العدد : ١٧٢٨٦ - الاثنين ٢١ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٨٦ - الاثنين ٢١ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ محرّم ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

تفعلها الأبقار وآكلو البقول

كما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬وكما‭ ‬تثبت‭ ‬وقائع‭ ‬التاريخ‭ ‬فإن‭ ‬الأوروبيين‭ ‬والأمريكان‭ ‬يقتلون‭ ‬الشخص‭ ‬ثم‭ ‬يمشون‭ ‬في‭ ‬جنازته‭ ‬مصطنعين‭ ‬الحزن،‭ ‬وحتى‭ ‬‮«‬مستر‭ ‬بين‮»‬‭ ‬يعرف‭ ‬ان‭ ‬الغربيين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬ثقب‭ ‬الأوزون‭ ‬وما‭ ‬يسمى‭ ‬ظاهرة‭ ‬‮«‬الدفيئة‮»‬‭. ‬ثم‭ ‬تأتينا‭ ‬مجلة‭ ‬تايم‭ ‬الامريكية‭ ‬بمقولة‭ ‬إن‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬تقلب‭ ‬الأحوال‭ ‬المناخية‭ ‬يتطلب‭ ‬حلولا‭ ‬سيريالية‭ (‬لا‭ ‬تقل‭ ‬سوريالية‭ ‬لأن‭ ‬الكلمة‭ ‬الصحيحة‭ ‬هي‭ ‬سيريالية‭ ‬لأن‭ ‬لفظها‭ ‬الأصلي‭ ‬هو‭ ‬sur-real ‭/ ‬سير‭- ‬رِيال،‭ ‬ويعني‭ ‬‮«‬ما‭ ‬وراء‭/ ‬فوق‭ ‬الواقع‭. ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يتقبله‭ ‬العقل،‭ ‬وهناك‭ ‬المرض‭ ‬النفسي‭ ‬سكيتزوفرانيا‭ ‬وجعلناه‭ ‬شيزوفرانيا‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الحلول‭: ‬إبادة‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الأبقار،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬ان‭ ‬الأبقار‭ ‬تتسم‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬الحياء،‭ ‬ولا‭ ‬تكف‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬وإطلاق‭ ‬الغازات،‭ ‬وخاصة‭ ‬غاز‭ ‬الميثان‭ ‬الذي‭ ‬تضارع‭ ‬أضراره‭ ‬أضرار‭ ‬ثاني‭ ‬اوكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬ومعنى‭ ‬هذا‭ ‬ان‭ ‬سكان‭ ‬معظم‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬سيضطرون‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬يصبحوا‭ ‬نباتيين،‭ ‬وهذا‭ ‬الحل‭ ‬غير‭ ‬عملي‭ ‬لأسباب‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية،‭ ‬فالبقر‭ ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬البيرغر،‭ ‬والبيرغر‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬اهم‭ ‬أسلحة‭ ‬الغزو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الامريكي‭. ‬وعندي‭ ‬اقتراح‭ ‬بديل‭ ‬يستند‭ ‬الى‭ ‬حقيقة‭ ‬ان‭ ‬الفاصوليا‭ ‬مولِّد‭ ‬أساسي‭ ‬للغازات،‭ ‬وأتحداك‭ ‬أن‭ ‬تشبع‭ ‬من‭ ‬الفاصوليا‭ ‬البيضاء،‭ ‬وتصمد‭ ‬ولو‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬بااااع‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬ان‭ ‬البريطانيين‭ ‬هم‭ ‬اكثر‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬أكلاً‭ ‬للفاصوليا،‭ ‬والمعلب‭ ‬منها‭ ‬بالتحديد،‭ ‬بل‭ ‬تعتبر‭ ‬الفاصوليا‭ ‬عند‭ ‬البريطانيين‭ ‬من‭ ‬المقبلات‭ ‬تارة‭ ‬ومن‭ ‬الحلويات‭ ‬تارة‭ ‬أخرى،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬منها‭ ‬بيت،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬إنتاج‭ ‬البريطانيين‭ ‬من‭ ‬الغازات‭ ‬سيئة‭ ‬السمعة‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬إنتاج‭ ‬الابقار‭ ‬منها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬حظر‭ ‬بيع‭ ‬الفاصوليا‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬أو‭ ‬نقل‭ ‬البريطانيين‭ ‬إلى‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬ليحتل‭ ‬العرب‭ ‬الجزر‭ ‬البريطانية‭ ‬ويستقروا‭ ‬فيها،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬تكبد‭ ‬المشاق‭ ‬سنويا‭ ‬لزيارتها‭ ‬والتعرض‭ ‬للاستعباط‭ ‬والاستكراد‭ ‬فيها‭. ‬ولكن‭ ‬تكمن‭ ‬الخطورة‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬واصل‭ ‬البريطانيون‭ ‬إطلاق‭ ‬غازات‭ ‬الفاصوليا‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬فستذوب‭ ‬ثلوجه‭ ‬ويرتفع‭ ‬منسوب‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬المحيطات‭ ‬وتغرق‭ ‬معظم‭ ‬الجزر،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬إنجلترا،‭ ‬فيدخل‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الحداد‭!! ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬حظر‭ ‬الفاصوليا‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬حظر‭ ‬أبناء‭ ‬عمومتها‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬الفول‭ ‬والحمص‭ ‬اللذان‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬فعلا‭ ‬الأفاعيل‭ ‬بالأوزون‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ظهورنا‭ ‬لأننا‭ ‬قوم‭ ‬غافلون‭ ‬ولا‭ ‬نحسن‭ ‬الا‭ ‬البكاء‭ ‬على‭ ‬اللبن‭ ‬المسكوب‭! (‬أفادت‭ ‬دراسة‭ ‬بأن‭ ‬استهلاك‭ ‬المصريين‭ ‬للفول‭ ‬انخفض‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬ثورة‭ ‬2011،‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬الى‭ ‬سقوط‭ ‬حكم‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬حسني‭ ‬مبارك،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬عدم‭ ‬استهلاك‭ ‬الفول‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬جعل‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬‮«‬مصحصح‮»‬،‭ ‬فهبّ‭ ‬من‭ ‬ثم‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬‮«‬تغيير‭ ‬النظام‮»‬‭).‬

والحل‭ ‬الآخر‭ ‬لمشكلة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬حسبما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬تايم‭ ‬هو‭ ‬إلزام‭ ‬جميع‭ ‬سكان‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬بدهن‭ ‬بيوتهم‭ ‬باللون‭ ‬الأبيض،‭ ‬كي‭ ‬تعكس‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬الى‭ ‬أعلى‭ ‬ويتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬استخدام‭ ‬اللون‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬رصف‭ ‬الشوارع‭ ‬وخاصة‭ ‬الطرق‭ ‬السريعة‭ (‬هاي‭ ‬واي‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬زاوية‭ ‬شخصية‭ ‬فإنني‭ ‬أؤيد‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬لان‭ ‬الزفت‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬رصف‭ ‬الطرق‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬يصبح‭ ‬ذا‭ ‬لون‭ ‬فاتح‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتمكن‭ ‬أحدهم‭ ‬من‭ ‬الزعم‭ ‬بأن‭ ‬لون‭ ‬بشرة‭ ‬ابي‭ ‬الجعافر‭ -‬زي‭ ‬الزفت‭-.‬

واقترح‭ ‬خبراء‭ ‬تايم‭ ‬أيضا‭ ‬نصب‭ ‬مرايا‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬المدارات‭ ‬الفضائية‭ ‬لتعكس‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس،‭ ‬وتشتتها‭ ‬في‭ ‬الفضاء،‭ ‬مما‭ ‬يكفل‭ ‬برودة‭ ‬معقولة‭ ‬في‭ ‬الطقس،‭ ‬ولكن‭ ‬يا‭ ‬خوفي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المرايا‭ ‬ستستخدم‭ ‬للمغازلات‭ ‬العابرة‭ ‬للقارات،‭ ‬وتخيل‭ ‬حال‭ ‬شبابنا‭ ‬المعاصر‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬عن‭ ‬بريتني‭ ‬سبيرز‭ ‬وبيونسيه‭ ‬وجنيفر‭ ‬لوبيز‭ ‬أضعاف‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬عن‭ ‬الرازي‭ ‬وعباس‭ ‬بن‭ ‬فرناس‭ ‬وجعفر‭ ‬عباس‭. ‬تخيل‭ ‬حاله‭ ‬عندما‭ ‬يرى‭ ‬انعكاسات‭ ‬وجوه‭ ‬حسناوات‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المرايا‭! ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أنهم‭ ‬سيناطحون‭ ‬السحاب‭!! ‬وأنت‭ ‬جالس‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬أو‭ ‬لاهور‭ ‬تستطيع‭ ‬ان‭ ‬ترى‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬السويد‭ ‬وتعاكسها‭ ‬مستخدما‭ ‬انعكاس‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬رغم‭ ‬أنك‭ ‬تعرف‭ ‬انها‭ ‬ستتجاوب‭ ‬معك‭ ‬‮«‬في‭ ‬المشمش‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا