وقت مستقطع

علي ميرزا
التكريم.. توقيت مثالي
في خضم الراحة التي يخضع لها منتخبنا الوطني للكرة الطائرة للرجال قبل أن يستأنف استعداده للمشاركة في بطولة منتخبات غرب آسيا، والتي تستضيفها المملكة خلال الفترة من 17 إلى 27 يوليو المقبل، يبرز سؤال الساعة بين الأوساط الرياضية والإعلامية: هل ينال المنتخب التكريم الذي يستحقه على إنجازه القاري الكبير؟
الإجابة نعم، والوقت الآن، بل الآن الوقت أكثر مثالية من أي وقت مضى، فالمنتخب الوطني دون اسمه بحروف ذهبية على خارطة الكرة الطائرة الآسيوية، محققا قفزة نوعية طال انتظارها، فالإنجاز القاري لم يأت من فراغ، بل هو نتاج سنوات وسنوات من العمل الدؤوب.
تكريم المنتخب الآن لا يرتبط فقط برد الجميل أو الاعتراف بما تحقق، بل له بعد استراتيجي مهم يتمثل في تأثيره المعنوي الكبير الذي سيتركه على اللاعبين والجهازين الفني والإداري، قبيل دخولهم غمار المنافسات الجديدة وأقربها استحقاق غرب آسيا، إذ لا تزال حرارة الإنجاز القاري حاضرة، ومعنويات اللاعبين في أعلى مستوياتها، وكل يوم تأخير في التكريم هو خسارة ذات دلالات رمزية، خصوصا أن المنتخبات التي سنواجهها قريبا تدرك جيدا قيمتنا الجديد في القارة.
تكريم المنتخب في هذه الآونة لا يجب أن يكون حفلا روتينيا، بل نحوله لمناسبة ذات طابع وطني، تتصدرها رمزية الحضور الرسمي، فالمعنى الأهم للتكريم هنا يتمثل في الرسائل التي تصل إلى اللاعبين: أن الوطن يراكم، ويقدركم، ويثق فيكم.
بعيدا عن المكافآت المادية، ما يحتاج اليه المنتخب اليوم هو الدفع النفسي، وهو ما يتحقق من خلال الاحتفاء العام والرسمي، والرسائل الإعلامية المساندة، وإبراز الدور البطولي للاعبين، اللاعب الذي يشعر بالتقدير، يقاتل أكثر ويؤمن بأن كل جهد سيجد صداه.
بطولة غرب آسيا المقبلة ليست مجرد محطة إقليمية، بل اختبار لمدى استدامة التوهج الذي وصل إليه المنتخب، وفرصة لإعادة التأكيد بأن ما تحقق آسيويا لم يكن ضربة حظ، بل نتيجة لعمل ممنهج. والتكريم الآن بمثابة زرع الثقة الجديدة في أرض المنافسات القادمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك