العدد : ١٧٢٥٩ - الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٩ - الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

لغة اللحظة

الانتصارات‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬رجال‭ ‬منتخب‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الحالية‭ ‬من‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬الآسيوية،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ضربا‭ ‬من‭ ‬ضروب‭ ‬المصادفة،‭ ‬بل‭ ‬ثمرة‭ ‬عمل‭ ‬واجتهاد‭ ‬دؤوبين،‭ ‬بدآ‭ ‬يؤتيان‭ ‬أكلهما،‭ ‬وما‭ ‬تفوق‭ ‬منتخبنا‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬المنتخبات‭ ‬المحسوبة‭ ‬على‭ ‬المدرسة‭ ‬الآسيوية‭ - ‬تايلاند،‭ ‬إندونيسيا،‭ ‬والصين‭ ‬تايبيه‭ - ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬المجموعات،‭ ‬ومرورا‭ ‬بربع‭ ‬النهائي،‭ ‬ليبعث‭ ‬برسائل‭ ‬واضحة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تابع‭ ‬المنافسات‭: ‬بأن‭ ‬المنتخب‭ ‬مؤهل‭ ‬ليذهب‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬ضمانات‭ ‬في‭ ‬التنافس‭ ‬الرياضي‭.‬

هذه‭ ‬الانتصارات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬التفسيرات،‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬نضوج‭ ‬تكتيكي‭ ‬متزايد‭ ‬لدى‭ ‬منتخبنا،‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تنوع‭ ‬الخصوم،‭ ‬دون‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬النمطية،‭ ‬وصحيح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنتخبات‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬جذر‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬الأداء،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬منتخب‭ ‬يحمل‭ ‬شخصيته‭ ‬التي‭ ‬يتفرد‭ ‬بها‭.‬

وباتت‭ ‬الأنظار‭ ‬اليوم‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬المواجهة‭ ‬المنتظرة‭ ‬أمام‭ ‬المنتخب‭ ‬الكوري‭ ‬الجنوبي‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬وهنا،‭ ‬تتباين‭ ‬الآراء‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يستبشر‭ ‬خيرا‭ ‬بالتاريخ‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬المواجهات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬ينادي‭ ‬بالواقعية‭ ‬وعدم‭ ‬الاتكاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬مضى‭.‬

التاريخ،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬وثقة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مرجعية‭ ‬وحيدة‭ ‬في‭ ‬رياضة‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬إلا‭ ‬بلغة‭ ‬اللحظة،‭ ‬وما‭ ‬يضاعف‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء،‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬الكوري‭ ‬الجنوبي‭ ‬يقوده‭ ‬البرازيلي‭ ‬راماريز،‭ ‬وهو‭ ‬اسم‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬على‭ ‬طائرتنا،‭ ‬إذ‭ ‬قاد‭ ‬منتخبنا‭ ‬سابقا‭ ‬ويعرف‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬مفاتيحه،‭ ‬وبعض‭ ‬من‭ ‬لاعبي‭ ‬اليوم‭ ‬كانوا‭ ‬ضمن‭ ‬منظومته،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يبني‭ ‬استراتيجياته‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬والضعف‭ ‬التي‭ ‬خبرها‭ ‬من‭ ‬كثب‭.‬

هذا‭ ‬المعطى‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬الجهاز‭ ‬الفني‭ ‬لمنتخبنا‭ ‬تعاملا‭ ‬أكثر‭ ‬مرونة‭ ‬وذكاء،‭ ‬فالمعركة‭ ‬لا‭ ‬تدار‭ ‬فقط‭ ‬داخل‭ ‬الملعب،‭ ‬بل‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬الخصم‭ ‬فنيا،‭ ‬وتمتد‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬المعنويات‭ ‬العالية‭ ‬دون‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬الثقة‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تبدو‭ ‬فيه‭ ‬الآمال‭ ‬مشروعة‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬النهائي،‭ ‬تبقى‭ ‬كلمة‭ ‬الفصل‭ ‬داخل‭ ‬الميدان،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬إلا‭ ‬للبذل‭ ‬والتركيز‭ ‬الكاملين،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬خصم‭ ‬قوي‭ ‬تقليديا،‭ ‬ومتحفز‭ ‬لإعادة‭ ‬أمجاده‭ ‬الآسيوية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا