العدد : ١٧٢٦٨ - الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦٨ - الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ محرّم ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

في ذم القطط

تم‭ ‬الإعلان‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬من‭ ‬الهيلمان‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬جمعية‭ ‬لرعاية‭ ‬القطط‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬خليجية،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬احتفال‭ ‬تدشين‭ ‬الجمعية‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬رعايا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوربية،‭ ‬وبادئ‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬أعلن‭ ‬أنني‭ ‬أكره‭ ‬القطط،‭ ‬وبصراحة‭ ‬أكثر‭ ‬فإنني‭ ‬أخاف‭ ‬من‭ ‬القطط،‭ ‬اي‭ ‬عندي‭ ‬فوبيا‭ (‬رهاب‭) ‬القطط،‭ ‬وأهون‭ ‬على‭ ‬قلبي‭ ‬ان‭ ‬اجلس‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬مظلمة‭ ‬مع‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ (‬ناهضا‭ ‬من‭ ‬قبره‭) ‬وجورج‭ ‬قرداحي‭ ‬وبوتين‭ ‬وراغب‭ ‬علامة‭ ‬وأنا‭ ‬استمع‭ ‬الى‭ ‬شعبان‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم،‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬تستفرد‭ ‬بي‭ ‬قطة،‭ ‬،‭ ‬والسبب‭ ‬الآخر‭ ‬لكراهيتي‭ ‬للقطط‭ ‬هو‭ ‬أنها‭ ‬تعادي‭ ‬الفئران،‭ ‬وهناك‭ ‬فأران‭ ‬أكن‭ ‬لهما‭ ‬احتراما‭ ‬شديدا،‭ ‬هما‭ ‬جيري‭ ‬صاحب‭ ‬القط‭ ‬توم،‭ ‬والذي‭ ‬ياما‭ ‬اسعدني‭ ‬ببهدلة‭ ‬توم‭ ‬ومرمطته،‭ ‬وميكي‭ ‬ماوس،‭ ‬فأر‭ ‬ديزني‭ ‬الشهير،‭ ‬الذي‭ ‬صارت‭ ‬له‭ ‬امبراطورية‭ ‬تدر‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات،‭ ‬وفوق‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬فإن‭ ‬القطط‭ ‬تحسب‭ ‬ان‭ ‬الله‭ ‬خلق‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬كي‭ ‬يكونوا‭ ‬في‭ ‬خدمتها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬كائنات‭ ‬كسولة‭ ‬تمشي‭ ‬نحو‭ ‬عشر‭ ‬خطوات‭ ‬ثم‭ ‬تتمدد‭ ‬وتنام،‭ ‬والقطط‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬النوم‭ ‬بسبب‭ ‬إدمان‭ ‬المكبوس،‭ ‬الذي‭ ‬تصب‭ ‬كل‭ ‬عائلة‭ ‬منه‭ ‬يوميا‭ ‬نحو‭ ‬خمسة‭ ‬كليوغرامات‭ ‬مربعة‭ ‬في‭ ‬مقالب‭ ‬القمامة‭!! ‬ثم‭ ‬ان‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬بطبعه‭ ‬يتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الفئران،‭ ‬بسبب‭ ‬القواسم‭ ‬المشتركة‭ ‬معها،‭ ‬فالعربي‭ ‬مبرمج‭ ‬بحيث‭ ‬يحمل‭ ‬بعض‭ ‬خصائص‭ ‬الفئران‭ ‬ليعيش‭ ‬في‭ ‬هلع‭ ‬دائم‭ ‬من‭ ‬المداهمات‭ ‬والغدر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القطط‭ ‬السمان‭ ‬البشرية،‭ ‬التي‭ ‬تتفوق‭ ‬على‭ ‬القطط‭ ‬الحيوانية‭ ‬بكونها‭ ‬نباتية‭ ‬ولحمجية‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬بل‭ ‬ولها‭ ‬استعداد‭ ‬لأكل‭ ‬الزلط‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالحها

والحقيقة‭ ‬هي‭ ‬ان‭ ‬تكاثر‭ ‬القطط‭ ‬الضالة‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬العربية،‭ ‬يفضح‭ ‬خيبتنا‭ ‬نحن‭ ‬الرجال،‭ ‬ويكشف‭ ‬الى‭ ‬اي‭ ‬مدى‭ ‬صرنا‭ ‬شخشيخات‭ ‬ودمى‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬زوجاتنا،‭ ‬فلو‭ ‬كان‭ ‬كل‭ ‬رجل‭ ‬منا‭ ‬يذبح‭ ‬قطة‭ ‬امام‭ ‬زوجته‭ ‬فور‭ ‬عقد‭ ‬القران‭ ‬وكتب‭ ‬الكتاب،‭ ‬لما‭ ‬أصبح‭ ‬متوسط‭ ‬دخل‭ ‬برميل‭ ‬القمامة‭ ‬من‭ ‬الثروة‭ ‬القططية‭ ‬نحو‭ ‬عشرة‭ ‬قطط‭!! ‬كان‭ ‬آباؤنا‭ ‬وأجدادنا‭ ‬يذبحون‭ ‬القطة‭ ‬بأيديهم‭ ‬العارية‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬سكين،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬كانت‭ ‬امهاتنا‭ ‬وجدَّاتنا‭ ‬يمشين‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬‮«‬يلخبطن‮»‬‭ ‬العجين‭!‬

وقيام‭ ‬جمعية‭ ‬لحماية‭ ‬القطط‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬العولمة‭ ‬‮«‬وصلت‮»‬،‭ ‬وبعد‭ ‬بضعة‭ ‬اشهر‭ ‬سنسمع‭ ‬عن‭ ‬جمعية‭ ‬لحماية‭ ‬الضب،‭ ‬وسيصبح‭ ‬اخراج‭ ‬الضب‭ ‬من‭ ‬جحره‭ ‬بضخ‭ ‬الغاز‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ (‬عادم‭) ‬السيارة‭ ‬في‭ ‬الجحر،‭ (‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬البدو‭ ‬لصيد‭ ‬الضب‭) ‬جريمة‭ ‬تماثل‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬القتل،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬المستبعد‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬إشهار‭ ‬جمعية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الصراصير‭ ‬في‭ ‬عدن،‭ ‬والعقارب‭ ‬في‭ ‬نواكشوط،‭ ‬بل‭ ‬وبما‭ ‬ان‭ ‬سنغافورة‭ ‬هي‭ ‬المثال‭ ‬الذي‭ ‬تحتذي‭ ‬به‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصاروخية،‭ ‬فقد‭ ‬يصل‭ ‬بنا‭ ‬الحال‭ ‬الى‭ ‬انشاء‭ ‬جمعية‭ ‬اصدقاء‭ ‬دورات‭ ‬المياه،‭ ‬وتشهد‭ ‬سنغافورة‭ ‬سنويا‭ ‬المؤتمر‭ ‬العالمي‭ ‬للمراحيض،‭ ‬وقد‭ ‬زرت‭ ‬سنغافورة،‭ ‬وأشهد‭ ‬بأنني‭ ‬رأيت‭ ‬فيها‭ ‬حمامات‭ ‬في‭ ‬مجمعات‭ ‬تسوق‭ ‬انظف‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المطاعم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬وفي‭ ‬سنغافورة‭ ‬يصنفون‭ ‬المراحيض‭ ‬الى‭ ‬ثلاث‭ ‬فئات‭: ‬خمس‭ ‬واربع‭ ‬وثلاث‭ ‬نجوم،‭ ‬وما‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬ممنوع‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬حقي‭ ‬أن‭ ‬أتساءل‭: ‬ما‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬سيدور‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬المؤتمر؟‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الملابس‭ ‬سيرتدي‭ ‬اولئك‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬المؤتمر؟‭ ‬هل‭ ‬سيضعون‭ ‬امام‭ ‬كل‭ ‬مشارك‭ ‬رول‭ ‬من‭ ‬ورق‭ ‬التواليت‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الكلينكس‭ ‬او‭ ‬الفاين؟‭ ‬هذه‭ ‬عالم‭ ‬فايقة‭ ‬ورايقة‭!! ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاشياء‭ ‬لا‭ ‬تهمنا‭ ‬فما‭ ‬زال‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬دورات‭ ‬المياه،‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬‮«‬المياه‮»‬‭!! ‬ثم‭ ‬ان‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الاشياء‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬برامج‭ ‬هالة‭ ‬سرحان‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬علاقة‭ ‬الفراش‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬منها‭ ‬لمجاراة‭ ‬مقدم‭ ‬برامج‭ ‬الفضائح‭ ‬الأمريكية‭ ‬جيري‭ ‬سبرينغر‭!! ‬

ونحن‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬منابر‭ ‬نبحث‭ ‬فيها‭ ‬قضايا‭ ‬دورة‭ ‬المياه،‭ ‬بل‭ ‬مؤتمرات‭ ‬حول‭ ‬الدورة‭ ‬الدموية،‭ ‬فكثيرون‭ ‬منا‭ ‬جف‭ ‬الدم‭ ‬في‭ ‬عروقهم‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الفقر‭ ‬او‭ ‬شدة‭ ‬الخوف،‭ ‬وبعضنا‭ ‬‮«‬ما‭ ‬عندهم‭ ‬دم‮»‬‭ ‬أساسا،‭ ‬ومعظم‭ ‬بلداننا‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬انقطاع‭ ‬الطمث‭ ‬حتى‭ ‬أصيبت‭ ‬بالعقم‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬تلد‭ ‬النجباء‭ ‬والصناديد‭ ‬وذوي‭ ‬العقول‭ ‬الراجحة‭! ‬مالنا‭ ‬نحن‭ ‬ودورات‭ ‬المياه‭ ‬وبعض‭ ‬بلداننا‭ ‬حالها‭ ‬أتعس‭ ‬من‭ ‬دبليو‭ ‬سي؟

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا