العدد : ١٧٢٧٤ - الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٧٤ - الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ محرّم ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

دعوة إلى خطاب وطني فلسطيني جامع ومتحرر من الأيديولوجيا

بقلم: د. رمزي بارود {

الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

كان‭ ‬يمكن‭ ‬للنضالات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والتضحيات‭ ‬المتواصلة‭ ‬والخسائر‭ ‬الجسيمة‭ ‬التي‭ ‬تكبدها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬أن‭ ‬تقضي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬بلغ‭ ‬ذروته‭. ‬فكيف‭ ‬نفسر‭ ‬ذلك؟

تعود‭ ‬محاولات‭ ‬محو‭ ‬فلسطين‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وقضيته‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمن‭. ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬الآثار‭ ‬التاريخية‭ ‬والمستمرة‭ ‬لوعد‭ ‬بلفور‭ ‬وفترة‭ ‬الانتداب‭ ‬التي‭ ‬تلته،‭ ‬والتي‭ ‬مهدت‭ ‬الطريق‭ ‬لعصر‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الشديد‭ ‬والقمع‭ ‬الممنهج‭ ‬وفرض‭ ‬قوانين‭ ‬طوارئ‭ ‬صارمة‭.‬

لقد‭ ‬أعقب‭ ‬النكبة‭ ‬المدمرة‭ ‬‭ ‬التدمير‭ ‬الكارثي‭ ‬للوطن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬سن‭ ‬قوانين‭ ‬طوارئ‭ ‬جديدة‭ ‬وتشريد‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬طال‭ ‬على‭ ‬مدة‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬عدة‭ ‬أجيال‭ ‬فلسطينية‭ ‬متعاقبة‭ ‬تعيش‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬الشتات‭.‬

وقد‭ ‬تفاقمت‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬المتواصلة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬وعمليات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الجديدة‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬المستمر‭ ‬بسبب‭ ‬الافتقار‭ ‬الشامل‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الدولي‭ ‬والتضامن‭ ‬العربي‭ ‬المستدام،‭ ‬والذي‭ ‬تفاقم‭ ‬بسبب‭ ‬الصراعات‭ ‬الداخلية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وتمتد‭ ‬هذه‭ ‬السلسلة‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يحصى‭ ‬من‭ ‬المجازر‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وتصاعد‭ ‬العنف،‭ ‬والتوسع‭ ‬المستمر‭ ‬للمستوطنات،‭ ‬والتدمير‭ ‬واسع‭ ‬النطاق،‭ ‬والهدم‭ ‬المتكرر‭ ‬للمنازل‭.‬

إن‭ ‬الحصار‭ ‬الطويل‭ ‬والبربري‭ ‬الذي‭ ‬فرض‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬والذي‭ ‬اتسم‭ ‬بحرب‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬ذروته‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬23‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ورغم‭ ‬هذا‭ ‬التراكم‭ ‬الشامل‭ ‬والهائل‭ ‬من‭ ‬المحن‭ ‬المأسوية،‭ ‬فإن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لا‭ ‬تصمد‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تستمر‭ ‬بروح‭ ‬لا‭ ‬تتزعزع،‭ ‬ويتجلى‭ ‬هذا‭ ‬النضال‭ ‬الاستثنائي‭ ‬والدائم‭ ‬في‭ ‬أعمق‭ ‬معانيه‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬الصمود‭.‬

إن‭ ‬الصمود‭ ‬يتجاوز‭ ‬مجرد‭ ‬الثبات‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬والمبدأ؛‭ ‬فهو‭ ‬يمثل‭ ‬ظاهرة‭ ‬ثقافية‭ ‬عميقة‭ ‬وراسخة‭ ‬الجذور‭ ‬متجذرة‭ ‬في‭ ‬التحدي،‭ ‬والوعي‭ ‬التاريخي،‭ ‬والإيمان‭ ‬الراسخ،‭ ‬والروحانية،‭ ‬وقوة‭ ‬الروابط‭ ‬الأسرية،‭ ‬وتماسك‭ ‬المجتمع‭.‬

إن‭ ‬لغة‭ ‬الصمود‭ ‬غنية‭ ‬ومنتشرة‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬وتتجلى‭ ‬ببلاغة‭ ‬في‭ ‬الشعر،‭ ‬والقصص‭ ‬المعقدة،‭ ‬والآيات‭ ‬القرآنية،‭ ‬والمصطلحات‭ ‬الثورية‭ ‬القوية‭ ‬والملهمة‭.‬

إن‭ ‬كلمات‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الصمود‮»‬‭ ‬نفسها،‭ ‬و«المقاومة‮»‬،‭ ‬و«الحرية‮»‬،‭ ‬و«الثورة‮»‬،‭ ‬و‮«‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬قطرة‭ ‬دم‮»‬،‭ ‬وحتى‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬فلسطين‮»‬‭ ‬نفسها،‭ ‬مشبعة‭ ‬بمعاني‭ ‬عميقة‭ ‬ومتعددة‭ ‬الأوجه‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يحصى‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬نشأوا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬مثلي،‭ ‬فإن‭ ‬الفعل‭ ‬البسيط،‭ ‬ولكن‭ ‬القوي،‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬كلمة‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬الرمال،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬كتاب‭ ‬مدرسي،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الشخص‭ ‬نفسه،‭ ‬يشكل‭ ‬تجربة‭ ‬أساسية‭ ‬وشخصية‭ ‬عميقة‭ ‬وملهمة‭ ‬تترك‭ ‬أثرا‭ ‬لا‭ ‬يمحى‭.‬

ومن‭ ‬ثم،‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬فهم‭ ‬حقيقي‭ ‬لفلسطين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتشكل‭ ‬بدقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اللغة‭ ‬الأصيلة‭ ‬والتجارب‭ ‬الحية‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬أولئك‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الضرورة‭ ‬تدعونا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬تحول‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬التركيز،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الوثائق‭ ‬التاريخية‭ ‬مثل‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭ ‬المشؤوم‭ ‬أو‭ ‬قانون‭ ‬الدولة‭ ‬القومية‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭.‬

وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ينشأ‭ ‬الفهم‭ ‬بشكل‭ ‬أصيل‭ ‬من‭ ‬روايات‭ ‬الشخصيات‭ ‬المحورية‭ ‬مثل‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬القسام،‭ ‬وعبد‭ ‬القادر‭ ‬الحسيني،‭ ‬وأكرم‭ ‬زعيتر،‭ ‬وغسان‭ ‬كنفاني،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المقاتلين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وأطفالهم‭ ‬الأبرياء،‭ ‬وصحفييهم‭ ‬الشجعان،‭ ‬وأطبائهم‭ ‬المخلصين،‭ ‬وشعبهم‭ ‬العادي،‭ ‬لكنه‭ ‬الشعب‭ ‬المفعم‭ ‬بالبطولة‭ ‬وروح‭ ‬التضحية‭.‬

قد‭ ‬يميل‭ ‬إنسان‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المنظور‭ ‬مفرط‭ ‬في‭ ‬العاطفية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يُجسّد‭ ‬بوضوح‭ ‬قناعة‭ ‬راسخة‭ ‬بأن‭ ‬غزة‭ ‬تشكّل‭ ‬جوهر‭ ‬التاريخ‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ومساره‭ ‬النضالي،‭ ‬ومصيره‭ ‬المستقبلي‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬بنداء‭ ‬عاطفي،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬اعتراف‭ ‬عميق‭ ‬بواقع‭ ‬معيش‭ ‬قاسٍ‭ ‬لا‭ ‬يلين‭: ‬لقد‭ ‬تحملت‭ ‬غزة‭ ‬وطأة‭ ‬أشد‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬والفصل‭ ‬العنصري،‭ ‬والحصار،‭ ‬والحرب،‭ ‬والعنف،‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي،‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬غزة‭ ‬هي‭ ‬أيضًا‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬فيه‭ ‬المقاومة‭ ‬لحظةً‭ ‬واحدة‭. ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬وحدها‭ ‬كافية‭ ‬لإثبات‭ ‬أن‭ ‬غزة‭ ‬هي‭ ‬العنصر‭ ‬الأكثر‭ ‬أهميةً‭ ‬ووضوحًا‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المعقد‭ ‬لما‭ ‬يُسمى‭ ‬بالصراع‭.‬

إن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تتكشف‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬عقاب‭ ‬جماعي،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬تصور‭ ‬إسرائيلي‭ ‬مشوه‭ ‬ومرعب‭ ‬للواقع،‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬نفسه،‭ ‬وليس‭ ‬أيديولوجية‭ ‬محددة،‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬أفراد‭ ‬محددة،‭ ‬أو‭ ‬منظمة‭ ‬محددة،‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬الطريقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬المفترضة‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬برمتها‭ ‬ووأدها‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭ ‬وبصورة‭ ‬كاملة‭ ‬إنما‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬القتل‭ ‬الجماعي‭ ‬وإبادة‭ ‬الشعب‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬للذين‭ ‬تكتب‭ ‬لهم‭ ‬النجاة‭ ‬ويظلون‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بطريقتها‭ ‬الملتوية‭ ‬والإجرامية‭ ‬العميقة،‭ ‬قد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬استيعاب‭ ‬هذا‭ ‬الفهم‭ ‬المرعب،‭ ‬فإنه‭ ‬يصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬أن‭ ‬نستوعب‭ ‬نحن‭ ‬أيضاً‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬الأساسي‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭.‬

لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬فهمًا‭ ‬جديدًا‭ ‬وعميقا‭ ‬لفلسطين‭ ‬ليس‭ ‬أمرًا‭ ‬مرغوبًا‭ ‬فيه‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬مُلِحّة‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُركّز‭ ‬هذا‭ ‬الفهم،‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه،‭ ‬على‭ ‬الأصوات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬بصدق‭ ‬مشاعر‭ ‬الناس‭ ‬العاديين‭ ‬ورغباتهم‭ ‬وتطلعاتهم‭ ‬وسياساتهم‭ ‬الشعبية‭ ‬الأصيلة‭.‬

من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬ألا‭ ‬يكفي‭ ‬أي‭ ‬صوت‭ ‬فلسطيني،‭ ‬ولا‭ ‬أي‭ ‬رواية‭ ‬تاريخية‭. ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬المدروس‭ ‬والمركّز‭ ‬سيساعد‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬تحرير‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬صمود‮»‬،‭ ‬وجميع‭ ‬المصطلحات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها،‭ ‬من‭ ‬اعتبارها‭ ‬مجرد‭ ‬لغة‭ ‬عاطفية‭ ‬عابرة،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬جوهرَ‭ ‬خطابنا‭ ‬الجماعي‭.‬

ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يُعهد‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬كسائر‭ ‬الشعوب‭ ‬الأصيلة‭ ‬المنخرطة‭ ‬في‭ ‬نضال‭ ‬عادل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية،‭ ‬بمسؤولية‭ ‬واضحة‭ ‬عن‭ ‬خطابهم‭. ‬فهم‭ ‬ليسوا‭ ‬عبئًا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب،‭ ‬وليسوا‭ ‬مجرد‭ ‬أطراف‭ ‬هامشية‭ ‬فيه،‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬الشخصيات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكارها‭.‬

في‭ ‬غضون‭ ‬600‭ ‬يوم‭ ‬منذ‭ ‬هجمات‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬تمكن‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬عزلة‭ ‬تامة‭ ‬ويتعرضون‭ ‬للإبادة،‭ ‬من‭ ‬فضح‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أكثر‭ ‬شمولاً‭ ‬وفعالية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬العمل‭ ‬التراكمي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬قرن‭ ‬كامل‭.‬

وهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الضخم‭ ‬هو‭ ‬أيضًا‭ ‬نتيجة‭ ‬مباشرة‭ ‬لروح‭ ‬الصمود‭ ‬البطولية‭ ‬التي‭ ‬أبداها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬الآن‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬بشكل‭ ‬نقدي‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬تضامننا‭ ‬مع‭ ‬فلسطين،‭ ‬وتحريرها‭ ‬بوعي‭ ‬من‭ ‬أولوياتنا‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬والسياسية،‭ ‬والشخصية‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬وإعادة‭ ‬تشكيلها‭ ‬بشكل‭ ‬حاسم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الأولويات‭ ‬الحقيقية‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬أنفسهم‭ ‬فقط‭.‬

 

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا