العدد : ١٧٢٨٦ - الاثنين ٢١ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٨٦ - الاثنين ٢١ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ محرّم ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

ترشيحات نظرية

 

رغم‭ ‬قلة‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬التي‭ ‬أجريناها‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬بطولة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬فإنها‭ ‬أفرزت‭ ‬توجها‭ ‬واضحا‭ ‬لدى‭ ‬المتابعين‭ ‬والمطلعين‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الشأن،‭ ‬إذ‭ ‬انصبت‭ ‬الترشيحات بدرجة‭ ‬أولى‭ ‬على‭ ‬منتخبنا والمنتخب‭ ‬القطري،‭ ‬باعتبارهما‭ ‬الأكثر‭ ‬جاهزية‭ ‬فنية‭ ‬واستعدادا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تمتعهما‭ ‬بخبرة‭ ‬ميدانية‭ ‬عريضة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاركات‭ ‬بحسب‭ ‬المستطلعين‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬المستطلعون‭ ‬يحمل‭ ‬قدرا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الصحة‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬النظري‭ ‬والتقني،‭ ‬فالأرقام‭ ‬والإحصاءات‭ ‬وسجلات‭ ‬المشاركات‭ ‬السابقة‭ ‬كلها‭ ‬تميل‭ ‬لصالح‭ ‬هذين‭ ‬المنتخبين،‭ ‬فهما‭ ‬الأكثر‭ ‬استقرارا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التشكيلة،‭ ‬والأكثر‭ ‬تمرسا‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ضغط‭ ‬البطولات،‭ ‬والأوفر‭ ‬حضورا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البطولات‭ ‬الخليجية‭ ‬والإقليمية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

لكن‭ ‬التجربة‭ ‬لطالما‭ ‬علمتنا‭ ‬وعلمت‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬لغة‭ ‬الميدان‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بالمجرد‭ ‬من‭ ‬الأرقام،‭ ‬وأن‭ ‬البطولات‭ ‬لا‭ ‬تحسم‭ ‬فقط‭ ‬بـ«الجاهزية‭ ‬الورقية‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬بقدرة‭ ‬اللاعبين‭ ‬على‭ ‬تجسيد‭ ‬تلك‭ ‬الجاهزية‭ ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬الملعب،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬منتخب‭ ‬جاء‭ ‬مرشحا‭ ‬أول‭ ‬للظفر‭ ‬باللقب،‭ ‬لكنه‭ ‬اصطدم‭ ‬بمعوقات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬البال‭ ‬أو‭ ‬الخاطر‭ ‬كنقص‭ ‬في‭ ‬التركيز،‭ ‬ضغط‭ ‬نفسي،‭ ‬سوء‭ ‬في‭ ‬التقدير،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬لحظة‭ ‬فقدان‭ ‬بسيطة‭ ‬للحماس‭ ‬في‭ ‬شوط‭ ‬حاسم،‭ ‬قلبت‭ ‬الطاولة‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭.‬

‮ ‬وهنا‭ ‬تبرز‭ ‬أهمية‭ ‬الجاهزية‭ ‬الذهنية‭ ‬والمعنوية،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬إطلاقا‭ ‬عن‭ ‬الجوانب‭ ‬البدنية‭ ‬والفنية،‭ ‬فالبطولات‭ ‬القصيرة‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬بطولة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬تتطلب‭ ‬انتباها‭ ‬عاليا‭ ‬للتفاصيل،‭ ‬وانضباطا‭ ‬ذهنيا‭ ‬يمنع‭ ‬التهاون‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬خصم،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬بدا‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬أقل‭ ‬خبرة‭ ‬أو‭ ‬إمكانات،‭ ‬فالفوارق‭ ‬تضيق‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬المنافسات‭ ‬الحماسية،‭ ‬وكل‭ ‬تفصيل‭ ‬صغير‭ ‬قد‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬عنصر‭ ‬حاسم‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭.‬

من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬فإن‭ ‬الحذر‭ ‬واجب،‭ ‬والواقعية‭ ‬ضرورة،‭ ‬الترشيحات‭ ‬جميلة‭ ‬ومطمئنة،‭ ‬لكنها‭ ‬قد‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬عبء‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التعاطي‭ ‬معها‭ ‬بوعي‭ ‬واحترافية،‮ ‬وعلى‭ ‬الجهازين‭ ‬الفني‭ ‬والإداري‭ ‬أن‭ ‬يبثا‭ ‬روح‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬اللاعبين،‭ ‬لا‭ ‬الثقة‭ ‬المفرطة،‭ ‬وأن‭ ‬يتعاملوا‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬مباراة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬نهائي‭ ‬قائم‭ ‬بذاته‭.‬

‮ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الطواف،‭ ‬نقدر‭ ‬حجم‭ ‬الترشيحات‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬منتخبنا‭ ‬ومنتخب‭ ‬قطر،‭ ‬لكن‭ ‬طريق‭ ‬التتويج‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬كل‭ ‬خصم،‭ ‬وعدم‭ ‬الركون‭ ‬لتوقعات‭ ‬المراقبين،‭ ‬ففي‭ ‬الملاعب‭ ‬لا‭ ‬صوت‭ ‬يعلو‭ ‬فوق‭ ‬صوت‭ ‬الأداء‭ ‬الحقيقي،‭ ‬والنتائج‭ ‬لا‭ ‬تحسم‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬صافرة‭ ‬النهاية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا