يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
حكمة ملكية في الأوقات الصعبة
جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ألقى كلمة قبل أيام في اللقاء الذي استقبل فيه جلالته أصحاب الإنجازات المشاركين في البطولات والمسابقات الرياضية العسكرية الخارجية.
الكلمة التي ألقاها جلالة الملك في اللقاء لها أهمية استثنائية. إن كان لنا أن نطلق توصيفا لها، فهو أنها كانت «كلمة الحكمة الملكية في الأوقات الصعبة».
جلالة الملك اختار قضية واحدة للحديث عنها هي قضية الأوضاع الاستثنائية الصعبة الي تعيشها المنطقة، وما الذي تتطلبه على صعيد العمل الوطني في البحرين.
جلالة الملك أثار في كلمته أربعة جوانب كبرى كل جانب منها يستحق التوقف عنده مطولا.
أولا: أن البحرين عاشت، وتعيش «ظروفا استثنائية خارجة عن إرادة الجميع». هذه الظروف عاشتها وتعيشها كل دول المنطقة ولا دخل للبحرين فيها، لكنها بالطبع تؤثر علينا كما تؤثر على كل دول المنطقة.
جلالة الملك لم يتطرق إلى طبيعة هذه الظروف تفصيلا لكننا نعرفها جميعا. المنطقة تمر بمرحلة شديدة الخطورة من عدم الاستقرار، وشهدت حروبا، وأوضاعا في منتهى القسوة تعيشها دول عربية.. الخ.
ثانيا: هذه الظروف الاستثنائية والأوقات الصعبة تترتب عليها بداهة مهام وطنية يجب أن تمثل أولويات كبرى للعمل الوطني.
جلالة الملك حدد هذه المهام الوطنية في ثلاث مهام كبرى:
* حماية أمن الوطن واستقراره.
* حماية المكتسبات والمنجزات الوطنية.
* الحفاظ على تماسك المجتمع والوحدة الوطنية.
بالطبع، هذه المهام الوطنية التي حددها جلالة الملك مطروحة في كل الأوقات وفي ظل كل الظروف، لكنها تصبح أكثر إلحاحا في الأوقات الاستثنائية الصعبة كالتي نمر بها حاليا.
ثالثا: أداء هذه المهام الثلاث الكبرى يعني بالضرورة أن هناك التزامات وطنية يجب أن يؤديها الكل في المجتمع.
أول هذه الالتزامات الوعي بخطورة الأوضاع الاستثنائية الحالية والعمل بناء على ذلك.
وفي هذه الظروف كل مؤسسات الدولة والمواطنين والمؤسسات المدنية تتحمل مسؤولية حماية أمن الوطن واستقراره.
ومن أكبر هذه الالتزامات التكاتف الوطني والحفاظ على التماسك الاجتماعي ونبذ الفرقة وكل ما يمكن أن يهدد الوحدة الوطنية.
الكل يجب أن يقف صفا واحدا لحماية المكتسبات الوطنية كما قال جلالة الملك.
وكان جلالة الملك حريصا في كلمته على أن يعبر عن الشكر والتقدير لشعب البحرين من أهالي ومسؤولين «لما أبدوه من التزام رفيع بالواجب وتكاتف وطني متحضر في مواجهة الظروف الاستثنائية التي مررنا بها».
كما كان جلالته حريصا على أن يشيد بدور المؤسسات العسكرية والأمنية لدورها في حفظ أمن الوطن واستقراره.
المهم أنه في هذه الظروف فإن الكل في المجتمع يجب أن يتحمل مسؤوليته الوطنية ويقوم بالتزاماته.
ثالثا: أن هناك دروسا يجب أن نتعلمها من هذه الأوقات الصعبة والظروف الاستثنائية ونستفيد منها.
جلالة الملك نبه في كلمته إلى أهمية الاستفادة من هذه الدروس الآن وفي المستقبل.
هذا التنبيه الملكي يجب أن يكون محل اهتمام جاد من كل مؤسسات الدولة والجهات المعنية. نعني أن كل المؤسسات وأيضا مراكز الأبحاث والمؤسسات المدنية يجب أن تهتم بدراسة، ما هي الدروس التي يجب أن نتعلمها من الظروف التي تمر بها المنطقة، ونتصرف على أساسها الآن ومستقبلا سواء على مستوى العمل الوطني في الداخل في كل المجالات، أو على المستوى السياسات والعلاقات الخارجية.
جلالة الملك قدم هنا ما يمكن اعتباره أكبر الدروس التي يجب أن نعيها على الإطلاق في الظروف والأوقات الصعبة الحالية حين قال جلالته: «إن التحديات الكبيرة، مهما بلغت خطورتها أو جسامتها، فإن صلابة المواقف الوطنية تبقى السند والملاذ الآمن، بعد الله عز وجل، لتجاوز الأزمات».
هذه حكمة بليغة.. صلابة المواقف الوطنية هي السند والملاذ الآمن في هذه الظروف.. هي الحصن الذي يحمي الوطن ومكتسباته.. هي التي تمكننا من مواجهة التحديات مهما كانت صعبة. هذا هو الدرس الأكبر الذي يجب أن نعيه.
كما نرى، جلالة الملك في كلمته قدم رؤية حكيمة لأهم قضايا العمل الوطني في ظل الظروف الحالية.. رؤية للمهام والأولويات الوطنية، وما ترتبه من التزامات، ولما يجب أن نتعلمه من دروس للمستقبل.
يجب ان نأخذ بعين الاعتبار أن الظروف الاستثنائية والأوقات الصعبة التي تحدث عنها جلالة الملك من الممكن أن تستمر فترة طويلة والأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات في المنطقة.
لهذا، هذه الرؤية يجب أن تكون مرشدا ودليلا لتفكير وعمل الكل في المجتمع على المستويات الرسمية وغير الرسمية.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك