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬إلى‭ ‬قيادة‭ ‬مُلهمة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية،‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬ما‭ ‬يزالون‭ ‬غارقون‭ ‬في‭ ‬وحل‭ ‬الإيديولوجيات‭ ‬الفاشلة‭ ‬أو‭ ‬هياكل‭ ‬الحكم‭ ‬المفروضة‭.‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬أي‭ ‬أحد‭ ‬عن‭ ‬تحول‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬أمرين‭: ‬يجب‭ ‬وقف‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيل‭ ‬وسياساتها‭ ‬العدوانية‭ ‬الوحشية‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬السيطرة،‭ ‬ويجب‭ ‬ظهور‭ ‬قيادة‭ ‬عربية‭ ‬جديدة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إلهام‭ ‬وتحويل‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬وفلسطين‭.‬

يُذكرني‭ ‬هذا‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬الرؤية‭ ‬باجتماعٍ‭ ‬عُقد‭ ‬قبل‭ ‬عقدٍ‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬في‭ ‬مكتبي‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الائتلاف‭ ‬الوطني‭ ‬السوري‭. ‬كان‭ ‬حديثنا‭ ‬لطيفًا،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يُنسى،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬أوشك‭ ‬يومها‭ ‬على‭ ‬المغادرة‭. ‬فقد‭ ‬توقف‭ ‬برهة‭ ‬عند‭ ‬الباب‭ ‬والتفت‭ ‬ليسألني‭: ‬‮«‬ما‭ ‬هي‭ ‬رؤيتك‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬للمنطقة‭ ‬‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬لبنان؟‭ ‬وماذا‭ ‬تتوقع‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬المقبلة؟‮»‬‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬الأسئلة‭ ‬تحديدًا‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يطرحها‭ ‬ويجيب‭ ‬عنها‭ ‬القادة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مستويات‭ ‬الحكومة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬للمستقبل‭ ‬تُجسّد‭ ‬قيم‭ ‬وتطلعات‭ ‬شعوبنا‭. ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬استشراف‭ ‬كيفية‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭.‬

وكان‭ ‬رد‭ ‬فعلي‭ ‬الأولي‭ ‬متسرعا‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬حيث‭ ‬قلت‭ ‬إنني‭ ‬إذا‭ ‬نظرت‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬بعد‭ ‬مائة‭ ‬عام،‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أتخيل‭ ‬شابا‭ ‬عربيا‭ ‬من‭ ‬عمان‭ ‬يتزوج‭ ‬فتاة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬من‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬ويستقر‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬دمشق‭.‬

استدركت‭ ‬الأمر‭ ‬وأضفت‭ ‬بسرعة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬قصدته‭ ‬هو‭ ‬أنني‭ ‬أتخيل‭ ‬منطقة‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬نفسها،‭ ‬مع‭ ‬مجتمعات‭ ‬متكاملة،‭ ‬واقتصادات،‭ ‬وحدود‭ ‬مفتوحة‭ (‬أو‭ ‬بدون‭ ‬حدود‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭) ‬تسمح‭ ‬بحرية‭ ‬حركة‭ ‬الناس‭ ‬والتجارة‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الحروب‭ ‬الدامية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬والاضطرابات‭ ‬والتوترات‭ ‬المستمرة،‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬ضربًا‭ ‬من‭ ‬الخيال،‭ ‬وسيذهب‭ ‬المتشائمون‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬القول‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬أيٍّ‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬قبول‭ ‬السلام‭ ‬أو‭ ‬التكامل‭.‬

لكنني‭ ‬مقتنع‭ ‬في‭ ‬قرارة‭ ‬نفسي‭ ‬بأن‭ ‬أصحاب‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المتشائم‭ ‬مخطئون‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬مُعرضة‭ ‬عن‭ ‬السلام‭ ‬والتكامل‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شعب‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬ضغوط‭ ‬التاريخ‭ ‬الحتمية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬ليست‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬استثناءً‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬ظلت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والاضطرابات،‭ ‬ولكن‭ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬تُبتلى‭ ‬بهذا‭ ‬القدر؟‭ ‬لقد‭ ‬انتشر‭ ‬اليأس‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬أوروبا‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬القارة‭ ‬العجوز،‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬قرون‭ ‬من‭ ‬التاريخ،‭ ‬مسرحًا‭ ‬لصراعات‭ ‬دامية‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والطوائف،‭ ‬بلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬في‭ ‬الحربين‭ ‬العالميتين‭ ‬المدمرتين‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬فمن‭ ‬كان‭ ‬ليتخيل،‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬تلك‭ ‬الأهوال،‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬ستنعم‭ ‬بالسلام‭ ‬وتتصالح‭ ‬يوما‭ ‬مع‭ ‬نفسها؟

في‭ ‬العقود‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬شكلت‭ ‬أوروبا‭ ‬اتحادًا‭ ‬اقتصاديًا،‭ ‬ثم‭ ‬أنهت‭ ‬حربًا‭ ‬باردة‭ ‬قسمت‭ ‬القارة‭. ‬ورغم‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬اتحاد‭ ‬مثالي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬التحولات‭ ‬العميقة‭ ‬والإيجابية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تتكشف‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهلها‭.‬

المهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يُمنح‭ ‬الناس،‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الصراع،‭ ‬رؤيةً‭ ‬للمستقبل‭ ‬وإمكانية‭ ‬التغيير،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يستسلموا‭ ‬لليأس‭. ‬إن‭ ‬بثّ‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يُلهم‭ ‬المجتمعات‭ ‬ويحفزها‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا،‭ ‬رافضًة‭ ‬الشلل‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الشعور‭ ‬بالحصار‭ ‬في‭ ‬‮«‬حقائق‮»‬‭ ‬الحاضر‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬عرض‭ ‬رؤية‭ ‬تقدمية‭ ‬للمستقبل،‭ ‬يصبح‭ ‬القادة‭ ‬قادرين‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬تباين‭ ‬صارخ‭ ‬بين‭ ‬فكرة‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬بنائه‭ ‬والمفاهيم‭ ‬التي‭ ‬يدافع‭ ‬عنها‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لهم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭. ‬عند‭ ‬تطبيق‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الصراعات‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الشام،‭ ‬تتضح‭ ‬الصورة‭ ‬أكثر‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬رؤى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬أو‭ ‬حماس‭ ‬للمستقبل؟‭ ‬ومن‭ ‬سيرغب‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬الذي‭ ‬رسمته‭ ‬القيادة‭ ‬السورية‭ ‬السابقة‭ ‬أو‭ ‬الحالية؟

هل‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يأمل‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬لبنان‭ ‬بعد‭ ‬مائة‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬مقسماً‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬طائفية،‭ ‬مع‭ ‬احتكار‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬نفس‭ ‬العائلات‭ ‬التي‭ ‬حكمت‭ ‬عشائرها‭ ‬أو‭ ‬مناطقها‭ ‬طيلة‭ ‬القرن‭ ‬الماضي؟

إن‭ ‬الرؤية‭ ‬التقدمية‭ ‬للمستقبل‭ ‬تُمكّن‭ ‬المرء‭ ‬من‭ ‬تحدي‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬التفكير‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬قيود‭ ‬الحاضر‭ ‬المُغلقة‭. ‬إنها‭ ‬ترفض‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يسعون،‭ ‬لأسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بالسلطة‭ ‬والامتياز‭ ‬الشخصي،‭ ‬إلى‭ ‬تجميد‭ ‬الواقع‭ ‬الحالي‭ ‬أو‭ ‬رفعه‭ ‬إلى‭ ‬مصافّ‭ ‬الأبدية،‭ ‬وأولئك‭ ‬الذين‭ ‬تدفعهم‭ ‬تفسيراتهم‭ ‬للدين‭ ‬إلى‭ ‬تصور‭ ‬المستقبل‭ ‬كعودة‭ ‬إلى‭ ‬ماضٍ‭ ‬مثالي‭.‬

إن‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬يعني‭ ‬ألا‭ ‬نصنع‭ ‬‮«‬أصنامًا‭ ‬زائفة‮»‬‭ ‬للماضي‭ ‬أو‭ ‬الحاضر،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬نصبح‭ ‬متكبرين‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬نُسقط‭ ‬إيديولوجياتنا‭ ‬على‭ ‬البعد‭ ‬الديني،‭ ‬سعيًا‭ ‬لتبرير‭ ‬أهوائنا‭ ‬وخيالاتنا‭. ‬كما‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬رفض‭ ‬إغراء‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬الغايات‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬لتحقيقها‭.‬

هذا‭ ‬يدفعني‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬السؤال‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬صديقي‭ ‬السوري،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭: ‬تصور‭ ‬المشرق‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭. ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬الأصعب‭ ‬يُجبرنا‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬قيود‭ ‬الحاضر‭ ‬مباشرةً‭.‬

أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬مائة‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الآن،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬أسد‮»‬‭ ‬معاصر‭ ‬على‭ ‬الساحة،‭ ‬ولا‭ ‬متعصبون‭ ‬يسيئون‭ ‬معاملة‭ ‬‮«‬الأقل‭ ‬نقاءً‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬زعماء‭ ‬عشائر‭ ‬أو‭ ‬قوميون‭ ‬متطرفون‭ ‬‭ ‬تحديدًا‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تُحدد‭ ‬ملامح‭ ‬الحياة‭ ‬اليوم‭. ‬يجب‭ ‬دحر‭ ‬هؤلاء‭ ‬لكن‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭. ‬

لهذا‭ ‬السبب،‭ ‬تُعدُّ‭ ‬الرؤية‭ ‬المستقبلية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬أمرًا‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭. ‬فمحاربة‭ ‬الشر‭ ‬بالشر،‭ ‬والقمع‭ ‬بالقمع،‭ ‬والتعصب‭ ‬بالتعصب،‭ ‬كلها‭ ‬خيارات‭ ‬خاسرة‭. ‬الأفكار‭ ‬الجديدة‭ ‬مهمة،‭ ‬وكذلك‭ ‬وسائل‭ ‬تجسيدها‭.‬

أشكر‭ ‬صديقي‭ ‬السوري‭ ‬على‭ ‬أسئلته‭ ‬القيّمة‭ ‬وعلى‭ ‬النقاش‭ ‬الذي‭ ‬أعقبها‭. ‬لقد‭ ‬أتاحت‭ ‬لنا‭ ‬فرصةً‭ ‬للتأمل‭ ‬في‭ ‬الوسائل‭ ‬والغايات‭ ‬والأهداف‭. ‬إن‭ ‬مجرد‭ ‬طرحه‭ ‬لهذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬جعلني‭ ‬أُقدّر‭ ‬قيادته‭. ‬أتمنى‭ ‬لو‭ ‬أُطرح‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬على‭ ‬قادة‭ ‬آخرين،‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭. ‬ستكون‭ ‬إجاباتهم‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬قيّمة‭.‬

 

{‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا