وقت مستقطع

علي ميرزا
لغة اللحظة
الانتصارات التي حققها رجال منتخب الكرة الطائرة في البطولة الحالية من كأس الأمم الآسيوية، لم تكن ضربا من ضروب المصادفة، بل ثمرة عمل واجتهاد دؤوبين، بدآ يؤتيان أكلهما، وما تفوق منتخبنا على ثلاثة من المنتخبات المحسوبة على المدرسة الآسيوية - تايلاند، إندونيسيا، والصين تايبيه - خلال مرحلة المجموعات، ومرورا بربع النهائي، ليبعث برسائل واضحة لكل من تابع المنافسات: بأن المنتخب مؤهل ليذهب إلى أبعد نقطة في البطولة رغم أنه لا توجد ضمانات في التنافس الرياضي.
هذه الانتصارات بعيدة عن كل التفسيرات، تكشف عن نضوج تكتيكي متزايد لدى منتخبنا، وقدرة على التعامل مع تنوع الخصوم، دون الوقوع في فخ النمطية، وصحيح أن هذه المنتخبات تنطلق من جذر واحد في الأداء، لكن من المهم أن نؤكد أن كل منتخب يحمل شخصيته التي يتفرد بها.
وباتت الأنظار اليوم تتجه إلى المواجهة المنتظرة أمام المنتخب الكوري الجنوبي في الدور نصف النهائي وهنا، تتباين الآراء بين من يستبشر خيرا بالتاريخ الإيجابي في المواجهات الأخيرة، وبين من ينادي بالواقعية وعدم الاتكاء على ما مضى.
التاريخ، وإن كان مصدر إلهام وثقة، لا يمكن أن يكون مرجعية وحيدة في رياضة لا تعترف إلا بلغة اللحظة، وما يضاعف من أهمية هذا اللقاء، أن المنتخب الكوري الجنوبي يقوده البرازيلي راماريز، وهو اسم ليس غريبا على طائرتنا، إذ قاد منتخبنا سابقا ويعرف كثيرا من مفاتيحه، وبعض من لاعبي اليوم كانوا ضمن منظومته، ما يعني أنه قد يبني استراتيجياته على نقاط القوة والضعف التي خبرها من كثب.
هذا المعطى يفرض على الجهاز الفني لمنتخبنا تعاملا أكثر مرونة وذكاء، فالمعركة لا تدار فقط داخل الملعب، بل تبدأ من قراءة الخصم فنيا، وتمتد إلى استغلال المعنويات العالية دون الإفراط في الثقة.
وفي الوقت الذي تبدو فيه الآمال مشروعة بالوصول إلى النهائي، تبقى كلمة الفصل داخل الميدان، إذ لا مجال إلا للبذل والتركيز الكاملين، في مواجهة خصم قوي تقليديا، ومتحفز لإعادة أمجاده الآسيوية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك