العدد : ١٧٢٨٤ - السبت ١٩ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٨٤ - السبت ١٩ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ محرّم ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

ووجد ميتش رفيقة العمر

من‭ ‬فضل‭ ‬الله‭ ‬عليّ،‭ ‬أنه‭ ‬رزقني‭ ‬زوجة‭ ‬متخلِّفة‭ ‬لا‭ ‬تواكب‭ ‬العولمة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لم‭ ‬تسمع‭ ‬بعمو‭ ‬فالنتاين‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬رمز‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬كنا‭ ‬نتوهم‭ ‬ان‭ ‬ذلك‭ ‬الطفل‭ ‬قليل‭ ‬الحياء‭ ‬وذو‭ ‬المؤخرة‭ ‬المكشوفة،‭ ‬‮«‬كيوبيد‮»‬‭ ‬هو‭ ‬رمز‭ ‬الحب،‭ (‬كيوبيد‭ ‬هو‭ ‬إله‭ ‬الحب‭ ‬عند‭ ‬الرومان،‭ ‬وهو‭ ‬ابن‭ ‬فينوس‭ (‬أفروديت‭) ‬إله‭ ‬الحب‭ ‬والجمال‭. ‬ويُعرف‭ ‬في‭ ‬الأساطير‭ ‬اليونانية‭ ‬باسم‭ ‬إيروس‭. ‬ويتم‭ ‬تصويره‭ ‬كصبي‭ ‬مجنح‭ ‬يحمل‭ ‬قوسًا‭ ‬وسهامًا،‭ ‬ويُعرف‭ ‬كيوبيد‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬إثارة‭ ‬الحب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أسهمه‭. ‬فعندما‭ ‬يصيب‭ ‬شخصًا‭ ‬ما‭ ‬بسهم‭ ‬من‭ ‬قوسه،‭ ‬فإنه‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬الحب‭)‬

المهم‭ ‬أن‭ ‬زوجتي‭ ‬لم‭ ‬ترسل‭ ‬لي‭ ‬بطاقة‭ ‬او‭ ‬تشتر‭ ‬لي‭ ‬وردة‭ ‬ولو‭ ‬صفراء‭ ‬أو‭ ‬هدية‭ ‬بفلوسي‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬الزوجات‭ ‬المتحضرات،‭ ‬في‭ ‬‮«‬أعياد‭ ‬فالنتاين‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬غرائب‭ ‬الصدف‭ ‬أنني‭ ‬وعلى‭ ‬غير‭ ‬العادة،‭ ‬اشتريت‭ ‬بعض‭ ‬العطر‭ ‬الفرنسي‭ ‬المغشوش‭ ‬لزوجتي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬الأغر،‭ ‬وقدمته‭ ‬لها،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬بال‭ ‬أي‭ ‬منا‭ ‬تلك‭ ‬المناسبة‭ ‬المسماة‭ ‬بعيد‭ ‬الحب،‭ ‬ولكن‭ ‬ابنتي‭ ‬مروة‭ ‬ذات‭ ‬الثقافة‭ ‬التلفزيوينة‭ ‬والإنترنتية‭ ‬العالية‭ ‬صاحت‭ ‬جزلة‭: ‬هيه‭ ‬بابا‭ ‬احتفل‭ ‬بعيد‭ ‬الحب‭!! ‬ورغم‭ ‬أنني‭ ‬أتفادى‭ ‬الاصطدام‭ ‬بمروة‭ ‬طلبا‭ ‬للسلامة‭ ‬فإنني‭ ‬قررت‭ ‬التصدي‭ ‬لها،‭ ‬واللي‭ ‬يحصل،‭ ‬يحصل‭: ‬حب‭ ‬ايه‭ ‬يا‭ ‬قليلة‭ ‬الأدب؟‭ ‬قالت‭ ‬بكل‭ ‬برود‭: ‬فالنتاين‭ ‬يا‭ ‬بابا‭ ‬جعفر‭ ‬يا‭ ‬ابو‭ ‬عيون‭ ‬خضرا‭ ‬وشعر‭ ‬أشقر‭!! ‬هل‭ ‬نسيت‭ ‬ما‭ ‬كتبته‭ ‬مرارا‭ ‬عن‭ ‬أنك‭ ‬تريد‭ ‬ان‭ ‬تهاجر‭ ‬الى‭ ‬كندا‭ ‬لتصبح‭ ‬خواجة‭ (‬من‭ ‬الجنس‭ ‬الأبيض‭)‬؟‭ ‬وهل‭ ‬تحتفل‭ ‬بفالنتاين‭ ‬استعدادا‭ ‬‮«‬للتخوجن»؟‭ ‬سكتُّ،‭ ‬وقررت‭ ‬للمرة‭ ‬السبعين‭ ‬بعد‭ ‬المائة‭ ‬حرمانها‭ ‬من‭ ‬الميراث‭!‬

الأسترالي‭ ‬مادكاب‭ ‬ميتش،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬كمسيحي‭ ‬ان‭ ‬يحتفل‭ ‬بيوم‭ ‬فالنتاين،‭ ‬ولكنه‭ ‬بث‭ ‬عواطفه‭ ‬لواحدة‭ ‬‮«‬تستأهل‮»‬‭ ‬وقرر‭ ‬الزواج‭ ‬بها،‭ ‬فجاءه‭ ‬القسيس‭ ‬وابرم‭ ‬الزواج،‭ ‬وانهالت‭ ‬عليه‭ ‬التهاني‭ ‬من‭ ‬أصدقائه‭ ‬المتزوجين‭ ‬بنساء‭!! ‬متزوجين‭ ‬بـ«نساء»؟‭ ‬وهل‭ ‬ثمة‭ ‬من‭ ‬يتزوج‭ ‬بغير‭ ‬النساء؟‭ (‬هناك‭ ‬طرفة‭ ‬القروي‭ ‬الذي‭ ‬سأله‭ ‬القاضي‭: ‬هل‭ ‬أنت‭ ‬متزوج؟‭ ‬فأجاب‭: ‬نعم‭ ‬متزوج‭ ‬بامرأة؟‭ ‬فقال‭ ‬القاضي‭: ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتزوج‭ ‬بغير‭ ‬امرأة؟‭ ‬فرد‭ ‬القروي‭: ‬نعم،‭ ‬حليمة‭ ‬أختي‭) ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬فالسيد‭ ‬ميتش‭ ‬عقد‭ ‬قرانه‭ ‬على‭ ‬زوجة‭ ‬لا‭ ‬تنقنق‭ ‬ولا‭ ‬تطنطن‭ ‬ولا‭ ‬تنبش‭ ‬جيب‭ ‬زوجها‭ ‬وهو‭ ‬نائم‭ (‬هل‭ ‬سبق‭ ‬ان‭ ‬حدثتكم‭ ‬عن‭ ‬المعلمة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحاول‭ ‬غرس‭ ‬الفضائل‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬تلاميذها‭ ‬الصغار‭ ‬وسألتهم‭: ‬إذا‭ ‬أدخلت‭ ‬يدي‭ ‬في‭ ‬جيب‭ ‬بنطلون‭ ‬رجل‭ ‬وأخذت‭ ‬بعض‭ ‬النقود‭ ‬فماذا‭ ‬أكون؟‭ ‬رد‭ ‬عليها‭ ‬الصغار‭ ‬بالإجماع‭: ‬تكونين‭ ‬زوجته‭!!). ‬ميتش‭ ‬عقد‭ ‬قرانه‭ ‬على‭ ‬تلفزيون‭ ‬ووضع‭ ‬دبلة‭ ‬الزواج‭ ‬على‭ ‬الايريال،‭ ‬وبعد‭ ‬ان‭ ‬قال‭ ‬له‭ ‬القسيس‭ ‬مبروك‭ ‬أعطى‭ ‬التلفزيون‭ ‬قبلة‭ ‬طويلة،‭ ‬وبرر‭ ‬اختياره‭ ‬لعروسه‭ ‬بأنها‭ ‬تدخل‭ ‬البهجة‭ ‬الى‭ ‬قلبه‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬يجالسها‭ ‬عشر‭ ‬ساعات‭ ‬متتالية،‭ ‬ولا‭ ‬تغضب‭ ‬إذا‭ ‬نام‭ ‬وهي‭ ‬تتكلم،‭ ‬ولا‭ ‬تتشاجر‭ ‬معه‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬هجرها‭ ‬عدة‭ ‬ايام‭!‬

لو‭ ‬كان‭ ‬ميتش‭ ‬عربيا‭ ‬لما‭ ‬أقدم‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬بتلفزيون‭ ‬لأن‭ ‬الزواج‭ ‬بآدمية‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬زكية‭ ‬زكريا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الوسامة،‭ ‬ومايك‭ ‬تايسون‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الرقة،‭ ‬وشعبولا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأناقة‭ ‬والهندام،‭ ‬أهون‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬من‭ ‬معاشرة‭ ‬تلفزيون‭ ‬ينقل‭ ‬برامج‭ ‬عربية‭ ‬فيروسية‭. ‬دعك‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬برامج‭ ‬الفضائيات‭ ‬العربية‭ ‬الرسمية‭ ‬تسبب‭ ‬الضغط‭ ‬والسكري‭ ‬لأنها‭ ‬تنقل‭ ‬لنا‭ ‬الدرر‭ ‬التي‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬أفواه‭ ‬‮«‬الكبار‮»‬،‭ ‬الذين‭ ‬يؤكدون‭ ‬لنا‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تمام‭ ‬التمام،‭ ‬وأن‭ ‬زيت‭ ‬الخروع‭ ‬أحلى‭ ‬من‭ ‬الشمام،‭ ‬وان‭ ‬العتبة‭ ‬قزاز‭ ‬والسلم‭ ‬نايلو‭ ‬في‭ ‬نايلو،‭ ‬فقد‭ ‬سمعت‭ ‬شيخا‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬مشاهدة‭ ‬برامج‭ ‬الفضائيات‭ ‬العربية‭ ‬التجارية‭ ‬يوقع‭ ‬المشاهد‭ ‬في‭ ‬شبهة‭ ‬الخلوة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تحرش‭ ‬المذيعات‭ ‬بالمشاهدين‭ ‬جنسيا‭ (‬بالمناسبة‭ ‬لماذا‭ ‬تصادر‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المجلات‭ ‬الخليعة‭ ‬ولا‭ ‬تفعل‭ ‬شيئا‭ ‬إزاء‭ ‬قنوات‭ ‬المجاري‭ ‬الفضائية؟‭)‬

المهم‭ ‬أقول‭ ‬لميتش‭: ‬مبروك‭ ‬تغلبها‭ ‬بالكيلو‭ ‬وات‭ ‬والفولت،‭ ‬وتغلبك‭ ‬بالقنوات‭.. ‬ولكن‭ ‬إياك‭ ‬والدشات‭ ‬التي‭ ‬تلتقط‭ ‬القنوات‭ ‬العربية‭ ‬لأنها‭ ‬ستتسبب‭ ‬في‭ ‬خراب‭ ‬بيتك‭.. ‬بالطلاق‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا