العدد : ١٧٢٨٧ - الثلاثاء ٢٢ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٨٧ - الثلاثاء ٢٢ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ محرّم ١٤٤٧هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

حكمة ملكية في الأوقات الصعبة

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ألقى‭ ‬كلمة‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬استقبل‭ ‬فيه‭ ‬جلالته‭ ‬أصحاب‭ ‬الإنجازات‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬والمسابقات‭ ‬الرياضية‭ ‬العسكرية‭ ‬الخارجية‭.‬

الكلمة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬استثنائية‭. ‬إن‭ ‬كان‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬توصيفا‭ ‬لها،‭ ‬فهو‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬كلمة‭ ‬الحكمة‭ ‬الملكية‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬الصعبة‮»‬‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬اختار‭ ‬قضية‭ ‬واحدة‭ ‬للحديث‭ ‬عنها‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الصعبة‭ ‬الي‭ ‬تعيشها‭ ‬المنطقة،‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬تتطلبه‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أثار‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬أربعة‭ ‬جوانب‭ ‬كبرى‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬منها‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عنده‭ ‬مطولا‭.‬

أولا‭: ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬عاشت،‭ ‬وتعيش‭ ‬‮«‬ظروفا‭ ‬استثنائية‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬الجميع‮»‬‭. ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬عاشتها‭ ‬وتعيشها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ولا‭ ‬دخل‭ ‬للبحرين‭ ‬فيها،‭ ‬لكنها‭ ‬بالطبع‭ ‬تؤثر‭ ‬علينا‭ ‬كما‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لم‭ ‬يتطرق‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬تفصيلا‭ ‬لكننا‭ ‬نعرفها‭ ‬جميعا‭. ‬المنطقة‭ ‬تمر‭ ‬بمرحلة‭ ‬شديدة‭ ‬الخطورة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وشهدت‭ ‬حروبا،‭ ‬وأوضاعا‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬القسوة‭ ‬تعيشها‭ ‬دول‭ ‬عربية‭.. ‬الخ‭.‬

ثانيا‭: ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬والأوقات‭ ‬الصعبة‭ ‬تترتب‭ ‬عليها‭ ‬بداهة‭ ‬مهام‭ ‬وطنية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تمثل‭ ‬أولويات‭ ‬كبرى‭ ‬للعمل‭ ‬الوطني‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حدد‭ ‬هذه‭ ‬المهام‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬مهام‭ ‬كبرى‭:‬

*‭ ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬الوطن‭ ‬واستقراره‭.‬

*‭ ‬حماية‭ ‬المكتسبات‭ ‬والمنجزات‭ ‬الوطنية‭.‬

*‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬المجتمع‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭.‬

بالطبع،‭ ‬هذه‭ ‬المهام‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬مطروحة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬كل‭ ‬الظروف،‭ ‬لكنها‭ ‬تصبح‭ ‬أكثر‭ ‬إلحاحا‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الصعبة‭ ‬كالتي‭ ‬نمر‭ ‬بها‭ ‬حاليا‭.‬

ثالثا‭: ‬أداء‭ ‬هذه‭ ‬المهام‭ ‬الثلاث‭ ‬الكبرى‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬التزامات‭ ‬وطنية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يؤديها‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

أول‭ ‬هذه‭ ‬الالتزامات‭ ‬الوعي‭ ‬بخطورة‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الحالية‭ ‬والعمل‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطنين‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المدنية‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬الوطن‭ ‬واستقراره‭.‬

ومن‭ ‬أكبر‭ ‬هذه‭ ‬الالتزامات‭ ‬التكاتف‭ ‬الوطني‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬التماسك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ونبذ‭ ‬الفرقة‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يهدد‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭.‬

الكل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬صفا‭ ‬واحدا‭ ‬لحماية‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭.‬

وكان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حريصا‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬ومسؤولين‭ ‬‮«‬لما‭ ‬أبدوه‭ ‬من‭ ‬التزام‭ ‬رفيع‭ ‬بالواجب‭ ‬وتكاتف‭ ‬وطني‭ ‬متحضر‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬مررنا‭ ‬بها‮»‬‭.‬

كما‭ ‬كان‭ ‬جلالته‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يشيد‭ ‬بدور‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬لدورها‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬أمن‭ ‬الوطن‭ ‬واستقراره‭.‬

المهم‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬فإن‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬الوطنية‭ ‬ويقوم‭ ‬بالتزاماته‭.‬

ثالثا‭: ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دروسا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتعلمها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأوقات‭ ‬الصعبة‭ ‬والظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬ونستفيد‭ ‬منها‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬نبه‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭ ‬الآن‭ ‬وفي‭ ‬المستقبل‭.‬

هذا‭ ‬التنبيه‭ ‬الملكي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭ ‬جاد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭. ‬نعني‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬وأيضا‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المدنية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تهتم‭ ‬بدراسة،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتعلمها‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة،‭ ‬ونتصرف‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬الآن‭ ‬ومستقبلا‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسات‭ ‬والعلاقات‭ ‬الخارجية‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬قدم‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬أكبر‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعيها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬والأوقات‭ ‬الصعبة‭ ‬الحالية‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬جلالته‭: ‬‮«‬إن‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة،‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬خطورتها‭ ‬أو‭ ‬جسامتها،‭ ‬فإن‭ ‬صلابة‭ ‬المواقف‭ ‬الوطنية‭ ‬تبقى‭ ‬السند‭ ‬والملاذ‭ ‬الآمن،‭ ‬بعد‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬لتجاوز‭ ‬الأزمات‮»‬‭.‬

هذه‭ ‬حكمة‭ ‬بليغة‭.. ‬صلابة‭ ‬المواقف‭ ‬الوطنية‭ ‬هي‭ ‬السند‭ ‬والملاذ‭ ‬الآمن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭.. ‬هي‭ ‬الحصن‭ ‬الذي‭ ‬يحمي‭ ‬الوطن‭ ‬ومكتسباته‭.. ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تمكننا‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬صعبة‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الدرس‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعيه‭.‬

كما‭ ‬نرى،‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬قدم‭ ‬رؤية‭ ‬حكيمة‭ ‬لأهم‭ ‬قضايا‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭.. ‬رؤية‭ ‬للمهام‭ ‬والأولويات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وما‭ ‬ترتبه‭ ‬من‭ ‬التزامات،‭ ‬ولما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتعلمه‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬للمستقبل‭.‬

يجب‭ ‬ان‭ ‬نأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬والأوقات‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬والأوضاع‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الاحتمالات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

لهذا،‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مرشدا‭ ‬ودليلا‭ ‬لتفكير‭ ‬وعمل‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا