وقت مستقطع

علي ميرزا
ثقافة احترام المنافس
لا تكتمل الثقافة الرياضية لدى أي فريق أو رياضي ما لم يتسلح بثقافة احترام المنافس، فهذه القيمة ليست تفصيلا كماليا، بل هي ركن أساس في سلوك الرياضي الحقيقي، وحين يتعلق الأمر بمنتخبنا الوطني للكرة الطائرة، الذي أهدانا مؤخرا إنجازا تاريخيا بتتويجه بلقب كأس الأمم الآسيوية، فإن هذه الثقافة تصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.
فاللقب القاري لم يكن مجرد كأس رفع، وميداليات توجت به أعناق اللاعبين، بل هو نقطة تحول وضعت المنتخب تحت الأضواء إقليميّا وعربيّا وقاريّا، ورفعت من تصنيفه العالمي، ما يعني أن سقف التوقعات قد ارتفع، والمسؤوليات تضاعفت. ومع هذا الواقع الجديد، وهذا يتطلب إدراكا احترافيا، إذ لا مجال للنظرة الفوقية لأي منافس، أيا كان اسمه أو تصنيفه، بل يجب أن يعامل كل خصم بالاحترام الواجب، لأن الجميع بات يرى في منتخبنا «الصيد الثمين» الذي يجب اصطياده بطريقة أو بأخرى.
المنتخبات الأخرى لن تدخل المواجهات بخوف أو تحفظ، بل برغبة جامحة في إثبات الذات عبر إسقاط بطل آسيا، ومن هذا المنشأ، فإن كل مباراة مهما بدا مستواها الفني على الورق، يجب أن تعامل بمنتهى الجدية والتركيز، فالمفاجآت في عالم الرياضة لا حدود لا، ولا تعرف كبيرا ولا صغيرا.
ونحن على مشارف انطلاق بطولة غرب آسيا، فإن الحذر والاحترام يجب أن يكونا عنوان المرحلة، إذا ما أخذ بعين الاعتبار أن المنافسات العربية دائما ما تحمل طابعا خاصا، مليئا بالندية والحساسية والحماس، ولا مكان فيها للاسترخاء أو الركون إلى الماضي.
منتخبنا اليوم مطالب بأن يترجم ثقافة البطل داخل وخارج الملعب، ومن صميم هذه الثقافة: احترام الخصوم، وعدم التقليل من شأن أي منافس، لأن الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك