وقت مستقطع

علي ميرزا
المجموعات ليست رفاهية
مع انطلاق بطولة غرب آسيا لمنتخبات الرجال للكرة الطائرة، طفح على السطح سؤال: ما جدوى إقامة دور المجموعات في بطولة تقتصر المشاركة فيها على ثمانية منتخبات تتأهل كلها للدور ربع النهائي؟
من الوهلة الأولى، قد يبدو دور المجموعات مجرد إجراء شكلي لا قيمة له، طالما جميع المنتخبات ستتأهل على أي حال، غير أن هناك نظرة فنية أعمق تكشف عن أهمية استراتيجية وفنية وجماهيرية لا يمكن إغفالها.
من أبرز وظائف دور المجموعات فرز المنتخبات وتصنيفها قبل دخول معترك الأدوار الإقصائية، فالترتيب في المجموعتين الأولى والثانية لا يكسب فقط شرف الصدارة، بل يمنح الأفضلية في مواجهات ربع النهائي عبر نظام التقاطع المتعارف عليه (الأول × الرابع، الثاني × الثالث).
هذا يعني أن كل نقطة تكسب في دور المجموعات قد تجنب منتخبا مواجهة خصم صعب مبكرا، وقد تفتح له الطريق نحو نصف النهائي وربما النهائي.
المنتخبات تدخل البطولة بأهداف متعددة، بعضها يبحث عن اللقب، والبعض الآخر عن تطوير عناصره الشابة أو التحضير للاستحقاقات المقبلة، ومن هذه الزاوية دور المجموعات يشكل مساحة زمنية مثالية للتجريب، وإعادة التقييم، والانسجام، وثلاث مباريات متتالية تتيح للمدربين قراءة نقاط القوة والضعف، وتمنح اللاعبين فرصة للخروج من الضغط التدريبي إلى ضغط المباريات الفعلية.
كل مباراة تعني مزيدا من التفاعل الإعلامي، والحضور الجماهيري، والقيمة التسويقية للبطولة. ودور المجموعات، من هذا الجانب، لا يقل أهمية عن الأدوار النهائية، وخصوصا عندما تكون المنافسات والمستويات متقاربة كما هو الحال في غرب آسيا.
والخلاصة التي نريد إيصالها إلى المتسائلين، صحيح أن جميع المنتخبات تمر من بوابة دور المجموعات إلى ربع النهائي، لكن طريقة العبور تحدث فرقا حاسما في مسار البطولة، فدور المجموعات لا يقصي أحدًا، لكنه يعاقب المتراخين بمواجهات أصعب، ويكافئ المجتهدين بمسارات أسهل، ومن هذا المنطلق، فإن دور المجموعات ليس رفاهية تنظيمية، بل ركيزة تنافسية لا غنى عنها في أي بطولة تسعى للجودة والتوازن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك