العدد : ١٧٢٩٢ - الأحد ٢٧ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٢ - الأحد ٢٧ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

ما الذي يخفيه المسؤول الإداري القائد؟ (2)

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٢٧ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

تكلمنا‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬سابق‭ ‬عن‭ ‬صفتين‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬التي‭ ‬يخفيهما‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد،‭ ‬وهما‭ ‬الهدوء‭ ‬والمسؤولية،‭ ‬وهي‭ ‬الصفات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬يتعلمها‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬صفات‭ ‬يتعلمها‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجاربه‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬والإدارة‭ ‬والمناصب‭ ‬التي‭ ‬يشغلها‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬حياته،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعلم‭ ‬والتدريب‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬وقلنا‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬صفة‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬مجموعة‭ ‬صفات‭ ‬تندرج‭ ‬كلها‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬المهارات‭ ‬الناعمة‭ (‬Soft‭ ‬Skills‭). ‬فما‭ ‬المهارات‭ ‬الناعمة؟

المهارات‭ ‬الناعمة‭ (‬Soft‭ ‬Skills‭) ‬هي‭ ‬المهارات‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بفعالية‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وتشمل‭ ‬الصفات‭ ‬الشخصية،‭ ‬والمسؤولية،‭ ‬وأسلوب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات،‭ ‬ويضعها‭ ‬بعض‭ ‬علماء‭ ‬الإدارة‭ ‬والقيادة‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬نجاح‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأهداف‭. ‬وسميت‭ ‬بالمهارات‭ ‬الناعمة‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬التفرقة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬المهارات‭ ‬الصلبة‭ (‬Hard‭ ‬Skills‭) ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬أنها‭ ‬المهارات‭ ‬التي‭ ‬يكتسبها‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدراسة‭ ‬والشهادات‭ ‬أو‭ ‬التدريب‭ ‬العملي،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭ ‬والخبرة‭ ‬والتقنية‭.‬

ومن‭ ‬أبرز‭ ‬المهارات‭ ‬الناعمة،‭ ‬هي‭: ‬

القدرة‭ ‬على‭ ‬الاتصال‭ ‬والتواصل؛‭ ‬وهما‭ ‬فن‭ ‬السهل‭ ‬الممتنع،‭ ‬فكلنا‭ ‬نعرف‭ ‬المعنى‭ ‬الأكاديمي‭ ‬لهذه‭ ‬المصطلحات،‭ ‬ولكن‭ ‬القليل‭ ‬منا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يتعايش‭ ‬معها،‭ ‬فنحن‭ ‬نعرف‭ ‬التعامل‭ ‬مثلاً،‭ ‬ولكننا‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬نصغي‭ ‬وننصت،‭ ‬وإنما‭ ‬كلنا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭. ‬أحد‭ ‬أجزاء‭ ‬عمليتي‭ ‬الاتصال‭ ‬والتواصل‭ ‬هو‭ ‬معرفة‭ ‬التأثيرات‭ ‬أو‭ ‬التغذية‭ ‬الراجعة،‭ ‬فمن‭ ‬منا‭ ‬ينتظر‭ ‬معرفة‭ ‬تأثير‭ ‬حديثه‭ ‬في‭ ‬الآخرين،‭ ‬القليل‭ ‬منا‭ ‬فقط‭. ‬لذلك‭ ‬فعمليتي‭ ‬الاتصال‭ ‬والتواصل‭ ‬فن‭ ‬السهل‭ ‬الممتنع‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬مسؤول‭ ‬إداري‭ ‬قائد‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الصفة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬صفاته‭. ‬

إدارة‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات؛‭ ‬المشكلات‭ ‬والأزمات‭ ‬قضية‭ ‬حتمية،‭ ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬مؤسسة‭ ‬لا‭ ‬تنمو‭ ‬فيها‭ ‬مشكلة‭ ‬ربما‭ ‬بصفة‭ ‬أسبوعية‭ ‬أو‭ ‬سنوية،‭ ‬وربما‭ ‬ينمو‭ ‬مع‭ ‬المشكلة‭ ‬أو‭ ‬الأزمة‭ ‬هلع‭ ‬وخوف،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبين‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬والمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد،‭ ‬فالمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يتصدى‭ ‬لأي‭ ‬مشكلة‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬حجمها‭ ‬برباط‭ ‬جأش‭ ‬فلا‭ ‬يهلع‭ ‬ولا‭ ‬يخاف،‭ ‬وإنما‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بدراستها‭ ‬وتحليلها‭ ‬بطريقة‭ ‬منهجية‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬الحلول‭ ‬الناجعة‭ ‬لها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يتخذ‭ ‬القرارات‭ ‬المناسبة،‭ ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬يوجد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإداريين‭ ‬القادة‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬مجال‭ ‬للمشاكل‭ ‬أن‭ ‬تنبع‭ ‬أو‭ ‬تنمو‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬يتصدى‭ ‬لها‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تبرز‭ ‬أظافرها‭ ‬وتجرح،‭ ‬وهذا‭ ‬أفضل‭. ‬

إدارة‭ ‬الوقت‭ ‬وترتيب‭ ‬الأولويات‭ ‬بفعالية؛‭ ‬وجدنا‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المنهجيات‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الحياة‭ ‬بحسب‭ ‬الوقت‭ ‬المتاح‭ ‬للعمل،‭ ‬فاليوم‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬ولا‭ ‬تنقص،‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬تلك‭ ‬السويعات‭ ‬إن‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬توزيع‭ ‬المهام‭ ‬بفعالية،‭ ‬وقمنا‭ ‬كذلك‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬الأهداف‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية‭. ‬يمكن‭ ‬للإداري‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يتبع‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المنهجيات،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يبتكر‭ ‬منهجية‭ ‬خاصة‭ ‬به،‭ ‬ولكن‭ ‬تكون‭ ‬بهدف‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الدقائق‭ ‬المتاحة،‭ ‬ولا‭ ‬تُهدر‭ ‬في‭ ‬الفوضى‭ ‬والضحك‭ ‬والصراخ‭ ‬وأمور‭ ‬لا‭ ‬داع‭ ‬لها،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الوقت‭ ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬العرب‭ ‬‮«‬الوقت‭ ‬كالسيف،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تقطعه‭ ‬قطعك‮»‬‭.‬

 

التنظيم؛‭ ‬لا‭ ‬نقصد‭ ‬فقط‭ ‬تنظيم‭ ‬الوقت‭ ‬والأولويات،‭ ‬وإنما‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬منظمًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬في‭ ‬مكتبه،‭ ‬وبين‭ ‬أوراقه،‭ ‬وفي‭ ‬حياته،‭ ‬وفي‭ ‬تفكيره‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبرز‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭ ‬تنظيم‭ ‬توفر‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬10‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬العشوائية،‭ ‬فقد‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالذكاء‭ ‬الإداري،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتنظيم،‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬ضائعًا‭ ‬بين‭ ‬الملفات‭ ‬والأوراق‭ ‬والقضايا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يفكك‭ ‬رموزها‭ ‬ولا‭ ‬أوراقها،‭ ‬فيضيع‭ ‬يومه‭ ‬وهو‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬إبرة‭ ‬في‭ ‬كومة‭ ‬قش‭. ‬

‭ ‬العمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد؛‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬أحدًا‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإداريين‭ ‬القادة‭ ‬يختلف‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬بموضوع‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي،‭ ‬فكل‭ ‬الذين‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالذكاء‭ ‬الإداري‭ ‬لا‭ ‬يتفقون‭ ‬بل‭ ‬يعملون‭ ‬وفق‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة،‭ ‬فهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬متكامل‭ ‬متناسق،‭ ‬يختلفون‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬طرق‭ ‬التفكير‭ ‬أو‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومات‭ ‬والحقائق،‭ ‬وإنما‭ ‬يعملون‭ ‬وفق‭ ‬منهجية‭ ‬واحدة‭ ‬بهدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬أفضل‭ ‬منظومة‭ ‬عمل،‭ ‬أما‭ ‬العمل‭ ‬بطريقة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬هو‭ (‬السوبرمان‭) ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ويفكر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وعلى‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬ينفذ،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬تحتضر‭ ‬وستموت‭ ‬قريبًا‭.‬

‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي؛‭ ‬طريقة‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬ليست‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬المعجزات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬إلا‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬القيام‭ ‬بها،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬أساليب‭ ‬وأدوات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستخدمها‭ ‬أي‭ ‬فرد‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬حقائق‭ ‬ومعلومات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬البال،‭ ‬فالتفكير‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق‭ ‬أو‭ ‬العصف‭ ‬الذهني‭ ‬أو‭ ‬عظمة‭ ‬السمكة‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬منهجية‭ ‬أو‭ ‬طريقة‭ ‬أو‭ ‬أداء‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إداء‭ ‬طيعة‭ ‬للمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬ليستفيد‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬المشكلات‭ ‬ووضع‭ ‬الحلول‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬المناسبة‭ ‬للأزمة‭ ‬أو‭ ‬المشكلة‭. ‬وهذه‭ ‬النقطة‭ ‬أيضًا‭ ‬تبين‭ ‬بوضوح‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬والمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الأول‭ ‬عشوائي‭ ‬ولا‭ ‬يعتمد‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬تفكيره‭ ‬هو‭ ‬شخصيًا،‭ ‬وهذه‭ ‬عشوائية‭. ‬

التكيف‭ ‬والمرونة؛‭ ‬وهما‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الصفات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد،‭ ‬فهو‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬بشر‭ ‬لهم‭ ‬احتياجات‭ ‬ولهم‭ ‬متطلبات‭ ‬ورغبات‭ ‬وأمزجة‭ ‬وفروق‭ ‬فردية،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذا‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬البشر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الواجبات‭ ‬الإدارية‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬المؤسسة‭ ‬والدولة‭ ‬وكل‭ ‬الواجبات‭ ‬والمتطلبات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بتحقيقها،‭ ‬فالمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬يكون‭ ‬واقعًا‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬عمل‭ ‬شديد‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بالمرونة‭ ‬المناسبة‭ ‬وإلا‭ ‬فإنه‭ ‬سيصاب‭ ‬بإنهاك‭ ‬وجهد‭ ‬نفسي‭ ‬وجسدي‭ ‬يصعب‭ ‬التخلص‭ ‬منه‭. ‬وكذلك‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذا‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬المفاجئة،‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬تعديل‭ ‬الخطط‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬بحسب‭ ‬الظروف‭.‬

الذكاء‭ ‬العاطفي؛‭ ‬وهي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬مشاعر‭ ‬الآخرين‭ ‬والتفاعل‭ ‬معها،‭ ‬وكذلك‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬المشاعر‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬وخاصة‭ ‬الصعبة‭ ‬منها،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬السهولة‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬الغضب‭ ‬أو‭ ‬عاطفة‭ ‬الحب‭ ‬أو‭ ‬الكراهية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬النوعيات‭ ‬من‭ ‬العواطف‭ ‬تنشئ‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬الإنسانية‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الموضوعية‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭. ‬فالذكاء‭ ‬العاطفي‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬العواطف‭ ‬تحتاج‭ ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬إلى‭ ‬صبر‭ ‬شديد‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬السمو‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬العواطف،‭ ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬بالفعل‭ ‬لا‭ ‬نتعلمها‭ ‬في‭ ‬الجامعات،‭ ‬وإنما‭ ‬نتعلمها‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الحياة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬وبناء‭ ‬علاقات‭ ‬قوية‭ ‬معهم،‭ ‬ومعاملتهم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬كالأب‭ ‬أو‭ ‬الأخ‭ ‬الأكبر،‭ ‬فالبشر‭ ‬بشر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موقع‭ ‬كانوا‭. ‬

القدرة‭ ‬على‭ ‬التحفيز؛‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬إنسان‭ ‬يرفض‭ ‬التحفيز‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬التحفيز‭ ‬ماديا‭ ‬أو‭ ‬معنويا،‭ ‬المهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬أنه‭ ‬تحفيز‭ ‬يشجعه‭ ‬لأداء‭ ‬الأفضل،‭ ‬فعلى‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بتشجيع‭ ‬الفريق‭ ‬وتحفيزه‭ ‬لتحقيق‭ ‬أفضل‭ ‬أداء،‭ ‬وعليه‭ ‬أن‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬لدى‭ ‬الأفراد‭ ‬واستثمارها،‭ ‬سواء‭ ‬بطريقة‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشرة،‭ ‬وحتى‭ ‬بقية‭ ‬الأفراد‭ ‬الأقل‭ ‬أداءً‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يحفزهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منح‭ ‬الفرص‭ ‬المناسبة‭ ‬للالتحاق‭ ‬ببعض‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬التي‭ ‬تصقل‭ ‬قدراتهم‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬خفية‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬اكتشافها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬النفس‭. ‬

القدوة‭ ‬والنزاهة؛‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬مسؤولاً‭ ‬إداريًا‭ ‬قائدًا‭ ‬إلا‭ ‬بالقدوة‭ ‬الحسنة،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالقيم‭ ‬والمبادئ،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬عشوائيًا‭ ‬فإنه‭ ‬سيجد‭ ‬كل‭ ‬الذين‭ ‬يحيطون‭ ‬به‭ ‬عشوائيين،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬متسيبًا‭ ‬إداريًا‭ ‬أو‭ ‬يتغيب‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬سينعكس‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬وبقية‭ ‬الموظفين،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قدوة‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬والانضباط،‭ ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬يحث‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬كلام،‭ ‬فالسلوك‭ ‬القويم‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬التمكن‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬السلوكيات‭ ‬والأخلاق،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬تحت‭ ‬المجهر،‭ ‬والجميع‭ ‬يراقب،‭ ‬فأي‭ ‬خطأ‭ ‬أو‭ ‬عشوائية‭ ‬فإنها‭ ‬ستكون‭ ‬وبالاً‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬العمل‭. ‬

عمومًا،‭ ‬هذه‭ ‬بعض‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬ترد‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬مراجع‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬قد‭ ‬يستصعبها‭ ‬البعض‭ ‬لأنه‭ ‬يجد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تعلمها‭ ‬أو‭ ‬التدريب‭ ‬عليها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬ذات‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نفصل‭ ‬بين‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬والمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المهارات‭ ‬الناعمة،‭ ‬لأن‭ ‬الجميع‭ ‬متساو‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬عبر‭ ‬المهارات‭ ‬الصلبة،‭ ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬والمهارات‭ ‬تنمو‭ ‬وتتعاظم‭ ‬مع‭ ‬الأيام‭ ‬والتجارب‭ ‬والخبرات‭. ‬ويمكن‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نختم‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬ليست‭ ‬كل‭ ‬المهارات‭ ‬وإنما‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأدبيات‭ ‬تضيف‭ ‬القيادة،‭ ‬والتفاوض،‭ ‬وربما‭ ‬بعض‭ ‬المهارات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المهارات‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬وتظهر‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭.‬

Zkhunji@hotmail.com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا