العدد : ١٧٢٦٨ - الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦٨ - الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ محرّم ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

التكريم.. توقيت مثالي

في‭ ‬خضم‭ ‬الراحة‭ ‬التي‭ ‬يخضع‭ ‬لها‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬للرجال‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يستأنف‭ ‬استعداده‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬منتخبات‭ ‬غرب‭ ‬آسيا،‭ ‬والتي‭ ‬تستضيفها‭ ‬المملكة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬إلى‭ ‬27‭ ‬يوليو‭ ‬المقبل،‭ ‬يبرز‭ ‬سؤال‭ ‬الساعة‭ ‬بين‭ ‬الأوساط‭ ‬الرياضية‭ ‬والإعلامية‭: ‬هل‭ ‬ينال‭ ‬المنتخب‭ ‬التكريم‭ ‬الذي‭ ‬يستحقه‭ ‬على‭ ‬إنجازه‭ ‬القاري‭ ‬الكبير؟

الإجابة‭ ‬نعم،‭ ‬والوقت‭ ‬الآن،‭ ‬بل‭ ‬الآن‭ ‬الوقت‭ ‬أكثر‭ ‬مثالية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬فالمنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬دون‭ ‬اسمه‭ ‬بحروف‭ ‬ذهبية‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الآسيوية،‭ ‬محققا‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬طال‭ ‬انتظارها،‭ ‬فالإنجاز‭ ‬القاري‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬سنوات‭ ‬وسنوات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭.‬

تكريم‭ ‬المنتخب‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬فقط‭ ‬برد‭ ‬الجميل‭ ‬أو‭ ‬الاعتراف‭ ‬بما‭ ‬تحقق،‭ ‬بل‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬استراتيجي‭ ‬مهم‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تأثيره‭ ‬المعنوي‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬سيتركه‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬والجهازين‭ ‬الفني‭ ‬والإداري،‭ ‬قبيل‭ ‬دخولهم‭ ‬غمار‭ ‬المنافسات‭ ‬الجديدة‭ ‬وأقربها‭ ‬استحقاق‭ ‬غرب‭ ‬آسيا،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬حرارة‭ ‬الإنجاز‭ ‬القاري‭ ‬حاضرة،‭ ‬ومعنويات‭ ‬اللاعبين‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬مستوياتها،‭ ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬تأخير‭ ‬في‭ ‬التكريم‭ ‬هو‭ ‬خسارة‭ ‬ذات‭ ‬دلالات‭ ‬رمزية،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬المنتخبات‭ ‬التي‭ ‬سنواجهها‭ ‬قريبا‭ ‬تدرك‭ ‬جيدا‭ ‬قيمتنا‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬القارة‭.‬

تكريم‭ ‬المنتخب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الآونة‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حفلا‭ ‬روتينيا،‭ ‬بل‭ ‬نحوله‭ ‬لمناسبة‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬وطني،‭ ‬تتصدرها‭ ‬رمزية‭ ‬الحضور‭ ‬الرسمي،‭ ‬فالمعنى‭ ‬الأهم‭ ‬للتكريم‭ ‬هنا‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬اللاعبين‭: ‬أن‭ ‬الوطن‭ ‬يراكم،‭ ‬ويقدركم،‭ ‬ويثق‭ ‬فيكم‭.‬

بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المكافآت‭ ‬المادية،‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬اليه‭ ‬المنتخب‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬الدفع‭ ‬النفسي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاحتفاء‭ ‬العام‭ ‬والرسمي،‭ ‬والرسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬المساندة،‭ ‬وإبراز‭ ‬الدور‭ ‬البطولي‭ ‬للاعبين،‭ ‬اللاعب‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬بالتقدير،‭ ‬يقاتل‭ ‬أكثر‭ ‬ويؤمن‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬سيجد‭ ‬صداه‭.‬

بطولة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬المقبلة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬محطة‭ ‬إقليمية،‭ ‬بل‭ ‬اختبار‭ ‬لمدى‭ ‬استدامة‭ ‬التوهج‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬المنتخب،‭ ‬وفرصة‭ ‬لإعادة‭ ‬التأكيد‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬آسيويا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ضربة‭ ‬حظ،‭ ‬بل‭ ‬نتيجة‭ ‬لعمل‭ ‬ممنهج‭. ‬والتكريم‭ ‬الآن‭ ‬بمثابة‭ ‬زرع‭ ‬الثقة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬المنافسات‭ ‬القادمة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا