العدد : ١٧٢٨٨ - الأربعاء ٢٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٨٨ - الأربعاء ٢٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ محرّم ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

غزة والضفة تخوضان حربا وجودية

بقلم: د. سنية الحسيني{

الأربعاء ٢٣ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

باتت‭ ‬الحقيقة‭ ‬الواضحة‭ ‬لكل‭ ‬المراقبين‭ ‬أن‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬تخوضان‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬حرباً‭ ‬وجودية،‭ ‬وهي‭ ‬حرب‭ ‬بدأت‭ ‬بالفعل‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬أصعب‭ ‬وأخطر‭ ‬مراحل‭ ‬تلك‭ ‬الحرب،‭ ‬فهل‭ ‬بدأ‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬مرحلة‭ ‬الحسم؟‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الصعب،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيل‭ ‬الضفة‭ ‬وغزة‭ ‬معرفة‭ ‬أهدافها‭ ‬ومخططاتها‭ ‬تجاه‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وأراضيهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحماية‭ ‬الغربية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬والضغط‭ ‬المتواصل‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬والضعف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الحماية‭ ‬والدعم‭ ‬الحقيقي،‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬تقويض‭ ‬تلك‭ ‬المخططات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سمح‭ ‬للاحتلال‭ ‬بمواصلة‭ ‬انتهاكاته‭ ‬لحقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المشروعة‭.‬

واليوم،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬العامين‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬دمرت‭ ‬خلالها‭ ‬إسرائيل‭ ‬قطاعاً‭ ‬بأكمله‭ ‬يحتضن‭ ‬خمس‭ ‬مدن‭ ‬بقراها‭ ‬ومخيماتها،‭ ‬سقط‭ ‬خلالها‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وجرح‭ ‬وشرّد‭ ‬ويتّم‭ ‬وهجّر‭ ‬مئات‭ ‬آلاف‭ ‬المواطنين،‭ ‬يتعمد‭ ‬أيضاً‭ ‬التصعيد‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ضمن‭ ‬مخططات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وضعت‭ ‬وطورت‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬تعتبر‭ ‬فلسطينياً‭ ‬منطقة‭ ‬منزوعة‭ ‬السلاح،‭ ‬ويخضع‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬فيها‭ ‬لتتبع‭ ‬ورقابة‭ ‬محكمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سلطة‭ ‬احتلال‭ ‬عسكري‭. ‬

تشير‭ ‬تطورات‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬وغزة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أمام‭ ‬أيام‭ ‬صعبة‭.‬

لم‭ ‬تخف‭ ‬إسرائيل‭ ‬رؤيتها‭ ‬لغزة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب،‭ ‬كبلد‭ ‬مدمَّر،‭ ‬لن‭ ‬يبدأ‭ ‬إعماره‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬هزيمة‭ ‬‮«‬حماس‮»‬،‭ ‬وخضوعه‭ ‬أمنياً‭ ‬لإسرائيل‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وتقليص‭ ‬حدوده،‭ ‬وتوفير‭ ‬هجرة‭ ‬طوعية‭ ‬لسكانه‭. ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬يشبه‭ ‬ذلك‭ ‬مخططاتها‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية؟

في‭ ‬الضفة‭ ‬باتت‭ ‬استراتيجية‭ ‬الاحتلال‭ ‬واضحة،‭ ‬فما‭ ‬بين‭ ‬إجراءات‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وتصعيد‭ ‬هجمات‭ ‬المستوطنين‭ ‬ضد‭ ‬السكان‭ ‬الآمنين،‭ ‬والادعاء‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات‭ ‬تتخطى‭ ‬سلطة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬لتجنّب‭ ‬تبعات‭ ‬الأحداث‭ ‬القادمة‭ ‬رسمياً‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬بدأ‭ ‬العد‭ ‬التنازلي‭ ‬لكشف‭ ‬الاحتلال‭ ‬عن‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬الدامي‭ ‬قد‭ ‬اقترب‭.‬

إن‭ ‬إقرار‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬نهجاً‭ ‬أمنياً‭ ‬واستراتيجياً‭ ‬جديداً‭ ‬في‭ ‬الضفة،‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬تغيراً‭ ‬جوهرياً‭. ‬قام‭ ‬الاحتلال‭ ‬بتعزيز‭ ‬الوجود‭ ‬العسكري‭ ‬داخل‭ ‬مناطق‭ ‬A‭ ‬وB‭ ‬المكتظة‭ ‬بالسكان‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬عملية‭ ‬الجدار‭ ‬الحديدي‭ ‬ضد‭ ‬مخيمات‭ ‬شمال‭ ‬الضفة،‭ ‬وامتد‭ ‬ذلك‭ ‬النهج‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬باقي‭ ‬مناطق‭ ‬الضفة‭. ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬ميز‭ ‬تلك‭ ‬السياسة،‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬عن‭ ‬بيوتهم‭ ‬ومخيماتهم‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬السياسة‭ ‬ليست‭ ‬جديدة،‭ ‬فلطالما‭ ‬تسببت‭ ‬هجمات‭ ‬المستوطنين‭ ‬بتهجير‭ ‬آلاف‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬خصوصاً‭ ‬البدو‭ ‬من‭ ‬مناطقهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬الرسمية‭ ‬الجديدة‭ ‬للاحتلال‭ ‬والتي‭ ‬استهدفت‭ ‬عشرات‭ ‬آلاف‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬تهجير‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

كما‭ ‬اعتمدت‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬فرض‭ ‬قيود‭ ‬خانقة‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬المواطنين،‭ ‬بتقطيع‭ ‬أوصال‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مئات‭ ‬البوابات‭ ‬والحواجز‭.‬

وشهدت‭ ‬الأيام‭ ‬الـ12‭ ‬لحرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬تطبيقاً‭ ‬عملياً‭ ‬لإحكام‭ ‬قطع‭ ‬أوصال‭ ‬الضفة،‭ ‬ليكون‭ ‬ذلك‭ ‬مفعلاً‭ ‬وقت‭ ‬الحاجة‭. ‬

تغلق‭ ‬إسرائيل‭ ‬رسمياً‭ ‬مرحلة‭ ‬الاستيطان‭ ‬الزاحف،‭ ‬وتنتقل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬بعد‭ ‬إعلانها‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬بناء‭ ‬وشرعنة‭ ‬22‭ ‬مستوطنة‭ ‬وبؤرة‭ ‬استيطانية‭ ‬مرة‭ ‬واحدة،‭ ‬في‭ ‬تحرك‭ ‬يعد‭ ‬قياسياً،‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬كما‭ ‬يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سياسات‭ ‬عديدة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬مكانة‭ ‬السلطة‭ ‬السياسية‭ ‬وتقليص‭ ‬صلاحياتها‭ ‬المدنية‭ ‬وقدراتها‭ ‬المالية،‭ ‬لتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬سلطة‭ ‬ترعى‭ ‬الأمور‭ ‬الحياتية‭ ‬اليومية‭ ‬فقط‭ ‬للسكان‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حتى‭ ‬أي‭ ‬وظائف‭ ‬سياسية‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬هجمات‭ ‬المستوطنين‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ليست‭ ‬جديدة،‭ ‬فلطالما‭ ‬شكلت‭ ‬هاجساً‭ ‬للسكان،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سياسات‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الممنهجة‭ ‬بنزع‭ ‬سلاحهم‭ ‬وقتل‭ ‬مسلحيهم،‭ ‬فإن‭ ‬توجه‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الى‭ ‬تسليح‭ ‬المستوطنين‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬منذ‭ ‬صعود‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمينية‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وإعلان‭ ‬مراحل‭ ‬متعددة‭ ‬لذلك‭ ‬التسليح‭ ‬أثار‭ ‬مخاوف‭ ‬وقلق‭ ‬المراقبين،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬أنها‭ ‬موجهة‭ ‬الى‭ ‬مجتمعات‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬سلاحاً‭.‬

وشهد‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬تصعيداً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬هجمات‭ ‬المستوطنين‭ ‬الدموية‭ ‬على‭ ‬الآمنين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬عسكريون‭ ‬إسرائيليون‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات‭ ‬لم‭ ‬يشكلوا‭ ‬أي‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬المستوطنين‭ ‬المعتدين‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ومنازلهم‭. ‬وحدث‭ ‬تطور‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬والتي‭ ‬باتت‭ ‬تحدث‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬ولا‭ ‬تستثني‭ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وتتوجه‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة،‭ ‬وتتعمد‭ ‬القتل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التدمير،‭ ‬في‭ ‬استهداف‭ ‬مقصود‭ ‬لإخافة‭ ‬السكان،‭ ‬وبث‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الرعب‭.‬

وباتت‭ ‬جهات‭ ‬حقوقية‭ ‬ودولية‭ ‬تصف‭ ‬تلك‭ ‬بتحويل‭ ‬حياة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الى‭ ‬كابوس‭ ‬ودعوة‭ ‬للتهجير‭.‬

في‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬يعد‭ ‬التطور‭ ‬الأهم‭ ‬والأكثر‭ ‬خطورة،‭ ‬هو‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الشكلية‭ ‬للمستوطنين‭ ‬على‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬الذي‭ ‬لطالما‭ ‬دعم‭ ‬وحمى‭ ‬تحركات‭ ‬المستوطنين،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬إيذاء‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬أثناء‭ ‬هجماتهم‭. ‬فقد‭ ‬صدرت‭ ‬بعض‭ ‬الأصوات‭ ‬الإعلامية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬لوصف‭ ‬المستوطنين‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬دولة‭ ‬داخل‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬ظهور‭ ‬دولة‭ ‬المستوطنين،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وغير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬قد‭ ‬فقدت‭ ‬السيطرة‭ ‬في‭ ‬الضفة،‭ ‬بسبب‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات‭. ‬إن‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬بجيشها‭ ‬تعد‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬رسخت‭ ‬الاستيطان‭ ‬والمستوطنين،‭ ‬فجيشها‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يدرب‭ ‬ويسلح‭ ‬هؤلاء،‭ ‬ويمنح‭ ‬الامتيازات‭ ‬بجميع‭ ‬أشكالها‭ ‬لهم،‭ ‬لتشجيع‭ ‬إقامتهم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المستوطنات،‭ ‬ويحمي‭ ‬هجماتهم‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ويتغاضى‭ ‬عن‭ ‬جرائمهم‭ ‬ويكفل‭ ‬عدم‭ ‬تعرضهم‭ ‬لأي‭ ‬عقوبة‭ ‬أو‭ ‬محاسبة،‭ ‬ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬الدور‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬وجّه‭ ‬المستوطنون‭ ‬هجماتهم‭ ‬لجيش‭ ‬الاحتلال‭. ‬

الضفة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬فمخططات‭ ‬الاحتلال‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬وغزة‭ ‬لم‭ ‬تبدأ‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬كما‭ ‬تحاول‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تقنع‭ ‬العالم،‭ ‬بل‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭. ‬عندما‭ ‬ادعت‭ ‬أن‭ ‬فلسطين‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬السكان‭. ‬وعندما‭ ‬قتلت‭ ‬وهجّرت‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬و1967‭ ‬وما‭ ‬بينهما‭. ‬وعندما‭ ‬تبنت‭ ‬سياسة‭ ‬الاستيطان‭ ‬ومصادرة‭ ‬أراضي‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ونقل‭ ‬المستوطنين‭ ‬إليها‭. ‬وعندما‭ ‬شكلت‭ ‬الحراك‭ ‬المسلح‭ ‬غير‭ ‬الرسمي‭ ‬للمستوطنين‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬العزل‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭. ‬وعندما‭ ‬قسمت‭ ‬أراضي‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬A‭ ‬وB‭ ‬وC‭ ‬لتحكم‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬أراضي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭. ‬وعندما‭ ‬تسلمت‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬ووزراؤه‭ ‬اليمينيون‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬وبدأوا‭ ‬بإجراءات‭ ‬لحسم‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

 

{ كاتبة‭ ‬وباحثة‭ ‬من‭ ‬فلسطين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا