العدد : ١٧٢٧٤ - الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٧٤ - الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ محرّم ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

المرباطي.. وفاء مستحق

في‭ ‬عالم‭ ‬الرياضة،‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬البطولات‭ ‬على‭ ‬لحظات‭ ‬التتويج‭ ‬داخل‭ ‬الملاعب،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬أبطال‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس‭ ‬يستحقون‭ ‬أن‭ ‬نلتفت‭ ‬إليهم،‭ ‬ونسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬عطائهم،‭ ‬ونخلد‭ ‬أثرهم،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء،‭ ‬يبرز‭ ‬اسم‭ ‬الكابتن‭ ‬محمد‭ ‬المرباطي‭ ‬المدرب‭ ‬السابق‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬بنادي‭ ‬المحرق،‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬اللعبة،‭ ‬وترك‭ ‬بصمة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكارها‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬اللعبة‭ ‬والفريق‭.‬

ومنذ‭ ‬أن‭ ‬ابتعد‭ ‬الكابتن‭ ‬الخلوق‭ ‬محمد‭ ‬المرباطي‭ ‬بهدوء‭ ‬عن‭ ‬الميدان‭ ‬التدريبي،‭ ‬افتقد‭ ‬الوسط‭ ‬الرياضي‭ ‬حضور‭ ‬قامة‭ ‬رياضية‭ ‬مخلصة،‭ ‬لطالما‭ ‬ارتبط‭ ‬اسمها‭ ‬بالجدية‭ ‬والانضباط‭ ‬والتفاني‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬وقدوة‭ ‬أخلاقية‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عليها‭ ‬عدو‭ ‬أو‭ ‬صديق‭ ‬،‭ ‬فالمرباطي‭ ‬‮«‬بو‭ ‬فيصل‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مجرد‭ ‬مدرب،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬ركائز‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الطائرة‭ ‬المحرقاوية،‭ ‬وبصمته‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬سطرها‭ ‬الفريق‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

حاولنا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬سابقة‭ ‬من‭ ‬ابتعاده‭ ‬الاقتراب‭ ‬منه‭ ‬لإجراء‭ ‬حوار‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مسيرته‭ ‬وتجربته‭ ‬الثرية،‭ ‬لكن‭ ‬المسعى‭ ‬لم‭ ‬يكتب‭ ‬له‭ ‬النجاح،‭ ‬لتبقى‭ ‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬دون‭ ‬إجابة،‭ ‬وحكايات‭ ‬مشرفة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تروى،‭ ‬واليوم،‭ ‬نخشى‭ ‬أن‭ ‬يطوى‭ ‬اسمه‭ ‬بصمت‭ ‬كما‭ ‬طويت‭ ‬أسماء‭ ‬من‭ ‬سبقوه‭ ‬في‭ ‬أندية‭ ‬مختلفة‭ ‬وألعاب‭ ‬أخرى،‭ ‬ممن‭ ‬خدموا‭ ‬اللعبة‭ ‬بإخلاص‭ ‬ثم‭ ‬غابت‭ ‬أسماؤهم‭ ‬عن‭ ‬الساحة،‭ ‬حتى‭ ‬كادوا‭ ‬يصبحون‭ ‬طي‭ ‬النسيان‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬مناسبة‭ ‬تتويج‭ ‬طائرة‭ ‬المحرق‭ ‬بدرع‭ ‬دوري‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬كأس‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬2024‭-‬2025،‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬لتكريم‭ ‬هذا‭ ‬المدرب‭ ‬أمام‭ ‬الحضور،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬النادي‭ ‬عصارة‭ ‬جهده‭ ‬وخبرته،‭ ‬فتكريم‭ ‬أمثال‭ ‬المرباطي‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬مجاملة،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬رد‭ ‬للجميل‭ ‬واعتراف‭ ‬بالفضل،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الألقاب‭ ‬التي‭ ‬توج‭ ‬بها‭ ‬الفريق‭ ‬كانت‭ ‬بصمته‭ ‬حاضرة‭ ‬فيها‭.‬

ومن‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬الرياضية،‭ ‬نتوجه‭ ‬بنداء‭ ‬إلى‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬شؤون‭ ‬اللعبة‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬المحرق،‭ ‬الذين‭ ‬نعرف‭ ‬عنهم‭ ‬الوفاء‭ ‬والتقدير‭ ‬لأصحاب‭ ‬العطاء،‭ ‬بأن‭ ‬يلتفتوا‭ ‬لتاريخ‭ ‬هذا‭ ‬المدرب،‭ ‬ويمنحوه‭ ‬حقه‭ ‬من‭ ‬التكريم‭ ‬والتقدير‭ ‬اللائقين،‭ ‬فالمرباطي‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬اسم‭ ‬مر‭ ‬في‭ ‬سجلات‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬العود‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬الإنجازات،‭ ‬وتكريمه‭ ‬هو‭ ‬تكريم‭ ‬لجيل‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬المخلصين‭.‬

 

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا