العدد : ١٧٢٨٧ - الثلاثاء ٢٢ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٨٧ - الثلاثاء ٢٢ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ محرّم ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

القرآن.. إنه وحي يوحى!

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ٢٠ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

من‭ ‬باب‭ ‬الإنصاف‭ ‬لغير‭ ‬المسلمين‭ ‬ألا‭ ‬نغمطهم‭ ‬حقهم‭ ‬حين‭ ‬يحسنون‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام،‭ ‬وينصفون‭ ‬المسلمين،‭ ‬ولقد‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تدبرت‭ ‬القول‭ ‬المشهور‭ ‬الذي‭ ‬اعتدنا‭ ‬إطلاقه‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬المسلمين‭ ‬حين‭ ‬يذكرون‭ ‬الإسلام‭ ‬بخير‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬عنهم‭ ‬والفضل‭ ‬ما‭ ‬شهد‭ ‬به‭ ‬الأعداء‭!‬

ولقد‭ ‬وجدت‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬اللائق‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يحسن‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬بالأعداء،‭ ‬وإذا‭ ‬فعلنا‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬غير‭ ‬المسلمين‭ ‬المحسنين،‭ ‬فبماذا‭ ‬نصف‭ ‬الأعداء‭ ‬الحقيقيين‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬جاهدين‭ ‬إلى‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام،‭ ‬وبعضهم‭ ‬ممن‭ ‬يرتدي‭ ‬عباءة‭ ‬الإسلام‭ ‬ويحمل‭ ‬في‭ ‬أحشائه،‭ ‬وفي‭ ‬سويداء‭ ‬قلبه‭ ‬البغض‭ ‬والحقد‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭ ‬ونبي‭ ‬الإسلام‭ (‬صلوات‭ ‬ربي‭ ‬وسلامه‭ ‬عليه‭)‬،‭ ‬وبعد‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬والتدبر‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نصفهم‭ ‬بـ«الأغيار‮»‬،‭ ‬فنقول‭ ‬عنهم‭ ‬مثلًا‭: ‬‮«‬الفضل‭ ‬ما‭ ‬شهد‭ ‬به‭ ‬الأغيار‮»‬‭ ‬أي‭ ‬غير‭ ‬المسلمين،‭ ‬وليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬نصفهم‭ ‬بالأعداء،‭ ‬ولقد‭ ‬سبقنا‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬إلى‭ ‬إنصاف‭ ‬هؤلاء،‭ ‬فقال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬لتجدن‭ ‬أشدّ‭ ‬الناس‭ ‬عداوة‭ ‬للذين‭ ‬آمنوا‭ ‬اليهود‭ ‬والذين‭ ‬أشركوا‭ ‬ولتجدن‭ ‬أقربهم‭ ‬مودة‭ ‬للذين‭ ‬آمنوا‭ ‬الذين‭ ‬قالوا‭ ‬إن‭ ‬نصارى‭ ‬ذلك‭ ‬بأنّ‭ ‬منهم‭ ‬قسيسين‭ ‬ورهبانًا‭ ‬وأنهم‭ ‬لا‭ ‬يستكبرون‭ (‬82‭) ‬وإذا‭ ‬سمعوا‭ ‬ما‭ ‬أنزل‭ ‬إلى‭ ‬الرسول‭ ‬ترى‭ ‬أعينهم‭ ‬تفيض‭ ‬من‭ ‬الدمع‭ ‬مما‭ ‬عرفوا‭ ‬من‭ ‬الحق‭ ‬يقولون‭ ‬ربنا‭ ‬آمنا‭ ‬فاكتبنا‭ ‬مع‭ ‬الشاهدين‭ (‬83‭) ‬المائدة‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬قمة‭ ‬الإنصاف‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬تجاه‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المسلمين،‭ ‬ويؤسسوا‭ ‬بذلك‭ ‬ركنًا‭ ‬حضاريًا‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإسلام‭ ‬التي‭ ‬أنشأها‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬تعاليم‭ ‬القرآن‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬العظيم‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬إليه‭ ‬الإسلام‭ ‬حينما‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الأقليات‭ ‬فًيما‭ ‬عرف‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بمبدأ‭ ‬‮«‬المواطنة‮»‬‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬لا‭ ‬ينهاكم‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يقاتلوكم‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬ولم‭ ‬يخرجوكم‭ ‬من‭ ‬دياركم‭ ‬أن‭ ‬تبروهم‭ ‬وتقسطوا‭ ‬إليهم‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يحب‭ ‬المقسطين‮»‬‭ (‬سورة‭ ‬الممتحنة‭/ ‬8‭). ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تضمنته‭ ‬صحيفة‭ ‬المدينة‭ ‬حين‭ ‬أنشأ‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬دولة‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬المنورة‭.‬

إذًا،‭ ‬فإن‭ ‬الإسلام‭ ‬لا‭ ‬يغمط‭ ‬الناس‭ ‬حقوقهم،‭ ‬وسوف‭ ‬نحاول‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المقالة،‭ ‬ككل‭ ‬وما‭ ‬يتبعها‭ ‬من‭ ‬مقالات‭ ‬أخرى‭ ‬الإقرار‭ ‬بما‭ ‬شهده‭ ‬‮«‬الأغيار‮»‬‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المسلمين‭ ‬بذكر‭ ‬مواقفهم‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬باعتباره‭ ‬معجزة‭ ‬الإسلام‭ ‬الخالدة‭ ‬كما‭ ‬صرح‭ ‬بذلك‭ ‬بعض‭ ‬علماء‭ ‬الغرب،‭ ‬ومفكريه،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬ردٌ‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يشيع‭ ‬أن‭ ‬القرآن‭ ‬ليس‭ ‬وحيًا،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬رسول‭ ‬الإسلام،‭ ‬وهو‭ ‬كما‭ ‬يزعم‭ ‬العَلْمانيون‭ ‬كتاب‭ ‬عادي‭ ‬وإن‭ ‬بلغ‭ ‬في‭ ‬الفصاحة‭ ‬والبيان‭ ‬القمة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يرقى‭ ‬في‭ -‬زعمهم‭ ‬إلى‭ ‬معجزة‭ ‬تؤكد‭ ‬صدق‭ ‬الرسول‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬في‭ ‬بلاغه‭ ‬عن‭ ‬ربه‭ ‬سبحانه‭.‬

لقد‭ ‬حسم‭ ‬القرآن‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬مصدر‭ ‬القرآن‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬وحي‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬رسول‭ ‬الإسلام،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭: ‬‮«‬قل‭ ‬لئن‭ ‬اجتمعت‭ ‬الإنس‭ ‬والجن‭ ‬على‭ ‬يأتوا‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬القرآن‭ ‬ولا‭ ‬يأتون‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬بعضهم‭ ‬لبعض‭ ‬ظهيرا‮»‬‭ ‬الإسراء‭/‬88‭.‬

هذا‭ ‬البيان‭ ‬المعجز‭ ‬والحاسم‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لرده،‭ ‬أو‭ ‬التشكيك‭ ‬فيه،‭ ‬ولهذا‭ ‬يطالبهم‭ ‬القرآن‭ ‬بالبرهان‭ ‬على‭ ‬إثبات‭ ‬مزاعمهم‭ ‬حول‭ ‬القرآن‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬وحيا‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬بشر‭!‬

وإليكم‭ ‬شهادات‭ ‬بعض‭ ‬المفكرين‭ ‬الغربيين‭ ‬حول‭ ‬أصل‭ ‬القرآن،‭ ‬ومن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الباحثة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ديبورا‭ ‬بوتر‭ ‬التي‭ ‬ولدت‭ ‬عام‭ ‬1954بمدينة‭ ‬ترافيرز‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬متشيغان‭ ‬الأمريكية‭: ‬كيف‭ ‬استطاع‭ ‬محمد‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬سلم‭) ‬الرجل‭ ‬الأمي‭ ‬الذي‭ ‬نشأ‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬جاهلية‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬معجزات‭ ‬الكون‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬العلم‭ ‬الحديث‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬يسعى‭ ‬لاكتشافها؟‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬إذن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬هو‭ ‬كلام‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭. ‬قالوا‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ / ‬

د‭.‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬خليل‭ / ‬ص‭ ‬55‭.‬

وأما‭ ‬الكونت‭ ‬هنري‭ ‬دي‭ ‬كاستري،‭ ‬المقدم‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي،‭ ‬والذي‭ ‬قضى‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬الإفريقي‭ ‬ردحًا‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬فيقول‭: (‬إن‭ ‬العقل‭ ‬يحار‭ ‬كيف‭ ‬يتأتى‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬تلك‭ ‬الآيات‭ ‬عن‭ ‬رجل‭ ‬أمي‭ ‬وقد‭ ‬اعترف‭ ‬الشرق‭ ‬قاطبة‭ ‬بأنها‭ ‬آيات‭ ‬يعجز‭ ‬فكر‭ ‬بني‭ ‬الإنسان‭ ‬عن‭ ‬الإتيان‭ ‬بمثلها‭ ‬لفظًا‭ ‬ومعنى‭) ‬المرجع‭ ‬السابق‭ / ‬ص‭ ‬61‭.‬

وها‭ ‬هو‭ ‬جورج‭ ‬يوحنا،‭ ‬وهو‭ ‬مسيحي‭ ‬عربي،‭ ‬ينطلق‭ ‬في‭ ‬تفكيره‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬مادية‭ ‬طبيعية‭ ‬صرفة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬قصة‭ ‬الإنسان‭) ‬لم‭ ‬يمنعه‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬شهادة‭ ‬حق،‭ ‬فيقول‭: ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإقرار‭ ‬بأن‭ ‬القرآن‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬كتاب‭ ‬دين‭ ‬وتشريع،‭ ‬فهو‭ ‬أيضًا‭ ‬كتاب‭ ‬لغة‭ ‬فصحى‭ ‬وللغة‭ ‬القرآن‭ ‬الفضل‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬ازدهار‭ ‬اللغة،‭ ‬ولطالما‭ ‬يعود‭ ‬إليه‭ ‬أئمة‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬في‭ ‬بلاغة‭ ‬الكلمة‭ ‬وبيانها‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأئمة‭ ‬مسلمين‭ ‬أم‭ ‬مسيحيين‭. (‬قالوا‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ / ‬د‭. ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬خليل‭ / ‬ص‭ ‬61‭).‬

وحول‭ ‬تميز‭ ‬معجزة‭ ‬الإسلام‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬المعجزات،‭ ‬يقول‭ ‬إيتين‭ ‬دينيه‭ (‬1929-‭ ‬1961‭) ‬إن‭ ‬معجزة‭ ‬الأنبياء‭ ‬الذين‭ ‬سبقوا‭ ‬محمدًا‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬معجزات‭ ‬وقتية‭ ‬وبالتالي‭ ‬معرضة‭ ‬للنسيان‭ ‬السريع،‭ ‬بينما‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نسمي‭ ‬معجزة‭ ‬الآيات‭ ‬القرآنية‭ (‬المعجزة‭ ‬الخالدة‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬تأثيرها‭ ‬دائم‭ ‬ومفعولها‭ ‬مستمر،‭ ‬ومن‭ ‬اليسير‭ ‬على‭ ‬المؤمن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زمان،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬هذه‭ ‬المعجزة‭ ‬بمجرد‭ ‬تلاوة‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المعجزة‭ ‬نجد‭ ‬التعليل‭ ‬الشافي‭ ‬للانتشار‭ ‬الهائل‭ ‬الذي‭ ‬أحرزه‭ ‬الإسلام‭.. (‬قالوا‭ ‬عن‭ ‬الإسلام،‭ ‬د‭. ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬خليل‭ / ‬ص‭ ‬63‭).‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬أقوال‭ ‬وشهادات‭ ‬بعض‭ ‬علماء‭ ‬ومفكري‭ ‬الغرب‭ ‬الذين‭ ‬أنصفوا‭ ‬فيها‭ ‬الإسلام‭ ‬وكتاب‭ ‬الإسلام‭ ‬الذين‭ ‬أبى‭ ‬عليهم‭ ‬حيادهم‭ ‬العلمي،‭ ‬وحرصهم‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬تتبع‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬مظانها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا