وقت مستقطع

علي ميرزا
المرباطي.. وفاء مستحق
في عالم الرياضة، لا تقتصر البطولات على لحظات التتويج داخل الملاعب، بل هناك أبطال خلف الكواليس يستحقون أن نلتفت إليهم، ونسلط الضوء على عطائهم، ونخلد أثرهم، ومن بين هؤلاء، يبرز اسم الكابتن محمد المرباطي المدرب السابق للكرة الطائرة بنادي المحرق، الذي شكل علامة فارقة في تاريخ اللعبة، وترك بصمة لا يمكن إنكارها في مسيرة اللعبة والفريق.
ومنذ أن ابتعد الكابتن الخلوق محمد المرباطي بهدوء عن الميدان التدريبي، افتقد الوسط الرياضي حضور قامة رياضية مخلصة، لطالما ارتبط اسمها بالجدية والانضباط والتفاني في العمل، وقدوة أخلاقية لا يختلف عليها عدو أو صديق ، فالمرباطي «بو فيصل»، لم يكن مجرد مدرب، بل كان أحد أبرز ركائز النجاح في مسيرة الطائرة المحرقاوية، وبصمته حاضرة في أغلب الإنجازات التي سطرها الفريق خلال السنوات الماضية.
حاولنا في فترة سابقة من ابتعاده الاقتراب منه لإجراء حوار يسلط الضوء على مسيرته وتجربته الثرية، لكن المسعى لم يكتب له النجاح، لتبقى أسئلة كثيرة دون إجابة، وحكايات مشرفة دون أن تروى، واليوم، نخشى أن يطوى اسمه بصمت كما طويت أسماء من سبقوه في أندية مختلفة وألعاب أخرى، ممن خدموا اللعبة بإخلاص ثم غابت أسماؤهم عن الساحة، حتى كادوا يصبحون طي النسيان.
لقد كانت مناسبة تتويج طائرة المحرق بدرع دوري عيسى بن راشد، أو حتى كأس ولي العهد خلال الموسم 2024-2025، فرصة ذهبية لتكريم هذا المدرب أمام الحضور، وهو الذي أعطى النادي عصارة جهده وخبرته، فتكريم أمثال المرباطي لا يعد مجاملة، بل هو رد للجميل واعتراف بالفضل، لا سيما وأن كثيرا من الألقاب التي توج بها الفريق كانت بصمته حاضرة فيها.
ومن هذه الزاوية الرياضية، نتوجه بنداء إلى القائمين على شؤون اللعبة في نادي المحرق، الذين نعرف عنهم الوفاء والتقدير لأصحاب العطاء، بأن يلتفتوا لتاريخ هذا المدرب، ويمنحوه حقه من التكريم والتقدير اللائقين، فالمرباطي ليس مجرد اسم مر في سجلات «البيت العود»، بل هو جزء لا يتجزأ من ذاكرة الإنجازات، وتكريمه هو تكريم لجيل كامل من المخلصين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك