زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
ووجد ميتش رفيقة العمر
من فضل الله عليّ، أنه رزقني زوجة متخلِّفة لا تواكب العولمة، ومن ثم لم تسمع بعمو فالنتاين الذي أصبح رمز الحب في السنوات الأخيرة، بعد ان كنا نتوهم ان ذلك الطفل قليل الحياء وذو المؤخرة المكشوفة، «كيوبيد» هو رمز الحب، (كيوبيد هو إله الحب عند الرومان، وهو ابن فينوس (أفروديت) إله الحب والجمال. ويُعرف في الأساطير اليونانية باسم إيروس. ويتم تصويره كصبي مجنح يحمل قوسًا وسهامًا، ويُعرف كيوبيد بقدرته على إثارة الحب من خلال أسهمه. فعندما يصيب شخصًا ما بسهم من قوسه، فإنه يقع في الحب)
المهم أن زوجتي لم ترسل لي بطاقة او تشتر لي وردة ولو صفراء أو هدية بفلوسي كما تفعل الزوجات المتحضرات، في «أعياد فالنتاين» ومن غرائب الصدف أنني وعلى غير العادة، اشتريت بعض العطر الفرنسي المغشوش لزوجتي في ذلك اليوم الأغر، وقدمته لها، ولم يكن في بال أي منا تلك المناسبة المسماة بعيد الحب، ولكن ابنتي مروة ذات الثقافة التلفزيوينة والإنترنتية العالية صاحت جزلة: هيه بابا احتفل بعيد الحب!! ورغم أنني أتفادى الاصطدام بمروة طلبا للسلامة فإنني قررت التصدي لها، واللي يحصل، يحصل: حب ايه يا قليلة الأدب؟ قالت بكل برود: فالنتاين يا بابا جعفر يا ابو عيون خضرا وشعر أشقر!! هل نسيت ما كتبته مرارا عن أنك تريد ان تهاجر الى كندا لتصبح خواجة (من الجنس الأبيض)؟ وهل تحتفل بفالنتاين استعدادا «للتخوجن»؟ سكتُّ، وقررت للمرة السبعين بعد المائة حرمانها من الميراث!
الأسترالي مادكاب ميتش، كان من حقه كمسيحي ان يحتفل بيوم فالنتاين، ولكنه بث عواطفه لواحدة «تستأهل» وقرر الزواج بها، فجاءه القسيس وابرم الزواج، وانهالت عليه التهاني من أصدقائه المتزوجين بنساء!! متزوجين بـ«نساء»؟ وهل ثمة من يتزوج بغير النساء؟ (هناك طرفة القروي الذي سأله القاضي: هل أنت متزوج؟ فأجاب: نعم متزوج بامرأة؟ فقال القاضي: وهل هناك من يتزوج بغير امرأة؟ فرد القروي: نعم، حليمة أختي) المهم أن فالسيد ميتش عقد قرانه على زوجة لا تنقنق ولا تطنطن ولا تنبش جيب زوجها وهو نائم (هل سبق ان حدثتكم عن المعلمة التي كانت تحاول غرس الفضائل في نفوس تلاميذها الصغار وسألتهم: إذا أدخلت يدي في جيب بنطلون رجل وأخذت بعض النقود فماذا أكون؟ رد عليها الصغار بالإجماع: تكونين زوجته!!). ميتش عقد قرانه على تلفزيون ووضع دبلة الزواج على الايريال، وبعد ان قال له القسيس مبروك أعطى التلفزيون قبلة طويلة، وبرر اختياره لعروسه بأنها تدخل البهجة الى قلبه حتى عندما يجالسها عشر ساعات متتالية، ولا تغضب إذا نام وهي تتكلم، ولا تتشاجر معه حتى لو هجرها عدة ايام!
لو كان ميتش عربيا لما أقدم على الزواج بتلفزيون لأن الزواج بآدمية من طراز زكية زكريا من حيث الوسامة، ومايك تايسون من حيث الرقة، وشعبولا من حيث الأناقة والهندام، أهون على النفس من معاشرة تلفزيون ينقل برامج عربية فيروسية. دعك من ان برامج الفضائيات العربية الرسمية تسبب الضغط والسكري لأنها تنقل لنا الدرر التي تنطلق من أفواه «الكبار»، الذين يؤكدون لنا عاما بعد عام ان كل شيء تمام التمام، وأن زيت الخروع أحلى من الشمام، وان العتبة قزاز والسلم نايلو في نايلو، فقد سمعت شيخا يقول إن مشاهدة برامج الفضائيات العربية التجارية يوقع المشاهد في شبهة الخلوة غير الشرعية، خاصة في البرامج التي تقوم على تحرش المذيعات بالمشاهدين جنسيا (بالمناسبة لماذا تصادر السلطات في كل الدول العربية المجلات الخليعة ولا تفعل شيئا إزاء قنوات المجاري الفضائية؟)
المهم أقول لميتش: مبروك تغلبها بالكيلو وات والفولت، وتغلبك بالقنوات.. ولكن إياك والدشات التي تلتقط القنوات العربية لأنها ستتسبب في خراب بيتك.. بالطلاق!
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك