وقت مستقطع

علي ميرزا
القدوة بين المهارة والخلق
في عالم الرياضة، لا يقتصر التميز والتفرد على المهارات الفنية والأداء البدني فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل الجانب الخلقي والإنساني، ومن هنا يبرز مفهوم «اللاعب القدوة»، ذلك النموذج المثالي الذي يجمع بين التألق الرياضي والسلوكي، فيصبح مصدر إلهام ليس فقط لزملائه داخل الفريق، بل يتعدى ذلك للأجيال الناشئة والمجتمع بأكمله، والحديث عن هذا النوع من اللاعبين يقودنا إلى التمعن في الصفات والسمات التي تجعل من أحد الرياضيين مثالا وأسوة حسنة يحتذى به في مختلف جوانب الحياة.
فالحديث عن «اللاعب القدوة» يفرض علينا النظر إلى مجموعة من الصفات المتكاملة التي تجعل من اللاعب نموذجا قائما للاحتذاء به داخل الملعب وخارجه، ونرى في الصفات التالية أنها تمثل واجهة للاعب الأسوة:
} ويأتي الخلق الرفيع في مقدمة العوامل ممثلا في التواضع، والاحترام للزملاء والمنافسين، وضبط النفس خلال المواقف الصعبة.
} ولا يمكن أن يشكل اللاعب قدوة دون التقيد بالالتزام في التدريبات والمباريات، واحترام قرارات المدرب والحكام، والحرص كل الحرص على نمط حياتي صحي.
} ولا يمكن لأي لاعب أن يكون نموذجا دون أن يتسلح بالروح الرياضية عبر التواضع عند الفوز وتقبل الخسارة بروح عالية، وعدم اللجوء للعنف أو الخداع داخل الملعب والاستهزاء بالمنافس.
} التحلي بالعمل الجماعي، فلا يضع نصب عينيه «الأنا» المجد الفردي فقط، بل يضع مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، ويشجع زملاءه ويدعمهم.
}حتى يكون اللاعب واجهة يحتذى بها يتطلب ذلك التحلي بالمثابرة والإصرار في مواجهة الصعوبات أو الإصابات أو الفشل، وهنا يظهر صبره وإصراره على العودة والتطور.
} النجومية تعني التواضع، لا يتكبر على زملائه أو جمهوره، بل يحافظ على علاقته الطيبة بالجميع.
} التأثير الإيجابي الاجتماعي من خلال نشر القيم الإيجابية، والمشاركة في المبادرات الخيرية كما شاهدنا ذلك من نجوم دوري السلة الأميركي NBA ، والاهتمام بقضايا المجتمع.
} المحافظة على سلوكياته الخاصة خارج الملعب، ويحرص على أن تكون متزنة، لأنه يمثل قدوة حتى خارج إطار الرياضة.
بالتالي، اللاعب القدوة ليس فقط من يبدع على أرضية الميدان، بل من يرسم صورة شاملة في الأخلاق والتصرفات والعطاء أينما حل.
وأخيرا نجد أن اللاعب القدوة عملة نادرة، لأن مسؤوليته ثقيلة في تمثيل الصورة الإيجابية للرياضي الحقيقي، ومن هذا المنطلق فإن بناء القدوة لا يكون فقط بالمهارات، بل بالأخلاق والمواقف والمبادرات التي تترك أثرا طيبا في النفوس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك