العدد : ١٧٣٣١ - الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣١ - الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

خريطة القوى النووية ومخاطر السلاح النووي الصهيوني

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

تتجلى‭ ‬مصداقية‭ ‬وواقعية‭ ‬قول‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬وأعدوا‭ ‬لهم‭ ‬ما‭ ‬استطعتم‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬ومن‭ ‬رباط‭ ‬الخيل‭ ‬ترهبون‭ ‬به‭ ‬عدو‭ ‬الله‭ ‬وعدوكم‮»‬‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬العصيبة‭ ‬التي‭ ‬مرَّت‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يونيو،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬خلال‭ ‬12‭ ‬يوماً‭ ‬من‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والأمريكي‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬مواقع‭ ‬نووية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬يونيو‭ ‬إلى‭ ‬25‭ ‬يونيو‭ ‬2025‭. ‬فبحسب‭ ‬تصريحات‭ ‬الصهاينة‭ ‬والأمريكيين‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬لإيران‭ ‬بامتلاك‭ ‬القنبلة‭ ‬الذرية،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬شم‭ ‬الصهاينة‭ ‬رائحة‭ ‬البرنامج‭ ‬والقنبلة‭ ‬النووية‭ ‬من‭ ‬بعيد،‭ ‬هددت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بانها‭ ‬ستُضرب‭ ‬فوراً،‭ ‬ويتم‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭ ‬كلياً‭ ‬ومحوها‭ ‬من‭ ‬الخارطة‭.‬

فالقوة‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الصهاينة‭ ‬هي‭ ‬القوة‭ ‬النووية،‭ ‬ويُطلق‭ ‬عليها‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬الردع‭ ‬النووية‮»‬،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬القنابل‭ ‬الذرية،‭ ‬والصواريخ‭ ‬الحاملة‭ ‬للرؤوس‭ ‬النووية،‭ ‬ولذلك‭ ‬تم‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬العدوان‭ ‬الاستباقي‮»‬‭ ‬لمنع‭ ‬إيران‭ ‬وأية‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬غير‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬لفرض‭ ‬سيطرته،‭ ‬وهيمنته‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬سيادي‭ ‬للدول‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭. ‬وهذا‭ ‬العدوان‭ ‬الغاشم‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬قَبْل‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬كانت‭ ‬ربما‭ ‬تنوي‭ ‬فقط‭ ‬بناء‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية‭ ‬لأغراض‭ ‬سلمية‭ ‬مثل‭ ‬ليبيا،‭ ‬وسوريا،‭ ‬والعراق‭ ‬فالقوة‭ ‬النووية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬المحرمات‭ ‬ومن‭ ‬الكبائر‭ ‬العظمى‭ ‬التي‭ ‬تُمنع‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دولنا‭ ‬على‭ ‬الاقتراب‭ ‬منها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬امتلاكها‭.‬

فالسلاح‭ ‬النووي‭ ‬بحر‭ ‬لجي‭ ‬متلاطم‭ ‬الأمواج،‭ ‬وغامض‭ ‬وسري‭ ‬جداً،‭ ‬ولا‭ ‬يمتلك‭ ‬أي‭ ‬إنسان،‭ ‬أو‭ ‬منظمة‭ ‬أممية‭ ‬وغير‭ ‬أممية،‭ ‬أو‭ ‬أجهزة‭ ‬استخباراتية‭ ‬المعلومات‭ ‬الدقيقة‭ ‬والموثوقة،‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬نوعية‭ ‬هذه‭ ‬القنابل،‭ ‬أو‭ ‬أعدادها‭ ‬ومواقع‭ ‬وجودها‭.‬

ولذلك‭ ‬أُحاول‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البيانات‭ ‬المتاحة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬وغير‭ ‬الحكومية‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬أسرار‭ ‬هذا‭ ‬البحر‭ ‬المظلم‭ ‬والغامض،‭ ‬وتقديم‭ ‬ما‭ ‬توافر‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬القوة‭ ‬النووية‭. ‬

فالمصادر‭ ‬الأولية‭ ‬للمعلومات‭ ‬النووية‭ ‬شحيحة‭ ‬جداً،‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭ ‬الكتاب‭ ‬السنوي‭ ‬الذي‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬أستوكهولم‭ ‬لأبحاث‭ ‬السلام‮»‬،‭ ‬وآخر‭ ‬هذه‭ ‬الكتب‭ ‬الدورية‭ ‬نُشر‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬2025‭ (‬Yearbook‭ ‬2025‭)‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقارير‭ ‬ومنشورات‭ ‬‮«‬اتحاد‭ ‬علماء‭ ‬أمريكا‮»‬،‭ ‬وآخر‭ ‬تقدير‭ ‬للأسلحة‭ ‬النووي‭ ‬نُشر‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬حصر‭ ‬تقديري‭ ‬للرؤوس‭ ‬النووية‭ ‬الدولية،‭ ‬2025‮»‬،‭ ‬كذلك‭ ‬هناك‭ ‬التقارير‭ ‬الدورية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الحملة‭ ‬الدولية‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬القنابل‭ ‬النووية‮»‬،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬التحقيقات‭ ‬الإعلامية‭ ‬الاستقصائية،‭ ‬ومنها‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬‮«‬الواشنطن‭ ‬بوست‮»‬‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬يونيو‭ ‬2025‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬أين‭ ‬أسلحة‭ ‬العالم‭ ‬النووية،‭ ‬ومن‭ ‬يمتلكها؟‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬هذه‭ ‬التقارير،‭ ‬أُلخص‭ ‬لكم‭ ‬أهم‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬حول‭ ‬القوى‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأقدم‭ ‬تقديراً‭ ‬بعدد‭ ‬القنابل‭ ‬والرؤوس‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها‭.‬

أولاً‭: ‬النادي‭ ‬النووي‭ ‬الرسمي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬تسع‭ ‬دول‭ ‬هي‭: ‬أمريكا،‭ ‬روسيا،‭ ‬بريطانيا،‭ ‬فرنسا،‭ ‬الصين،‭ ‬الهند،‭ ‬باكستان،‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

ثانياً‭: ‬يقدِّر‭ ‬مجموع‭ ‬القنابل‭ ‬النووية‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬بنحو‭ ‬70300،‭ ‬حيث‭ ‬انخفض‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬12241‭ ‬إلى‭ ‬12331‭ ‬قنبلة‭ ‬ورأساً‭ ‬نووياً‭.‬

ثالثاً‭: ‬روسيا‭ ‬تمتلك‭ ‬العدد‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬القنابل‭ ‬والرؤوس‭ ‬النووية‭ ‬وهي‭ (‬من‭ ‬4309‭ ‬إلى‭ ‬5459‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬أمريكا‭ (‬3700‭ ‬إلى‭ ‬5177‭)‬،‭ ‬وفرنسا‭ (‬290‭)‬،‭ ‬الصين‭ (‬600‭)‬،‭ ‬بريطانيا‭ (‬225‭)‬،‭ ‬باكستان‭ (‬170‭)‬،‭ ‬الهند‭ (‬180‭)‬،‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ (‬90‭)‬،‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية‭ (‬50‭)‬،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬روسيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬تمتلكان‭ ‬نحو87%‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الرؤوس‭ ‬والقنابل،‭ ‬ونسبة‭ ‬83%‭ ‬منها‭ ‬جاهزة‭ ‬ومعدة‭ ‬للاستخدام،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬باقي‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬تمتلك‭ ‬13%‭.‬

رابعاً‭: ‬هناك‭ ‬دول‭ ‬غير‭ ‬نووية،‭ ‬أي‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬قنابل،‭ ‬ولكنها‭ ‬تستضيف‭ ‬قنابل‭ ‬نووية‭ ‬أمريكية‭ ‬وروسية‭ ‬على‭ ‬أراضيها،‭ ‬فهناك‭ ‬زهاء‭ ‬100‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬وهولندا،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬وبلجيكا،‭ ‬وقنبلة‭ ‬نووية‭ ‬روسية‭ ‬في‭ ‬بيلاروس‭. ‬

خامساً‭: ‬هذه‭ ‬القنابل‭ ‬والرؤوس‭ ‬النووية‭ ‬تُطلق‭ ‬إما‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الطائرات‭ ‬المقاتلة‭ ‬مثل‭ ‬قنبلتي‭ ‬هيروشيما‭ ‬وناجازاكي،‭ ‬وأما‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬السفن‭ ‬والغواصات‭.‬

سادساً‭: ‬أما‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬العسكري‭ ‬الصهيوني‭ ‬فهو‭ ‬الأكثر‭ ‬سرية،‭ ‬والأشد‭ ‬تكتماً‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المعلومات‭ ‬المتعلقة‭ ‬به،‭ ‬وهناك‭ ‬عدة‭ ‬دراسات‭ ‬كشفت‭ ‬بعض‭ ‬جوانب‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الغامض،‭ ‬منها‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬اتحاد‭ ‬علماء‭ ‬أمريكا‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نشرة‭ ‬علماء‭ ‬الذرة‮»‬‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬يناير‭ ‬2022،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬الإسرائيلية‮»‬‭.‬

فالكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬لم‭ ‬يعترف‭ ‬حتى‭ ‬الساعة‭ ‬بأنه‭ ‬يمتلك‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينكر‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬والتصريحات‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬قادة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬متشابهة‭ ‬في‭ ‬مضمونها،‭ ‬وآخرها‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬نتنياهو‭ ‬الذي‭ ‬قال‭: ‬‮«‬لن‭ ‬نكون‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يدخل‭ ‬قنابل‭ ‬نووية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬ولكن‭ ‬التصريح‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬حيازة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬للأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬وزير‭ ‬التراث‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬أثناء‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الشاملة‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬عندما‭ ‬صرح‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬استخدام‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬لضرب‭ ‬غزة،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عزله‭ ‬فوراً‭ ‬من‭ ‬منصبة‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬تصريحاته‭ ‬لا‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬على‭ ‬امتلاك‭ ‬الصهاينة‭ ‬لأسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬النووية‭ ‬فهي‭ ‬امتناع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬معاهدة‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬بروتوكولات‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولي‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭.‬

فالكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬دخل‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬العسكري‭ ‬منذ‭ ‬بدايته‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1945‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬بن‭ ‬جوريون،‭ ‬حيث‭ ‬عملوا‭ ‬في‭ ‬سرية‭ ‬تامة،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬الحليف‭ ‬والصديق‭ ‬الأكبر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مع‭ ‬فرنسا‭ ‬التي‭ ‬قدَّمت‭ ‬لهم‭ ‬مفاعل‭ ‬ديمونة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1957،‭ ‬كما‭ ‬قدَّمت‭ ‬لهم‭ ‬النرويج‭ ‬20‭ ‬طناً‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬الثقيل‭ ‬في‭ ‬1959،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬والمواد‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬شيمون‭ ‬بيريز‭ ‬للأبحاث‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬النقب‮»‬‭. ‬ولعدة‭ ‬سنوات‭ ‬ضلل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬أمريكا‭ ‬حول‭ ‬نواياه‭ ‬العسكرية،‭ ‬وقدم‭ ‬معلومات‭ ‬كاذبة‭ ‬عن‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬العسكري،‭ ‬حتى‭ ‬اكتشفت‭ ‬أمريكا‭ ‬أسرار‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الكاذب‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الستينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم،‭ ‬وتوافقا‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬الخبر‭ ‬سرياً‭ ‬وغامضاً‭.‬

ونظراً‭ ‬الى‭ ‬سرية‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬فإن‭ ‬التقديرات‭ ‬اختلفت‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬العدد‭ ‬ونوعية‭ ‬القنابل،‭ ‬حيث‭ ‬تفيد‭ ‬التقارير‭ ‬بأن‭ ‬العدد‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬75‭ ‬إلى‭ ‬400،‭ ‬وأن‭ ‬لديهم‭ ‬بلوتونيوم‭ ‬مخزنا‭ ‬وزنه‭ ‬980‭ ‬كيلوجراماً،‭ ‬ويمكن‭ ‬إنتاج‭ ‬170‭ ‬إلى‭ ‬278‭ ‬سلاحاً‭ ‬نووياً‭ ‬إضافياً‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬يمتلك‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬صاروخ‭ ‬باليستي‭ ‬نووي‭ ‬من‭ ‬نوع‭ (‬Jericho‭-‬IV‭) ‬يبلغ‭ ‬مداه‭ ‬نحو‭ ‬5500‭ ‬كيلومتر،‭ ‬أي‭ ‬يمكن‭ ‬ضرب‭ ‬إيران‭ ‬وباكستان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الغواصات‭ ‬الألمانية‭ ‬من‭ ‬نوع‭ (‬Dolphin‭ ‬II‭)‬،‭ ‬والمزودة‭ ‬بصواريخ‭ ‬نووية‭ ‬مداها‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬1000‭ ‬كيلومتر‭.‬

وعموما‭ ‬فإن‭ ‬الملاحظ‭. ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬ونوعية‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬انخفاض‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام،‭ ‬وليس‭ ‬هذا‭ ‬اقتناعاً‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بخفض‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬التدميرية‭ ‬المهلكة‭ ‬للحرث‭ ‬والنسل‭ ‬والكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬برمتها،‭ ‬ولكن‭ ‬بسبب‭ ‬إحالة‭ ‬القنابل‭ ‬الذرية‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬منها‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬التقاعد‭ ‬المبكر،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬جيلٍ‭ ‬جديد‭ ‬متطور‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬الأشد‭ ‬وطأة‭ ‬وهلاكاً‭ ‬للبشرية،‭ ‬والأكثر‭ ‬تدميراً‭ ‬لكوكبنا‭. ‬

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا