العدد : ١٧٢٨٧ - الثلاثاء ٢٢ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٨٧ - الثلاثاء ٢٢ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ محرّم ١٤٤٧هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

زيارة سمو ولي العهد ومكانة البحرين العالمية

الزيارة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لأمريكا‭ ‬وما‭ ‬انتهت‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬زيارة‭ ‬استثنائية‭ ‬بكل‭ ‬المعايير‭.‬

الزيارة‭ ‬تعتبر‭ ‬أولا‭ ‬محطة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الأمريكية‭. ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬أبرزت‭ ‬الزيارة‭ ‬المكانة‭ ‬العالمية‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬تحتلها‭ ‬البحرين‭.‬

بداية،‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬إن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬يحظى‭ ‬بالاحترام‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع‭ ‬لم‭ ‬يقل‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المجاملة،‭ ‬ولم‭ ‬يأت‭ ‬حديثه‭ ‬من‭ ‬فراغ‭. ‬ما‭ ‬كان‭ ‬ترامب‭ ‬ليقول‭ ‬هذا‭ ‬لولا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬قناعة‭ ‬ترسخت‭ ‬لديه‭.‬

ترامب‭ ‬بهذا‭ ‬الحديث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬التقدير‭ ‬الكبير‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬عن‭ ‬التقدير‭ ‬لنهج‭ ‬بحريني‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬وفي‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أرسى‭ ‬نهجا‭ ‬عالميا‭ ‬جوهره‭ ‬أولوية‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وسيادة‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والحوار‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والأمم‭. ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬نهجا‭ ‬نظريا‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬مبادرات‭ ‬عملية‭ ‬عدة‭ ‬معروفة‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالته‭.‬

هذا‭ ‬النهج‭ ‬محل‭ ‬تقدير‭ ‬واحترام‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬ترامب‭.‬

وحديث‭ ‬ترامب‭ ‬هو‭ ‬تقدير‭ ‬أيضا‭ ‬لتجربة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬وفي‭ ‬التقدم‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وفي‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التماسك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬نموذجا‭ ‬ناجحا‭.‬

إذن،‭ ‬حديث‭ ‬ترامب‭ ‬عن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬هو‭ ‬شهادة‭ ‬لتجربة‭ ‬البحرين‭ ‬كلها‭.‬

ليس‭ ‬ترامب‭ ‬وحده‭. ‬كل‭ ‬المسؤولين‭ ‬الكبار‭ ‬الذين‭ ‬التقاهم‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬بتقدير‭ ‬واحترام‭ ‬كبيرين‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية،‭ ‬فكما‭ ‬ذكرت‭ ‬تعتبر‭ ‬زيارة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬محطة‭ ‬نوعية‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬العلاقات‭.‬

العلاقات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وأمريكا‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬للبلدين‭.‬

والزيارة‭ ‬رسخت‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬ودفعت‭ ‬بها‭ ‬خطوات‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭.‬

‭ ‬ثلاثة‭ ‬جوانب‭ ‬كبرى‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬التنويه‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭:‬

1‭ - ‬الزيارة‭ ‬مثلت‭ ‬خطوة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تعميق‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وأمريكا‭. ‬كم‭ ‬الاستثمارات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬17‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توقيعها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬والعلاقات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إرساؤها‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬البلدين،‭ ‬تعتبر‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬والاستثمارية‭.‬

هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الجديدة‭ ‬تفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬واسعة‭ ‬لتحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتعزز‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬كمركز‭ ‬استثماري‭ ‬واقتصادي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

2‭ - ‬والزيارة‭ ‬عززت‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمنية‭ ‬والدفاعية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وأمريكا‭ ‬بالتوقيع‭ ‬على‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الثلاثية‭ ‬لانضمام‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الشاملة‭ ‬للتكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والازدهار‭.‬

هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬تعتبر‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتمثل‭ ‬إقرارا‭ ‬أمريكيا‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬تلعبه‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭.‬

3‭ - ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬الزيارة‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬السلمية‭.‬

هذا‭ ‬مجال‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لأن‭ ‬تقتحمه‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬واسعة‭ ‬أمام‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭.‬

إذن،‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬الأوجه‭ ‬فإن‭ ‬زيارة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لأمريكا‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬كبرى‭.‬

الزيارة‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وأمريكا‭ ‬والتي‭ ‬تخدم‭ ‬مصالح‭ ‬البلدين‭.‬

والزيارة‭ ‬كانت‭ ‬مناسبة‭ ‬لإبراز‭ ‬الثقة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬نهج‭ ‬القيادة‭ ‬والحكومة‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتنمية‭ ‬والتحديث‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنظرة‭ ‬العالمية‭ ‬ودور‭ ‬المبادرات‭ ‬العالمية‭ ‬الرائدة‭ ‬للبحرين‭.‬

باختصار‭ ‬الزيارة‭ ‬جسدت‭ ‬المكانة‭ ‬العالمية‭ ‬الرفيعة‭ ‬للبحرين‭ ‬وما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭.‬

المهم‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬الزيارة‭ ‬واستثمار‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأمثل‭.‬

استثمار‭ ‬نتائج‭ ‬الزيارة‭ ‬يعني‭ -‬من‭ ‬جانب‭- ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬الاتفاقات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬عليها‭.‬

ويعني‭ -‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭- ‬التخطيط‭ ‬لأن‭ ‬تصبح‭ ‬البحرين‭ ‬فعلا‭ ‬مركزا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬واستثماريا‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬المكانة‭ ‬العالمية‭ ‬للبحرين‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا