العدد : ١٧٢٩٨ - السبت ٠٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٨ - السبت ٠٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ صفر ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

المجموعات ليست رفاهية

مع‭ ‬انطلاق‭ ‬بطولة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬لمنتخبات‭ ‬الرجال‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬طفح‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬سؤال‭: ‬ما‭ ‬جدوى‭ ‬إقامة‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬تقتصر‭ ‬المشاركة‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬ثمانية‭ ‬منتخبات‭ ‬تتأهل‭ ‬كلها‭ ‬للدور‭ ‬ربع‭ ‬النهائي؟

من‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى،‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬مجرد‭ ‬إجراء‭ ‬شكلي‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬له،‭ ‬طالما‭ ‬جميع‭ ‬المنتخبات‭ ‬ستتأهل‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نظرة‭ ‬فنية‭ ‬أعمق‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬وفنية‭ ‬وجماهيرية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إغفالها‭.‬

من‭ ‬أبرز‭ ‬وظائف‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬فرز‭ ‬المنتخبات‭ ‬وتصنيفها‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬معترك‭ ‬الأدوار‭ ‬الإقصائية،‭ ‬فالترتيب‭ ‬في‭ ‬المجموعتين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬لا‭ ‬يكسب‭ ‬فقط‭ ‬شرف‭ ‬الصدارة،‭ ‬بل‭ ‬يمنح‭ ‬الأفضلية‭ ‬في‭ ‬مواجهات‭ ‬ربع‭ ‬النهائي‭ ‬عبر‭ ‬نظام‭ ‬التقاطع‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ (‬الأول‭ ‬×‭ ‬الرابع،‭ ‬الثاني‭ ‬×‭ ‬الثالث‭).‬

هذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬نقطة‭ ‬تكسب‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬قد‭ ‬تجنب‭ ‬منتخبا‭ ‬مواجهة‭ ‬خصم‭ ‬صعب‭ ‬مبكرا،‭ ‬وقد‭ ‬تفتح‭ ‬له‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬وربما‭ ‬النهائي‭.‬

المنتخبات‭ ‬تدخل‭ ‬البطولة‭ ‬بأهداف‭ ‬متعددة،‭ ‬بعضها‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬اللقب،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬عن‭ ‬تطوير‭ ‬عناصره‭ ‬الشابة‭ ‬أو‭ ‬التحضير‭ ‬للاستحقاقات‭ ‬المقبلة،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬يشكل‭ ‬مساحة‭ ‬زمنية‭ ‬مثالية‭ ‬للتجريب،‭ ‬وإعادة‭ ‬التقييم،‭ ‬والانسجام،‭ ‬وثلاث‭ ‬مباريات‭ ‬متتالية‭ ‬تتيح‭ ‬للمدربين‭ ‬قراءة‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬والضعف،‭ ‬وتمنح‭ ‬اللاعبين‭ ‬فرصة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬التدريبي‭ ‬إلى‭ ‬ضغط‭ ‬المباريات‭ ‬الفعلية‭.‬

كل‭ ‬مباراة‭ ‬تعني‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬الإعلامي،‭ ‬والحضور‭ ‬الجماهيري،‭ ‬والقيمة‭ ‬التسويقية‭ ‬للبطولة‭. ‬ودور‭ ‬المجموعات،‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬الأدوار‭ ‬النهائية،‭ ‬وخصوصا‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬المنافسات‭ ‬والمستويات‭ ‬متقاربة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭.‬

والخلاصة‭ ‬التي‭ ‬نريد‭ ‬إيصالها‭ ‬إلى‭ ‬المتسائلين،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬المنتخبات‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬بوابة‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬إلى‭ ‬ربع‭ ‬النهائي،‭ ‬لكن‭ ‬طريقة‭ ‬العبور‭ ‬تحدث‭ ‬فرقا‭ ‬حاسما‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬البطولة،‭ ‬فدور‭ ‬المجموعات‭ ‬لا‭ ‬يقصي‭ ‬أحدًا،‭ ‬لكنه‭ ‬يعاقب‭ ‬المتراخين‭ ‬بمواجهات‭ ‬أصعب،‭ ‬ويكافئ‭ ‬المجتهدين‭ ‬بمسارات‭ ‬أسهل،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬فإن‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬ليس‭ ‬رفاهية‭ ‬تنظيمية،‭ ‬بل‭ ‬ركيزة‭ ‬تنافسية‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بطولة‭ ‬تسعى‭ ‬للجودة‭ ‬والتوازن‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا