العدد : ١٧٢٧٢ - الاثنين ٠٧ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٧٢ - الاثنين ٠٧ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ محرّم ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

القدوة بين المهارة والخلق

 

في‭ ‬عالم‭ ‬الرياضة،‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬التميز‭ ‬والتفرد‭ ‬على‭ ‬المهارات‭ ‬الفنية‭ ‬والأداء‭ ‬البدني‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يتعدى‭ ‬ذلك‭ ‬ليشمل‭ ‬الجانب‭ ‬الخلقي‭ ‬والإنساني،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يبرز‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬اللاعب‭ ‬القدوة‮»‬،‭ ‬ذلك‭ ‬النموذج‭ ‬المثالي‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬التألق‭ ‬الرياضي‭ ‬والسلوكي،‭ ‬فيصبح‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لزملائه‭ ‬داخل‭ ‬الفريق،‭ ‬بل‭ ‬يتعدى‭ ‬ذلك‭ ‬للأجيال‭ ‬الناشئة‭ ‬والمجتمع‭ ‬بأكمله،‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬يقودنا‭ ‬إلى‭ ‬التمعن‭ ‬في‭ ‬الصفات‭ ‬والسمات‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬الرياضيين‭ ‬مثالا‭ ‬وأسوة‭ ‬حسنة‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭.‬

فالحديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬اللاعب‭ ‬القدوة‮»‬‭ ‬يفرض‭ ‬علينا‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬المتكاملة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬اللاعب‭ ‬نموذجا‭ ‬قائما‭ ‬للاحتذاء‭ ‬به‭ ‬داخل‭ ‬الملعب‭ ‬وخارجه،‭ ‬ونرى‭ ‬في‭ ‬الصفات‭ ‬التالية‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬واجهة‭ ‬للاعب‭ ‬الأسوة‭:‬

}‭ ‬ويأتي‭ ‬الخلق‭ ‬الرفيع‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬العوامل‭ ‬ممثلا‭ ‬في‭ ‬التواضع،‭ ‬والاحترام‭ ‬للزملاء‭ ‬والمنافسين،‭ ‬وضبط‭ ‬النفس‭ ‬خلال‭ ‬المواقف‭ ‬الصعبة‭.‬

}‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬اللاعب‭ ‬قدوة‭ ‬دون‭ ‬التقيد‭ ‬بالالتزام‭ ‬في‭ ‬التدريبات‭ ‬والمباريات،‭ ‬واحترام‭ ‬قرارات‭ ‬المدرب‭ ‬والحكام،‭ ‬والحرص‭ ‬كل‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬نمط‭ ‬حياتي‭ ‬صحي‭.‬

}‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬لاعب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نموذجا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتسلح‭ ‬بالروح‭ ‬الرياضية‭ ‬عبر‭ ‬التواضع‭ ‬عند‭ ‬الفوز‭ ‬وتقبل‭ ‬الخسارة‭ ‬بروح‭ ‬عالية،‭ ‬وعدم‭ ‬اللجوء‭ ‬للعنف‭ ‬أو‭ ‬الخداع‭ ‬داخل‭ ‬الملعب‭ ‬والاستهزاء‭ ‬بالمنافس‭.‬

}‭ ‬التحلي‭ ‬بالعمل‭ ‬الجماعي،‭ ‬فلا‭ ‬يضع‭ ‬نصب‭ ‬عينيه‭ ‬‮«‬الأنا‮»‬‭ ‬المجد‭ ‬الفردي‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يضع‭ ‬مصلحة‭ ‬الفريق‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار،‭ ‬ويشجع‭ ‬زملاءه‭ ‬ويدعمهم‭.‬

}حتى‭ ‬يكون‭ ‬اللاعب‭ ‬واجهة‭ ‬يحتذى‭ ‬بها‭ ‬يتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬التحلي‭ ‬بالمثابرة‭ ‬والإصرار‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الصعوبات‭ ‬أو‭ ‬الإصابات‭ ‬أو‭ ‬الفشل،‭ ‬وهنا‭ ‬يظهر‭ ‬صبره‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬والتطور‭.‬

}‭ ‬النجومية‭ ‬تعني‭ ‬التواضع،‭ ‬لا‭ ‬يتكبر‭ ‬على‭ ‬زملائه‭ ‬أو‭ ‬جمهوره،‭ ‬بل‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬علاقته‭ ‬الطيبة‭ ‬بالجميع‭.‬

}‭ ‬التأثير‭ ‬الإيجابي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬القيم‭ ‬الإيجابية،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬المبادرات‭ ‬الخيرية‭ ‬كما‭ ‬شاهدنا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬دوري‭ ‬السلة‭ ‬الأميركي‭ ‬NBA‭ ‬،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بقضايا‭ ‬المجتمع‭.‬

}‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬سلوكياته‭ ‬الخاصة‭ ‬خارج‭ ‬الملعب،‭ ‬ويحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬متزنة،‭ ‬لأنه‭ ‬يمثل‭ ‬قدوة‭ ‬حتى‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬الرياضة‭.‬

بالتالي،‭ ‬اللاعب‭ ‬القدوة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬يبدع‭ ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬الميدان،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬يرسم‭ ‬صورة‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬الأخلاق‭ ‬والتصرفات‭ ‬والعطاء‭ ‬أينما‭ ‬حل‭.‬

وأخيرا‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬اللاعب‭ ‬القدوة‭ ‬عملة‭ ‬نادرة،‭ ‬لأن‭ ‬مسؤوليته‭ ‬ثقيلة‭ ‬في‭ ‬تمثيل‭ ‬الصورة‭ ‬الإيجابية‭ ‬للرياضي‭ ‬الحقيقي،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬فإن‭ ‬بناء‭ ‬القدوة‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬فقط‭ ‬بالمهارات،‭ ‬بل‭ ‬بالأخلاق‭ ‬والمواقف‭ ‬والمبادرات‭ ‬التي‭ ‬تترك‭ ‬أثرا‭ ‬طيبا‭ ‬في‭ ‬النفوس‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا