زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
ماكرات ولسن غبيات
يعتقد بعض القراء -بارك الله فيهم وفيهن- أنني أتحلى بقدر طيب من الشجاعة، لأنني أستطيع أن أقول أشياء كثيرة عن النساء، من دون خوف من العواقب (أي زوجتي)، بل إن بعضهم يعتقد ان زوجتي أمية بسبب تلك الشجاعة المتوَهَّمة، وهناك من يسألني: هل أنت فعلا متزوج؟ سؤال سخيف فكأنما هناك زواج «فعلا» وزواج «نظريا»!! نعم يا جماعة: انا متزوج جدا. متزوج محترف ومن أرباب السوابق، يعني متزوج منذ حفر قناة السويس، وأحترم زوجتي جدا وأخاف منها جدا، ولهذا فإنني أخفي عنها أي مقال فيه مساس بالمرأة او الزوجات، او أنتقد فيه نظرتها للأمور وولعها العجيب باقتناء المفارش والاحذية، ومن حسن حظي أنه حتى في عصر رواج الصحف الورقية كان يتم تسليم الصحف التي تنشر مقالاتي لي في مكان العمل وليس في البيت، وكانت هي تسألني أحيانا: لماذا لا أحضر الجريدة معي الى البيت؟ فأقول لها انني لا احصل على نسخة مجانية وان الجريدة تباع بواقع 12 ريالا «ولا داعي لإهدار مواردنا المالية في غير المفارش». ثم طلبا للأمان والسلامة صرت لا أقتني الصحف التي أتعامل معها بل أقرأها ببلاش على النت، ولحسن حظي فإن المدام تعتقد ان الانترنت رجس من عمل الشيطان وتجتنبه. بعبارة أخرى فإنني أسرح وأمرح وأشطح وأنطح في الشؤون النسوية والزوجية بقلب جامد، من دون خوف من العواقب.
ونجاحي في الضحك على زوجتي دليل على ان الرجل أكثر ذكاء من المرأة، برغم تآمر وزارات التربية بجعل البنات متفوقات على الاولاد في الامتحانات المدرسية، وحتى لو كنّ متفوقات فعلا فالغلبة تكون لنا في النهاية: فبعد الزواج يكون في مقدور الزوج أن يضحك على عقل زوجته او ان يلحس عقلها بالكلام المعسول. نعم فالكلمة الحلوة تساوي كنوز الدنيا عند المرأة، ويستحسن ان تكون الكلمات مصحوبة بالهدايا بين الحين والآخر. ويحكى أن رجلا زار صديقا له عجوزا لشرب الشاي بالنعناع، ولاحظ ان مضيفه ينادي زوجته على الدوام بعبارات مثل: يا حبيبتي.. نعم يا عيوني (لو قلت لزوجتي: يا عيوني، لخلعتني لأن عيوني حاجة تكسف).. تعالي يا عمري.. كم سكر في الشاي يا كتكوتي (ماذا يعجب المرأة في أن يناديها شخص بالكتكوتة؟ وهل تقبل ان يناديها ذلك الشخص لاحقا بـ«يا دجاجة» على أساس ان تلك سنة الحياة ولا بد للكتكوتة أن تكبر؟ على كل حال كتكوتة أحلى من بابمكين pumpkin التي ينادي بها الامريكي حبيبته والبابمكين هو القرع).. المهم أن الضيف استغل خروج الكتكوتة لجلب كعكة، وقال لصاحب المنزل: ما شاء الله فأنت تحب زوجتك وتدللها رغم انكما متزوجان منذ أكثر من خمس وأربعين سنة!! هنا قال له العجوز: حقيقة الأمر هي انني نسيت اسمها منذ عشر سنوات ولا أريد لها ان تكتشف ذلك، فتنكّد عيشتي، ولهذا أستخدم ألفاظ التدليع والتدليل!
ويعرف الكثير من الرجال ان النساء لسن غبيات بل يتغابين ويجعلننا نحس بالتفوق، وبالتالي فهن اللواتي يضحكن علينا، يعني بالعامية يعاملننا على «قدر عقولنا»، ولكن الغربيين يعتقدون ان الشقراوات غبيات بالوراثة (وعندنا تجد سوداء كأبي الجعافر وشعرها أشقر ودي تيجي إزاي؟ عرفت الإجابة؟ عليك نور) وهكذا تم تنظيم اجتماع حضرته 80 ألف شقراء ليؤكدن أنهن ذكيات ونادت زعيمتهن واحدة وأوقفتها أمام المايكروفون وسألتها: كم تساوي 30 زائد 30 فقالت: 19، فشعرت الزعيمة بالحرج، ولكن آلاف الأصوات ارتفعت مطالبة بمنحها فرصة أخرى، وهكذا سألتها: كم تساوي 15 + 15 فأجابت: 90 وكادت الزعيمة تسقط من فرط الخجل، ولكن الأصوات تعالت مجددا: أعطوها فرصة أخرى، فسألتها الزعيمة: كم تساوي 2 + 2؟ فقالت: 4، هنا انفجرت 80 ألف حنجرة بالصراخ: أعطوها فرصة أخرى!

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك