يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
زيارة سمو ولي العهد ومكانة البحرين العالمية
الزيارة التي قام بها سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء لأمريكا وما انتهت إليه من نتائج زيارة استثنائية بكل المعايير.
الزيارة تعتبر أولا محطة فارقة في العلاقات البحرينية الأمريكية. ومن ناحية ثانية أبرزت الزيارة المكانة العالمية الرفيعة التي تحتلها البحرين.
بداية، عندما قال الرئيس الأمريكي ترامب إن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يحظى بالاحترام الكبير في الشرق الأوسط والعالم أجمع لم يقل هذا على سبيل المجاملة، ولم يأت حديثه من فراغ. ما كان ترامب ليقول هذا لولا أن هذه قناعة ترسخت لديه.
ترامب بهذا الحديث لم يكن يعبر عن التقدير الكبير لجلالة الملك فحسب، وإنما عن التقدير لنهج بحريني عام في الحكم وفي السياسة الدولية.
جلالة الملك أرسى نهجا عالميا جوهره أولوية الأمن والسلام والاستقرار في العالم وسيادة قيم التسامح والحوار والاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الشعوب والأمم. وهو ليس نهجا نظريا وحسب، بل قائم على مبادرات عملية عدة معروفة أطلقها جلالته.
هذا النهج محل تقدير واحترام العالم كما قال ترامب.
وحديث ترامب هو تقدير أيضا لتجربة البحرين في الحكم وفي التقدم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يقودها سمو ولي العهد رئيس الوزراء، وفي العمل على تحقيق التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية، والتي تعتبر نموذجا ناجحا.
إذن، حديث ترامب عن جلالة الملك هو شهادة لتجربة البحرين كلها.
ليس ترامب وحده. كل المسؤولين الكبار الذين التقاهم سمو ولي العهد رئيس الوزراء تحدثوا عن البحرين بتقدير واحترام كبيرين.
أما على صعيد العلاقات الثنائية، فكما ذكرت تعتبر زيارة سمو ولي العهد رئيس الوزراء محطة نوعية فارقة في مسار العلاقات.
العلاقات الاستراتيجية بين البحرين وأمريكا لها أهمية كبرى للبلدين.
والزيارة رسخت هذه العلاقات ودفعت بها خطوات إلى الأمام.
ثلاثة جوانب كبرى من المهم التنويه بها في هذا الإطار:
1 - الزيارة مثلت خطوة كبيرة على طريق تعميق العلاقات التجارية والاستثمارية بين البحرين وأمريكا. كم الاستثمارات التي تم الإعلان عنها والتي بلغت 17 مليار دولار، والاتفاقيات التي تم توقيعها في مختلف المجالات، والعلاقات الجديدة التي تم إرساؤها بين القطاع الخاص في البلدين، تعتبر نقلة نوعية في العلاقات التجارية والاستثمارية.
هذه العلاقات الجديدة تفتح آفاقا واسعة لتحقيق المصالح المشتركة، وتعزز مكانة البحرين كمركز استثماري واقتصادي في المنطقة.
2 - والزيارة عززت العلاقات الأمنية والدفاعية بين البحرين وأمريكا بالتوقيع على الاتفاقية الثلاثية لانضمام المملكة المتحدة إلى الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار.
هذه الاتفاقية تعتبر خطوة مهمة في جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتمثل إقرارا أمريكيا بأن البحرين لها دور محوري تلعبه في تحقيق أمن المنطقة.
3 - ومن أهم ما شهدته الزيارة التوقيع على اتفاقية التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية.
هذا مجال آن الأوان لأن تقتحمه البحرين، وهو يفتح آفاقا واسعة أمام الاقتصاد البحريني.
إذن، من جمع الأوجه فإن زيارة سمو ولي العهد رئيس الوزراء لأمريكا لها أهمية استراتيجية كبرى.
الزيارة نقلة نوعية في العلاقات الاستراتيجية بين البحرين وأمريكا والتي تخدم مصالح البلدين.
والزيارة كانت مناسبة لإبراز الثقة العالمية في البحرين وفي نهج القيادة والحكومة سواء فيما يتعلق بالتنمية والتحديث في الداخل، أو فيما يتعلق بالنظرة العالمية ودور المبادرات العالمية الرائدة للبحرين.
باختصار الزيارة جسدت المكانة العالمية الرفيعة للبحرين وما تحظى به من احترام وتقدير.
المهم أنه يجب البناء على نتائج الزيارة واستثمار هذه النتائج الاستثمار الأمثل.
استثمار نتائج الزيارة يعني -من جانب- العمل على تحقيق الاستفادة القصوى من الاتفاقات التي تم التوقيع عليها.
ويعني -من جانب آخر- التخطيط لأن تصبح البحرين فعلا مركزا اقتصاديا واستثماريا في المنطقة، والعمل على تعزيز المكانة العالمية للبحرين.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك