وقت مستقطع

علي ميرزا
ترشيحات نظرية
رغم قلة استطلاعات الرأي التي أجريناها على هامش بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة، فإنها أفرزت توجها واضحا لدى المتابعين والمطلعين من أصحاب الشأن، إذ انصبت الترشيحات بدرجة أولى على منتخبنا والمنتخب القطري، باعتبارهما الأكثر جاهزية فنية واستعدادا، إلى جانب تمتعهما بخبرة ميدانية عريضة في مثل هذه المشاركات بحسب المستطلعين.
ولا شك أن ما ذهب إليه المستطلعون يحمل قدرا كبيرا من الصحة على الصعيدين النظري والتقني، فالأرقام والإحصاءات وسجلات المشاركات السابقة كلها تميل لصالح هذين المنتخبين، فهما الأكثر استقرارا على مستوى التشكيلة، والأكثر تمرسا في التعامل مع ضغط البطولات، والأوفر حضورا على مستوى البطولات الخليجية والإقليمية في السنوات الأخيرة.
لكن التجربة لطالما علمتنا وعلمت الجميع أن لغة الميدان لا تعترف بالمجرد من الأرقام، وأن البطولات لا تحسم فقط بـ«الجاهزية الورقية»، بل بقدرة اللاعبين على تجسيد تلك الجاهزية على أرضية الملعب، فكم من منتخب جاء مرشحا أول للظفر باللقب، لكنه اصطدم بمعوقات لم تكن على البال أو الخاطر كنقص في التركيز، ضغط نفسي، سوء في التقدير، أو حتى لحظة فقدان بسيطة للحماس في شوط حاسم، قلبت الطاولة رأسا على عقب.
وهنا تبرز أهمية الجاهزية الذهنية والمعنوية، التي لا تقل إطلاقا عن الجوانب البدنية والفنية، فالبطولات القصيرة على شاكلة بطولة غرب آسيا تتطلب انتباها عاليا للتفاصيل، وانضباطا ذهنيا يمنع التهاون أمام أي خصم، حتى وإن بدا على الورق أقل خبرة أو إمكانات، فالفوارق تضيق كثيرا في أجواء المنافسات الحماسية، وكل تفصيل صغير قد يتحول إلى عنصر حاسم في تقرير المصير.
من هذا المنطلق، فإن الحذر واجب، والواقعية ضرورة، الترشيحات جميلة ومطمئنة، لكنها قد تتحول إلى عبء إذا لم يتم التعاطي معها بوعي واحترافية، وعلى الجهازين الفني والإداري أن يبثا روح المسؤولية في اللاعبين، لا الثقة المفرطة، وأن يتعاملوا مع كل مباراة على أنها نهائي قائم بذاته.
وفي نهاية الطواف، نقدر حجم الترشيحات التي طالت منتخبنا ومنتخب قطر، لكن طريق التتويج يبدأ من احترام كل خصم، وعدم الركون لتوقعات المراقبين، ففي الملاعب لا صوت يعلو فوق صوت الأداء الحقيقي، والنتائج لا تحسم إلا بعد صافرة النهاية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك