العدد : ١٧٣٣١ - الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣١ - الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

أسعار النفط بين التصعيد في المنطقة وتوازنات العرض والطلب

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬أعقاب‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬يونيو2025،‭ ‬قفزت‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬10%‭. ‬ومع‭ ‬توسع‭ ‬الهجوم‭ ‬ليشمل‭ ‬غارات‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬ذاته،‭ ‬تجاوز‭ ‬سعر‭ ‬‮«‬خام‭ ‬برنت‮»‬،‭ ‬حاجز‭ ‬الـ80‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭. ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬عقب‭ ‬اندلاع‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬ونصف،‭ ‬لم‭ ‬تُسجل‭ ‬الأسعار‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬مستدامًا‭. ‬ووفقًا‭ ‬لتقديرات‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬جولدمان‭ ‬ساكس‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬احتمالًا‭ ‬بنسبة‭ ‬60%‭ ‬بأن‭ ‬تتراوح‭ ‬أسعار‭ ‬خام‭ ‬برنت‭ ‬بين‭ ‬60‭ ‬و70‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬المقبلة‭.‬

ولم‭ ‬يؤدِ‭ ‬تهديد‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬بإغلاق‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ -‬الذي‭ ‬تمرّ‭ ‬عبره‭ ‬نحو‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬الاستهلاك‭ ‬اليومي‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬نفط‭ ‬الخليج‭ ‬‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستدام‭ ‬في‭ ‬الأسعار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬‮«‬جريجوري‭ ‬برو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬أوراسيا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬التداعيات‭ ‬المتوقعة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬‮«‬مبالغ‭ ‬فيها‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أُشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الزيادة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬الأمريكي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التوسعات‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬دول‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬المتزايد‭ ‬على‭ ‬النفط‭.‬

ورغم‭ ‬سريان‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬المؤقت‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وإيران‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى؛‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬تدمير‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬للأخيرة‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬ادعاه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب»؛‭ ‬يُبقي‭ ‬احتمالات‭ ‬التصعيد‭ ‬‮«‬قائمة‮»‬‭. ‬وقدّر‭ ‬‮«‬رافائيل‭ ‬غروسي‮»‬،‭ ‬مدير‭ ‬‮«‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬ستكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استئناف‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة،‭ ‬ما‭ ‬يُمهّد‭ ‬لاحتمالات‭ ‬اندلاع‭ ‬موجات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬والعنف‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ويُبقي‭ ‬الخطر‭ ‬محدقًا‭ ‬بإمدادات‭ ‬النفط‭ ‬التي‭ ‬تضخها‭ ‬المنطقة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬برنت‭ ‬80‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬لفترة‭ ‬وجيزة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬القصف‭ ‬الأمريكي‭ ‬للمنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬نطنز،‭ ‬وفوردو،‭ ‬وأصفهان؛‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬عاود‭ ‬الانخفاض‭ ‬إلى‭ ‬72‭ ‬دولارًا‭ ‬بنهاية‭ ‬اليوم‭ ‬نفسه‭. ‬وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬انخفضت‭ ‬أسعاره‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬6%‭ ‬ليستقر‭ ‬عند‭ ‬67‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل،‭ ‬وهو‭ ‬السعر‭ ‬الذي‭ ‬ظل‭ ‬عليه‭ ‬تقريبًا‭ ‬حتى‭ ‬انقضاء‭ ‬الشهر‭. ‬وعليه،‭ ‬أشارت‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬باتت‭ ‬‮«‬متقاربة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‮»‬،‭ ‬عما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬يونيو‭.‬

وقيّم‭ ‬‮«‬موكيش‭ ‬ساهديف‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ريستاد‭ ‬إنرجي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬احتمال‭ ‬وقوع‭ ‬تداعيات‭ ‬اقتصادية‭ ‬حادة‮»‬،‭ ‬شكّل‭ ‬دافعًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬للطرفين‭ ‬للموافقة‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬شدّد‭ ‬‮«‬بيارن‭ ‬شيلدروب‮»‬،‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬إس‭ ‬إي‭ ‬بي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬لم‭ ‬تفقد‭ ‬قطرة‭ ‬نفط‭ ‬واحدة‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬تاماس‭ ‬فارغا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬في‭ ‬إم‭ ‬أويل‭ ‬أسوشيتس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تأثير‭ ‬المخاطر‭ ‬الجيوسياسية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬متوقعًا‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬عقب‭ ‬الضربات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تلاشى‭ ‬تمامًا‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬حذر‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬جي‭ ‬بي‭ ‬مورغان‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬12‭ ‬يومًا‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬ارتفاع‭ ‬السعر‭ ‬العالمي‭ ‬للنفط‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على130‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬حال‭ ‬استمر‭ ‬الصراع‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وتم‭ ‬إغلاق‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز؛‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬ساهديف‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬استمرار‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬فمن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تقترب‭ ‬الأسعار‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬70‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭.‬

وعن‭ ‬سبب‭ ‬استمرار‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬فيل‭ ‬فلين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬برايس‭ ‬فيوتشرز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬يواجه‭ ‬‮«‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬بالدول‭ ‬إلى‭ ‬السحب‭ ‬من‭ ‬احتياطاتها‭ ‬مع‭ ‬ازدياد‭ ‬نشاط‭ ‬التكرير‭. ‬وقدرت‭ ‬‮«‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬سيزداد‭ ‬بمقدار‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬لبقية‭ ‬العقد‭ ‬الجاري،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬105‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭. ‬كما‭ ‬توقعت‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط،‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يتجاوز‭ ‬العرض‭ ‬العالمي‭ ‬‮«‬نمو‭ ‬الطلب‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬وغير‭ ‬الأعضاء‭ ‬‭ ‬وأبرزها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‭ ‬مما‭ ‬يضمن‭ ‬استمرار‭ ‬تلقي‭ ‬السوق‭ ‬‮«‬الإمدادات‭ ‬بشكل‭ ‬مُريح‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2030‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬‮«‬ضخمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الإنتاج،‭ ‬كما‭ ‬وصفتها‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬بلومبرج‮»‬‭ ‬تبلغ‭ ‬411‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬لشهر‭ ‬أغسطس‭ ‬2025،‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬استمرارًا‭ ‬لنمط‭ ‬الزيادة‭ ‬التدريجية‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليها‭ ‬لشهر‭ ‬يوليو‭. ‬ووفقًا‭ ‬لتقييم‭ ‬‮«‬أولي‭ ‬هانسون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬ساكسو‮»‬،‭ ‬فإننا‭ ‬‮«‬سندخل‭ ‬قريبًا‭ ‬موسم‭ ‬انخفاض‭ ‬الطلب،‭ ‬حيث‭ ‬ستصبح‭ ‬زيادات‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‮»‬‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬أعضاء‭ ‬المجموعة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامجهم‭ ‬التدريجي‭ ‬لزيادة‭ ‬حصص‭ ‬الإنتاج؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬لولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬تبدو‭ ‬مستعدة‭ ‬لتوسيع‭ ‬إنتاجها‭ ‬بوتيرة‭ ‬سريعة‭ ‬أيضًا‭. ‬

وأشارت‭ ‬‮«‬أجاث‭ ‬ديماريس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬المتزايدة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تماسك‭ ‬داخل‭ ‬السياسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬حاليًا،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي‭ ‬يبدو‭ ‬وكأنه‭ ‬نسخة‭ ‬موسّعة‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الافتراض‭ ‬بأن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬يضع‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬نفط‭ ‬منخفضة‭ ‬ليس‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الواقع‮»‬‭.‬

الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬وجّه‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬يونيو،‭ ‬عبر‭ ‬منصته‭ ‬‮«‬تروث‭ ‬سوشيال‮»‬،‭ ‬دعوة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬محذرًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬ارتفاع‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬يخدم‭ ‬مصلحة‭ ‬العدو‮»‬،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭. ‬وكرر‭ ‬مناشدته‭ ‬للمنتجين‭ ‬المحليين‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬الحفر،‭ ‬يا‭ ‬عزيزي،‭ ‬الحفر‭!!!‬‮»‬‭. ‬وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬‮«‬دارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬سجل‭ ‬مستوى‭ ‬قياسيًا‭ ‬بلغ‭ ‬13‭.‬47‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭.‬

وهناك‭ ‬عامل‭ ‬آخر‭ ‬يجب‭ ‬أخذه‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬هو‭ ‬التغيرات‭ ‬الملحوظة‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬تجاه‭ ‬نمو‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الإيرانية‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬ديماريس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬طهران،‭ ‬وبعد‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬منشآتها‭ ‬النووية‭ ‬والعسكرية؛‭ ‬قامت‭ ‬بـ«تصدير‭ ‬أكبر‭ ‬كمية‭ ‬ممكنة‭ ‬من‭ ‬النفط‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬رفع‭ ‬إنتاجها‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬عند‭ ‬3‭.‬5‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭. ‬وتشير‭ ‬بيانات‭ ‬‮«‬شركة‭ ‬كبلر‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬استوردت‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2025‭ ‬ما‭ ‬معدله‭ ‬1‭.‬46‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬يوميًا،‭ ‬أي‭ ‬بزيادة‭ ‬تقارب‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬عن‭ ‬مايو،‭ ‬بينما‭ ‬سجلت‭ ‬‮«‬شركة‭ ‬فورتيكسا‮»‬،‭ ‬رقمًا‭ ‬قياسيًا‭ ‬بلغ‭ ‬1‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬تم‭ ‬نقلها‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭.‬

ورغم‭ ‬تهديد‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬مطلع‭ ‬مايو‭ ‬2025،‭ ‬بفرض‭ ‬‮«‬عقوبات‭ ‬ثانوية‮»‬‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تشتري‭ ‬النفط‭ ‬الإيراني‭ - ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ - ‬مؤكدًا‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يُسمح‭ ‬لها‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بأي‭ ‬شكل‮»‬،‭ ‬عاد‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬يونيو‭ ‬ليعلن‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬تروث‭ ‬سوشيال‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بكين‮»‬،‭ ‬‮«‬يمكنها‭ ‬الآن‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬إيران‮»‬‭. ‬كما‭ ‬صرح‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬لحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬من‭ ‬يقرر‭ ‬بيع‭ ‬النفط،‭ ‬فسوف‭ ‬يبيعه‮»‬‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«سكوت‭ ‬موديل‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬رابيدان‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬تصريحاته‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬ضوءًا‭ ‬أخضر‮»‬‭ ‬لمبيعات‭ ‬النفط‭ ‬الإيراني‭ ‬إلى‭ ‬الصين،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبرها‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬عودة‭ ‬إلى‭ ‬معايير‭ ‬إنفاذ‭ ‬متساهلة‮»‬‭. ‬لذا،‭ ‬تساءلت‭ ‬‮«‬ديماريس‮»‬،‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬حول‭ ‬‮«‬لسياسة‭ ‬غير‭ ‬الرسمية‮»‬‭ ‬الأمريكية،‭ ‬تجاه‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الإيرانية‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬رسمية‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأكيدها‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬فعليًا‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬منشوره‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬برو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬العقوبات‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬اعتبرها‭ ‬مجرد‭ ‬إقرار‭ ‬‮«‬بأن‭ ‬طهران‭ ‬ستعود‭ ‬إلى‭ ‬مستوياتها‭ ‬الاعتيادية‭ ‬في‭ ‬التصدير‭ ‬مع‭ ‬بكين‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬محللي‭ ‬السوق‭ ‬يشددون‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬العوامل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعرض‭ ‬والطلب‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالتهديدات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتصعيد‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬برو»؛‭ ‬فإنه‭ ‬رغم‭ ‬سريان‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران،‭ ‬‮«‬ستظل‭ ‬مخاطر‭ ‬تهديد‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬قائمة،‭ ‬ولكن‭ ‬بدرجات‭ ‬متفاوتة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬فإن‭ ‬مقترحات‭ ‬البرلمان‭ ‬الإيراني‭ ‬بإغلاق‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬‭ ‬الذي‭ ‬يعبر‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬الاستهلاك‭ ‬اليومي‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬‭ ‬أثارت‭ ‬تحذيرات‭ ‬خبراء‭ ‬الصناعة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭. ‬وحذر‭ ‬‮«‬خورخي‭ ‬ليون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ريستاد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬السيناريو‭ ‬المتطرف‮»‬،‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬هجمات‭ ‬إيرانية‭ ‬على‭ ‬‮«‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ارتفاع‭ ‬حاد‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬العالمية‭. ‬بينما‭ ‬حذرت‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬جولدمان‭ ‬ساكس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬قد‭ ‬تتجاوز‭ ‬100‭ ‬دولار‭ ‬للبرميل،‭ ‬إذا‭ ‬حدث‭ ‬‮«‬اضطراب‭ ‬مطول‮»‬‭ ‬في‭ ‬تدفق‭ ‬النفط‭ ‬عبر‭ ‬المضيق‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هيليما‭ ‬كروفت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬آر‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬كابيتال‭ ‬ماركتس‮»‬،‭ ‬أكدت‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬إغلاق‭ ‬المضيق‭ ‬بالكامل‭ ‬ولفترة‭ ‬طويلة»؛‭ ‬فإنها‭ ‬أقرت‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬بقدرتها‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬باستخدام‭ ‬الصواريخ‭ ‬والألغام‭. ‬وبناءً‭ ‬عليه،‭ ‬فرغم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬برو‮»‬،‭ ‬قلل‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬المتشائم،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬اختلال‭ ‬موازين‭ ‬القوى‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وكذلك‭ ‬حاجة‭ ‬طهران‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬ودية‮»‬‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬إغلاق‭ ‬المضيق؛‭ ‬إلا‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬محدود‭ ‬وكحل‭ ‬أخير»؛‭ ‬فقد‭ ‬خلصت‭ ‬‮«‬ديماريس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الشيء‭ ‬الوحيد‭ ‬المؤكد‭ ‬في‭ ‬رئاسة‭ ‬ترامب‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬سيحدث‭ ‬لاحقًا،‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتغير‭ ‬في‭ ‬لحظة‮»‬‭. ‬

وعليه،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استبعاد‭ ‬احتمال‭ ‬اندلاع‭ ‬تصعيد‭ ‬كبير‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬بسبب‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬والصواريخ‭ ‬الباليستية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الأسعار‭ ‬ستعود‭ ‬للانخفاض‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬المشهد‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬المتقلب‭ ‬باستمرار‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا